❞ رواية عبرة التاريخ ❝ ⏤ أحمد زكي أبو شادي
"يأخذ المؤلف القارئ حيث يبصر القارة الأوروبية على الخرائط، ويحثه أن يلقي بنظره على ذلك العالم الشرير الذي يطلقون عليه اسم المدنية والحضارة، حيث يبحث في مخيلتك عن اسم (بولاندا)، تلك المملكة التي كانت تتقلب في نعيم الحرية والاستقلال، فقلب لها الدهر ظهر المجن، وتركها سليبة السعادة والهناء.. أتعرف بماذا ابتُلِيَت؟انقض عليها الدب الروسي، وفغر فاه، وازدرد ثلثها بجشعه الاستعماري، فنَكَّلَ بها وجرعها كؤوس الظلم والاستعباد ووحشيته المتناهية. ومن ثم انحط عليها النسر الألماني؛ فانتشل بمخالبه الحادة نصف ما تركه سابقه.
وبعد ذلك، أتعرف ماذا جرى؟ تجرأت النمسا؛ فمدت يدها الأثيمة فسلبت ما بقي من ذلك الهيكل المقدس، وراحت بولاندا التعسة ضحية أعداء الإنسانية. مُحيت بولاندا من خريطة العالم السياسي، وعفت آثارها، ولكنها لم تُمحَ من قلوب أبنائها المخلصين.
أيها الإنسان! ما أشد كفرك وجحدانك! هل ضاقت بك بلادك الرحبة وأراضيك الواسعة؛ فصوبت سهام انتقامك إلى أخيك الإنسان لتسلبه ما له؟ وتسرقه حياته حتى زهد الحياة ورغب في الموت؟ وأخذ يردد قول الحكيم: ""ما أجمل الحياة لولا لؤم الإنسان!
أحمد زكي أبو شادي - أحمد زكي أبو شادي
أحمد زكي أبو شادي: شاعِرٌ وطَبِيبٌ مِصْري، وعَلَمٌ مِن أَعْلامِ مَدْرسةِ المَهْجَرِ الشِّعْريَّة، ورائِدُ حَرَكةِ التَّجدِيدِ في الشِّعرِ العَرَبيِّ الحَدِيث، وإلَيْهِ يُعْزَى تَأسِيسُ مَدْرسةِ «أَبُولُّو» الشِّعْريةِ الَّتي ضَمَّتْ شُعَراءَ الرُّومانسيَّةِ في العَصْرِ الحَدِيث.
خَلَّفَ للمَيْدانِ الأَدَبيِّ إِرْثًا أَدَبيًّا ضَخْمًا، وصدَرَ لَه عَددٌ كَبِيرٌ مِنَ الدَّواوِين، مِنْها: «الشَّفَق الباكِي»، و«أَشِعة الظِّلَال»، و«فوْقَ العُبَاب»، ولَه مُؤلَّفاتٌ مَسْرحيَّةٌ تَمْثيليَّةٌ مِنْها: «مَسْرحيَّة الآلِهَة»، و«إخناتون»، و«فِرْعَون مِصْر». وقَدْ وافَتْه المَنِيَّةُ في واشنطن عامَ ١٩٥٥م. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ قضايا الشعر المعاصر ❝ ❞ أوبرا الآلهة ❝ ❞ عقيدة الألوهة ❝ ❞ رباعيات عمر الخيام المنظومة والمترجمة ❝ الناشرين : ❞ المؤسسة العربية للدراسات والنشر ❝ ❞ مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة ❝ ❱
من كتب الروايات والقصص - مكتبة القصص والروايات والمجلّات.