❞ فلنعيد للحب هيبته ❝

في ذكري هذا اليوم وهذا التاريخ القدري ❤️يشغل بالي الحديث عن الحب ومأساته الحاليه فماذا حدث للحب في هذا الزمان واقول فلنحفظ للحب هيبته… في زاوية من زوايا القلب يسكن الحُبّ، شعور لا يُشبه سواه من المشاعر. ذلك الزائر الأبدي الذي لا نعرف متى يأتي، ولا كيف يغادر. منذ فجر التاريخ، والحب يحكم القلوب بصمتٍ وسُلطانه يغير مصائر، ويزرع املاً ، ويخلّف وجعًا حلو المذاق. لكن ما حال الحب الذي نعيشه اليوم؟ أهو ذات الحب الذي عصف بقلب عنترة حين أنشد لِعبلة قائلاً "ولقد ذكرتُكِ والرِّماحُ نواهلٌ
مني، وبيضُ الهندِ تقطرُ من دمي
فوددتُ تقبيلَ السيوفِ لأنها
لمعتْ كبارقِ ثغركِ المتبسّمِ" أو حين قال امرىء القيس لفاطمه "أغَرّكِ منّي أن حبَّكِ قاتلي
وأنّكِ مهما تأمري القلبَ يفعَلِ" او كما قال جميل لبثينه وأَوعدتني في الحيّ بثنُّ مواعِداً
متى نَأتِ منها؟ ما تكادُ تُبينُ
وتُبدي لنا حبّاً بوجهٍ تَجمَّلتْ
به وهو في الأحشاءِ حين دفينُ وكذا نزار قباني حين قال "تحت ظلال السور العتيق نطلب فناجين من القهوه ونغرق فالشوق العميق” اهذا هو الحب
أم هو حبٌ من نوعٍ آخر… أسرع، وأخف، وأقلّ عمقًا؟ *الحب قديماً… حين كان للانتظار طعمٌ آخر في الأمس البعيد، لم يكن هناك إنترنت، ولا رسائل فورية، ولا وُجود لتطبيقات تُشعل الإشعارات كل دقيقة. كان الحُبّ رسالة تُكتب على ورقٍ أصفر، يُنتظر ساعي البريد كما يُنتظر المطر. كان اللقاءُ موعدًا لا يُخلف، والعيون تتكلم قبل الألسن، والقلوب تعرف كيف تنتظر وتخلص في شعورها، وكان العشاق يتذوقون طعم الاشتياق، ويَحفظون رسائل الحبيب كجزء من الروح *الحب اليوم… بين شاشات مضيئة وقلوب مُتعبة اما في زمننا هذا، لم يعد الحب كما كان، اصبح سريعًا كنبض الشاشة، سهل الدخول والخروج اسهل . صورة، تعليق، “إيموجي” على منشور، ثم صمتٌ طويل. صرنا نحبّ تحت أضواء الهواتف، ونفترق برسالة واحدة، باردة، تنهي كل شيء بكلمة: “نصيب”. وسائل التواصل قرّبت المسافات، نعم، لكنها أحيانًا أبعدت الأرواح. صار الشوق مُختزلًا في مكالمة فيديو، والمشاعر مُعالجة بفلاتر. ولم نعد نكتب الرسائل، بل نحذفها قبل أن تُرسل، خشية أن نُظهر ضعفًا أو حنينًا. *هل تغيّر الحب؟ أم تغيّرنا نحن؟ الحب في جوهره لم يتغير، لكنّ التعبير عنه أصبح عَجولًا، وكأنّ القلوب باتت تخاف من الغرق في العمق. صرنا نحبّ ونحن نُفكر في الهروب، نُعبر عن مشاعرنا بلغة “الرد السريع”، ونقيس الحُب بعدد الرسائل اليومية لا بصدق الإحساس. *الحب بين زمنين… وأيهما أصدق؟ الحب قديمًا كان بطيئًا لكنه صادق، يشبه نار الموقد التي تدفئ على مهل، أما حب اليوم، فيشبه شرارةً كهربائية: تُنير سريعًا وتخبو فجأة. لكن من قال إن أحدهما أفضل من الآخر؟ لكل زمنٍ لغته، ولكل جيلٍ طريقته. المهم، أن يبقى الحب حبًا، لا صفقة، ولا لحظة مؤقتة. *كيف نعيد للقلوب وهجها؟ لا نحتاج للعودة إلى الماضي، بل للعودة إلى صدق المشاعر. أن نقول “أحبك” بلهفة، لا بخجل، نقولها بصدق لا مجامله او مكايده او بتلاعب ان نقول "احبك" ونحفظ لتلك الكلمه شرفها وكبريائها أن نستمع أكثر مما نُرسل، وأن نُعيد الي اللقاء معناه ،وللحضور دفئه الذي لا يُعوّضه اتصال. في النهاية، يبقى الحبّ كما هو: نارًا لا تُرى، ووجعًا جميلًا، ولغةً لا تُدرّس في المدارس. فلنمنحه بعضًا من وقتنا، ولنُخرس ضجيج العالم قليلًا… لعلّ القلب يسمع مجددًا. ❤️فلنحفظ للحب هيبته بقلم مروه مجدي مصر ٢٠٢٥/٧/٣
-
من - مكتبة .