الأربعون الثانية
2020م - 1446هـ
الأربعون الثانية
رواية
يوسف حسين
اسكرايب للنشر والتوزيع
لا تزال محاولاتها في الوصول إلى "نور" تبوء جميعها بالفشل؛ لا رسائل تُقرَأ، ولا اتصالات تجيب، ولا نار أوقدها الانتقام داخلها تُخمَد! رغم انهماكها في العمل، ومسامرتها للعديد من العاملين والعاملات، التي ملأت القصر بهم، كذلك أسلوبها الذي تغيّر كثيرًا في معاملة موظفي شركتها، أصبحت لينةً للغاية! يبدو أنها احتفظت بالغرور والتكبر والانتقام لشخصٍ واحدٍ فقط. الآن تجلس على كرسي مكتبها، تتابع أخبار العالم من خلال تصفحها بعض مواقع التواصل الاجتماعي، لا يثير حفيظتها لتحريك أناملها للتعبير عن غضبها إلا رؤية الحيوانات تُهان أو تُذبح -وإن كانت بطريقةٍ شرعيةٍ، تنتقد بشدة آكلي لحومها، وكأنهم ارتكبوا كبيرةً من الكبائر، في حين أنها لا تحرك ساكنًا عند رؤيتها طفلًا مزقت أحشاءه قنبلةٌ غادرةٌ، أو حيًّا سقط على ساكنيه، إثر تهكمٍ غاشمٍ من مصاصي دماء الشعوب، وكأن العطف والحنان والرحمة الحيوانات من تستحقها فقط! أمّا البشر فهم أعداء أنفسهم، ويستحقون الإبادة..! . المزيد..