❞ قصة رسالة لن ترسل أبداً ❝ ⏤ صفاء حسين محمود العجماوي
- ما أن أعلنت الساعة انتصاف الليل، ويتردد صوت دقاتها الاثنتي عشرة، حتى توهجت المشاعل بلهب قوي بلا دخان. كان من الشدة بحيث إن ضوء القمر تراجع هاربا، لتغلق الستائر ذاتيا خلفه بقوة. تضاعف ضوء الشموع آلاف المرات، لتطغى إضاءتها الدموية على كل شيء، و تفور الدماء منها كالشلالات، لتغرق الأرض متجمعة في وسط الغرفة، ينبثق من وسطها غادة حسناء، بيضاء البشرة، يتطاير حول وجهها خصلات من شعرها الفاحم الكثيف الطويل الناعم، ذات ملامح ساحرة كأحسن الحوريات. ترتدي ثوبًا من الساتان ذي أكمام طويلة، و رقبة عالية بلون الدم يزيدها جمالا و رهبة.
- شارد الذهن، زجاجي العينين، ضائع الوجود، مشتت الفكر، ممزق الروح، كفتات ليث..غض الطرف عنه، كأشلاء مقاتل تصدى لدانة مدفع. يجلس بمفرده، ينشد الاختلاء بقلبه، و حديثه الهامس. يجذبه الأمل إلى جنته، و يلقيه اليأس إلى جحيمه، عالق بين عالمين، لا هو من الأحياء، و لا الأموات، وحيد بين أهل البرزخ. لا يدرى ماذا يريد؟.. و لا يعرف ما يجب عليه فعله؟.
- مزقت الورقة الألف بعد ثلاث كلمات .. تأبى عليَّ الكلمات، و تتمرد الأبجدية .. يلهث قلمي فوق الأوراق، فقد أنهكه الركض وراء كلمات عنيدة وأحرف ألفت الهرب .. وضعت قلمي المتعب جوار أوراقي البيضاء، وأخذت أدور بالغرفة على غير هدى، أشعر بالغضب والخوف، توقفت لأسأل نفسي لِمَ الخوف والغضب؟ أتجرؤ تلك الكلمات اللعينة على ذلك، فلنجعلها ثورةً عارمةً، و ليكن ما يكون.
صفاء حسين محمود العجماوي - مؤلفة ولها العديد من الاعمال الروائية
❰ لها مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ شطرنج ❝ ❞ محراب عينيكِ ❝ ❞ جريمة المصعد ❝ ❞ عودة راسبوتين ❝ ❞ همسات من الخيال ❝ ❞ في ضيافة أجاثا ❝ ❞ يٌحكى أن ❝ ❞ إليك انت ❝ ❞ رسالة لن ترسل أبداً ❝ الناشرين : ❞ جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ❝ ❞ دار الراية للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار بدائل للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار حروف منثورة للنشر الإلكتروني ❝ ❞ مرايا للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الخان للنشر والتوزيع ❝ ❞ المثقفون العرب للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الميدان للنشر ❝ ❞ دار ق للنشر و التوزيع ❝ ❞ دار المغارة للنشر الالكتروني ❝ ❱
من روايات فانتازيا حديثة روايات فانتازيا عربية و عالمية - مكتبة القصص والروايات والمجلّات.