📘 قراءة كتاب ميكتروبيس أونلاين
لو فكرت تبحث فى المعجم عن "ميكتروبيس" اكيد مش هتوصل لحاجه خالص، والاحسن ان انا الى اقول لك لانها ببساطة اختراعى الشخصى المصرى الحصرى وطبعا حقوق الملكية الفكرية محفوظة ليا على فكرة، اما عن معناها فهى الحالة التى بيعيشها المصريون والمصريات فى المواصلات وتحديدا فى الميكروباص والمترو والاتوبيس. او هو العلم والى هو من تأليفى طبعا الذى يتناول حكايات وحواديت الطريق والذى يشكل ما هو اشبه بالبانوراما لأحوال المصريين من سلوك وأفكار وقناعات وغيره.
بيقولوا ان الحياة اكبر معلم ،وبما اننا بنقضى اوقات كتيرة جدا من حياتنا فى المواصلات ،فعشان كده قررت انى اتعلم من الى بيحصل معايا ،قصدى الى بيحصل فيا فى المواصلات اليومية.
ومن وانا طالب فى الجامعة وانا بفكر انى اكتب كتاب عن الأتوبيس من كتر ما كنت بعانى منه خصوصا ان ده وسيلتى الوحيدة تقريبا فى التنقل عشان انا ساكن فى وسط القاهرة وكل الأماكن تقريبا كانت قريبة منى ، الأول قلت يعنى اعمل كتاب عشان اتكلم بس على المواقف الى بنتحصل لى ؟ بعدين قلت ليه لاء ، ما هو انا لازم استفاد من الواقع الى حواليا فى اى حاجه ، استفيد منه على المستوى الشخصى انى افهم ايه الى بيحصل حواليا فى المجتمع وبيحصل ليه ؟ ومدى ارتباط ده بحياة المصريين عموما؟ كلها اسئلة كانت تدرو بذهنى لفترات طويلة ،وكلما مرت الأيام زادت المواقف وتضاعفت النوادر وتضخمت الغرائب خصوصا بعد ما زاد اعتمادى على المترو والميكروباص وده الى عمل لى ثراء وتنوع فى التجارب الى بقابلها يوميا وده الى شجعنى اكتبهم عشان تضاعف الإستفادة للجميع اذا كنا ننوى بناء البلد بجد.
مش عارف ازاى ممكن اصنف الكتاب لانه ببساطة مزيج لشوية حاجات ، فمتقدرش تقول عليه كتاب تنمية ذاتية زى كتابى الأول "يلا نتغير " ، وده ميمنعش انه فيه بردو لمحات من الأفكار والمعتقدات الى محتاجين نعدلها ، وممكن تعتبره كتاب ساخر كوميدى خفيف ،وممكن تعتبره كتاب خواطر للحياة ، وممكن تعتبره كتاب تحليلى وتفسيرى لسلوك وطبائع ونفوس المصريين ، او كتاب إنسانى إجتماعى يتطرق لمشاكل المجتمع محاولا علاجها او على أقل تقدير تقديم بعض الحلول،وممكن تقول عليه تصوير للمعاناة اليومية فى قالب نقدى ،قد تتعجب او تندهش واحيانا تتفاجأ ،وان كانت المفاجأة احدى اساليب نهاية القصص القصيرة فيمكن اعتبار الكتاب كده كمان.
فى حكمة قريتها من سنين وعجبتنى اوى على الرغم انى مش فاكر الى قالها ، كانت بتقول " لقد تعلمت الصبر من الغاضبين ،وتعلمت الحلم من العصبيين ،وتعلمت النجاح من الفاشلين ،ومع ذلك انكر فضل كل هؤلاء على".... ودى حقيقة فعلا ،لكن انا الحمد لله مش هنكر فضل كل هؤلاء ، وهؤلاء دول كتير اوى موجودين معانا فى المواصلات كل يوم .... الموظف الكادح والصنايعى الشاطر والفهلوى والمتذاكى والمؤدب وقليل الذوق ،الى اتربى والى ميعرفش يعنى ايه ادب وأحترام ، كل هؤلاء يتجمعون في الميكروباص والمترو والأتوبيس يوميا، بطباعهم وأفكارهم المختلفة..هدفهم شبه موحد..كل منهم يريد أن يذهب إلى مكان معين في وقت محدد..وقد اتفقوا جميعا أن يركبوا وسيلتهم لتحقيق هدفهم..وإذا كنا نتفق يوميا على وسيلة واحدة لنصل إلى هدفنا لماذا لا نستطيع أن نتفق على وسيلة واحدة كي نصل بهذه البلد إلى بر الأمان؟!
انا مقتنع ان بداية وتقدم اى بلد فى العالم يبدأ من مراجعة منظومة القيم بداخله ومحاولة تسليط الضوء على القيم الى بيفتقدها المجتمع والتى لو تم التركيز عليها لتقدم هذا المجتمع.
ان المتعامل اليومى مع وسائل المواصلات يستطيع بكل سهولة ويسر ان يحلل ما وصل اليه المجتمع من أفكار ومبادئ وقناعات وسلوكيات ، يستطيع ان يفهم حقيقة ما يعجز عن تفسيره المحللون الإستراتيجيون والمفكرون و السياسيون .
كل مواقف هذا الكتاب حقيقية 100 % وحدثت بالفعل ،وقد قمت بإختيار بعض القصص وليس كلها ،وما قمت به وهو يمثل قناعتى الشخصية بتحليل تلك القصص الإيجابية منها وغيرها محاولة الاستفادة القصوى منها وتحويلها الى محل دراسة ومراقبة لاخر مشهد وصلت اليه سلوكيات الناس وتصرفاتهم وتناولها على هيئتها للوقوف على هذه السلوكيات والتعليق عليها بشكل بسيط وساخر يصل بسهولة للقلوب والعقول لنتمكن من فهم تفسير دوافع ما نراه.
هذا الكتاب لا ينحدر من برج عاجى فهو كتاب شعبى مجتمعى يهدف الى البناء من الأسفل حيث تعاملاتنا واحتكاكاتنا اليومية ، ولذلك تجاوزت فكرة السرد لأتعمق واتوغل فى محاولة البحث عن تفسيرات وتحليلات تستطيع ان ترشدنا لإدراك المشكلة.
فإدراك المشكلة يمثل 50 % من حلها، ولن يحدث تغيير الإ باعتراف كامل وصريح بلا رتوش او مكياج دون نفاق او مجاملة . ولن يكون هناك علاج الا بعد تشخيص دقيق وللحصول على هذا التشخيص يستلزم الوقت والجهد فى اكتشاف الأمراض المجتمعية المزمنة مثل اخلاقيات الزحام واداب التزاحم وغيرهاولذلك سنبدأ رحلتنا اللذيذة.
اتمنى ان فكرة الكتاب ومحتواه تكون خفيفة وظريفة ولطيفة لعزيزى القارئ وعزيزتى القارئة.
سنة النشر : 2014م / 1435هـ .
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
عفواً..
هذا الكتاب
غير متاح للتحميل، حفاظًا على حقوق دار النشر. ،، يمكنكم شراؤه من مصادر أخرى
🛒 شراء " ميكتروبيس " من متاجر إلكترونيّة
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف: