❞ رواية إلا جدتك كانت تغنى ❝ ⏤ صالحة عبيد
كلُّ الجَدَّات كنَّ يُصلِّين، إلَّا جدَّتكَ كانت تغنِّي.
أعرف هذا عنكَ، وهذا ما تصفيه به أنتَ نفسكَ دائماً، غناءُ جدَّتكَ كان بوصلتكَ ولعنتكَ، شاهين، وهذا هو اسمكَ الأوَّل والأخير، فلا أب لك، ولكَ أمٌّ تخلَّت عنكَ في الواقع قبل الذاكرة.
أقلِّب وحدي الدفاتر القديمة وألبوم الصور المهترئة في بيت صغير من ثمانينيات الزمن، وأفتَّش عن أوَّل مَن سكن هذه الخرابة اليوم، المنزل بالأمس، هذا الهيكل الجامع الوحيد الذي لم يعد يشرح إلَّا عن ساحة مرصوفة ببلاط الكاشي المهترئ، أتخيَّل أن كل نقطة عليه، يعود السباق معه، لأنه سكنه، لكل نقطة هي بصمة، اسم. كنا آخر قاطعه، قبل أن يتحوَّل إلى منزل ورثة الأخير، جثَّة محنَّطة من تلك الزجاجة التي لم تحسم أبناء أمرها بعد أن مات الأب، ليبقى مهجوراً وخالياً،ٌ معلَّقة، تجاوزنها ولم تتجاوزنا، وشهدت حياة نمعن في تعذيب الجسد المتفكك لهذا المنزل، لن نعود بين الحين والآخر، لنفتنش عن شيء ما تركناه عَنْوَة، لنوهِم به لنا قد نعود يوماً، ستعيش حياتنا معًا.
صالحة عبيد - كاتبة وروائية ولدت في عام 1988 في دولة الإمارات العربية المتحدة. تخرجت في جامعة الشارقة ونالت شهادة البكالوريوس في الهندسة الإلكترونية.
نشرت مجموعات قصصية قصيرة، وعدداً من الروايات منها رواية «لعلها مزحة»، و«iPad: الحياة على طريقة زوربا».
نشرت أول مجموعة قصصية لها «زهايمر» في عام 2010 عن دار أبوظبي للثقافة والتراث ثم تُرجمت بعدها بعام إلى اللغة الألمانية.
في عام 2018، أصدرت أول رواية لها بعد ثلاث مجموعات قصصية «لعلها مزحة» عن دار المتوسط، إيطاليا.
فازت عبيد بجوائز عديدة ففي عام 2013 حصلت على المركز الثالث في جائزة التبادل الإماراتي الإيطالي في القصة القصيرة، ونالت على جائزة العويس للإبداع عن كتابها «خصلة بيضاء بشكل ضمني» في عام 2016، كما أنها فازت بجائزة الإمارات للشباب في مجال الثقافة والكتابة الأدبية في عام 2017.
هي عضو مؤسس لمجموعة «نون الشباب» في ندوة الثقافة والعلوم، وعضو بهيئة تحرير مجلة تابعة لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات «بيت سرد»، وعضو رابطة أديبات الإمارات.
كاتبة عمود في جريد «رؤية» الإماراتية ولها عمود ثابت باسم «شقائق حلم» في جريدة هماليل.
من - مكتبة .