يوميات من خط النار
2004م - 1446هـ
يوميات من خط النار بقلم هاشم أهل برا ... القصة الكاملة لتغطية "قناة أبو ظبي" لأحداث 11 سبتمبر والحرب في أفغانستان وسقوط بغداد موضوع حفّز الكاتب، بصفته مراسلاً لقناة أبو ظبي الفضائية، حفّزه في واقع الأمر على تأليف هذا الكتاب، وهو لم يفعل ذلك رداً على المنتقدين لدور القنوات التلفزيونية العربية عند نقلها لهذه الأحداث، أو دفاعاً عن المراسلين الذين نقلوا وقائع الحرب؛ بل كان يجره توق داخلي كي يعرف الناس الجانب الآخر لما جرى وواقع المراسلين في زمن الحرب والموت والتضليل. لم يكن اختيار "هاشم أهل برا" لأحداث الحادي عشر من سبتمبر وحربي أفغانستان والعراق موضوعاً للكتاب عفوياً، فالذي دفعه إلى ذلك، بروز قناة أبو ظبي على الساحة العربية وانفرادها بتغطية لحظات مهمة ومصيرية، ثم بروزها عالمياً في حرب العراق على وجه التحديد مما أتاح للمؤلف كما لغيره من المراسلين والصحافيين، الحضور في مناطق حساسة، لكنها ذات قيمة تاريخية كبيرة. إذ هو كان في نيويورك بعد انهيار مبنى التجارة العالمي، وفي كابل عندما زحفت قوات تحالف الشمال عليها وأطاحت طالبان، ومن كل الجبهات العراقية تقريباً عندما شنت القوات الأميركية والبريطانية حربها التي أسقطت نظام صدام حسين. فمن خلال هذا الكتاب وعلى امتداد الرحلة من نيويورك إلى كابل ثم بغداد، سيجد القارئ نفسه مع أناس دفعتهم المغامرة، بحثاً عن الحقائق ونقل الأخبار للمشاهد العربي، إلى لحظات مثيرة، وسيتعرف عن كثب على تاريخ قناة أبو ظبي وانطلاقتها، والتحديات التي واجهت متخذي القرار فيها، وطموحاتهم، وهفواتهم، وأحلامهم، التي قادتهم إلى آفاق جديدة، وشرّعت الأبواب أما عهد تلفزيوني جديد. يقدم الكتاب للقارئ والمؤرخ والباحث والانثروبولوجي، والسياسي، ملامح وتفاصيل جانبية عن بلدين وقد انهار فيهما النظام وغرفا في الفوضى، وبدأ الغزاة والقادة الجديد ترتيب أولوياتهم وكسب ولاءات الناس. وسيكتشف في ثنايا بعض خفايا ما لم يظهر على الشاشة، دون ادعاء المؤلف بتملك الحقيقة، أو أنه وكمراسل كان ملماً بتفاصيل ما جرى ومعرفته، وبالتحديد، كيفية نجاة أسامة بن لادن من قصف جبال طورا بورا، أو لماذا سقطت بغداد على هذا النحو المدوي. ولوضع القارئ في الصورة، يذكر المؤلف بأن كل ما جاء في الكتاب من معلومات ما هي إلا وليدة تجربته الشخصية في كل من نيويورك وكابل والبصرة وبغداد، ومقابلات مطولة سجلها مع مراسلي القناة الذين قاموا بتغطية الحرب في أفغانستان والعراق، فضلاً عن مسؤولي قناة أبو ظبي الذين أمدوه بمعلومات مهمة عن تاريخ القناة، والقرارات التي غيّرت الكثير من ملامحها ومهدت لانطلاقها عربياً وعالمياً. بالإضافة إلى استعانته بمكتبة الصور الخاصة بالقناة منذ لحظة ارتطام طائرة البوينغ بالبرج الشمالي لمبنى التجارة العالمي حتى إلقاء القبض على صدام حسين، وهي مهمة استغرقت من المؤلف وقتاً طويلاً؛ إلا أنها زودته بمعلومات في غاية الأهمية عما كان يقوله المذيعون، والمراسلون، والمحللون، وتعليقهم على ما جرى، وفي ذلك انعكاس للأنماط الثقافية والاجتماعية، وبقايا اللاشعور الجمعي الذي يحدد إدراكهم للواقع، وتفسير جليّ لأجندة قناة أبو ظبي، وتوجهها في تغطية الحرب. في زمن الحرب تضيع الحقائق، وما كتب إلى حد الآن عن تاريخ القنوات العربية من الداخل، جزء يسير لا يكفي ليشفي غليل الباحثين والمؤرخين. وربما استطاع المؤلف من خلال كتاب هذه ومن خلال دوره كمراسل لقناة أبو ظبي الفضائية وكمؤلف أن يلعب دوراً مهماً في رفد القارئ بمعلومات هامة وصحيحة عن ما يجري على خط نار الحرب الأفغانستانية والعراقية وما رافق أحداث 114 سبتمبر. . المزيد..