📘 قراءة كتاب مقال صرخة عزلة أونلاين

نبذة عن الكتاب:
مقال صرخة عزلة
2023م - 1447هـ
بينما الجميع منشغلون بدائرة الحياة وملاهيها ، قررت أن أدخل قريبًا إلى خلوتى، ولا أعلم متى سأخرج منها.
أحتاج أن أعتزل الجميع ، وأن أعيد حساباتى فى هذه الحياة . أريد أن أعيد الأشياء إلى أصولها ، أريد أن أبنى ما قد تهدم منى ، أريد أن أعيد بواطن الأمور إلى مقاصدها ......
- فى وسط جموع الناس والازدحام أشعر بذلك الإحساس القاتل العجيب، إنه الغربة .
أشعر أنى وحيد ، لقد انتهى بى المطاف بأننى لم يعد يفرق معى أى شيء فى هذه الحياة .....
ربما نتج ذلك عن حالة إحباط ، أو ربما اكتئاب ، أو قناعة ، أو رضًا عما أنا فيه الآن...!
إن قلمى لم يعد يستطيع أن يكتب ، لم أعد قادرًا على الإمساك به ، الأفكار تهرب منى مثل هروب الأرنب البري فى الصحراء .
أشعر بالإرهاق الشديد ، مجرد التفكير أصبح يؤرقنى ....!
ربما الظروف، ربما المواقف، ربما تراكم الضغوطات هى التي جعلتنى هكذا . أشعر بأنى آلة ميكانيكية ، لم أعد أستطيع الابتسامة فى وجه إنسان . لم أعد قادرًا على التفاعل مع مواقف الحياة وظروفها المختلفة، وكأننى جسد خاوٍ بلا روح . ربما المادية، ربما التكنولوجيا، ربما الروتين، أوربما كل هذه الأشياء هي التي فعلت بى هكذا .
كنت أظن أن الحياة عادلة مع الجميع ، إلا أننى أدركت أن العدالة المطلقة تختص بالله وحده ؛ فالحياة ليست رحيمة كما كنت أعتقد ....
فكم من فقير لا يأوي إلى مسكن ؟ ، كم من مسكين لا يجد لقمة العيش ؟ ، كم من بائس لا يجد سندًا فى هذه الحياة ؟ .
كم من مريض لا يمتلك ثمن الدواء ؟ كم من مريض تفشى فيه المرض وفقد الأمل والطب عاجز عن الشفاء ؟!
- الموت يحصد الجميع ولا يبقي أحدًا ، لقد خلقنا لنموت.
تلك هى الحقيقة المؤكدة ، هذه هى التجربة الوحيدة التى سيمر بها الجميع وكأننا وميض نظهر فجأة من العدم حتى نختفى سريعًا من هذا الوجود أيضا ...
تبًّا لهذه الحياة، وسحقًا لها ، تجعلك تعمل سنين عمرك من أجل الوصول لأهدافك وتحقيق أحلامك ، ولكنك مع شديد الأسف لا تهنأ بها . فيأتى الموت كلص يحصد كل شيء ، ولا تستطيع أن تستمتع بأى شيء ....
أنا لا أريد شيئًا من هذه الحياة ، فالحياة أفقر من أن تعطينى شيئًا منها ، فيكفى أن الموت سيسلب كل شيء ....
- لقد نظن أننا خلقنا أحرارًا، لنا حرية الإرادة فى كل اختيار ، ولكن هيهات؛ فنحن نخدع أنفسنا بهذه الظنون وتلك الاعتقادات ...!
قل لى: هل اخترت جنسك ؟
هل اخترت شكلك ؟
هل اخترت وطنك ؟
هل اخترت عقيدتك ؟
هل اخترت أهلك وأقاربك ؟
فكيف تقول إذن: إنك حر ....؟!
إن خياراتنا محدودة جدًّا، وقليلة فى هذه الحياة . ليس أمامنا سوى عدة خيارات ضئيلة نوهم أنفسنا بأننا نختار منها شيئا ....!
حتى أصدقاؤنا الذين نظن أننا نختارهم بعناية وحرص ، تجد أن الكثير منهم لا يستحق الحب، فالوفاء أصبح قليلا بين البشر ، والصديق الوفى حقًّا كالعملة النادرة فى هذا الزمان .....
فالكثير من البشر يتركوننا ويرحلون بدون أى مقدمات ، بدون سبب واضح يمضون حيث اللاشيء ....
وأجلس أنا هنا بمفردى فى عزلتى هذه أفكر فيهم ، أحاول أن أبحث عن أسباب هجرهم ، ولكننى للأسف لم أجد إجابة واحدة تروي عطشى . إنهم مثل الطيور المهاجرة ترحل عندما يسوء الطقس بها . لذا لا تجهد نفسك كثيرًا فى البحث عن أصدقاء نبلاء ؛ لأنك بالطبع لن تجدهم ، وإنما دع هذا للقدر فهو على مقدرة أن يعرفك بهم .....
- نظن أن السعادة فى الصداقة أو الحب والمال ، إلا أننا قد نخطئ أحيانا فى ظننا هذا ، فالسعادة الدائمة مع الله فقط، وليس مع أحد سواه كما كنا نعتقد . فالمال يزول والحب يتغير والصداقة تضمحل ....
أما الله فهو الحب السماوي اللا متناهى ، إنه المشتهى الأبدي . فهو السعادة الدائمة التى لا تذهب ولا تنتهي .
فيكفيني أن الله خير صديق ومعين ، فإذا طلبت الجلوس بصحبته، فلا تأنس برفقة بشر . . المزيد..
تعليقات القرّاء:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
المؤلف:
مايكل يوسف سلوانس يوسف - Michael Youssef Silwans Youssef
الاسم/ مايكل يوسف سلوانس يوسف ولد عام 1988م كاتب ومؤلف وروائي ومخرج حصل على بكالوريوس تربية نوعية في عام 2011م مدرب معتمد من أكاديمية سماح الدولية باعتماد جامعة عين شمس عام 2019 حصل على دبلوما عليا من معهد الرعاية والتربية فى الإرشاد النفسي عام 2022م حصل على ماجستير من كلية التربية النوعية فى تكنولوجيا التعليم بجامعة بورسعيد عام 2024م.. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ تاريخ الفراعنة ❝ ❞ علم الفلك ❝ ❞ التحنيط عند الفراعنة ❝ ❞ عباقرة العالم ❝ ❞ آداب السلوك عند المصريين القدماء ❝ ❞ كيف تكون متحدث بارع ❝ ❞ علم الميكانيكا ❝ ❞ المختصر في علم المنطق ❝ ❞ المختصر في فلسفة الملابس ❝ الناشرين : ❞ جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ❝ ❱. المزيد..