❞  فراق من نوع آخر ❝

❞ فراق من نوع آخر ❝

فراق من نوع آخر... كيف أخبره أن غيابه هذا يكويني ، وبأي حرف أفصح له عن العتاب الذي ينهيني ؟! كيف أقول له أن ما أكتبه صادر من قلب صادق أحبه بكل صدق وعطف وحنان ، وأما عنه هو فقلبه يفضل الغياب ! لما اخترت الغياب في أواخر الأيام ؟، لا أعلم إذ كنت تمر بأشياء عصيبة لكن ما ذنب أحلامي التي بنيتها في آخر لقاء ؟ أتعلم شئياً تباً للحب تباً للعذاب ، تباً لكل كلمة مكتومة لم تخرج ! ها هو كابوس الفراق يلاحقني مرة لا متناهية، وكأن كتب فوق قدري أن أفارق كل من أحب ، وكأني ولدت مع لعنة تسمى الفراق ، فمنذ طفولتي وأنا أودع مسافراً وأستقبله و أودعه مرة ثانية وثالثة ...... ومئة! ودعت منزلاً ودعت عائلة ودعت مدينة ، ودعت ميتاً ودعت حلماً ، وودعت مسافرين لكن هذا الفراق مختلف بألمه ، نحن نفترق لكن ربما ليس هناك لقاء مرة ثانية، ويمكن أن تجمعنا الصدف في أي لحظة ! عندما تودع ميتاً أنتَ تدرك أنك تراه لمرة أخيرة ، لن تتأمل ان تجمك به الصدف ، لن تعيش على امل كاذب ، أنت ودعته وتعلم أن لا لقاء آخر هنا محط رحاله الأخير فلا وقوع في المنتصف المميت بين اللقاء او اللا للقاء. وعندما تودع مسافراً تعلم أنك ستلقاه مرة ثانية.
لكن في كل مرة أراك فيها أنظر إليك وأحتار بأمرك هل سألقاك مرة ثانية؟ هل انظر اليك وكأنها آخر نظرة ، في كل مرة اتكلم فيها معك أكلمك وكأنها آخر مرة آخر حديث وآخر جملة وختام حلم! أخاف من ان أتأمل اللقاء ثانيةً وأن لا نلتقي مرة أخرى، لكن قلبي يقول لي أن هناك لقاء آخر ، لكن انا لا أريد تصديق قلبي الغبي يا صاحب الظل الطويل ، كلماتي هذه الليلة لا تعبر عن ما أشعر به إن حجم مشاعري أكبر من أن يشرح ببضعة كلمات ، أعتقد أن الصمت يعبر أكثر لذلك إذ وجدتني صامتة انظر إلى عينيك أصمت معي وأفهم ما يخبرك إياه صمتي ، فقط لمرة واحدة دعني أشعر بشيء ملموس غير مبهم وخفي وكانه صدفة او من تخيلي . ويبقى سؤالي فارغاً : لما ؟ لما اقتربت من كاتبة ؟! سامحك الله لأنك جعلتني أراك ، جعلتني ألتفت إلى عينيك ، وانا عرفت من نظرة ما تخفيه من أحزان ، عندها قلت هذا الإنسان مثلي ، يعلم ما معنى الحزن يدرك ما معنى الألم يفهم ما تعنيه ‵الحياة‵ شخص لا يستسلم لا توقفه شدة ولا تحكمه ظروف ، قوي كمن تجرع من دماء أسد ، رقيق كمن أستوقفه جناح فراشة واثق كمن يملك الأرض وما فيها ، متفهم كطبيب يداوي الجراح. ولعلنا من بعد بعد نلتقي ويطيب قلبي عندما ألقاك وعند للقاء القادم أنتَ من ستصدم بي كيف تغيرت وماذا أصبحت ، كيف سعيت وماذا حققت ، كيف تغيرت وماذا غيرت.
ڪ: إيمان محمود ‵عاشقة الورود‵
-
من - مكتبة .

نبذة عن الكتاب:
فراق من نوع آخر

2025م - 1446هـ
فراق من نوع آخر...

كيف أخبره أن غيابه هذا يكويني ، وبأي حرف أفصح له عن العتاب الذي ينهيني ؟!

كيف أقول له أن ما أكتبه صادر من قلب صادق أحبه بكل صدق وعطف وحنان ، وأما عنه هو فقلبه يفضل الغياب !

لما اخترت الغياب في أواخر الأيام ؟، لا أعلم إذ كنت تمر بأشياء عصيبة لكن ما ذنب أحلامي التي بنيتها في آخر لقاء ؟

أتعلم شئياً تباً للحب تباً للعذاب ، تباً لكل كلمة مكتومة لم تخرج !

ها هو كابوس الفراق يلاحقني مرة لا متناهية، وكأن كتب فوق قدري أن أفارق كل من أحب ، وكأني ولدت مع لعنة تسمى الفراق ، فمنذ طفولتي وأنا أودع مسافراً وأستقبله و أودعه مرة ثانية وثالثة ...... ومئة!

ودعت منزلاً ودعت عائلة ودعت مدينة ، ودعت ميتاً ودعت حلماً ، وودعت مسافرين

لكن هذا الفراق مختلف بألمه ، نحن نفترق لكن ربما ليس هناك لقاء مرة ثانية، ويمكن أن تجمعنا الصدف في أي لحظة !

عندما تودع ميتاً أنتَ تدرك أنك تراه لمرة أخيرة ، لن تتأمل ان تجمك به الصدف ، لن تعيش على امل كاذب ، أنت ودعته وتعلم أن لا لقاء آخر هنا محط رحاله الأخير فلا وقوع في المنتصف المميت بين اللقاء او اللا للقاء.

وعندما تودع مسافراً تعلم أنك ستلقاه مرة ثانية.
لكن في كل مرة أراك فيها أنظر إليك وأحتار بأمرك هل سألقاك مرة ثانية؟

هل انظر اليك وكأنها آخر نظرة ، في كل مرة اتكلم فيها معك أكلمك وكأنها آخر مرة آخر حديث وآخر جملة وختام حلم!

أخاف من ان أتأمل اللقاء ثانيةً وأن لا نلتقي مرة أخرى، لكن قلبي يقول لي أن هناك لقاء آخر ، لكن انا لا أريد تصديق قلبي الغبي

يا صاحب الظل الطويل ، كلماتي هذه الليلة لا تعبر عن ما أشعر به إن حجم مشاعري أكبر من أن يشرح ببضعة كلمات ، أعتقد أن الصمت يعبر أكثر لذلك إذ وجدتني صامتة انظر إلى عينيك أصمت معي وأفهم ما يخبرك إياه صمتي ، فقط لمرة واحدة دعني أشعر بشيء ملموس غير مبهم وخفي وكانه صدفة او من تخيلي .

ويبقى سؤالي فارغاً : لما ؟

لما اقتربت من كاتبة ؟!

سامحك الله لأنك جعلتني أراك ، جعلتني ألتفت إلى عينيك ، وانا عرفت من نظرة ما تخفيه من أحزان ، عندها قلت هذا الإنسان مثلي ، يعلم ما معنى الحزن يدرك ما معنى الألم يفهم ما تعنيه ‵الحياة‵

شخص لا يستسلم لا توقفه شدة ولا تحكمه ظروف ، قوي كمن تجرع من دماء أسد ، رقيق كمن أستوقفه جناح فراشة واثق كمن يملك الأرض وما فيها ، متفهم كطبيب يداوي الجراح.

ولعلنا من بعد بعد نلتقي ويطيب قلبي عندما ألقاك وعند للقاء القادم أنتَ من ستصدم بي كيف تغيرت وماذا أصبحت ، كيف سعيت وماذا حققت ، كيف تغيرت وماذا غيرت.
ڪ: إيمان محمود ‵عاشقة الورود‵ .
المزيد..

تعليقات القرّاء:



سنة النشر : 2025م / 1446هـ .
عداد القراءة: عدد قراءة فراق من نوع آخر

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:


شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف: