"المطر"
2024م - 1447هـ
تِلكَ القطرات المُحببة لِقلبي، تسقط الآن وبِغزارة، كُل قطرة تنسابُ على وجهي كأنها تهون عليَّ مُر الأيام، كُل قطرة بها حكاية مُختلفة، عن فتاة اتخذت المطر وسيلة لِلبُكاء حتى لا يُلاحِظ أحد مِن المارة، فتتم عملية الشفقة الغبية عليها، عن فتاة أرهقتها الحياة ومَن يعيشون بِها، رغم إيمانها بِاللّٰه إلَّا أنهُ يُراوِدها دائِمًا فِكرة قتل نفسها والخلاص لها، ثُمَّ تُنفِض أفكارها بِسُرعة، ولكن تِلكَ الفِكرة لا تختفي أبدًا مِن عقلِها، وكأن اللّٰه أعطاها فُرصة لِتنفجر علها ترتاح قليلًا.. عن فتاة لم ينصفها أي شخص أحبتهُ، جميعهُم اشمئزوا مِنها وكأنها ليست بشرية مِثلهُم، المطر الذي يختبئ مِنهُ الجميع، ويتنهدوا بِضجر فور نِزولهِ للأرض، هي تستغل هَذهِ الفُرصة لِتبكي بِراحة دون أن يسألها أحد: لِما تبكين؟! لم تعُد تُطيق البشر، كرهت حتىٰ الوقوف بِجانبهُم، ما زالت القطرات تستمِر بِالهِطول وما زالت هيَ وحدها في إحدى الشوارع تبكي، وتأن وجعًا مِن وِحدتها المَريرة.
ـ بِقلم/ حَبِيبَة بَدر "لِيلة". . المزيد..
منصّة المكتبة 