❞ قصة المصحة ❝ ⏤ نرمين قدرى
تفتح الستار علي عنبر نساء متهالك في أحدي المصحات النفسية حيث مجموعة من النساء يتجمعون حول مائده كبيرة يتناولون طعام الإفطار وكلا منهن شارده بفكرها بعيدا لقد عانوا الكثر في حياتهم اللي أن تصل بيهم المطاف جميعا لمجرد رقم في مصحة نفسية يفتح الباب وتدخل الدكتوره المختصة تلقي عليهم التحية وتجلس علي راس المائده تنظر لهم مبتسمة وتقول بمرح
الدكتورة: صباح الخير انا انهاردة اتعمدت اجمعكم مع بعض علشان تتعروفوا وكل واحده تحكي حكايتها
عارفة أن كل واحده مش هترضي تقول اسمها فخلينا نلعب لعبه الارقام فكل واحده هتعرف نفسها برقما نبدا برقم واحد
ابتسمت فتاه في العشرين من عمرها وقالت:
- انا رقم واحد يمكن حكايتي معظمكم يشوفها عادية لكن أنا حياتي كلها ادمرت وتحت مسمي الحب
باختصار انا زي اي بنت كان نفسي احب واتحب عادي يعني بتحصل و لكن حبيت الرجل الخطاء بس هنقول ايه هي كده مراية الحب عامية انا بنت بسيطة من حارة في حي شعبي طموحي كنت ان اشتغل بعد تخرج زي اي حد اتقدم في شركة و يمكن شكلي كان ليه عامل في قبولي مش مؤهلي المهم من أول لحظة لاحظت نظرات المدير ليه وبصراحة غروري بنفسي زاد
يقطع كلامها صياح أحدي الجالسين وهي تخبط علي الطاوله بصوت مسموع وتقول بحده
- اباي عاد بقي مجعنا علشان نسمع كلام فارغ عن الشعق والحب وشغل قله الحيا ده
تقف الدكتوره غاضبه وتقول بغضب:
-رقم اربعة من فضلك مكانك ومتكلميش غير لما يجي دورك احنا هنا علشان نسمع بعض
تتحدث رقم ثلاثة وتقول : بس انا مش عاوزة اتكلم ولا عاوزة اسمع انا عاوزاكم تسبوني في حالي وكفايا قوي اللي عشته
تقف امراءة في الثلاثين تقول : في ايه يا جماعة هيحصل ايه لما نسمع بعض ادينا بنتسلي ونضيع وقت بدل الملل ده خلينا نشوف حكاوي بعض يمكن نستفيد
ضحك فتاه أخري وتقول :
-انتم ليه عاملين بتهجمهوها احنا كلنا هنا الزمن جاي علينا كفايا اسمعوها للاخر خلوها تكمل
التفت الدكتور الي رقم واحد وقالت: كملي حكايتك خلينا نعرف ايه اللي وصلك لهنا
ابتسمت رقم واحد وقالت :
-انا كنت عارفة أن انا حلوة وبصراحة كنت بستغل ده تعبت من حياه الفقر وان كلنا في اوضة وصاله ايام كتير كنا بنام من غير عشا امي كانت بتخدم في البيوت ما كناش لمحت نظرات الإعجاب في عيونه و انا كمان عجبني جدا بس الغريب أنه يبص لوحده زي بصراحة شكلي ولبسي كان بيدل علي شكل المكان الي جاية منه اشتغلت شهر وهو علي نفس نظرات مش بيتكلم خالص معايا كل توجهاتي كنت باخدها من رئيسي المباشر مش منه بس كانت حرب النظرات شغاله الكارثة أن انا حبيته بجد وبدأت اتعلق بيه قوي و حاسيت أنه هو كمان بدأ يتعلق بيا بدأ يجر معايا يوم في يوم المهم بدأنا نتكلم بدأ في أحاديث بنا وتلميحات لحد ما في يوم صرح ليا بحبه وأنه معحب بيا من اول يوم انا زي اي بنت كنت طيره من فرح دخل باسم الحب حبيته ونسيت ان الروس استحاله وتساوي
قطع كلامها رقم خمسة وهي تقول متحمسة :
ها وبعدين اتجوزك. صح هو ده الحب يا عالم
رفعت رقم واحد عينها وقالت بحصره:
- اللي زينا للمتعة بس المهم اتجوزتي عرفي شهر وللاسف طلعت حامل خبر حملي كان كارثة له صمم انزله
شهقت فتاه تجلس بحورها وقالت بصوت مسموع :
-اما ندل صحيح كملي حصل ايه
أكملت رقم واحد:
- لما لقاني مصممة علي الطفل فجاء اتغير من شخص معترض ومتعصب لواحد هادي و بيضحك وشاف أن من حقي اكون ام فرحت ولكن فوقت علي كارثة
قالت فتاه : ها اي هي طلقك ورماكي انتي وابنك صح
ضحكت رقم واحد وقالت:
لاء عمل الاكتر الاستاذ كان محترف حطلي مخدر في العصير صاحيت لقيت نفسي في عياده تحت بير سلم و مرمية علي الارض عرفت انهم اجهضوا الطفل و شالو كمان ليا الرحم علشان جسمي مستحملش وكنت بنزف و اتحرمت العمر كله من أن أكون ام في الاخر واترميت هنا ووصي عليا الدكاترة أن مخرجش في حياتي
تقف فتاه وتقول بدون مقدمات :
- انا بقا بكون رقم اتنين مصبتي اكبر انا حملت من جوز امي اللي كان علطول بيهددني أنه هيرميني انا وامي في شارع لو ما عملتش اللي هو عاوزة
قطعت كلمها الدكتور وقالت:
ممكن تهدي وتكلمي من غير عياط احنا كلنا سمعينك
أكملت رقم ٢:
المهم كل مرة كان بيلمسني كنت يقرف منه اكتر كان مقزز مقرف في كل حاجة لحد اليوم اللي عرفت في أن انا حامل جريت عليه رد قالي وانا مالي شوفي انتي غلطتي مع مين ووكمان خله امي تتعصب عليا وتنزل فيا ضرب لحد منزلت الطفل اللي في بطني
ودخلت في نوبه بكاء حاده قامت الدكتور من ملكتها وقالت :
اهدي وكملي براحه خلاص اللي حصل حصل
مسحت دموعها واكملت بغل : بصراحة لما فوقت محستش غير وانا بغرز الس*كينة في قلبه قت*لته وجالي انهيار عصبي و دخلت هنا
نظرت الدكتور وقالت :
- كفايا كده استراحة عشر دقائق يلا كملوا فطاركم
تبادلوا النظرات وعمت حاله صمت المكان وسرحت كل واحد منهم في عالمها الا نهائي
قطع حبل الصمت دخول الدكتور مرة أخري وهي تقول
ها يا بنات خلصتوا اكل ولو أن شايفة الاكل زي ما هو بس تمام نرجع لكلامنا مين عليها الدور
تقف فتاه ملامحها تدل أنها من اهل الجنوب تقول بحده :
انا بقا بكون رقم اربعة عاد انا بقا ابويا باعني قدام الكل ومحدش قدر يفتح خاشمة باعني وقبض تمتي بحجة يربي اخواتي صغار بعني راجل اكبر من بعشرين سنه
تقطع كلامها واحدة من الجالسين:
- هو يعني ايه باعك انا مش فاهمة ده ابوكي يعني ما ينفعش يعمل كده
ضحكت رقم اربعة واكملت : بعني باسم الجواز
نفس البت : يعني جوزك يبقي اسمها جوزني مش باعني علشان الكلام يكون واضح
وفجاءة قامت رقم اربعة وكان العرق الصعيد طلع عليها مرة واحده جذبت البنت من شعرها وقالت بغصب
اقفلي خاشمك ده عاد طلما معشتيش عشتي يبقي تخرصي ولو مش لازمك تسمعي اخرجي برا لكن تحكمي علي حكايتي لع
قامت الدكتوره مفزوعة من مكانها وهي تصيح :
- جرا ايه يا رقم اربعة اهدي واقعدي ما انتي كمان عملتي زيها وحكمتي علي حكاية رقم واحد من قبل ما تكلم معملتش زيك اتفضلي مكانك
ثم نظرت لهم وقالت:
- لو سمحتم مش عاوزه حد يحكم علي حد احنا مش قضاه علي بعض هنا وبلاش دور الجلاد ده
جلست رقم اربعة وابتلعت رقها وقالت وهي تنظر للا شيء :
كان عندي ١٥سنه وكنت قاعده بلعب امام الدوار و مش مهتنة بالي يحصل من حوليه بالاخص داخل الدوار فقد كنت طفله معرفش حاجة
ولكنها فوقت علي صوت زغاريد تنبعث من داخل البيت عندنا جريت علي الصوت :
-
المهم دخلت اجري اشوف مصدر الصوت ولكني وقفت مصدومة مكاني لقيت كل اللي في البيت يهنيني بأن تم كتب كتابي علي ابن عم بابا الي كان أكبر مني بعشرين سنه . فهو في نفس سن ابويا
التفت يمين ويسار وقالت بصوت مخنوق :
-كيف يعني مافهماش حاجة كيف انا تجوزت عاد تعرفوا ابوي رد قالي ايه :
هتتجوز كيف اي بنته ما تتحوز
قالت له بعين دامعة:
-بس انا يا بوي رايده اكمل علامي عاد مريداش اتجوز غير أن ود عمك ده متجوز عاد و علي ذمته اتنين غير أنه في نفسك عمرك كيف يابوي عترميني الرمية دي عاد انا خلاص فاضلي سنة واخد الدبلوم ونبي يا بوي سبني اخلصها انا رايده العلام و كمان ود عمي معيلدتش عليا واصل
وفجاءة سكتت جميع الانفاس وقام الأب من مجلسة و صفعني أمام الجميع نزل القلم علي وجهي و قد اشعل جوايا الخذلان عندما يخذلك اقرب الناس اليك قد تتوقف عجلات الزمن عندها وقد علم الجرح بداخلك وترك اثر لا يمكن أن يمحي مع مرور الزمن
المهم استسلمت للامر الواقع و ما كان باليد حيلة فاهي الفتاه و في عرفهم ليس لها رأي بعد راي كبيرهم.
تزوجت من احمد و كان يكبرني بعشرون سنه وأصبحت الزوجة الثالثة و انا مازلت طفله،
لقد هرمت مشاعري قبل أن تولد ولم يكن احمد العوض ليه ولكن كان ابشع ما كانت تتخيل كنت خادمة لضريري و في بليل كان يشبع فيا رغبته تحت ضر*ب وعن*ف مما أثار غيرة ضريري عليا انا كنت صغيرة و جميلة و لكن لن يشفع جمال الوجة للحظ ابدا فالحظ السيء يلازم صاحبة للقبر
و قد يكون الجمال نقمة لصاحبة .
تفننت زوجاته في تعذيبي فقد كنت في سن أولادهم ولكن الغيرة قد تعمي القلوب
كنت طول الليل اسهر علي راحت زوجي و طول النهار خدم زوجاته وأولاده اللي أن ذات يوم لم اتحمل مشاقة الخدمة.
ووقعت مغشي عليه وفور وصول الطبيب الذي زف لي خبر حملي
الخبر ده خله ضرايري بيكرهوني اكتر فضلت طول حملي اخدم فيهم غير ضرب جوزي و اهانه اللي كان مصبرني ابني اللي في بطني قلت اكيد ده عوض ربنا ولكن كانوا اتريهم بيدبروا مؤامرة صبروا لحد ما ولدت اخدوا مني ابني وجم روموني هنا بحجة أن اعصابي تعبانه ملحقتش حتي اشم رحته أو احضنه
واجهشت في البكاء تحت نظرات عطف من الكل
قامت فتاه بملامح ملائكية تضحك وتقول ،:
انا بقا غير كل دول انا اخترت طريقي بمزاجي ما كنتش حابه حياتي ولا حابه الدراسة كنت ناقمة علي اي حاجة اهلي بيعموله اخترت الطريق السهل وطبعا كلكم عارفين ايه هو الطريق السهل وفعلا عملت فلوس كتير قوي لحد في يوم ما ربنا وقعني في واحد نرجسي خرج القديم والجديد. عليا كان كل يوم ضرب وتعذيب لحد ما عملي تهتك في اعضائي الداخليه وعهات مستديمة والآخر جه رامني هنا واخد فلوسي كلها
قامت الدكتورة واقفة وقالت لحد كده وكفايا تمام كلنا سمعنا حكايات بعض اللي قصد من اللي انا عملته أن كنت عاوزة اوصل ليكم أن كل واحده لما تسمع مشكلتها التانية تعرف أن مشكلتها مش نهاية العام ولازم تعرفوا أن الضربه اللي متموتش بتصنع منكم جبروت وان انتم مش ناقصين ليكملكم حد انتم مكتملين بذاتكم وبنفسكم وانتم من هنا هتبداء تكتبوا اول سطر في صفحتكم الجديدة انتم باديكم هتبداو ترسموا حياتكم الجديدة
لا تجعلي أحدا يهز ثقتك بنفسك وبسبب لكي جرحا
هو لن يبقي معاكي طول العمر
فلن يبقي لكي سوي نفسك ، كوني انتي كوني قوية بذاتك
و اعرفي الاختيار لو مكنش صح من الاول ، هتفضلي طول عمرك تدفعي من حزنك عليه وعلي نفسك ، مش كل اللي تقابله هينفعك ومش كل اللي بيلمع من بره بيلمع من جوه
لا احد يكمل أحد فانتي كاملة ولا ناقصة ليكملك احد
كوني انتي وكفي
من لا يأتي من تلقاء قلبه....أنتي لست بحاجة إليه. ....
الحب ليس تعويض نقص. .....الحب اكتمال روح. .
انتي ليست بناقصة ليكملك احد أنتي مكتملة بذاتك كونتي انتي
تمت
نرمين قدرى - مؤلفة ولها العديد من الأعمال الروائية الالكترونية والورقية ،من
مواليد محافظة الاسكندرية
خريجة إدارة أعمال ، الحالة الاجتماعية متزوجة ،ولها طفلين ،تمارس مهنة التدريس اللغة الانجليزية
من أعمالها الورقية‵ أزهار ورواية صعيدى ولكن عاشق..
❰ لها مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ صعيدى لكن عاشق ❝ ❞ أزهار ❝ ❞ سجينة العادات ❝ ❞ لم يفت الأوان بعد ❝ ❞ قاسي امتلك قلبي ❝ ❞ عندما يتمرد العشق ❝ ❞ مزرعة الغضب ❝ ❞ خذلان أم ❝ ❞ قلوب أرهقها نبضها ❝ الناشرين : ❞ جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ❝ ❞ دار العلا للنشر والتوزيع ❝ ❞ العلا للطباعة و النشر ❝ ❱
من كتب الروايات والقصص - مكتبة القصص والروايات والمجلّات.