❞ كتاب شعرية غياب المرجع - تفجير اللغة ❝ ⏤ أبو اليزيد الشرقاوي

(شعرية غياب المرجع - تفجير اللغة) تشكّل الدلالة نسقا فكريا ترى من خلاله الكون ونفسك وموقفك منه وموقعك, وهذا النسق تم تكوينه قبل وجودك وانتقل إليك عبر مقولات ثقافية, تم وضعها في أزمنة متلاحقة وتم التأكيد عليها باعتبارها حقائق, لأنها كانت تخدم فئة من المنتفعين بتكريس هذه المقولات, وتظل أنت تعيش من خلال رؤية العالم المنقولة إليك عبر مقولات ثقافية وتعبيرات لغوية مؤدلجة.

فجأة, يحاول البعض إعادة بناء رؤية للعالم جديدة بالخروج من هذا الرؤية المتوارثة, ويتم ذلك من خلال كسر الدلالة التي منها يتم بناء العالم في وعيك, وبكسر هذه الدلالة وتفتيتها يتم بناء رؤية جديدة وتصور جديد للعالم, لا نعرف كيف سيكون.

دائما, يصاحب هذا الفعل حدثان:

1- تتحيز فئة للخروج على التنميط والقولبة والتعليب اللغوي للدلالات الموروثة, والتي لا نفعل أي شيء غير إعادة إنتاجها بتجليات جديدة, وتحاول هذه الفئة تغييب المرجع وتفجير اللغة وتفتيت الدلالة, وخطر هذه المحاولة أنك لا تعرف ما الذي تقود إليه لأنها تسعى نحو أفق مجهول, لكن أنصارها يعرفون ان هذا هو السبيل لإعادة بناء رؤية للعالم جديدة وعصرية.

2- فئة تستشعر الخطر لأن الإنسان بطبعه عدو ما يجهل, والبقاء على المألوف بما فيه أفضل من الارتماء في مجهول لا نعلمه, فتتصدى هذه الفئة بحزم وحسم لكل محاولة لإزاحة الدلالة وتفتيتها والعمل على تفجير اللغة وغياب المرجع, وتصبح هذه المحاولات شيطانية في نظرهم.

كل ما ستقرأه حول "الغموض" هو صراع بين رؤية مستقرة للعالم ورؤية تتكون. ومن هنا تأتي هذه الدراسة التي تبحث في غياب المرجع ومحاولات تفجير اللغة..
أبو اليزيد الشرقاوي - أستاذ الأدب العربي الحديث بجامعة القاهرة كلية دار العلوم..
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ شعرية غياب المرجع - تفجير اللغة ❝ ❞ اللغة والمعنى والتاويل ❝ ❞ المعنى: سلطة المؤلف وسلطة القارئ ❝ ❞ آليات الفهم والدلالة ❝ ❞ تحولات المعنى المراوغ ❝ ❞ نهاية الشعرية العربية: التقشف البلاغي ❝ ❞ تحولات الشعرية العربية - قصيدة النثر ❝ الناشرين : ❞ وكالة الصحافة العربية - ناشرون ❝ ❱
من كتب النقد الأدبي - مكتبة الكتب والموسوعات العامة.