❞ كتاب التكفير أزمة نفسية ❝ ⏤ ثابت الأحمدي
يقول الدكتور ثابت الاحمدي عن الكتاب إسهاما منا في معالجة ظاهرة سلبية قديمة جديدة، هي ظاهرة التكفير، كانت هذه الصفحات وهي إلى الطريقة الإنشائية، أقرب منها إلى الطريقة البحثية، تخفيفًا من رتابة البحث، بالمعنى الأكاديمي الصارم.
ونتناول هذه الظاهرة قديما وحديثا تناولا موجزا وخاطفا، في الأديان بشكل عام، وفي الدين الإسلامي بشكل خاص، مسهبين القول في القسم الثالث، المتعلق بكون التكفير أزمة نفسية، أكثر منه أزمة معرفية أو علميّة، بقصد استلفات أنظار من يهمهم ا الشأن بدرجة رئيسية إلى نقطة مهمة، ربما لم يتنبهوا لها من قبل وحد علمنا أنه لم يتناول هذه الظاهرة باحث من قبل من هذه الوجهة؛ وجهة النظر النفسية الخالصة.
لقد كتب الباحثون ونقبوا كثيرًا عن التكفير من منظور تاريخي والتكفير من منظور عقدي فكري؛ لكنهم لم يتوقفوا عند التكفير من منظور سيكولوجي نفسي، ما جعلنا نتوقف عند هذه الجزئية، لتقديم ومضات وإشاراتٍ عابرة لا أكثر، تفتح الأفق للمختصين مع قادم الأيام.
والواقع أن هذا العمل قد يُغضب البعض، كما قد يفرح الآخرين؛ لأن هناك من يرى نفسه مستهدفا في هذه الأسطر، كما أنَّ هناك من هو خصم للفقهاء ورجال الدين على الدوام، سواء أصابوا أم أخطأوا. والحقيقة أننا لم تُرد لا إغضاب فلانٍ، ولا تسلية علان، بقدر ما نريد التوقف عند قضية مهمة شائكة ميزتها جدّتها، وجديتها فقط، وكذلك مرونتها في قبولها للتصويب والإضافة القائمة على أساس علمي.
صحيح أنها قد تكون اشتملت على شيءٍ من القسوة؛ لكن التكفير أقسى من كل القساوات، وليس بعد قسوته قسوة. ثم إننا مضطرون - أحيانا - لأن ننضح الغارق في نومه بالماء البارد يوم الشتاء القارس، ليصحو من طول سباته، وقد غط فيه كثيرًا .. الأمر لا يعدو هذا الغرض.
في الحقيقة تابعتُ نقاشا مطولا وجادًا بين مجموعة كبيرة من رجال
دين سلفيين في إحدى المجموعات على الواتس، عن المرحوم البروفيسورعبدالعزيز المقالح ليلة وفاته، يرحمه الله كما وصلتني نقاشات مثلها من مجموعات أخرى أيضا، واندهشت حدّ الذهول حين وجدتُ بعضهم
مُصِرًا على تكفيره بعض هؤلاء المكفّرين من الشخصيات المعتبرة والمشهورة دينيا وسياسيا، وبعضهم من الأتباع. والحقيقة أني اكتشفت شخصيات مخيفة ومتوحشة للغاية، لم تردعها حتى رهبة الموت، ولا أدب الذوق العام، لتردَّ الأمر إلى الله عز وجل، فهو الخبير بعباده؛ بل أوغلت في العدائية والإيذاء لروح الفقيد ولمحبيه، ولو بوسعها تقرير مصيره لألقت بجثمانه وروحه بين ألسنة جهنم ..!
وجدتُ جَهلة باللغة، وجَهَلة بالثقافة وجَهَلة بتاريخنا السياسي المعاصر، رؤوسهم حافية، يُكفّرون بالجملة والتجزئة، كما لو أنهم خُلقوا لأداء مهمة رقيب وعتيد، ومنكر ونكير؛ بل و «مالك»، أو هكذا يرون أنفسهم. كفّروه وحكموا بكفره، دون أن يقرأوا له كتابًا واحدًا من أصل خمسة وثلاثين كتابا منشورًا، إلى جانب مئات الدراسات والأبحاث الأخرى التي أنجزها الراحل خلال مسيرته العلمية والعملية.
ويا لهول ما فعلوا، رغم أنه انبرى لهؤلاء التكفيريين آخرون من أقرانهم كانوا على قدرٍ كبير من التفهم وسعة الاطلاع والعقلانية في الطرح. وعلى كل حال.. نكن لعلمائنا وفقهائنا كل الاحترام والتقدير، ما داموا محترمين إنسانية الإنسان غير مُبيحين دمه وماله وعرضه لأتفه
الأسباب العابرة، أو لأصغر الشّبه العارضة، وبعضهم كذلك حقا، فإن أصروا على ذلك - وبعضهم مُصِرٌّ فعلا - فبيننا وبينهم الحجاج والحوار والقول بالتي هي أحسن - نصل معهم إلى كلمة جامعة.
رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ)
ثابت الأحمدي - د. ثابت محمد راشد الأحمدي من مواليد وادي البلبل، بني أحمد مديرية الجعفرية محافظة ريمة في العام ۱۹۷۵م، متزوج، وله ستة أبناء دكتوراه علوم سياسية وعلاقات دولية دبلوم كمبيوتر. من نادي الكمبيوتر بصنعاء.
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ اليمن - الحقائق الخمس ❝ ❞ الصراع الدولي في منطقة البحر الأحمر وتأثيره على الأمن القومي للجمهورية اليمنية ❝ ❞ ماذا يعني انتمائي لليمن؟ ❝ ❞ سيكولوجيا النظرية الهادوية في اليمن ❝ ❞ 26 سبتمبر - المسيرة والميلاد ❝ ❞ الهادوية بين النظرية السياسية والعقيدة الإلهية ❝ ❞ روح اليمن ❝ ❞ الإرهاب الحوثي - سيرة ومسيرة ❝ ❞ حرب الشائعات ❝ الناشرين : ❞ جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ❝ ❞ روافد للنشر والتوزيع ❝ ❞ أروقة للدراسات والنشر ❝ ❞ دار بسمة للنشر الإلكتروني ❝ ❱
من فكر إسلامي الفكر والفلسفة - مكتبة المكتبة التجريبية.