📘 قراءة قصة امرأة عربية أونلاين
اقتباسات من قصة امرأة عربية
منذ قرن من الزمان:
ولدت أمل في قرية مصرية فقيرة داخل الوطن العربي الكبير، وقد عاشت طفولة شاقة؛ فكانت تساعد والدتها في أعمال المنزل منذ نعومة أظافرها ثم أصبحت تساعد والدها في أعمال الحقل البسيطة.
فكانت تذهب مع والدها إلي الحقل صباحا مصطحبة معها الماشية من حظيرة المنزل إلي حظيرة الحقل، وهى في سن الثامنة ثم تضع الأكل للماشية من أبقار و جاموس ثم تقود الماشية إلي ما يسمى الطلمبة ليشربوا منها، فكانت الطلمبة اليدوية ترهق أمل، ولكنها كانت تسعد برؤية الحيوانات وهى تشرب الماء من الحوض الذي تصب فيه الطلمبة الماء، ثم تقود الماشية إلي الحقل وتربط أحبالها في الأوتاد الخشبية المثبتة في أرض الحقل تحت أشعة الشمس؛ حتى لا يصيب الماشية المرض كما علمها أبوها، بينما يكون أبوها قائما على أعمال أخرى مثل عزق الأرض بالفأس أو بذر البذور أو حرث الأرض بالمحراث الخشبي ذو السلاح الحديدي الذي يشق الأرض.
وفي بداية الصيف في احد الأيام ذهبت أمل قبيل الظهر إلي المنزل لتساعد والدتها في تجهيز طعام الغذاء لوالدها, بعد أن أنهت مهمتها في الحقل كالمعتاد، ثم أتمت صلاتها وذهبت بالطعام اللي الحقل مرة أخرى لتتناول مع والدها الغذاء تحت ظل شجر الكافور, ثم غسلت الأواني بالماء الجاري في القناة التي تروى الزرع، ثم استراحا تحت تلك الأشجار الجميلة العالية وأخذ يلعبان العاب تشبه الشطرنج بالحجارة على الأرض، ثم قامت أمل بعد انكسار أشعة الشمس لجمع الأكل مرة أخرى من نبات البرسيم مع أبيها ووضعه الأب على ظهر الحمار, ثم أخذ الأب وأمل الماشية قبيل غروب الشمس إلي المنزل، وفي الطريق سألت أمل والدها عن سبب لبس رجل من أهل القرية على وجه مختلف عن الآخرين؛ فأجابها بأنه متعلم يجيد ما يسمى القراءة والكتابة، وأن هذا اللباس ييسر عليه الحركة مثل ركوب القطار, ووصف لها القطار وشرح لها أهمية العلم, وعندما سألته عن عدم تعلمه مثل الرجل, أخبرها بعدم وجود ما يسمى مدارس في القرية وعدم امتلاكه القدرة المادية على مستلزمات التعلم.
دخلت أمل مع والدها حظيرة المنزل لربط الماشية, واقترحت عليه ترك الماشية في الحقل؛ فأخبرها أن اللصوص تستولي على الماشية إذا تركت في الحقل.
زواج أمل:
طلب محمد قريب أمل من أبيها أن يتزوجها وهى في سن الرابعة عشر, بعد وفاة زوجته الأولى وهو في سن الخامسة والعشرين بعدما أنجب منها ولدان، وقد وافق والد أمل على الزواج؛ فقد كان زواج البنات في هذه المرحلة العمرية هو عرف القرية لعدم درايتهم بالكثير من العلوم في ذلك الوقت.
جهز محمد للعروس سريرا من معدن النحاس في غرفة النوم بالبيت ، واحضر والد أمل بعض الأواني النحاسية وقماش من المدينة المجاورة.
تم إشهار عقد القران في مسجد القرية كما كان معتاد ثم اخذ محمد زوجته أمل إلى منزل الزوجية، وقد أحبت ولدا محمد وكانت كريمة معهما, وكانت تقوم على رعايتهما فقد غرس والداها الطيبة و العدل في قلبها.
توفى والدها بعد العرس بشهر ثم لحقته أمها ببضع شهور, وكان محمد حنونا أعانها على الصبر. وعندما حملت كانت سعيدة جدا حتى وضعت طفلها الأول الذي توفى بعد أيام. ثم حملت ثانية وعندما وضعت أخبرتها الدّاية وهي سيدة تحترف توليد النساء أن ولدها توفى أثناء الولادة. فانفطر قلب أمل من الحزن, وعندما حملت لثالث مرة وتكرر نفس الأمر تقريبا طلبت أمل من محمد الذهاب إلى المستشفى كما نصحتها الدّاية.
اخذ محمد زوجته أمل إلى المستشفى في المدينة المجاورة ليعلم ما إذا كان هناك مشكلة تسبب الوفاة للمولود, فأخبرهما الطبيب أن الزواج المبكر هو السبب الرئيسي، وبعد التحاليل المتاحة نصح الطبيب ببعض الأدوية والالتزام ببعض الإجراءات.
وأثناء خروجهما من المستشفى سمعت أمل من ينادى على شاب أنيق يدعى الدكتور عادل, فتضرعت بالدعاء إلى الله, وطلبت منه سبحانه أن يرزقها بمولود ليكون طبيبا عادلا, ويكون سببا في شفاء الناس.
أمل تخزن الحبوب:
التزمت أمل بتعليمات الطبيب لتحقق أمنيتها, ثم ذهبت فجرا مع زوجا إلى الحقل وحملت التربة الجافة على ظهر الحمار في الحاوية العجيبة المصنوعة من القماش السميك، ثم انطلقت إلى منزلها ومعها الحمار, فأفرغت التربة داخل المنزل قرب السلم الخشب الذي تصعد عليه إلى سطح البيت، ثم وجهت الحمار إلى الطريق وضربت مؤخرته برفق ليعود وحده إلى زوجها في الحقل كما اعتاد, ثم أخذت تحمل التربة إلى سطح المنزل على رأسها في وعاء, حتى أنهت المهمة, ثم أخذت تحمل أوعية الماء إلى الأعلى لتصنع طينا, ثم قامت بوضع القش وخلطه بالطين, و أخذت تصنع صوامع صغيرة من هذا الخليط على شكل مخروطي مفتوح من الأعلى وفيه ثقب مناسب لوضع يدها فيه من الأسفل, فصنعت ثلاثة صوامع لحفظ محصول القمح القادم. وبعد حصاد المحصول ووضعه أعلى المنزل على السطح في الصوامع الجديدة, بقي القليل من المحصول فأخذته أمل على ظهر الحمار إلى ماكينة الطحين لطحنه. انتظرت ذلك اليوم ساعات حتى جاء دورها, فقد كانت تسمع حكايات النساء و تسدى لهم النصائح حتى أخذت أمل الطحين فرحة بعد ما أنهت الماكينة طحنه, ثم عادت إلى المنزل لتبدأ رحلة نخله إلى دقيق يصنع منه الخبز وما يسمى الردة التي تستخدم في الخبز أيضا، ويوضع الخشن منها للماشية على هشيم الزرع المفروم أثناء ندرة الأكل, وبعد هذا اليوم الشاق تهيأت بالماء الفاتر والرائحة العطرة والملابس النظيفة لتأخذ قسطا وافيا من النوم.
أمل تغسل الملابس:
وصباح اليوم التالي وضعت أمل الملابس المتسخة داخل أناء كبير مملوء بالماء و مادة كاوية للتنظيف، ثم تركتها حتى يتخللها الماء وذهبت إلى غرفة الخبيز في مؤخرة المنزل التي لا سقف لها حتى يتصاعد الدخان إلى السماء, فصنعت عجينة وتركتها تتخمر, ثم ذهبت إلى كنس وتنظيف المنزل بالسباطه وهي عنقود بلح فارغ الذي استخدمته كمكنسة في ذلك الوقت. وبعد أن كنست المنزل, ذهبت إلى خبز العجين وجلست أمام الفرن الذي كان مصنوعا من طوب طيني وعلى هيئة قبة مصنوعة من الطوب اللبن, فوضعت القش والحطب في غرفة الاشتعال التي هي أسفل القرص الفخار الذي يخبز عليه. و بعدما خبزت انتظرت حتى هدأت حرارة الفرن, ثم أعادت الخبز في الفرن مرة أخرى حتى يجف ويكون صالحا للتخزين لأيام دون أن يتعفن.
أمل تربى الطيور:
بالرغم من التزام أمل بتعليمات الطبيب إلا أنها لم تحمل حتى ذلك الوقت وانهمكت في الأعمال المنزلية وإعداد الأكلات المختلفة, واهتمت بتربية أعداد أكثر من الطيور والأرانب في الحظيرة، وصنعت مع زوجها برجا صغيرا للحمام فوق سطح المنزل, وقد كانت تفتح للبط والإوز باب الحظيرة عند شروق الشمس ليخرجوا إلى الترعة المليئة بالماء الجاري, فيأكلوا من الأسماك ومن الحشائش والنباتات على جانبي الترعة, ثم يعودوا عند غروب الشمس كما تعودوا في الصغر. وقد كانت هذه الطيور هي مصدر سعادة أمل ومصدر البروتين الحيواني الأساسي؛ فقد كانت النقود نادرة جدا و من الصعب الحصول عليها؛ لأن الإنتاج يخزن في الغالب ولا يباع, كما لم يكن في القرية ما يسمى الجزار.
الاكتفاء الذاتي لأسرة أمل:
لم يكن لدى أمل وقت فراغ فقد كانت تحلب الماشية قرب المغرب, ثم تذهب إلى مكان بالقرية حيث ماكينة لخض اللبن, وكانت هذه الماكينة البدائية عبارة عن إناء بأسفله مروحة يدوية تدور عن طريق يد خارج الإناء تديرها السيدة صاحبة اللبن, فاللبن عال الكثافة يظل بالأسفل والأقل كثافة بالأعلى, فيتم الحصول على القشدة من باقي اللبن لأنها أقل كثافة. و قد كانت عندما تذهب إلى بيتها بعد الخض تضع القشدة في قربة من جلد الماعز وتنفخها فتصير كبالون على هيئة شبه اسطوانية, ثم تقوم بخضها للأمام والخلف بعد تعليقها بحبل يتدلى من سقف حجرة خاصة حتى تكل يديها, وبذلك يصير داخل القربة زبدا متجانسا وسائل متبقي يشبه اللبن, فتأخذ هذا السائل وتضعه في وعاء وبالتدفئة يصير متماسكا يشبه الجبن وقد كانوا يسمونه لبنا حامضا وهو صالح للأكل، أما اللبن الذي تم نزع منة القشدة فقد كانت أمل تدفئه ليصير جبنا ثم تضعه على حصير مصنوع من عيدان نبات السمار مرتبطة بخيوط من الكتان, فتعلق أمل الحصير حتى يصير الجبن متماسكا, أما ما يرشح من الحصير فيتساقط في إناء تضعه أمل أسفل الحصير, وكانوا يسمون هذا الرشح شرشا, فتضع هذا الشّرش في جرة فخارية تسمى الزلعة أو البلاص ليتشربه الجبن المخزن بالملح داخل هذا البلاص.
مر أكثر من عام و لم تحمل أمل بمولود، وقد داهمها الحزن ومر على زواجها ما يقرب من سبعة سنوات، وقد أتمت عامها الحادي والعشرون, وفي يوم شتاء مشمس أثناء جلوسها بجوار الزبد الموضوع على النار حتى تقوم بتخزينه دون أن يفسد, أحست بأعراض الحمل فقامت بمناداة جارتها وهيبة التي لم تدخر جهدا في مساعدتها كالمعتاد. فأخذ محمد زوجته أمل إلي الطبيب في اليوم التالي, وفرح محمد وأمل عندما اخبرهما الطبيب بالحمل؛ فالتزمت أمل بتعليمات الطبيب وأخذت تجهز مخزون الصيف, فذهبت إلى الحقل ثم جمعت البامية لتجففها تحت أشعة الشمس كما كانت تفعل بالملوخية أثناء فصل الصيف والكثير من المحاصيل اللازمة للطهي. وقام محمد بتركيب طلمبة ماء في الصالة حتى يريح أمل من عناء حمل الماء من الطلمبة العمومية؛ حفاظا عليها وحفاظا على جنينها, فغمرت السعادة قلب أمل وقلوب جيرانها بهذه الطلمبة، حيث أراحتهم من حمل الماء مسافة كبيرة, وقد كانوا ينتظرون الكثير من الوقت أيضا لملئ الماء من الطلمبة العمومية بأسبقية الدور.
أحست أمل بأعراض الولادة فنادت على جارتها وهيبة فأحضرت الدّاية التي كانت تستخدم الماء الدافئ لتيسير عملية الولادة وتنظيف المولود, وعندما سمعت أمل بكاء طفلها عادل حمدت الله كثيرا. وفرح محمد وانتشر الخبر المفرح في القرية التي جاءت نساؤها لتهنئة أمل، وبالطبع معهن الهدايا من الطيور الحية والحبوب كما كانت العادات.
طلبت أمل من زوجها محمد أن يلحق عادل في مدرسة القرية الجديدة عندما يكبر. وبالفعل درس عادل في مدرسة القرية وكان كل وقته اجتهاد وعلم. تزوج الأخ الأكبر لعادل في منزل آخر، ثم تزوج الأخ الثاني في منزل بالقرب من منزل الأخ الأكبر.
فوضعت أمل معظم اهتمامها في تربية وتنشئة عادل ليكون طبيبا عادلا كما أرادت، وقد كان عادل طفلا شديد الحياء والأدب وحسن الخلق.
بلغت أمل من الحكمة وحسن الخلق ما جعلها تفصل في النزاعات بين المتنازعات من نساء القرية بالعدل وتقرب وجهات النظر.
أتم عادل المرحلة الابتدائية الأولى في مدرسة القرية, ثم التحق بالمرحلة الثانية وهي المرحلة الإعدادية في قرية مجاورة يمشي إليها عادل ساعة تقريبا. وكانت أمل تقول له دائما أنها لا تعلم ما في الكتب لكنها تأمل من الله أن يصبح طبيبا.
تفوق عادل والتحق بالمدرسة الثانوية في المدينة. وعند إعلان نتيجة المرحلة الثانوية أخذت أمل تصلى وتبكى خائفة من عدم اكتمال حلمها, فاستجاب الله دعاءها. والتحق عادل بكلية طب وجراحة الفم والأسنان, واشترطت عليه ألا يكون إلا عادلا أمينا كريما. ذهب عادل إلي كلية طب الأسنان في القاهرة عاصمة مصر, فوجد صعوبة في بداية الدراسة, حيث يتطلب العلم الكثير من الجهد والمال.
باعت أمل فدان من الأرض لتنفق على عادل أثناء دراسته من ميراثها عن أبيها وباع محمد فدان من أرضه أيضا، وتخرج عادل بتقدير جيد جدا ولكنه كان يرجو أكثر من ذلك. فعلمته أمل أن الحياة مراحل وأنه يجب عليه الصبر والاستمرار, فأدرك عادل نصيحة أمل. واستلم عادل عمله بمستشفى المدينة, وفوجئ أنه أول طبيب جراح فم وأسنان في المدينة وقراها البالغين أكثر من عشرون قرية, مما أشعره بثمرة مجهوده. ثم توفي محمد والد عادل بعدما شاهد ثمرة كفاحه.
أخبر عادل أمه بثورة 1952 في بداياتها, فأخبرها أن رجال الجيش المصري تولوا مسئولية الوطن, ثم فرح الاثنان بالانجازات وخصوصا بعد الانتصار على العدوان الثلاثي عام1956. ولم يجند عادل بالجيش لأنه عائل والدته الوحيد طبقا لقانون التجنيد.
ثم تزوج عادل بطبيبة أسنان ابنة لمعلم اللغة العربية الذي علمه في مدرسته الابتدائية, فأصبحت أمل أما لعادل وزوجته سوسن التي تصغره بخمسة سنوات. رزق عادل بطفلين ذكور وطفلتين إناث, وقد كانت أمل ترعاهم وتعلمهم الأمثال والحكم الطيبة وتحكى لهم الحكايات الهادفة, وكانت توقظهم صباحا للذهاب إلى المدرسة وتنشد لهم الأناشيد, فغرست فيهم حب الوطن وحب البشرية. أهتم عادل و سوسن بأطفالهم اهتماما كبيرا, ولكن أمل كانت أكثر اهتماما بهم بسبب تفرغها لهم حيث رأت فيهم المستقبل فكانوا شغلها الشاغل. وقد أثرت أحداث نكسة 1967 على أمل، كما أثرت عليهم جميعا مثلما أثرت على الأمة العربية في ذلك الوقت.
اكتشفت أمل نبوغ أحفادها مبكرا, وغرست في أحفادها المسئولية وحب الجهاد لأجل أن يستردوا أرضهم التي اغتصبت, كما غرست في الإناث خاصة حب الوطن وحب الطب حتى يكونوا عونا لقريتهم التي تم توصيل الكهرباء إليها في ذلك الوقت.
انتصر الشعب المصري العظيم في حرب أكتوبر المجيدة التي أعادت للأمة العربية هيبتها ومكانتها بين الأمم. ثم التحق حفيدها الأكبر بالكلية الحربية ليصبح ضابطا كما أرادت, واختار الحفيد الأصغر وأختاه مداواة الناس الطبية, فعاشت أمل حياة سعيدة مطمأنة حتى حين.
جاء الأجل:
تزوج أحفاد أمل وبلغت تسعين سنة, وبدأت أعراض الشيخوخة تظهر عليها, فقد كانت تنسى بعض الأقارب لكنها لم تنسى أحدا من أفراد أسرتها, ثم هزل جسدها و مرضت دون داء, نعم إنها الشيخوخة, وفى ليلة قمرية هادئة والكل بجوارها يحدثونها وهي لا تبدى أي رد فعل أو استجابة, فاضت روحها إلي بارئها بعدما أدت رسالة الحق والعدل والعمل والحب والسلام وغرستها في قلوب أسرتها ابتغاء مرضاة الله.
سنة النشر : 2023م / 1444هـ .
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
عفواً..
هذا الكتاب
غير متاح للتحميل، حفاظًا على حقوق دار النشر. ،، يمكنكم شراؤه من مصادر أخرى
🛒 شراء " امرأة عربية " من متاجر إلكترونيّة
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف: