❞ رواية أموتُ مجددًا ❝ ⏤ حنان محمد سماري
جاء أحد الحراس وألقى الهاتف في يدي بخشونة، ثم وقف بجانبي، عينيه مسمرة عليّ وكأنها تأمرني بالإسراع. كانت يداي ترتجفان بعنف، بالكاد استطعت أن أقبض على الجهاز، وكأن ثقله يضاعف مع ارتعاشي. عقلي مشوش، الأرقام تتراقص أمامي بلا معنى.
مسحت دموعي بكم قميصي المتسخ، أجبرت نفسي على التقاط أنفاسي المبعثرة. هذا ليس وقت الانهيار. هذه المكالمة هي الفاصل بين الحياة والموت. شددت قبضتي على الهاتف، زفرت زفرة طويلة، ثم أغمضت عيني للحظة قبل أن أضغط على الأرقام التي تشكل طوق نجاتي. وضعت الهاتف على أذني، وقلبي يخبط في صدري بجنون. هل خوفي من أن يرد؟ أم من المصير الذي ينتظرني ؟ صوت الرنين اخترق أذني كضربات طبول حرب، ومع كل رنة، كنت أشعر أنني أقف أقرب إلى حافة الهاوية.
وفجأة، جاء صوته... عميقًا، حادًا، ملأ رأسي: "من هناك؟"
تجمدت للحظة، ثم انهرت على ركبتي، الهواء فرّ من رئتي وكأن هناك مايطبق على عنقي. فتحت فمي، أبحث عن الهواء، أبحث عن الكلمات، لكن صوت أخي عاد، قلقًا، متوترًا:
"مرحبًا؟ مرحبًا؟"
شهقت بحرقة، ثم صرخت من أعماقي: "أخي..أنقذني!"
تردد صوته في أذني وكأنني أهتف في نفق فارغ، ثم جاء رده، باردًا كحد السكين: "من أنت؟"
انفجرت دموعي كالسيل، ارتفع صوتي برجاء يائس: "كروف، أنا سكاي!"
عمّ الصمت للحظة، لكنها لم تكن راحة، بل كابوس
حنان محمد سماري - حنان محمد سماري كاتبة روائية عراقية متخصصة في أدب الخيال والغموض والتشويق، مع لمسات رومانسية أنسجها بعناية داخل حبكات سردية مشوّقة وعوالم متقنة الصياغة. بدأت رحلتي مع الكتابة منذ أكثر من عقد، ونجحت في بناء قاعدة قرّاء واسعة لما أقدمه من أعمال تحمل طابعًا فريدًا وأسلوبًا خاصًا يوازن بين العمق الإنساني والدراما الحسية. أعمال منشورة الكترونيا:
أموت مجددا
البيراديكوي
أولست بشرًا؟
اسلوبي الادبي، لدي القدرة على مزج بين عناصر الغموض والدراما النفسية والخيال، مقدّمة قصصًا تلامس قضايا إنسانية وجودية، كما أستطيع خلق شخصيات متقنة التفاصيل وأحداث تتصاعد بوتيرة مشدودة تجذب القارئ حتى النهاية.
من - مكتبة .