❞ كتاب غيمة الذكريات ❝ ⏤ ندي رمضان محمد
لم تكن الكتابةُ عندي مجرّد حروفٍ تُنسَج على سطورٍ بيضاء،
بل كانت نبضًا حيًّا، وروحًا تتجلّى، كانت متنفَّسي حين ضاق العالم،
وصديقتي التي لا تخذلني مهما أثقلَتني الحياة.
كنتُ أكتب، لا لأُظهر ما مرّ بي، بل لأُشفى منه،
كنتُ أعود إلى الجرح لا لأُحييه، بل لأُطفئ ما تبقّى من نيرانه،
وكم من مرةٍ وجدتُ في الكتابة سكينةً تُضاهي دعاءً في جوف الليل!
أُحبّها… رغم ما تُعيد فتحه من آلام،
وأحنّ إليها كحنيني لطفلةٍ بداخلي لم تكبر بعد.
فالكتابة كانت وما زالت لذّتي، حتى وإن سالت منها الدموع.
وما كانت رحلتي مع هذا الكتاب سهلةً ولا عابرة،
كان كل سطرٍ فيه يُولد منّي، من ذاكرتي، من قلبي، من أشياء لم أبوح بها لأحد.
ولكن… لم أكن وحدي في هذا الطريق.
كان هناك من أضاء لي العتمة حين خَفَتَ نوري،
من آمن بي حين كنتُ بين الشك والخذلان،
كانت سندًا حقيقيًّا، لا بالكلمات فحسب، بل بالحضور، بالاهتمام، بالإخلاص.
فشكرًا لها… شكرًا يليق بقلبٍ يشبه النور.
أما الحمد الأعظم، فهو لربي الذي منحني هذا الشغف،
الذي أودع في صدري حبّ الكتابة،
رغم الألم، رغم التعب،
فما كانت هذه الموهبة من ذاتي، بل كانت رزقًا كريمًا من كريمٍ لا ينسى عباده.
الحمد لله الذي جعلني أجد ذاتي في الحروف،
وأنس قلبي في لحظات الخلوة معها،
الحمد لله الذي جعل من قلمي رفيقًا،
ومن كلماتي حياة.
وهكذا وُلد "غيمة الذكريات"…
كتابٌ من قلبي إلى كل قلبٍ مرّ بشيءٍ يشبهني.
#غيمة_الذكريات
ندي رمضان محمد -
من كتب الروايات والقصص - مكتبة القصص والروايات والمجلّات.