❞ ديوان خريف الصفات ❝ ⏤ علي حسن الخليلي
‵خريف الصفات‵ ليس مجرد ديوان شعر، بل هو رحلة عميقة في وجدان الشاعر الفلسطيني علي الخليلي، استكشافًا لأبعاد الذات والوطن والإنسانية. يُعد هذا الديوان إضافة مميزة للمكتبة الشعرية الفلسطينية والعربية، حيث يمزج فيه الخليلي بين التجربة الشخصية والهم العام، ويقدم رؤى فلسفية عميقة بلغة شعرية مكثفة ومفعمة بالرمزية. الملامح الفنية والأسلوبية: * اللغة المكثفة والرمزية: يتسم شعر الخليلي في هذا الديوان باللغة الموحية التي تتجاوز المعنى الظاهري للكلمات. يعتمد على الرمزية بشكل كبير، حيث تتحول المفردات اليومية إلى دلالات عميقة تحمل شحنات فكرية وشعورية. هذه الكثافة اللغوية تتطلب من القارئ تأملاً وتفكيرًا لاستكشاف الطبقات المتعددة للمعنى. * التكثيف الشعري: يُلاحظ أن القصائد قصيرة نسبيًا، ولكنها ليست مبتورة. بل هي مكثفة للغاية، وكل كلمة فيها تحمل وزنًا ودلالة. هذا التكثيف يُسهم في إيصال الفكرة والمشاعر بتركيز عالٍ، ويجعل القارئ يتوقف عند كل عبارة ليتأملها. * التداخل بين الذاتي والموضوعي: ينجح الخليلي في المزج بين تجربته الذاتية ومشاعره الشخصية وبين القضايا الكبرى التي تشغل الإنسان العربي والفلسطيني. فنراه يتحدث عن الفقد، الغربة، الأمل، واليأس، ولكن كل هذه المشاعر تتشابك مع قضايا الوطن، الهوية، والتاريخ. * الصور الشعرية المبتكرة: يمتلك الشاعر قدرة فائقة على ابتكار صور شعرية جديدة وغير مألوفة، تثير الدهشة وتُحفز الخيال. هذه الصور تضفي على النص جمالية خاصة وعمقًا في التعبير. * الايقاع الهادئ والحكمة: يغلب على الديوان إيقاع هادئ وتأملي، يميل إلى الحكمة والفلسفة. قصائده ليست صاخبة أو عاطفية بشكل مبالغ فيه، بل هي أقرب إلى التأملات الفكرية التي تُلامس الروح والعقل.
الموضوعات الرئيسية: * الخريف كرمز للتحول والتأمل: عنوان الديوان نفسه ‵خريف الصفات‵ يحمل دلالات عميقة. الخريف هنا ليس مجرد فصل من فصول السنة، بل هو رمز للتحول، للسقوط والذبول، ولكنه أيضًا فترة للتأمل والتجديد. قد يشير إلى تلاشي بعض الصفات أو المعتقدات، وربما ولادة أخرى. * قضايا الوطن والهوية: كشاعر فلسطيني، لا يمكن لعلي الخليلي أن ينفصل عن قضايا وطنه. تتجلى في قصائده لمحات من المعاناة الفلسطينية، الشتات، البحث عن الهوية، والأمل بالعودة والتحرير، ولكن بطريقة غير مباشرة ومُشفّرة غالبًا. * الذات والوجود: يُغوص الخليلي في أعماق الذات الإنسانية، متسائلاً عن الوجود، المعنى، الفناء، والخلود. قصائده تُحفز القارئ على التفكير في مكانه في هذا العالم، وفي علاقاته مع الآخرين، ومع الكون ككل. * الفقد والغياب: يتناول الشاعر ببراعة مشاعر الفقد، سواء كان فقدًا لأشخاص، لأماكن، أو لأزمنة مضت. يظهر الحنين إلى الماضي والشعور بالغياب كخيوط تنسج نسيج العديد من القصائد.
الخلاصة: ‵خريف الصفات‵ لعلي حسن الخليلي هو ديوان يستحق القراءة والتمعن. إنه عمل شعري عميق يتطلب من القارئ أن يكون على استعداد للخوض في عوالم من الرمزية والتأمل. يُقدم الخليلي رؤية فريدة للعالم من خلال عدسته الشعرية، مُدعّمًا إياها بلغة مُتقنة وصور مُبتكرة. هذا الديوان ليس فقط للذائقة الشعرية، بل هو دعوة للتفكير في الوجود، الهوية، ومعنى الحياة في ظل المتغيرات الدائمة.
علي حسن الخليلي - علي فتح الله حسن الخليلي (1943-2013) أديب فلسطيني غزير الإنتاج، لقب "سادن الثقافة الفلسطينية في الأرض المحتلة منذ العام 1978 عبر تأسيسه الاتحاد الفلسطيني للكتّاب والأدباء وهو أحد الشعراء البارزين الذين ظهروا في النصف الثاني من سبعينيات القرن المنصرم، وممن وسمتهم مرحلة الكفاح الفلسطيني المسلح بميسمها اليساري، فمزج في أشعاره وفي كتاباته الذاتي بالوطني على غرار معظم شعراء فلسطين في تلك الحقبة الممتلئة بالأمل. وكانت نصوصه مفعمة بمفردات الحصار والقمع والاحتلال والنفي والمقاومة والشهداء والسجون...، وقد سجل حضوراً ساطعاً في تاريخ الثقافة الفلسطينية وفي المكتبة العربية، وبرز دوره الأدبي والثقافي وإسهاماته في المجالات الإبداعية في ميادين الشعر والقصة والدراسات للموروث الشعبي الفلسطيني. أختارته وزارة الثقافة الفلسطينية شخصية العام الثقافية لعام 2011.حصل على وسام الاستحقاق والتميز الفلسطيني عام 2011، وقلده إياه الرئيس محمود عباس «تقديرا من الشعب الفلسطيني لدوره الأدبي والثقافي وإسهاماته في المجالات الإبداعية في ميادين الشعر والقصة والدراسات للموروث الشعبي الفلسطيني».
وفاته
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ بيت النار ❝ ❞ التراث الفلسطيني والطبقات ❝ الناشرين : ❞ دار الآداب ❝ ❞ دار الشروق للنشر والتوزيع: الأردن - فلسطين ❝ ❱
من - مكتبة .