❞  بين الطعام والحياة ❝

❞ بين الطعام والحياة ❝

استفاق آرام على صرخات مدوية تتردد في أذنيه. كانت أنفاسه تتلاحق، وقطرات العرق تتصبب من جبينه بينما يديه ما تزالان ممسكتين بالخنجر الأسود. نظر حوله بذهول؛ الغابة كانت هادئة بشكل مخيف، كأنها تحتبس أنفاسها. كان ضوء القمر قد اختفى، لتحل مكانه غيوم ثقيلة تُلقي بظلالها فوق كل شيء. وهمس لنفسه بصوت مرتجف: "ما الذي حدث لي؟" الخنجر في يده بدا وكأنه ينبض، نبضات خافتة لكنها تشبه دقات قلب شخص آخر. حاول إلقاءه، لكن أصابعه التصقت بمقبضه كأنه جزء منه. خطوات بطيئة تقترب... رفع رأسه ليجد شخصًا يقف على حافة الظلام. فتاة ترتدي عباءة بيضاء، وشعرها الفضي ينساب كالضوء. عيناها اللامعتان تراقبانه بثبات. لم تكن فتاة عادية... بدت كأنها خرجت من أسطورة قديمة. قالت بصوت هادئ، لكنه يحمل قوة لا تُنكر: "أخيرًا وجدتك." تراجع آرام إلى الخلف، جسده كله يرتجف: "من أنت؟! وماذا تريدين مني؟" تقدمت نحوه بخطوات ثابتة، وهي ترفع يدها في محاولة لتهدئته: "اسمي ليارا، أميرة مملكة النور. وأنت، آرام... أنت الشخص الذي انتظرناه لسنوات." ارتسمت الصدمة على وجهه، وتلعثمت كلماته: "كيف تعرفين اسمي؟! من أنتِ بحق السماء؟!" "لستُ هنا لأؤذيك. أنا هنا لإنقاذك... وإنقاذنا جميعًا." قبل أن يتمكن من الرد، دوى صوت انفجار عنيف من قلب الغابة، أعقبه ارتجاج الأرض تحت أقدامهم. التفت كلاهما نحو الظلام، حيث ظهر ضوء أحمر كاللهب يزحف بين الأشجار، وصرخات غريبة تتردد في المكان. قالت ليارا بلهفة: "لقد عثروا علينا! حراس ملك الظلام قادمون. علينا الرحيل!" أمسكت بيده، وحاولت سحبه معها، لكنه تردد: "أنا لا أفهم شيئًا! لماذا يحدث هذا؟ ماذا تريدون مني؟!" صرخت به وهي تشده بعنف: "لا وقت للشرح! إذا أمسكوا بك، ستنتهي حياتك هنا. ثق بي، أو مت هنا!" نظر آرام إلى الغابة المشتعلة خلفه. كان الظلام يزحف كأنه مارد يبتلع كل شيء في طريقه. أصوات الوحوش، وصراخها المدوي اقترب أكثر فأكثر. أدرك أن الوقت ليس في صالحه، فأومأ برأسه أخيرًا. ركضا معًا عبر الأشجار الكثيفة، أغصانها تمزق ملابسهما وتخدش وجهيهما. كلما زاد اقترابهما من أطراف الغابة، زادت الأرض اهتزازًا، وكأن شيئًا ضخمًا يلاحقهما. وفجأة... من العدم، انبثق أمامهما وحش هائل الجثة، بجلد أسود كالفحم وعينين حمراوين تلمعان في الظلام. رفع سيفه الضخم ليفصل بينهما... --- ---
-
من مؤلفات القرّاء - مكتبة الكتب والموسوعات العامة.

نبذة عن الكتاب:
بين الطعام والحياة

2024م - 1447هـ
استفاق آرام على صرخات مدوية تتردد في أذنيه. كانت أنفاسه تتلاحق، وقطرات العرق تتصبب من جبينه بينما يديه ما تزالان ممسكتين بالخنجر الأسود. نظر حوله بذهول؛ الغابة كانت هادئة بشكل مخيف، كأنها تحتبس أنفاسها. كان ضوء القمر قد اختفى، لتحل مكانه غيوم ثقيلة تُلقي بظلالها فوق كل شيء.

وهمس لنفسه بصوت مرتجف:

"ما الذي حدث لي؟"

الخنجر في يده بدا وكأنه ينبض، نبضات خافتة لكنها تشبه دقات قلب شخص آخر. حاول إلقاءه، لكن أصابعه التصقت بمقبضه كأنه جزء منه.

خطوات بطيئة تقترب...

رفع رأسه ليجد شخصًا يقف على حافة الظلام. فتاة ترتدي عباءة بيضاء، وشعرها الفضي ينساب كالضوء. عيناها اللامعتان تراقبانه بثبات. لم تكن فتاة عادية... بدت كأنها خرجت من أسطورة قديمة.

قالت بصوت هادئ، لكنه يحمل قوة لا تُنكر:

"أخيرًا وجدتك."

تراجع آرام إلى الخلف، جسده كله يرتجف:

"من أنت؟! وماذا تريدين مني؟"

تقدمت نحوه بخطوات ثابتة، وهي ترفع يدها في محاولة لتهدئته:

"اسمي ليارا، أميرة مملكة النور. وأنت، آرام... أنت الشخص الذي انتظرناه لسنوات."

ارتسمت الصدمة على وجهه، وتلعثمت كلماته:

"كيف تعرفين اسمي؟! من أنتِ بحق السماء؟!"

"لستُ هنا لأؤذيك. أنا هنا لإنقاذك... وإنقاذنا جميعًا."

قبل أن يتمكن من الرد، دوى صوت انفجار عنيف من قلب الغابة، أعقبه ارتجاج الأرض تحت أقدامهم. التفت كلاهما نحو الظلام، حيث ظهر ضوء أحمر كاللهب يزحف بين الأشجار، وصرخات غريبة تتردد في المكان.

قالت ليارا بلهفة:

"لقد عثروا علينا! حراس ملك الظلام قادمون. علينا الرحيل!"

أمسكت بيده، وحاولت سحبه معها، لكنه تردد:

"أنا لا أفهم شيئًا! لماذا يحدث هذا؟ ماذا تريدون مني؟!"

صرخت به وهي تشده بعنف:

"لا وقت للشرح! إذا أمسكوا بك، ستنتهي حياتك هنا. ثق بي، أو مت هنا!"

نظر آرام إلى الغابة المشتعلة خلفه. كان الظلام يزحف كأنه مارد يبتلع كل شيء في طريقه. أصوات الوحوش، وصراخها المدوي اقترب أكثر فأكثر. أدرك أن الوقت ليس في صالحه، فأومأ برأسه أخيرًا.

ركضا معًا عبر الأشجار الكثيفة، أغصانها تمزق ملابسهما وتخدش وجهيهما. كلما زاد اقترابهما من أطراف الغابة، زادت الأرض اهتزازًا، وكأن شيئًا ضخمًا يلاحقهما.

وفجأة...

من العدم، انبثق أمامهما وحش هائل الجثة، بجلد أسود كالفحم وعينين حمراوين تلمعان في الظلام. رفع سيفه الضخم ليفصل بينهما...

---

--- .
المزيد..

تعليقات القرّاء:



سنة النشر : 2024م / 1445هـ .
عداد القراءة: عدد قراءة بين الطعام والحياة

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل الكتاب غير متوفّر حاليًا

شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف: