❞ الكلمات القرآنيةُ المحرّفةُ في التفاسير التركية الحرفية ❝ ⏤ فريد صلاح الهاشمي
وجدت بعض الأخطاء المطبعية في المقال أدناه الذي نشرته سابقًا، وقد قمت بتصحيحها وإعادة نشر المقال، وأعتذر للقراء. حاول جماعةٌ من المنتحلين في تركيا أن يترجموا الآياتِ القرآنيةَ، فحرَّفوا ثماني مشتقات من جذر الفعل (أسْلَمَ- يُسْلِمُ)، وقد تكرر هذا التحريف في تسعة وثلاثين موضعاً من القرآن الكريم. إنَّ هؤلاء المغامرين، قد ثبت بالبحث والتحقيق أن عددهم يربو عن ثلاثمائة شخصٍ يجهلون اللغة العربية تماماً، أقحموا أنفسهم في هذه المهمة الخطيرة دون أهليةٍ وكفاءةٍ. إنهم في الحقيقة لا يستطيعون حتى النطق بكلمةٍ عربية واحدةٍ! فضلاً عن فهمهم لمعاني آية واحدة.. هذا، لو تم اختبارُ جهلهم؛ لثبت أنهم يعانون من العجزِ إلى حد لو سألهم شخصٌ عربيٌّ عن عنوانٍ مثلاً، أو حتى عن اسمِ أحدِهِمْ، لأعيا عن الإجابة. ومن أجل التجنب عن ترجمات القرآن التي قام بها هؤلاء الأشخاص، يجب تحذير العلماءِ للجمهور من حيث المسؤولية العلمية. لقد حاولنا فضح هؤلاء المغامرين تحقيقا لهذه الغاية؛ وقد بَيَّنَّا التحريفات التي قاموا بها في جدول ضمن الكتاب، وخاطرنا بحياتنا لكشف حقيقة هذه الجريمة! إنَّ عدد الشخصيات الذين قاموا بالترجمة الحرفية لآيات القرآن الكريم، نفرٌ قليلٌ للغاية في تركيا. كان هؤلاء الأفراد حذرين قدر الإمكان عند تفسير الكلمات. وقد بذل هؤلاء جهدهم لتَعَلُّمِ اللغة العربية في سابقهم، ولو بدرجة محدودة. لكنَّ مهارتهم لا تتعدى عن مجرد قراءة المتون فحسب، دون الكتابة والنطقِ، ولم يصدر كتابٌ أو حتى مقالةٌ أكاديميةٌ بأقلام أحدهم باللغة العربية. وفيما يلي أسماء هؤلاء الذين احتاطوا أثناء ترجمة القرآن الكريم: جمال سعيد، المليلي حمدي يازر، إسماعيل حقي إزميرلي، محمود أوزدمير، عمر نصوحي بيلمن، علي فكري يافوز، إرهان أكتاش، سليمان توفيق، بسيم أتالاي، حسن بصري تشانتاي، أبو حنظلة خالص بيانجوك ومجلس تابع لرئاسة الشؤون الدينية. وعلى الرغم من أن هؤلاء الثلاثة عشر شخصًا لم يكونوا يعرفون اللغة العربية جيدًا، إلا أنهم اهتموا كثيرًا بترجمة آيات القرآن الكريم. هناك حقيقة مثيرة للاهتمام فيما يتعلق بفهم هذه المشكلة وهي: أولئك الذين يتعلمون اللغة العربية في تركيا (الأكراد والأتراك والأقليات الأخرى) يحفظون القواعد النحوية فحسب. مهاراتهم لا تتجاوز عن مجرد قراءة الجمل. ونظرًا لأنهم لم يتلقوا تدريبًا على الكتابة والنطق باللغة العربية، فقد لا يدركون معنى العديد من الجمل التي يقرؤونها. لقد أسفرت هذه النتائج عن سياسات التعليم التي فُرِضتْ في تركيا فترةً طويلةً مخافةَ أن يستعرب الشعبُ التركيُّ فيخسر ثقافته القومية. وهذا الإعلان إنما هو دعوة للعلماء ليحذِّرُوا المسلمين عن قراءة هذه الترجمات الخطيرة، وينصحوا الناسَ بالاستفادة من الترجمات التي ثبتت صحتُها عندهم.
فريد صلاح الهاشمي - الكاتب فريد صلاح الهاشي، (اسمه المحلي في تركيا: Feriduddin AYDIN) وُلِدَ في مدينة موش الواقعة شرقي تركيا في عام 1945م.، تخرج في الجامعة الزهراء، كلية العلوم السياسية، وهو من الطبقة 35 من السلالة الهاشمية الممتدّة من صُلب حسن بن علي رضي الله عنهما. أقامَ أسلافُهُ في مدينة أسعرد الواقعة في جنوبي شرق تركيا اليوم، بعد الهجرة من بغداد، عاصمة العباسيين على أثر هجمات المغول عام 1258م. تلقى المؤلف تعليما خاصًّا متعدد الأوجه على جمهرة من العلماءِ في مختلف تخصصات العلوم الإسلامية بجانب تعليمه الرسمي، يتقن اللغة التركية والعربية والكردية والإنجليزية والفرنسية... يُعدّ كل من اللغة التركية والعربية اللغةَ الأمَّ بالنسبة له وفقا لتقاليد أسرته التي ورثت منذ قرون المعرفةَ كتراث. اكتسب الكاتب آفاقا واسعة بفضل رحلاته، واللغات الأجنبية التي يُتقنها. كما استفادَ من التجارب التي عاشها طوال حياته. أجرى بحوثا مختلفة حول أثر الانهيار والفساد في الدين واللغة والأخلاق خلال القرن الماضي في تركيا. دأب على كتابة أعماله باللغتين العربية والتركية. له مؤلفات عديدة وتصانيف ضخمة، وأحد من أشهر بحوثه كتابه الذي أصدره بعنوان: "الطريقة النقشبندية بين ماضيها وحاضرها"، وهو مكتوب باللغة العربية يُنشر على شبكة الإنترنت.
وهذه مجالات اهتمام المؤلف: دراسات قضايا شرق أوسطية، بحوث حول البنية الإجتماعية للمجتمعات العربية والمجتمع التركي بخاصة، بحوث في الاختلافات الدينية والمذهبية، بحوث في التصوف والطريقة النقشبندية على وجه الخصوص، بحوث حول الطوائف الدينية والمشاكل الأثنية...
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ تركيا في ضوء الحقائق ❝ الناشرين : ❞ دار العبر للنشر والتوزيع ❝ ❱
من - مكتبة .