❞ كتاب مستقبل الخوف ❝ ⏤ أحمد دعدوش
قد يثار هنا سؤال: إذا كان الشياطين يقدّمون لضحاياهم تشريعات جديدة في العصور الوثنيّة القديمة، فماذا عن اليوم؟ أليس الشائع الآن هو اللّادينيّة والإلحاد؟ فليست هناك أي تشريعات وثنيّة تبيح وتحرّم، بل لكل آدميّ في عصر الثقافة "الفردانيّة" تشريعه الخاص.
أقول: نعم، فنحن نعيش في العصر الذهبي للّادينيّة والإلحاد، لكن هذا لا يعني التحرّر من الشرائع، فلو اعتبرنا دول أوروبّا الغربيّة هي بؤرة هذا التوجّه، فهي تدار في الوقت نفسه من تحالفات سياسيّة ورأسماليّة تفرض على شعوبها جملة من القوانين والأعراف التي تهيمن على أفكارهم وسلوكهم، أكثر ممّا كانت الأديان تفرضه على الشعوب في الدول الثيوقراطيّة التي حكمتها تحالفات الملوك مع كهنة المعابد.
الأجندة الليبراليّة التي تفرضها آليّات العولمة قسرًا على العالم كله تتبنى اليوم حرفيًّا أجندة إبليس، حيث تُطمَس الفطرة، وتُمسَخ هُويّة الإنسان، وتُفرَض مناهج التربية الجنسيّة على الأطفال، وتصبح كل أشكال الشذوذ والانحراف هي القاعدة المحميّة بشرائع حقوق الإنسان، والمفروضة بطيف من أشكال القوة الناعمة والخشنة.
نعم، الإلحاد ينفي الإيمان بوجود إبليس وجنوده، لكن هذا النفي يحقّق له أنجع وسيلة لتطبيق وعيده: "لأقعُدنّ لهم صراطك المستقيم"، فمن ينكر وجود شيء غائب عن حواسّه لن يبالي بمقاومة كيده، والنتيجة هي: "ولا تجد أكثرهم شاكرين".
أحمد دعدوش - الباحث أحمد دعدوش، المشرف العام على موقع السبيل.
هو كاتب وإعلامي وباحث أكاديمي سوري من مواليد 1979م.
يحمل دبلوم الدراسات العليا في العلاقات الدولية، ومجاز في العقيدة والفلسفة من كلية أصول الدين.
أصدر عدة مؤلفات في قضايا فكرية وإعلامية، وأعد وأخرج عشرات البرامج والأفلام الوثائقية.
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ مستقبل الخوف ❝ الناشرين : ❞ أدليس للنشر والترجمة والتصميم ❝ ❱
من فكر وثقافة - مكتبة الكتب والموسوعات العامة.