❞ كتاب العودة إلى الإيمان (شيخ الأزهر) ❝ ⏤ أحمد الطيب
الإيمان في الدين الإسلامي هو التصديق والاطمئنان، وهو من مادة أمن في اللغة، والتي توسعت فيها كتب اللغة توسعا يشبع فهم الباحث. وفي الاصطلاح الشرعي فهو الإيمان بالله، والإيمان بملائكته، والإيمان بكتبه. والإيمان برسله، والإيمان باليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره.
الفرق بين الإيمان والإسلام من حيث دخول المرء فيه
يكفي للدخول في الإسلام أن ينطق المرء بالشهادتين، فيعد حينئذٍ مسلمًا. لكن يترتب على الأمر تحقيق بقية أركان الإسلام، وعدم الإتيان بما يخرجه منه.
جاء في زاد المستقنع لموسى الحجاوي:«وتوبة المرتد وكل كافر إسلامه، بأن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ومن كفر بجحد فرض ونحوه فتوبته مع الشهادتين إقراره بالمجحود به».
أما ليصير المرء مؤمنًا فيتطلب الأمر تصديق القلب لأركان الإيمان، فيعتقد بها. ويكشف الإيمان بالجوارح، فإما تصدقه أو تكذبه.
ولكن للإيمان درجات، يترقى المؤمن فيها بحسب ما وقر في قلبه، وما اكتسب من شعب الإيمان.
الفرق بين الترقي في الإيمان والتدني فيه وأثرها على إسلام المرء
للإيمان درجات، يزداد المرء إيمانًا بتحصيلها، وعكسها هي صفات النفاق، والنفاق أيضًا خصال، فربما اجتمع للمرء الواحد بعض شعب الإيمان وبعض صفات المنافقين. وكُلها لا تخرج المرء عن كونه مسلمًا من الناحية النظرية، لكن يختلف الأمر في الناحية العملية، حيث توعد الله المنافقين بعذابٍ كعذاب الكافرين، بل وبدأ بالمنافقين؛ حيث قال: ﴿إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ١٤٠﴾ [النساء:140]، وفي مواضع أخرى بعذابٍ أشد، حيث قال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ١٤٥﴾ [النساء:145]. رغم أنها لا تنزع عنه لقب المسلم بين المسلمين ما لم يأتي بما يخرجه منه.
وتُعرف خصال الإيمان بـ شعب الإيمان. أما عكسها (خصال المنافقين)، منها ما ذكره النبي ﷺ في الحديث: «أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، ومَن كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حتَّى يَدَعَهَا: إذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وإذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ».
أصل هذا الكتاب: محاضرة أُلقيت بالمعهد المسكوني بسويسرا، في 29 من ذي الحِجَّة سنة 1437هـ، 1 من أكتوبر سنة: 2016م.
ويشتمل الكتاب على عددٍ من المباحث؛ أبرزها: أثر السياسات الجائرة التي تعبث بمصائر الفقراء والبؤساء وتعمل على تفكيك مجتمعاتهم، القائمون على حراسة الميثاق العالمي يمنحون السلام على حَسَبِ الأهواء والمصالح، مركزية قضية السلام في الرسالات الإلهية ومِحْوريَّتها في توازن الكون كله، حتمية العودة إلى فلسفة الدين وما تزخَرُ به من عناصر السلام والعيش الآمن والمشترك بين الناس.
أحمد الطيب - أحمد محمد أحمد الطيب الحسَاني (6 يناير 1946: 3 صفر 1365 هـ -)، الإمام الأكبر شيخ الأزهر (الإمام الثامن والأربعون) منذ 19 مارس 2010.
والرئيس السابق لجامعة الأزهر، ومفتي الجمهورية سابقًا، ورئيس مجلس حكماء المسلمين، وهو أستاذ في العقيدة الإسلامية، وكان عضوًا سابقًا بلجنة السياسات في الحزب الوطني الديمقراطي، ويتحدث اللغتين الفرنسية والإنجليزية بطلاقة وترجم عدداً من المراجع الفرنسية إلى اللغة العربية وعمل محاضراً جامعياً لمدة في فرنسا.
ولديه مؤلفات عديدة في الفقه والشريعة والتصوف الإسلامي. ينتمي الطيب -وهو من محافظة الأقصر في صعيد مصر- إلى أسرة صوفية ويرأس أخوه محمد الطيب الطريقة الصوفية الخلوتية.
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ التراث والتجديد.. مناقشات وردود ❝ ❞ مقومات الإسلام ❝ ❞ حديث في العلل والمقاصد ❝ ❞ القول الطيب - الجزء الأول ❝ ❞ كلمة إلى الشباب ❝ ❞ مفهوم الجهاد في الإسلام ❝ ❞ في المصطلح الكلامي والصوفي ❝ ❞ في المنهج الأزهري ❝ ❞ كلمة في البرلمان الألماني ❝ الناشرين : ❞ جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ❝ ❞ مؤسسة بتانة للنشر والتوزيع ❝ ❱
من فكر إسلامي الفكر والفلسفة - مكتبة المكتبة التجريبية.