❞ قصة قيود واهنة ❝ ⏤ صفاء حسين محمود العجماوي
سلاسل رقيقة ضعيفة ممتدة تربطك بماضيك، بأصلك، بكينونتك. لا تشعر بقوتها وقيمتها ألا عندما تبتعد عنها، وتجد نفسك في مكان آخر بلا هوية، بلا حقوق، بلا قيمة. مجرد عدد يضاف للمواطنين الأدنى درجة. المهمشين الذين لا حق لهم في الحياة في نظر الأغلبية، فمهما زاد عددهم هم أقلية غير مرغوب فيها.
كلما زاد شعورك بالظلم والمهانة، كلما زادت تقوقعًا على ذاتك، والتمسك بالماضي، لتبحث عن منابع الفخر والعزة والرفعة. أنه جيتو أجباري تفرضه الظروف القاهرة عليك. لا كالجيتو اليهودي الذي أختاروه بأرادتهم، فأنت ومن معك حٌصرتم بين ماضي عريق موغل في القدم، وبين حاضر كريه مغلغل بالأسر. يحدوك الأمل في مستقبل أفضل، وأكثر رحمة بك وبأهلك. تمد يدك نحو ماضيك لتبحث عن أخوتك الماكثين في أرض الوطن، لتسألهم العون، ولكنك قلق تراودك تساؤلات ليس لها إيجابة.
ترى هل تجد من يصافح يدك؟
ويمد يد المساعدة لأخ له يشاركه الأصل؟
أم سيجد التجاهل يغلق في وجهه باب النجاة الذي يحلم به في صحوه ومنامه؟
- صياح الديكة يصدح في السماء، ليوقظ من لم يلحق بصلاة الفجر بمسجد الحي، ليصلي الصبح قبل ذهابه إلى العمل. تسللت أشعة الشمس من خلف ستائر الظلام لتبدده، معلنة بداية يوم جديد. تثائب الحي بقوة طاردًا النعاس عن جفونه. فردًا ذراعيه ليستقبل الصباح بنشاط، كما أعتاد منذ قرون. الأرض الترابية تتمسك بقطرات الندى ممهدة الطريق لرواد الصباح الذاهبين إلى العمل. نوافذ الحي تفتح لتتكأ على جدران المنازل المبنية بالطوب اللبن والأحجار. المطابخ تعج بالروائح الشهية المتداخلة، التي وضعت على الطاولات أمام الجوعى من سكان المنازل.
-على مشارف قصر الملك رعمسيس الثاني وقف الأمير مرنبتاح مع كبير القادة والوزير يستعرضوا المراكب المتجهة إلى الشمال متجهة نحو بلاد الحديد الجديدة، إلى الأرض البكر التي ستزيد رقعة كيميت وتمدها بما يجعلها إمبراطورية لا تقهر. اصطفت عشرة مركب ضخمة ذات أسقف خشبية مائلة كبيرة، تأخذ شكل المثلث، ومجاديف لا يسهل عدها، فهي على البعد تشبه أقدام حشرة الحريشة وزعنفتيين لكل قارب لتوجيهه. كل مركب به مقصورة تحتل نصف المركب تكفى لحمل عشرين شخص
- لقد وطئت الأقدام أراضي لم تعرفها من قبل، على الرغم من كونها تحمل فوقها جزء من أهل الوطن رحلوا منذ ألاف السنين بأجسادهم دون أرواحهم. تجمع القادمين بالماكثين جينات كمتية وهوية قاومت عبر القرون، ليرحب أهل الديار بالأحبة القادمين من أرض الوطن حاملين معهم الآمال المؤجلة منذ الأجداد القدماء محققة تستقبلها الطبول والعازفين، والأطفال يرقصون مهللين، على ألسنة سكان الأرض الأعجمية كلمة واحدة تؤلفهم وتجمعهم بالقادمين "مصر".
صفاء حسين محمود العجماوي - مؤلفة ولها العديد من الاعمال الروائية
❰ لها مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ شطرنج ❝ ❞ محراب عينيكِ ❝ ❞ جريمة المصعد ❝ ❞ عودة راسبوتين ❝ ❞ همسات من الخيال ❝ ❞ في ضيافة أجاثا ❝ ❞ يٌحكى أن ❝ ❞ إليك انت ❝ ❞ رسالة لن ترسل أبداً ❝ الناشرين : ❞ جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ❝ ❞ دار الراية للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار بدائل للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار حروف منثورة للنشر الإلكتروني ❝ ❞ مرايا للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الخان للنشر والتوزيع ❝ ❞ المثقفون العرب للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الميدان للنشر ❝ ❞ دار ق للنشر و التوزيع ❝ ❞ دار المغارة للنشر الالكتروني ❝ ❱
من روايات فانتازيا حديثة روايات فانتازيا عربية و عالمية - مكتبة القصص والروايات والمجلّات.