❞ رواية في ضيافة أجاثا ❝ ⏤ صفاء حسين محمود العجماوي
ما إن خطَّت بقدمَيْها داخل الغرفة حتى اختفى الباب، وتحولت إلى فتاة فارعة الطول، نحيفة بشدة، سوداء الشعر يصل إلى خصرها يتموج برقة حول رأسها، ذات عينان عميقتان سوداوتان، كأنهما بئر لا قرار له، يأسران الناظر إليهما حتى أنه يطوف في فَلَكِها دون فكاك، أما بشرتها فهي بيضاء شديدة الشحوب والشفافية حتى أن مسارات الدم تُرَى بوضوح، ترتدي فستان سهرة أسود زاد بشرتها شحوبًا، أما فيروزة فتحولت إلى قطة سوداء كليل بلا قمر، وذات عينان خضراوان تشعان باستمرار ضوءًا برتقاليًا.
- على بعد خطوة واحدة من الباب، وقبل أن ترفع قبضتها لتطرقه، فهو بلا مقبض للفتح، برزت يد ممسكة بعصاه سحرية، تبعها خروج الجسد كله، لساحرة عجوز متغضنة الوجه، مجففة الجسد، لا شعر لها، ترتدي عباءة سوداء رسم في منتصف الصدر قلب قرمزي كتب عليه بلون أخضر “الساحرة روزي”، تملك العجب من فرح عندما قرأت اسمها الذي يصرخ متناقضًا مع تلك الشمطاء، ولكنها نفضت رأسها طاردة أي شعور ساخر قد يعبر عن نفسه عبر ملامحها، فتغضب منها الساحرة روزي، وتمنعها من الدخول.
- نظرت فرح إلى نفسها متأملة صورتها المنعكسة على سطح الماء الرائق تحت قدمي وحيد القرن، فإذا بها تحولت لرسم ثلاثية الأبعاد -كحال كل ما حولها- ترتدي بذة سوداء كلاسيكية، ورابطة عنق قرمزية قصيرة، وحذاء كلاسيكي ذو كعب رفيع مرتفع، وكانت تحمل بيدها حقيبة مستندات جلدية سوداء، وحقيبة يد محمولة على كتفها قرمزية اللون، من خلفها وقفت الساحرة التي لم تعد كما كانت متغضنة ومجففة بل عادت شابة جميلة شعرها أحمر طويل تحركه الرياح حول رأسها، بشرتها بيضاء مشرئبة بالحمرة، وعيونها زيتونية اللون، وأنفها دقيق، وفمها ذو بسمة واسعة، ترتدي فستان أخضر منفوش ذو ياقة عالية، وحذاء بلوري شفاف، يدها اليمنى تمسك بعصاها السحرية التي تنتهي بنجمة متعددة الألوان.
- بدأت شمس المغيب في سحب أشعتها الملتهبة من فوق الرمال الحارقة، تاركة الظلال لترسم ملامح الجبال الوعرة على الطريق شبه الممهد، السراب متناثر على مسافات غير قريبة، بينما الحرارة التي شبعت كل شيء، كانت تهرب إلى الهواء لتهتز الرؤية في عيني سائق السيارة عتيقة الطراز -التي لا تجدها إلا في غياهب صعيد مصر- خلف مِقْوَدها جلس بهدوء وتمكن صعيدي ذو ملامح حادة منحوتة بقسوة البيئة التي نشأ بها.
- على الشاشة أمامهم ظهرت فتاة تقف في كبد السماء، فلا يمكن مهما اختلفَتْ هيئتها أن تنكر كونها أنثى، تجلت أمام عيني جلال، بشعرها الأخضر الطويل الذي تجاوز قدميها لخمسة أمتار على الأقل، وعيونها حمراء اللون لا بياض فيها، ذات بؤبؤ ناري ترى تراقص ألسنة اللهب به، وبشرة زرقاء داكنة.
صفاء حسين محمود العجماوي - مؤلفة ولها العديد من الاعمال الروائية
❰ لها مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ شطرنج ❝ ❞ محراب عينيكِ ❝ ❞ جريمة المصعد ❝ ❞ عودة راسبوتين ❝ ❞ همسات من الخيال ❝ ❞ في ضيافة أجاثا ❝ ❞ يٌحكى أن ❝ ❞ إليك انت ❝ ❞ رسالة لن ترسل أبداً ❝ الناشرين : ❞ جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ❝ ❞ دار الراية للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار بدائل للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار حروف منثورة للنشر الإلكتروني ❝ ❞ مرايا للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الخان للنشر والتوزيع ❝ ❞ المثقفون العرب للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الميدان للنشر ❝ ❞ دار ق للنشر و التوزيع ❝ ❞ دار المغارة للنشر الالكتروني ❝ ❱
من روايات فانتازيا حديثة روايات فانتازيا عربية و عالمية - مكتبة القصص والروايات والمجلّات.