❞ كتاب جسر على المتوسط ❝ ⏤ مجموعة من المؤلفين
ونحن الآن بصدد الغوص في التحدث عن العلاقات التي تربط إيطاليا ببعض الدول العربية الوارد ذكرها في جنبات هذا الكتاب، واسمحوا لي أن أبدأ – على غير ترتيب الكتاب – بالعلاقات المصرية الإيطالية، كون مصر أكبر دول العالم العربي، فضلا عن أنها الدولة التي اضطلعت بترجمة الكتاب ونشره في نسخته العربية.
ترتبط مصر بإيطاليا بعلاقات قوية ومتينة منذ أمد بعيد حيث تعود العلاقات بين البلدين [الدولة الرومانية في مصر القديمة] خاصة التجارية منها إلى العصور الوسطى، حينما كانت إيطاليا مقسمة إلى عدة دويلات أو جمهوريات بحرية "Maritime Republics" وقد تنامت هذه العلاقات، وتشعبت إلى عدة مجالات غير التجارة، مع بداية عصر "الأمير محمد على باشا"، أي في أواخر القرن الثامن عشر/ أوائل القرن التاسع عشر الميلادي.
وذلك عندما أرسل "محمد على باشا" بعثات تعليمية إلى إيطاليا لتتعلم فن الطباعة (على وجه التحديد)، كما تم الاستعانة في عهده بالخبراء الإيطاليين للمعاونة في بناء دولة حديثة في مصر، وذلك في مجالات البحث عن الآثار، والمعادن، بل وفي الدخول إلى السودان، وتصميم مدينة الخرطوم، ورسم خريطة مسح "Survery Map" لدلتا النيل، كما صمم الإيطاليون مبنى الأوبرا الملكية، بناء على طلب "الخديوى إسماعيل" (للاحتفال بافتتاح قناة السويس وقام فيردي "Verdi" بالعمل الأوبرالي الشهير عايدة). وقد قام أحد المصممين الإيطاليين "بييترو آفوسكانى" عام 1891 ببناء "كورنيش الإسكندرية". أيضاً قامت شركة بناء إيطالية "جاروزو زافارانى" في عام 1901 ببناء المتحف المصرى بالقاهرة.
بدأ تبادل السفراء بين الدولتين عام 1914، وتوقفت هذه العلاقات خلال الفترة من عام 1940 حتى عام 1945، وهى تقريباً كل الفترة التى استغرقتها الحرب العالمية الثانية. بعد انهاء النظام الملكى في إيطاليا عام 1946 إثر هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، دعا ملك مصر السابق "فاروق الأول" نظيره الإيطالي "فيكتور إيمانويل الثالث" للعيش في الإسكندرية، ثم توفي ودفن فيها في العام التالى.
بلغ عدد أعضاء الجالية الإيطالية في مصر قبيل الحرب العالمية الثانية "1939- 1945" 55 ألفاً، وتركزت إقامتهم في القاهرة والإسكندرية، وكانت تعد ثاني أكبر جالية أجنبية في مصر بعد الجالية اليونانية.
كانت أكثر فترات قوة ونضج التعاون بين البلدين في الفترة بين أعوام 1989-2009 والتي يتناولها الكاتب بالتفصيلات الدقيقة ساردا وشارحا كافة المعاملات الهامة والزيارات الرسمية من كلا الجانبين ونتائج هذه الزيارات سواء علي الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو السياحي أو التجاري أو التعليمي. إنه حقا لكتاب جدير بالترجمة لنتعرف سويا علي ماهية العلاقات بين بلادنا وواحدة من أهم وأكبر البلدان الأوروبية.
وبحسب ما جاء على لسان جريدة الفرات السياسية اليومية في عددها رقم 1523 الصادرة في دير الزور فإن سوريا وإيطاليا ترتبط بعلاقات صداقة وتعاون تجاري وثقافي عريقة عززتها الرغبة المشتركة في تطويرها والارتقاء بها، وتعود العلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى عهد طريق الحرير حيث تعد إيطاليا أول من أسس قناصل تجاريين في سوريا في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، وتكتسب العلاقات الاقتصادية الثنائية أهمية بارزة باعتبار إيطاليا البلد الأوروبي الصناعي الأقرب إلى سوريا والشريك التجاري الأوروبي الأول لها.
ويشكل النفط الخام والغزول القطنية والملابس والخام التدمري وبعض المنتجات الغذائية والقمح والجلود غير المدبوغة أهم الصادرات السورية إلى إيطاليا بينما تستورد سوريا من إيطاليا الآلات وخاصة آلات الغزل والنسيج والمعدات الزراعية والجرارات وقطع تبديل السيارات وزيوت الشحم وغاز البيوتان والخيوط التركيبية والأرز المقشور والكيماويات والأدوات المنزلية والكهربائية والمنتجات البلاستيكية والمعدنية والمعدات الطبية.
مجموعة من المؤلفين - "مجموعة من المؤلفين"، هو ركن للكتب التي شارك في تأليفها أكتر من كاتب ومؤلف، وهو قسم مميز مليء بالكتب التي تعددت الجهود في إخراجها على أكمل الوجوه.
من فكر وثقافة - مكتبة الكتب والموسوعات العامة.