❞ *يوما ما ستبتسم وتقول يا الله هذا اكثر مما دعوت إليه* ❝ ⏤ سميرة أبكر موسى

<h1>جاء المساء الذي فيه تتردد ذكرياتنا، جلست على كرسي أمام مدفئتي، وحملت كوب قهوتي، وبدأت أستمتع في شربها، قطع صوت تفكير ضجيج في الخارج، كنت قد أعتدت ذلك الضجيج في المساء، فهذا زوجي يأتي في المساء مسكورًا، ويتخانق مع من يقابله، خرجت إليه وحللت المشكلة وأدخلته للمنزل، وبدأ في الصراخ عليّ<br>-كل ذلك بسببك أنتي، كنت أعيش في أمان الله حتي دخلتي حياتي<br>-تتحدث من ناحيتك فقط لم تفكر بي يومًا؟<br>دار نقاش بيننا حتي ذهبت إلى غرفتي وحبست نفسي بها، حلستُ على سجادتي وأنا ادعو أن يخرجني الله من هذا الهم، كنت كثيرة الدعاء&nbsp;<br>في الصباح استيقظت وحضرت الفطار، ذهبت إلى غرفته لكي أوقظه لكنني لم أجده، أستغربت فلم يكن بخرج في الصباح ابدا<br>بالرغممن كل القسوة التي يفعلها معي وتعامله الغير آدمي ولكنني لم أوذيه يومًا، بل كنت أتعامل معه بكل لطف وود وأنفذ وصية الرسول فحسن التعامل مع الزوج<br>ذهبت إلى عملي وعندما عدت كان هناك عربية شرطة تقف أمام منزلي، تعجبت من الأمر!<br>ركضت مسرعة لأنظر ماذا يجري؟<br>فإذا بي اراهم يأخذونا زوجي وكان مقيد الأيدي، سألتهم مسرعة لماذا تأخذونه؟&nbsp;<br>كان مدمنا ويفعل الكثير من المصائب معي ولكنه لم يؤذي أحد يومًا<br>أخبرني الشرطي أنه متهم في جريمة قتل<br>وقع الخبر في أذن كصاعقة، فقلت له ما الذي تقوله زوجي لن يفعل مثل هذه الجريمة أبدا<br>قاطعني هو وقال لي بل فعلت، ولكن ياعزيزتي لم أكن أقصد أن أفعل ذلك، ولكنني قد أصلحت ما قد خربته طوال هذه الاعوام، اذهبي للمنزل وسوف تعرفين<br>لم أكن أتحمل رؤيته بهذا الضعف فمهما حدث يبقي في النهاية صديق طفولتي<br>تحركت العربة وكان الجيران ينظرون وفي أعينهم نظرة الشماتة عليه، دخلت لمنزلي ووجدت ورقة في الكنبة فتحت ودموعي تجري عليه، لقد كانت ورقة طلاقي منه وكتب لي رسالة أنني أسف لك مافعلته معك، واتمني أن تسامحيني، وأن يعوضك الله بزوج صالح فأنتي تستحقين كل ماهو جميل، قراءت الرسالة مئات المرات وكانت دموعي تجري كالسيل ولم تتوقف أبدا<br>كنت وحيدة كالقمر، وسط الظلام الحالك، فلم استطيع الذهاب إلى عائلتي واتركه وحيد في بلاد الغربة، مضي عام ولكنه كان مثل مئة عام، كنت أذهب إليه كل فترة للسجن لكي أتفقده، أوكلت إليه كبار المحاميين، وكنت ادعو الله بأن يخرجه من السجن، وبينما كنت ادعو في سجودي غفلت عيناي ونمت في مكان، استيقظت علي صوت هاتفي وكان المحامي وقد اخبرني أنه وجد أدلة سوف تساعد في مجري القضية، وبالفعل حانت لحظة النطق بالحكم وكنت في غاية القلق والخوف، سمعت صوت المطرقة وهو يقول تم الحكم على المتهم محمد خالد بالبراءة لوجود كافة الأدلة على أنه برئ من التهمة؛ وقعت تلك الكلمات علي قلبي كالمسك، وذعبت مسرعة إليه<br>فقال لي: رغم كل الذي فعلته معك لم تخونني يومًا، ووقغتي إلى جانبي حتي أكدت براءتي؛ لا أدري ماذا أفعل لك لكي ارد لك حقكك<br>قلت له إرجعني إلى عصمتك فقد خلقت لكي أكون بجوارك وليس لي مكان غيرك<br>بالفعل تزوجنا مرة اخرى وذهبنا لمنزلنا بشخصية جديدة وحياة مختلفة كنت فيه كأميرة في قصرها<br>لم أفقد ثقتي في ربي يومًا وكل دعواتي كانت بأن يهديه ويرجع عن هذا الفعل ولكن ربي كريم قد اعطاني الكثير بحياة مثل هذه الحية وبزوج صالح بالقرب مني ورزقت منه بزرية صالحة والحمدلله على عطاء الله لنا.<br>ک/سميرة ابكر&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;<br>&nbsp;</h1><p>&nbsp;</p>

---

سنة النشر : 2025م / 1446هـ .
عداد القراءة:

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا: