❞ رواية شيزوفرينيا المشاعر ❝ ⏤ نرمين قدرى
المقدمة
.ويسألونك عن شيخوخة الروح ؟!!
قل : هي وهن المشاعر في زمن الصبا 🖤
إن أصعب شعور يمكن أن يمر عليك عندما تعرف أنك قد تغيرت ، وتغيرت طباعك ، وأحاسيسك ، لكنك لا تستطيع أن تتقبل ذلك التغيير تدرك إدراكا حقيقيا بأن روحك قد تغيرت لدرجة أن الأشياء التي كنت تحبها لم تعد تحبها ولم تعد تفرق معك تحبها وتتعلق بها أو حتى تكرهها وتتخلى عنها ، و أشياء أخرى لم تكن تهمك فأصبحت الآن توضع في اهتماماتك وأولوياتك لدرجة أن ضحكاتك قد تغيرت ، نظرتك للحياة أيضا قد تغيرت وتبدلت .
هناك أشياء كانت حية بداخلك ثم ماتت ، وخلقت أشياء جديدة في مكانها .
المشكلة تكمن في انك تعلم حقيقة تلك التغيرات ولكنك لا تقبلها ولا تعترف بها ولا توافق عليها ، لأن كل جديد في نفسك أنت لا تريده ، أنت تريد نفسك القديمة بكل مافيها من جيد وسئ ، لذلك تجد نفسك في نهاية الأمور تقف في منطقة العدم ، فلا تستطيع التغير والتعايش مع الوضع الجديد ولا تستطيع العودة إلى القديم من أمور نفسك وحياتك .
إن هناك فترة في حياتك سوف تعلمك أنه لا يمكن لك أن تثق في أي شخص بسهولة ، سوف تشعر في تلك الفترة أن عمرك يمر أمام عينيك وأنت بكل أسف لم تستطع أن تعيشه ، سوف تشعر فيها أنك كنت تفعل الصواب مع أناس لا يستحقونه ولا يعترفون بفضلك ، سوف تشعر فيها أن هناك أشخاص دخلو ا إلى ثنايا حياتك ولم يكن من الصواب أن يدخلوها من الأصل ، سوف تشعر فيها أن اكتفاءك وابتعادك عن الناس هو أفضل الحلول ، كي تعيش في راحة نفسية بعيدا عن واقع في أغلبه مر .
روايتنا تضم مجموعةمن الأبطال لكل بطل فيها حكاية ولكل حكاية درس يجب أن نتعلمه ويجب أن يعلم في نفوسنا ويترك اثر لا تمحوه الأيام .
إذا نظرنا نظرة فاحصة سنجد أن كل إنسان فينا قد يعاني من فترة تذبذب المشاعر والأحاسيس لدرجة أن الحقيقة تختلط بالسراب ، نكذب علي أنفسنا و نعشق كذبنا ، لأنه يأخدنا إلى العالم الذي نود أن نعيش بداخله.
قصتنا تحكي عن مجموعة من ضحايا التكنولوجيا التي أسأنا استخدامها ، فقد قمنا باستغلالها فيما يؤذينا لدرجة أننا قد تمردنا علي حياتنا الحقيقة ، و بدلناها بعالم وهمي افتراضي من نسيج خيالنا ، و الكارثة الكبرى تكمن أننا عشقنا هذا العالم ، وأصبح جزءا أصيلا من حياتنا بل أصبح هذا الوهم هو الحياة للكثيرين .
شيزوفرنيا المشاعر مصطلح عجيب لكنه يقول حقائق مهمة يجب أن نأخذها بعين الاعتبار ، فالمشاعر حقيقة لا نستطيع أن ننكرها ، أما إذا تحولت إلى شيزوفرنيا فهنا مكمن الخطر ، لأنها سوف تكون مشاعرا بلا ضابط ، بلا حد يوقفها ، سوف نطلق في حالة الشيزوفرنيا مشاعرنا لتتحكم فينا ، لتتحكم في المرأة هذا المخلوق الذي يأخذ قوته من ضعفه ، فإذا تحكمت الشيزوفرنيا في مشاعر المرأة أصبحت مستقبلة لكل ما يدمرها من أحداث وأصبحت مستسلمة لكل من يدمرها من أشخاص ، ولا عجب إذا نظرنا في بحر الحياة الكبير فوجدنا أشخاصا نرجسيين يتحكمون في المرأة مستغلين ضعفها الذي جاء من حالة الشيزوفرنيا التى أصابتها ، فاستهان هؤلاء الأشخاص بالمرأة واستغلوا ضعفها وأكلوا حقوقها ، وجعلوها تحت أقدامهم وكأنها سلعة رخيصة .
هيا بنا ندخل إلى هذا العالم النرجسي المتحكم في مشاعر المرأة و نقاط ضعفها وكأنه يحركها مثل عروس المريونت وكأنه هو من يحدد مصيرها .
بطلتنا فقدت أمان العيش و اختارت أن تعيش الوهم بإرادتها .
رنا تلك الفتاة التي تتطلعت إلى أعلى ووضعت قلبها ومشاعرها في المكان الخاطئ وأعطت قلبها البرئ لمن لا يستحق و أخدت درسا قاسيا في الحياة وكانت في مقتبل عمرها ، ولكنها أنهت كل مشاعرها قبل أن تبدأ
وأيضا عندنا
مروة التي رفضت واقعها وعشقت واقعا موازيا ليس له وجود ، ورمت بنفسها في أحضان الوهم ، ولكن علمتها الحياه درسا قاسيا جدا ، وهو أن القلب الاليكتروني سيظل كما هو ولن يأتي بجديد ، ولن يشبعها ولن يكون عوضا لها عما رأته من قساوة زوجها لها فقد عالجت الخطأ بخطأ أكبر ..
وعندنا أيضا نموذج
داليا وتطلعاتها للمادة ، وسرعة الحصول عليه جعلها تقدم الكثير من التنازلات ، جعلها تتنازل عن عاداتها وتقاليدها أيضا و من تنازل مرة سيظل يتنازل بقية عمره .
بهاء ذلك الأب المطحون الذي يهرب إلى أحضان الوهم ويشعر بملاذه في احضان الخطيئة الذي يبيع أبناءه من أجل المال .
هويدا تلك بطلة من نوع خاص ، فقد تخلت عن الحب من أجل الكبرياء ، وحبست نفسها في إطار الأم المحاربة المضحية من أجل أبنائها ، ولكنها عندما شعرت بالخوف عليهم تحولت إلي أسد ضاري يلتهم كل من يقترب منهم
وقد تناست نفسها في زحام الحياة ، ولكن أجبرها واقعها أن تسترجع الماضي وتحن إليه .
عمرو هذا النرجسي المتسلط المتحكم ، الذي يريد أن يكون محورا للحياة ، يعشق الهالة الكاذبة ، محترفا للكذب يمسك كل الخيوط في يده و يحركها مثل الماريونت يعلم جيدا متي يعطي و متي يأخذ و طابعه الأناني النرجسي دمر مشاعر ا بريئة معه .
هنا تلك الفتاه المدللة التي اعتادت أن تأخذ كل ما تريد دون ان تعطي أي شيء.
ريهام هي المثال لصوت العقل ، عرفت طريقها الصحيح، ولكن في سيرها في دروب الحياة أصيبت بعدم الثقة في النفس وعدم ثبات الشخصية ، إلا أنها في النهاية سوف تحقق هدفها لأن ميزان العقل هو المتحكم .
مها كانت في صراع ما بين الحب و المادة ولكن من ينتصر الحب أم المادة .
إن الناظر إلى البشرية جمعاء سيجد أنها تعيش في صراع كبير بين العقل و العالم الموازي معظمنا ، أصبحنا عبيدا لضغط زر من هاتف ، أصبحنا ماكينات يحركنا العالم الخارجي يتحكم في كل ما يخصنا من عادات وتقاليد وقيم لدرجة أن الكثيرين منا قد تنازل عن قيمه ومبادئه كي يواكب هذا العصر.
إننا نعيش مجرد حياة مليئة بصراعات داخلنا ، صراعات ترفض الواقع و تريد أن تعيش في عالم آخر مليء بمشاعر متضاربة متناقضة تعلم الصواب ولكنها تريد أن تتبع هوي النفس ويا ويلاه من اتباع هوي النفس مشاعر متضاربة متناقضة تستطيع أن تسميها ( شيزوفيرنيا المشاعر )
يزوفرنيا المشاعر
ملكه القلم
نرمين قدرى - مؤلفة ولها العديد من الأعمال الروائية الالكترونية والورقية ،من
مواليد محافظة الاسكندرية
خريجة إدارة أعمال ، الحالة الاجتماعية متزوجة ،ولها طفلين ،تمارس مهنة التدريس اللغة الانجليزية
من أعمالها الورقية‵ أزهار ورواية صعيدى ولكن عاشق..
❰ لها مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ صعيدى لكن عاشق ❝ ❞ أزهار ❝ ❞ سجينة العادات ❝ ❞ لم يفت الأوان بعد ❝ ❞ قاسي امتلك قلبي ❝ ❞ عندما يتمرد العشق ❝ ❞ مزرعة الغضب ❝ ❞ خذلان أم ❝ ❞ قلوب أرهقها نبضها ❝ الناشرين : ❞ جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ❝ ❞ دار العلا للنشر والتوزيع ❝ ❞ العلا للطباعة و النشر ❝ ❱
من كتب الروايات والقصص - مكتبة القصص والروايات والمجلّات.