❞ العُجْمَةُ ❝ ⏤ فريد صلاح الهاشمي
يصف العرب جميع المجتمعات والأمم غيرهم بـ "عَجَمٍ" أو "عَجَمِيٍّ" أو "أعجميٍّ". ولكن غرضهم من هذا الوصف ليس إذلالَ غيرِ العرب. بل يريدون بذلك أن يوضحوا أنهم لا يتحدثون باللغة العربية. والواقع أن هذا الوصف مذكور أيضًا في أحاديث رسول الله محمد (ص). فإنه يقول في حديث له: أنه "لا فضل لعربيٍّ على عَجَمِيٍّ ولا أحمرَ على أسودَ.."؛ ولا يمكن تحقيق هذا التفوق إلا بِـ"التقوى". غير أنَّ ارتباكَ الإنسانِ العربي، أي عدمَ قدرتِهِ على التكلم باللغة العربية وفق قواعدها، قد انتقده علماءُ الإسلام. لأن اللغة العربية هي لغة القرآن والسنة. لقد استخدم العربُ لغتَهم الخاصةَ بشكلٍ مثاليٍّ في العهد الجاهليِّ، وفي القرون الثلاثة الأولى من العصر الإسلامي. لكنَّها فسدتْ بعد الفتوحات نتيجة اختلاط العرب بمختلف الأمم. وقد تحوَّلتْ هذه اللغة إلى لغةٍ عربيةٍ شَوَارِعِيَّةٍ غير نظامية على مر القرون، وتختلف باختلاف المنطقة. ورغم ذلك فإن "اللغة العربية الفصحى" كلغة العلم والتعليم والكتابة والأدب لا تزال هي نفسَها في جميع البلدان العربية. وهذه اللغة النقية لا يستخدمها إلا نُخْبةٌ مثقَّفةٌ متفتّحةٌ. أمَّا اللهجات المحلية فإنها شائعة جدًا بين الشعوب العربية. يتم استخدام لهجات مختلفة في كل دولة عربية. ويرى علماء الإسلام في هذه الظاهرة خطرا على اللغة العربية. واسم هذا الخطر في الأدبيات هو "العُجْمَةُ". وهذا يعني أن يصبح الإنسان العربي عجميًّا. وفي المقال التالي، قد ركزت على هذا المفهوم.
فريد صلاح الهاشمي - الكاتب فريد صلاح الهاشي، (اسمه المحلي في تركيا: Feriduddin AYDIN) وُلِدَ في مدينة موش الواقعة شرقي تركيا في عام 1945م.، تخرج في الجامعة الزهراء، كلية العلوم السياسية، وهو من الطبقة 35 من السلالة الهاشمية الممتدّة من صُلب حسن بن علي رضي الله عنهما. أقامَ أسلافُهُ في مدينة أسعرد الواقعة في جنوبي شرق تركيا اليوم، بعد الهجرة من بغداد، عاصمة العباسيين على أثر هجمات المغول عام 1258م. تلقى المؤلف تعليما خاصًّا متعدد الأوجه على جمهرة من العلماءِ في مختلف تخصصات العلوم الإسلامية بجانب تعليمه الرسمي، يتقن اللغة التركية والعربية والكردية والإنجليزية والفرنسية... يُعدّ كل من اللغة التركية والعربية اللغةَ الأمَّ بالنسبة له وفقا لتقاليد أسرته التي ورثت منذ قرون المعرفةَ كتراث. اكتسب الكاتب آفاقا واسعة بفضل رحلاته، واللغات الأجنبية التي يُتقنها. كما استفادَ من التجارب التي عاشها طوال حياته. أجرى بحوثا مختلفة حول أثر الانهيار والفساد في الدين واللغة والأخلاق خلال القرن الماضي في تركيا. دأب على كتابة أعماله باللغتين العربية والتركية. له مؤلفات عديدة وتصانيف ضخمة، وأحد من أشهر بحوثه كتابه الذي أصدره بعنوان: "الطريقة النقشبندية بين ماضيها وحاضرها"، وهو مكتوب باللغة العربية يُنشر على شبكة الإنترنت.
وهذه مجالات اهتمام المؤلف: دراسات قضايا شرق أوسطية، بحوث حول البنية الإجتماعية للمجتمعات العربية والمجتمع التركي بخاصة، بحوث في الاختلافات الدينية والمذهبية، بحوث في التصوف والطريقة النقشبندية على وجه الخصوص، بحوث حول الطوائف الدينية والمشاكل الأثنية...
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ تركيا في ضوء الحقائق ❝ الناشرين : ❞ دار العبر للنشر والتوزيع ❝ ❱
من - مكتبة .