📘 قراءة كتاب البردوني عزاف الأسى أونلاين
اقتباسات من كتاب البردوني عزاف الأسى
د. علي محمد زيد وعزاف الأسى -البردوني 1-2
عبدالباري طاهر8 فبراير، 2023
أصدر الدكتور علي محمد زيد كتابه “البردوني عزاف الأسى”. الكتاب دراسة شاملة لحياة وجميع أعمال الشاعر والأديب الكبير عبدالله البردوني.
الدكتور علي محمد زيد باحث أكاديمي، وناقد، وسارد، ومترجم. أبحاثه عن الفكر المعتزلي من خلال كتابيه: “تيارات معتزلة اليمن في القرن السادس الهجري، و”دولة الهادي وفكره”، من أهم الأبحاث العلمية. وفي الأول دافع عن الفرقة الزيدية المطرفية التي تعرضت لما يشبه حرب إبادة على يد الإمام عبدالله بن حمزة.
له العديد من الدراسات والأبحاث، وهو ناقد أدبي. ترجم باللغتين: الإنجليزية، والفرنسية، العديد من الإنتاج الفكري والأدبي، وله أربع روايات. كتابه “البردوني عزاف الأسى” من أهم الدراسات، إن لم يكن الأهم؛ لتفرده بدراسة حياة وسيرة وتراث الشاعر الكبير الأستاذ عبدالله البردوني.
تتبع الباحث نشأة البردوني في ريف ذمار “بردون” -القرية البائسة حد المجاعة، في العقد الثالث من القرن العشرين، وإصابته طفلًا بالعمى، وكفاحه المرير، وإبداعاته شعرًا ونثرًا، وصداقاته، وخصوماته، وتتبعه لحظة بلحظة، وخطوة بخطوة من المهد إلى اللحد.
يقع الكتاب المتوسط الحجم في 373 صفحة. تبدأ السيرة البائسة بتمهيد: “مأزق وجود”، والكفاح المجيد بمقدمة: “المعرفة إنقاذ، والشعر تحليق في الذرى”.
الباحث الماهر، والناقد والسارد الدكتور علي محمد زيد، يغوص عميقًا في عطاء البردوني، وإرثه العظيم، وكنوزه الشعرية والنثرية. ويقرأ مسار حياته من الأشد بؤسًا وفقرًا، إلى صدارة المشهد الأدبي والثقافي، ليس في اليمن والوطن العربي، بل عالميًا.
يربط الباحث زيد عميقًا ما بين تعاظم محنة البؤس: العمى، والفقر، والتشريد، ومقدرة البردوني طفلًا ويافعًا وشابًا وكهلًا، على الصبر، والإبحار نحو المعرفة (القوة)، كما يسميها بيكون، والفرار من الأمية (السوأة)، كما يراها أبو حامد الغزالي.
كان الشعر العصا السحرية التي ضرب بها البردوني بحر الأمية والفقر، ومحيط العمى؛ حتى انفلق، وعبر من خلاله إلى عالم الثقافة والفكر وعالم الشعر؛ وليصبح الأكثر إبصارًا من معاصريه.
موهبة زيد إخلاصه للبحث؛ فقد تتبع البردوني في رحلته منذ الطفولة، وانتقاله إلى منزل أخته في القرية الأخرى “المحلة”، ورعيه للأغنام، وهو الأعمى، والصغير، في بيئة وعرة شديدة الخطورة على المبصرين، وتعشقه للتعلم، وانتقاله إلى القرية الكبيرة “ذمار”.
كما يقرأ الباحث الرؤية الازدرائية للأعمى في بيئة شديدة الفقر والجهل والقسوة، حيث القيمة الوحيدة فيها لحامل السلاح أو الأقوى.
يصف شغفه بالقراءة في ذمار، وفيها خفق قلبه للحب. سُجن؛ لأنه يتدخل في ما لا يعنيه، وكانت نساء ذمار أرحم به من رجالها. حفظ آلاف الأبيات من الشعر، وأتقن في زمن قياسي الشريعة وألاعيب الأحكام القضائية. تصدى في المحاكم لنقض الأحكام، وسُجن؛ لأنه تسبب في نقض حكم عمده الإمام يحيى، ومهره بختمه.
يدون الباحث تفاصيل تفاصيل حياة البردوني في ذمار، ففيها عمل في البداية سقاءً يوصل المياه إلى المنازل، ثم وكيل شريعة لاحقًا. يعتبر الباحث ذمار أول الغيث.
في مطلع التكوين بداية التحدي: طريق العذاب، والمعاناة بعد أن رحل من قرية أخته المتزوجة، وفقدانه مدرس قرية المحلة. يعود الفضل لذمار في تكوينه النفسي والثقافي، بحسب قراءة الباحث، رابطًا بين الشغف بالشعر، وانتعاش قصائد الشعراء الأحرار، وتحدي نظام الاستبداد.
لذمار حضور كبير في وجدانه. وفي مذكراته التي اعتمد عليها الباحث، يقدم البردوني قراءة معمقة للمدينة، وريفها، وتاريخها، وواقعها في أربعينيات القرن الماضي.
محطتان مهمتان في حياة البردوني، كما يرى زيد: المدرسة الشمسية في ذمار، والمدرسة العلمية في صنعاء. اهتمامه بالبحث بلا حدود، وحبه للمعرفة والشعر هما طريقه لتجاوز محنة العمى، والعبور إلى المجد والشهرة.
يدرس الباحث جل أعمال البردوني النثرية والشعرية، وتكون مذكراته “تبرج الخفاء”، وإصداراته الكاثرة، ودواوينه الشعرية، وهي المراجع الأساس للبحث القيم والمهم.
يدرس بحثه المضني عن مصدر للعيش في ذمار، وموقفه من حركة 1948، وما ترتب عليه، والذي ابتدأ بتأييد ولي العهد أحمد، وانتهى بالمعارضة والسجن.
يقظة الضمير، ورفض هدم الإمام الجديد للمنازل، والقمع، والظلم، دفع به إلى المعارضة. كان البردوني من قراء “صوت اليمن”، وتتبع أخبار المعارضة في عدن؛ فهو -كما يصف نفسه- يحب السير على الحرائق، والباحثين عن المتاعب؛ وهذا ما لم نفطن له نحن تلاميذه البلداء الذين ننجر إلى انتقاد بعض أطروحاته المثيرة، وهو يضحك منا وعلينا. حَمَّله وجهاء مدينة ذمار وزر المعارضة للمدير الجديد في ذمار؛ فسجن، ونقل إلى صنعاء، فيرفضه سجن القلعة، ويرسل للرادع؛ فيجد نفسه شريدًا، سجين العمى، والفقر، بلا مأوى ولا معين، وبإباء يرفض طلب العفو؛ لأنه لم يذنب.
ينظر البردوني إلى 1948 كمفترق غامض. فهل هو ومضة، وتوثب إلى الغد، أو أنها قاعدة التفات إلى الأمس؟
“صعود من القاع عودة إلى نقطة البداية”، يعنون الباحث بداية البردوني في صنعاء. يرقد البردوني في المستشفى -المستوصف- مجازًا، وينسج علاقة طيبة مع الأطباء، وفيه يتعرف على الزائر المريض عباس الوزير؛ فيأخذه إلى منزلهم في القاع؛ لتعليم إخوانه، بعد أن رفض المعلمون تدريسهم خوفًا من غضب الإمامة.
يدون بحب وألم استضافته لأكثر من عام ونصف في منزل آل الوزير. مثنيًا ثناءً عاطرًا على أمهم ابنة أبو راس التي يسميها بحق “أم المؤمنين”، وتكون مدرسة دار العلوم بداية الانطلاق، ووسيلته للخروج من انسداد الأفق؛ فدار العلوم هي المدرسة الوحيدة التي تؤهل طلبتها للوظائف الحساسة، ومجال القضاء، وقد حلت محل دار العلوم التي أنشأها الأتراك. يصف البردوني حال التعليم في البلاد، وكأنها تعيش قبل ألف سنة أو يزيد، ويرى الباحث زيد أن البردوني رغم دراسته في ذمار، وفي دار العلوم، فقد كان دائمًا معلم نفسه، ويقدم البردوني وصفًا للكتب التي كانت تدرس حينها، وقد رشح لتدريس مادة الإنشاء، وهو لايزال طالبًا، ولكن الأمير الحسن رفض مجرد ذكر اسمه؛ لأنه كان سجينًا.
يدرس الباحث -كناقد- تجربة البردوني الشعرية، فيرى أن اكتشاف البردوني للمعرفة، وبخاصة للشعر، في بداية الدراسة في ذمار، حاسم، ويتوطد بمرور الأيام، ويأتي على ذكر قصيدته في هجاء عبدالله حمران، وتخليه عن الهجاء.
يصف البردوني طقوس نظم الشعر وحفظه. فهو يختلي بنفسه، ويتحسس مشاعره، ويرسم الصورة الشعرية في مخيلته، ثم ينقلها إلى أبيات شعرية، وبعد أن تكتمل القصيدة يمليها على من يساعده في الكتابة.
يصفه زيد بأنه يتمتع بموهبة نادرة في الحفظ بين الشعراء المكفوفين، لا بل والمبصرين، وقد أسعفته ذاكرته في حفظ الكثير من قصائده، كما يتناول زيد -كناقد- قصيدة “من ذا هنا؟”، المنشورة في ديوان “طريق الفجر”، والتي يعود تاريخها إلى عام 1953، ويذهب إلى أنها تجسد معلمًا ملحوظًا على طريق الوعي بالواقع المر الذي يعيشه الشعب، والاحتجاج على الظلم والاستبداد.
ويذكر الناقد أن حذر البردوني هو ما مكنه من حضور التعزية بوفاة الملك عبدالعزيز. ابتعد عن قصيدة الهجاء، والرثاء، وأثبت وجوده في المدرسة كمعلم مهم، وبدأ يرتاد المقايل في بيوت الأسر الكبيرة، كبيت زبارة، وعبدالكريم الأمير. اندهش الجميع من ذكائه، وشاعريته، وسعة اطلاعه.
وصول مجموعته الشعرية “من أرض بلقيس”، 1961، عزز ثقته بالنفس، ومنذ ذلك الحين، بحسب رؤية الناقد، أصبح في مقدمة الشعراء اليمنيين، وأحد أبرز الشخصيات في الصفوف الثقافية الحديثة.
يشير الناقد إلى تأثره بالحركة الثقافية في مصر: طه حسين، وإبراهيم ناجي، وحافظ إبراهيم. يواصل البردوني البحث في الحصول على فرصة عمل؛ فهو خريج “غاية السول في علم الأصول”، ليحيى بن الحسين، وهي أهم مصدر في أصول فقه الزيدية، وقارئها يكون مؤهلًا للقضاء، أو أية وظيفة في عهد الإمامة.
يقفز الطالب المجد من تلميذ إلى أستاذ في زمن قياسي. يقدم وصفًا دقيقًا لدار العلوم، وللمنهج، وللكتب، وللأساتذة، وكيف انحاز إليه الطلاب، واعترف المدرسون بقدراته.
عندما فتحت الإذاعة عام 1957، كان الاحتياج إليه أكبر من احتياجه إليها. يتذكر طاقم الإذاعة، والتحاق المقالح، وتزامله وصداقته مع حمران، ومحمد الشرفي، والتنافس حد الخلاف.
يتناول الباحث، ومن خلال قراءة مذكرات البردوني “تبرج الخفاء”، تفاصيل زيارة سعود لصنعاء، وقصيدة البردوني، وموقف البردوني من المرأة، ويدرس الباحث عميقًا “البردوني الثاني”.
علي محمد زيد وعزاف الأسى "البردوني"(2-2)
يتناول الباحث الدكتور علي محمد زيد صدور المجموعة الشعرية الأولى للبردوني (من أرض بلقيس ). وقد صدرت في مصر على نفقة المجلس الأعلى للآداب والفنون. وكان رئيس اللجنة: عباس محمود العقاد، وعضوية: عبدالقادر القط، وعلي أحمد با كثير، وإبراهيم المازني، واشرف على تصحيح الديوان علي الجندي.
يعتبر الباحث صدور الديوان الأول محطة مهمة في حياة "عزاف الأسى". وفي اكتساب مكانته كشاعر بارز في الوسط الثقافي خارج اليمن، يضيف: فقد أسهمت هذه المجموعة الشعرية في رفع مكانته محلياً، واكسبته مزيداً من الثقة بنفسه، وبشعره، ووطدت العلاقة العضوية بينه وبين الشعر. ويفخر بصدورها. وأن من أجازها ثلة من كبار أدباء مصر.
يرى الباحث أن شعر البردوني يمثل الصوت المنطلق بحريَّة خارج سجن النظام للمطالبة بالانعتاق باقامته في مصر، ورفع صوته عالياً دون خشية من سيف الجلاد، في حين أن شعر البردوني يمثل محاولات المستنيرين في الداخل، رفع صوت التحدي، ولكن بحذر؛ لتجنب رعب النظام الاستبدادي وانتقامه..
ومع وجاهة ما أشار إليه الدكتور زيد، فإن أشعار البردوني في الجوانب الإبداعية والفنية أكثر أصالة وحداثة وارتباطاً بروح العصر من قصيدة الزبيري، وهي من جوانب عديدة أكثر جرأة وشجاعة من قصيدة الزبيري.
فالبردوني مغروس في التربة وأكثر اتصالاً بتيارات الحداثة والإبداع وتشبعاً بالموروث، أكثر من معاصريه الشعراء العرب الكبار.
يدرس الباحث والناقد نماذج من شعر البردوني مبيناً خصائص وسمات العديد من القصائد المتسمة بمشاعر عدم اليقين، والتساؤل والحيرة، والبحث عن الطريق.
ويدرس ارتباط قصيدة البردوني بأحداث التطورات في يمن ما قبل الثورة، كما يقرأ اقتراب قصيدته من شعر المعري، وبحثه المبكر عن منفذ للتعبير عن موهبته الشعرية.
ويدرس احتفاء الشاعر بالوحدة بين مصر وسوريا، والوحدة العربية "قصيدة "زخف العروبة":
يا ابن العروبة شد في كفي يداً
تنفض غبار الذل و الاتعاب
فها هنا اليمن الخصيب مقابر
ودم مباح واحتشاد ذئاب
ذكره بالماضي عسى يبني على
أضوائه مجداً أعز جناب
قل للإمام وأن تحفز سيفه
أعوانك الأخيار شر ذئاب
يومون عندك بالسجود وعندنا
يومون بالأظفار والأنياب
ويقرأ عميقاً ارتباط القصيدة بالأحداث فقصيدة "تحدي"، في مارس عام ١٩٦١، مرتبطة بمحاولة اغتيال الطاغية في مستشفى الحديدة في العام نفسه. كما أن قصيدة "نحن والحاكمون"، في ديسمبر ١٩٦١، مرتبطة أشد الارتباط بتكوين الضباط الصغار "خريجي مدرسة الايتام"؛ تنظيمهم السبتمبري الذي فجَّر ثورة ال٢٦ من سبتمبر ١٩٦٢.
ويرى أن الفترة من ١٩٥٩ و١٩٦٢ قد شهدت إنتاجاً غزيراً بالقياس إلى الفترات السابقة، مؤكداً أن شعره في هذه الفترة يحتاج إلى دراسة خاصة؛ لأن موهبة البردوني تجلت فيه، وعبَّرت عن بلوغ مسيرته الشعرية نضجها.
ويشير إلى إنتاجه الكثير من الشعر، الذي أهمله؛ لأنه بعد أن نضج فنه الشعري أحس بأن المستوى الفني للكثير من القصائد السابقة لا يرضيه. وكان همه -كإشارة الباحث- تجاوز منافسيه التقليديين والمحدثين. وأضيف: في هذه الفترة نشر العديد من القصائد في سبأ والنصر. وكانت تتضمن مدحاً للإمام ونقداً مريراً للأوضاع. و كنت احتفظ بالكثير من هذه القصائد. وليس فيها ما يؤخذ على عزاف الأسى، ويمكن البحث عنها ونشرها.
يدرس الباحث الناقد نماذج من قصائد فترة الخمسينات، وشطر من الستينات؛ فترة نضج قصيدة عزاف الأسى. وهي الفترة التي وضعته في صدارة المشهد الشعري والثقافي كواحد من أهم كبار شعراء الأمة ومبدعيها. ويدرس "ثقافة البردوني الواسعة".
فيرى أنه امتلك قاعدة ثقافية واسعة وعميقة، وتجاوز العزلة والانغلاق الثقافي إلى تنوع الثقافة العربية، و غناها
استقراء الواقع السياسي.
يا بنت أم الضمد قولي لنا
أي علي سوف يخصي علي
ويعتبر البردوني ثورة سبتمبر ١٩٦٢ فاتحة العهد الديمقراطي. ويؤيد الحزبية الناضجة ذات البرامج العملية، ومطالباً بإطلاق حرية الأحزاب السياسية. وأن الحروب منذ ١٩٧٥ إلى سنة ١٩٩٠ حروب طوائف، وليست بين الأحزاب. ويشير الباحث محقاً إلى مساندة البردوني للمشير السلال. يؤيد حركة ال١٣ من يونيو ١٩٧٤ بعد نقدها.
ويشير الباحث إلى موقف البردوني التقدمي المؤيد للمرأة بصورة عامة وللمرأة اليمنية بخاصة، وموقفه ضد "القات"، وترؤسه اتحاد الأُدباء والكُتاب اليمنيين.
ويتناول الباحث كتابة البردوني للتاريخ، معرباً عن عدم توفر فرص التمحيص، والعودة إلى المراجع، وعقد المقارنة والحكم على النصوص.
ويشير إلى ميل البردوني للتاريخ الشفوي، معتمداً على التحليل السياسي، و الاجتماعي. ويتناول الباحث قراءة البردوني أحداث ١٩٤٨ و١٩٥٥ مسجلاً بعض الملاحظات النقدية، مثنياً على تشخيصه وضع صنعاء ومحيطها قبل الثورة السبتمبرية. وله رؤيته لشخص القاضي عبدالرحمن الإرياني – رئيس اليمن بعد انقلاب ال٥ من نوفمبر ١٩٦٧.
يعتبر انقلاب ٥ نوفمبر بمثابة الموت لصنعاء. يميِّز بين الإرياني قبل الحكم وبعده، مشيداً بمناقب الحمدي.
ويتناول الباحث زمالة البردوني وتنافسه مع زملائه في الإذاعة (حمران والمقالح والشرفي)، وقصة هجائه لحمران.
يدرس الباحث رؤية البردوني للشعر والنقد، فهو -أي البردوني- يعوِّل أكثر على العنصر الجمالي مهما يكن المضمون، ويرد على من يقول إن الشعر العمودي رجعي بالقول: إن الشكل الشعري لم يعد وسيلة للمسِّ بالشاعر العمودي. ويرأى أن الحداثة حداثة الرؤية والصورة
كشاعر كبير ومثقف واسع الاطلاع يقدم رؤية أكثر حداثة في قراته النقدية، فهو يرى أن الجديد لا ينجح ما لم يقم على أساس قديم. وقديماً قيل في تعريف الجديد إنه قتل القديم بحثاً – الكاتب.
يدرس شخصيتي الزبيري والنعمان، ويدرس الباحث زيد "مرحلة الامتلاء والتميز عند البردوني"، مشيراً إلى إهماله الكثير من قصائده الأولى. كما يدرس تجديد البردوني للشعر العمودي، وهو ما تناوله بتوسع الدكتور عبدالعزيز المقالح والدكتور الناقد عبدالله البار، ونقاد عرب كثيرون.
يذكر الباحث أن البردوني أشار إلى أنه بدأ كتابة الشعر من عام ١٩٤٥؛ أي أنه بدأ كتابة الشعر وعمره تقريباً إحدى عشرة سنة. فهو يقدِّر ولادته في العام ١٩٣٤، وهو شاهد الذكاء والنبوغ المبكر "الكاتب".
كما يدرس -كناقد- أسلوب البردوني في كتابة النثر، ويختار قراءة ديوانه (جواب العصور)، وهو من أواخر دواوينه. وشعر البردوني أولاً ثم نثره هما مجده الإبداعي والأدبي والثقافي، ومصباح شهرته في اليمن والوطن العربي والعالم.
سنة النشر : 2022م / 1443هـ .
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
عفواً..
هذا الكتاب
غير متاح للتحميل، حفاظًا على حقوق دار النشر. ،، يمكنكم شراؤه من مصادر أخرى
🛒 شراء " البردوني عزاف الأسى " من متاجر إلكترونيّة
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف: