❞ رواية من بعد خوفهم ❝ ⏤ فاطمة حمدي صالح
بريق عينيها الامع، تطالع حبيبها الغافل في هدوءٍ، لم تحلم حلمًا واحدًا إلا وفشل بالأخير لكنها أوصدت قلبها في رفضها التام لرجالٍ لم تجد بهم صفةً جيدةً، تُجيد حَبكَ الأسئلة وردهم التقليدي لن يدعموا أنثى، بل يريدون زوجةً تطبخ، تنظف، تُرتب البيت وفي الليل يُمارس حقهُ دون الاهتمام بها وبمَا تُحب، روتين فتاك يقتل ويفقد بريق الأنثى؛ فرغم عادات البيت إلا أن المرأة تُحب المناقشة في بعض الأحيان، تفضل ممارسة ما تُحب رغم ظروف الحياة، لملمت زينب شعرها الحريري متجهةً للشرفةِ تُفكر في حياتها القادمة، تسأل نفسها كُل ليلةِ.. هل هي قادرة على تحمل منزلها؟! هل ستنبتُ روحها مع أُبيِّ أم ستغرق بقدميها؟!
أسندت رأسها على الحائط جالسةً على الأرض في شرودٍ تامٍ، لم تحلم يومًا بالمكوث مع فتياتِ العائلةِ ببيتٍ واحدٍ وها هو حلم العائلة رُسم بتدابير الله، ارتدت ثيابها الفضفاضة تُصلي لله باكيةً بعد أعوامٍ لم تلتقي السعادة بطريقها، صوتها الباكي وصل لمسامعهُ رامقًا هيئتها، هادئةً وكأنها تخشى الخسارة، وقف في ثباتٍ تام يستمع لصوتها الرقيق في تمعنها بآيات الله، سرت قشعريرةً بجسدهِ وما إن انتهت تسّرب شعور القلق متأسفةً:
-أعتذر إن أيقظتك، لن أكررها.
-بل افعلين ما تحبين، صوتك الدافيء في تلاوتك طمأن قلبي، أعلم أنَّكِ خائفةً من الماضي، أعدك بأن أعاونك على حفظ كتاب الله ومساندتك دائمًا، وإن رزقنا الله بأطفالٍ سأقتسم قدر رعياتي بهم معكِ، أنا لم أذق شعور الحب طيلة غربتي وحينما أتحدث مع أنثى تهرب الدماء مني، أنتِ سلبتي قلبي بطهارة قلبك وقولك للحق.
فاطمة حمدي صالح - -روائية مصرية من محافظة الإسكندرية.
-رواية (وما ظلمناهم) ورقي معرض القاهرة الدولي بعام ٢٠٢٤.
-رواية(مؤازرة سرية) ورقي معرض القاهرة الدولي بعام ٢٠٢٥.
-ومن أبرز الأعمال الإلكترونية:
-رواية: من بعد خوفهم.
-رواية: دموع الحب.
-رواية: إلى الله الملتقى.
-رواية: سلاسل من رماد.
-رواية: إيليف وجزئها الثاني رياح غادرة.
بالإضافة لعدة أعمال أخرى.
-بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية.
-مصممة أغلفة ورقي وإلكتروني بالإضافة للهويات الأخرى.
من كتب الروايات والقصص - مكتبة القصص والروايات والمجلّات.