146229📘 قراءة وتحميل كتاب رحلة بلا ملامح ⏤ هاني الميهي 2025
❞ كتاب رحلة بلا ملامح ❝  ⏤ هاني الميهي

❞ كتاب رحلة بلا ملامح ❝ ⏤ هاني الميهي

مخلص كتاب رحلة بلا ملامح
#هاني_الميهى
--- البداية الرمادية كانت الخطوة الأولى أشبه بضبابٍ ثقيل يلفّ الروح، لا يُرى فيه طريق، ولا يُدرك فيه يقين. كنتُ أتلمّس الظلال أكثر مما أتبين الضوء، وكأن الحياة تمتحن صبري بلونٍ واحد، يفتقر إلى الوضوح. --- المسير فوق الأشواك ما إن بدأتُ أتحرك حتى أدركتُ أن الدرب مفروشٌ بما يجرح أكثر مما يُطمئن. كل خطوة كانت نزفًا صامتًا، ومع ذلك واصلتُ، لأن التراجع كان موتًا، بينما الاستمرار – ولو فوق الأشواك – حياة. --- أسرار الليل الطويل في العتمة، ظهرت لي وجوه الغياب، وسمعت أصواتًا لم أدرِ أهي حنين أم وهم. الليل أطال سكونه، لكن بين ثناياه ولدت أسرار، بعضها حملني إلى القسوة، وبعضها همس لي بأن الغد ليس بعيدًا. --- الوقوف بعد الانكسار من بين الركام تعلمتُ أن الوقوف ليس انتصارًا على العالم، بل على نفسي أولًا. أن أرفع رأسي بعد سقوط، وأعيد ترتيب أنفاسي بعدما حسبتُ أنّ النهاية قد حانت. --- صوت المعركة الصامتة كانت حربًا لا يُسمع فيها صهيل ولا صراخ، إنما صراع داخلي يمزق الروح بين الرجاء واليأس، بين أن أستسلم وأُطفئ ذاتي، أو أن أتشبث بخيطٍ واحد من الحياة. --- الأثقال الخفية لم تكن الأعباء على ظهري وحده ما أنهكني، بل تلك الأحمال التي لا تُرى: جراح القلب، خيبات الأمل، الأسئلة التي بلا إجابات. أثقالٌ تتخفى في الروح أثقل من كل ما تحمله الأيدي. --- وجوه الزيف التقيتُ كثيرًا بوجوه تبتسم وهي تُخفي خناجرها، وتلوّن الحقائق بأقنعة براقة. تعلمتُ أنّ العالم لا يُرى بعيون الناس، بل بصدق البصيرة التي تكشف المستور. --- بذور الأمل ورغم كل شيء، ظلّ هناك ما ينبت من بين القسوة. بذور صغيرة، واهنة، لكنها عنيدة، تُصرّ أن تخترق الصخر وتخرج للحياة. كانت رسالتي أن الأمل لا يموت، بل يتخفى حتى يحين أوانه. --- مواسم الفقد رحل كثيرون عن حياتي: بعضهم بموتٍ، وبعضهم بخيانة، وآخرون بانطفاء حضورهم. لكنني أدركتُ أنّ الفقد موسمٌ كبقية المواسم، يأتي ويذهب، وما يبقى بعده هو الذاكرة التي تصوغنا من جديد. --- الوقت الذي يخون الزمن لم يكن صديقًا دائمًا. كم مرة وعدني بالتضميد فزاد النزيف، وكم مرة ظننتُ أنه سيحملني إلى برّ الأمان فإذا به يتركني على ضفة التيه. الوقت خائن إن لم نسبقه نحن بخطواتنا. --- الظل والمرآة رأيتُ نفسي في انعكاس المرآة، ورأيتها أيضًا في ظلّي الممتد. المرآة قالت الحقيقة كما هي، أما الظل فكشف ما لا أريد الاعتراف به: أنني في صراعٍ بين ما أظهره للناس وما أخفيه عن نفسي. --- رحلة البحث عن المعنى تاهت بي الطرق، تداخلت الأصوات، ووجدت نفسي أبحث عن معنى واحد يمسك بيدي. لم يكن المعنى في الآخرين، بل في داخلي، في قدرتي على أن أُعطي لحياتي تعريفًا لا يملكه سواي. --- حكايات على حافة الصمت كم من الحكايات كتمتها مخافة أن يخذلني الكلام، فبقيتُ صامتًا. لكن للصمت نفسه أصوات، تحكي وتفضح وتروي، حتى وإن ظنّ الآخرون أنني غارقٌ في السكون. --- الفجر الذي يتأخر انتظرتُ شروقًا طال غيابه، لكني أدركتُ أنّ الفجر قد يتأخر، لكنه لا يغيب. كل تأجيلٍ في حياتنا ما هو إلا درس في الصبر، ورسالة تقول: "ما تستحقه سيأتي، لكن في وقته المناسب." --- النهاية التي لم تُكتب وعندما وصلتُ إلى ما ظننته ختام الرحلة، أدركت أنّ النهايات ليست سطورًا تُغلق، بل بدايات تتشكل. ما لم يُكتب بعد هو الأجمل، وما لم يُحك بعد هو الأصدق. النهاية دائمًا امتدادٌ لما لم نجرؤ على البدء به من جديد. --- ويبقى السؤال:
إذا كانت الرحلة بلا ملامح، فهل نحن من نرسم ملامحها، أم أن الملامح هي التي تختارنا؟
هاني الميهي - نبذة عن الكاتب والروائي هاني الميهى هاني الميهى، كاتب وروائي مصري وُلد في 28 ديسمبر 1981 بمدينة طنطا – محافظة الغربية. نشأ في بيئة مصرية أصيلة كان لها أثر بالغ في تشكيل وعيه الثقافي والإنساني. حاصل على ليسانس الآداب – قسم الإعلام، ثم أكمل دراساته العليا في مجال الدراسات الإعلامية والسياسية بجامعة طنطا. بفضل هذا التكوين الأكاديمي والإبداعي، استطاع أن يجمع بين العمق البحثي والرؤية الأدبية المميزة. يُعد الميهى عضوًا عاملًا بالنقابة العامة للصحافة والإعلام، وهو ما أتاح له أن يكون قريبًا من القضايا المجتمعية والإنسانية، ينقلها إلى القارئ برؤية نقدية، وبلغة مشحونة بالواقعية والدراما. بجانب عمله في المجال الإعلامي، خاض تجربة إدارية مميزة كمدير لإدارة وتشغيل الكافيهات، وهي خبرة حياتية غنية انعكست على كتاباته في صورة واقعية حية وصور إنسانية نابضة. أعماله الأدبية ترك هاني الميهى بصمته الأدبية من خلال عدد من الإصدارات التي لاقت اهتمامًا بين القراء: رواية "فريدة والعالم الآخر" – صدرت عن دار ببلومانيا للنشر والتوزيع، وتُعد من أبرز أعماله الروائية التي مزج فيها بين الخيال والواقع، مقدّمًا للقارئ تجربة إنسانية ممتعة تتجاوز حدود الزمان والمكان. مجموعة خواطر منشورة في مجلة "إيفريست" الأدبية الإلكترونية – حيث كشف من خلالها عن قدرته على التعبير عن المشاعر الإنسانية والهموم المجتمعية في نصوص قصيرة مكثفة تمزج بين الشعرية والعمق الفكري. كما يعمل الميهى حاليًا على سلاسل درامية وأدبية متنوعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، تطرح قضايا المجتمع من زوايا مختلفة، بدءًا من العلاقات الإنسانية وصولًا إلى الصراعات النفسية والاجتماعية، وهو ما جعله أقرب إلى الجمهور بمحتوى معاصر يجمع بين الأدب والإعلام.
من - مكتبة .


اقتباسات من كتاب رحلة بلا ملامح

نبذة عن الكتاب:
رحلة بلا ملامح

2025م - 1447هـ
مخلص كتاب رحلة بلا ملامح
#هاني_الميهى
---

البداية الرمادية

كانت الخطوة الأولى أشبه بضبابٍ ثقيل يلفّ الروح، لا يُرى فيه طريق، ولا يُدرك فيه يقين. كنتُ أتلمّس الظلال أكثر مما أتبين الضوء، وكأن الحياة تمتحن صبري بلونٍ واحد، يفتقر إلى الوضوح.

---

المسير فوق الأشواك

ما إن بدأتُ أتحرك حتى أدركتُ أن الدرب مفروشٌ بما يجرح أكثر مما يُطمئن. كل خطوة كانت نزفًا صامتًا، ومع ذلك واصلتُ، لأن التراجع كان موتًا، بينما الاستمرار – ولو فوق الأشواك – حياة.

---

أسرار الليل الطويل

في العتمة، ظهرت لي وجوه الغياب، وسمعت أصواتًا لم أدرِ أهي حنين أم وهم. الليل أطال سكونه، لكن بين ثناياه ولدت أسرار، بعضها حملني إلى القسوة، وبعضها همس لي بأن الغد ليس بعيدًا.

---

الوقوف بعد الانكسار

من بين الركام تعلمتُ أن الوقوف ليس انتصارًا على العالم، بل على نفسي أولًا. أن أرفع رأسي بعد سقوط، وأعيد ترتيب أنفاسي بعدما حسبتُ أنّ النهاية قد حانت.

---

صوت المعركة الصامتة

كانت حربًا لا يُسمع فيها صهيل ولا صراخ، إنما صراع داخلي يمزق الروح بين الرجاء واليأس، بين أن أستسلم وأُطفئ ذاتي، أو أن أتشبث بخيطٍ واحد من الحياة.

---

الأثقال الخفية

لم تكن الأعباء على ظهري وحده ما أنهكني، بل تلك الأحمال التي لا تُرى: جراح القلب، خيبات الأمل، الأسئلة التي بلا إجابات. أثقالٌ تتخفى في الروح أثقل من كل ما تحمله الأيدي.

---

وجوه الزيف

التقيتُ كثيرًا بوجوه تبتسم وهي تُخفي خناجرها، وتلوّن الحقائق بأقنعة براقة. تعلمتُ أنّ العالم لا يُرى بعيون الناس، بل بصدق البصيرة التي تكشف المستور.

---

بذور الأمل

ورغم كل شيء، ظلّ هناك ما ينبت من بين القسوة. بذور صغيرة، واهنة، لكنها عنيدة، تُصرّ أن تخترق الصخر وتخرج للحياة. كانت رسالتي أن الأمل لا يموت، بل يتخفى حتى يحين أوانه.

---

مواسم الفقد

رحل كثيرون عن حياتي: بعضهم بموتٍ، وبعضهم بخيانة، وآخرون بانطفاء حضورهم. لكنني أدركتُ أنّ الفقد موسمٌ كبقية المواسم، يأتي ويذهب، وما يبقى بعده هو الذاكرة التي تصوغنا من جديد.

---

الوقت الذي يخون

الزمن لم يكن صديقًا دائمًا. كم مرة وعدني بالتضميد فزاد النزيف، وكم مرة ظننتُ أنه سيحملني إلى برّ الأمان فإذا به يتركني على ضفة التيه. الوقت خائن إن لم نسبقه نحن بخطواتنا.

---

الظل والمرآة

رأيتُ نفسي في انعكاس المرآة، ورأيتها أيضًا في ظلّي الممتد. المرآة قالت الحقيقة كما هي، أما الظل فكشف ما لا أريد الاعتراف به: أنني في صراعٍ بين ما أظهره للناس وما أخفيه عن نفسي.

---

رحلة البحث عن المعنى

تاهت بي الطرق، تداخلت الأصوات، ووجدت نفسي أبحث عن معنى واحد يمسك بيدي. لم يكن المعنى في الآخرين، بل في داخلي، في قدرتي على أن أُعطي لحياتي تعريفًا لا يملكه سواي.

---

حكايات على حافة الصمت

كم من الحكايات كتمتها مخافة أن يخذلني الكلام، فبقيتُ صامتًا. لكن للصمت نفسه أصوات، تحكي وتفضح وتروي، حتى وإن ظنّ الآخرون أنني غارقٌ في السكون.

---

الفجر الذي يتأخر

انتظرتُ شروقًا طال غيابه، لكني أدركتُ أنّ الفجر قد يتأخر، لكنه لا يغيب. كل تأجيلٍ في حياتنا ما هو إلا درس في الصبر، ورسالة تقول: "ما تستحقه سيأتي، لكن في وقته المناسب."

---

النهاية التي لم تُكتب

وعندما وصلتُ إلى ما ظننته ختام الرحلة، أدركت أنّ النهايات ليست سطورًا تُغلق، بل بدايات تتشكل. ما لم يُكتب بعد هو الأجمل، وما لم يُحك بعد هو الأصدق. النهاية دائمًا امتدادٌ لما لم نجرؤ على البدء به من جديد.

---

ويبقى السؤال:
إذا كانت الرحلة بلا ملامح، فهل نحن من نرسم ملامحها، أم أن الملامح هي التي تختارنا؟ .
المزيد..

تعليقات القرّاء:



سنة النشر : 2025م / 1446هـ .
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:


شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

المؤلف:
هاني الميهي - Hany Elmehy

كتب هاني الميهي نبذة عن الكاتب والروائي هاني الميهى هاني الميهى، كاتب وروائي مصري وُلد في 28 ديسمبر 1981 بمدينة طنطا – محافظة الغربية. نشأ في بيئة مصرية أصيلة كان لها أثر بالغ في تشكيل وعيه الثقافي والإنساني. حاصل على ليسانس الآداب – قسم الإعلام، ثم أكمل دراساته العليا في مجال الدراسات الإعلامية والسياسية بجامعة طنطا. بفضل هذا التكوين الأكاديمي والإبداعي، استطاع أن يجمع بين العمق البحثي والرؤية الأدبية المميزة. يُعد الميهى عضوًا عاملًا بالنقابة العامة للصحافة والإعلام، وهو ما أتاح له أن يكون قريبًا من القضايا المجتمعية والإنسانية، ينقلها إلى القارئ برؤية نقدية، وبلغة مشحونة بالواقعية والدراما. بجانب عمله في المجال الإعلامي، خاض تجربة إدارية مميزة كمدير لإدارة وتشغيل الكافيهات، وهي خبرة حياتية غنية انعكست على كتاباته في صورة واقعية حية وصور إنسانية نابضة. أعماله الأدبية ترك هاني الميهى بصمته الأدبية من خلال عدد من الإصدارات التي لاقت اهتمامًا بين القراء: رواية "فريدة والعالم الآخر" – صدرت عن دار ببلومانيا للنشر والتوزيع، وتُعد من أبرز أعماله الروائية التي مزج فيها بين الخيال والواقع، مقدّمًا للقارئ تجربة إنسانية ممتعة تتجاوز حدود الزمان والمكان. مجموعة خواطر منشورة في مجلة "إيفريست" الأدبية الإلكترونية – حيث كشف من خلالها عن قدرته على التعبير عن المشاعر الإنسانية والهموم المجتمعية في نصوص قصيرة مكثفة تمزج بين الشعرية والعمق الفكري. كما يعمل الميهى حاليًا على سلاسل درامية وأدبية متنوعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، تطرح قضايا المجتمع من زوايا مختلفة، بدءًا من العلاقات الإنسانية وصولًا إلى الصراعات النفسية والاجتماعية، وهو ما جعله أقرب إلى الجمهور بمحتوى معاصر يجمع بين الأدب والإعلام.. المزيد..

كتب هاني الميهي