❞ كتاب خطب الشيخ القرضاوي.. الجزء السابع ❝  ⏤ يوسف القرضاوي

❞ كتاب خطب الشيخ القرضاوي.. الجزء السابع ❝ ⏤ يوسف القرضاوي

هذا هو الجزء السابع من ديوان خطبي، وهو يتميز بخصوصيتين عن غيره من الأجزاء الماضية:

أولاهما: أن معظم خطبه من «القديم» أي ليس من خطب مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة، ولا غيره من مساجد قطر، بل هي خطب قديمة جٌلها ألقي في مسجد «آل طه» بالمحلة الكبرى، الذي بدأ الخطابة فيه وأنا طالب بكلية أصول الدين بالأزهر الشريف؛ وكان ذلك سنة 1951، وظللت أعتلي منبره حتى صيف سنة 1954م، حين تخطفتنا «كلاب الصيد» وألقت بنا في السجن الحربي، ولم أعد بعدها إلى هذا المسجد.

كنت ألقي خطبتي ارتجالًا، كما هي عادتي منذ اعتليت المنبر، وأنا ابن سبعة عشر عامًا في قريتي وإلى اليوم، ولم يكن «التسجيل» قد عرف واشتهر في ذلك الوقت، فلا مطمع في أن توجد هذه الخطب مسجلة عن طريق الأجهزة المعروفة.

ولكن الله رزقني بـ «مسجل بشري» ممتاز، يسجل هذه الخطب بطريقته الخاصة، ويقدمها لي مكتوبة بعد ذلك، ذلكم هو الأخ الحبيب الأديب الشاعر الداعية الموفق، ابن المحلة، وابن الأزهر، وابن الدعوة: الأستاذ: محمد أحمد حوطر، الذي كان طالبًا في المعهد الديني الأزهري الثانوي بطنطا في ذلك الوقت، وكان قد آلى على نفسه أن يسجل هذه الخطب ويحفظها للمسلمين عامة، وللدعاة خاصة، حتى لا تضيع بعد إلقائها.

وكانت طريقته أن يحضر «كشكولًا» وعدة أقلام من الرصاص، يبريها له زميل مرافق، وهو يكتب أول الآية، ولا يكملها، وكذلك الأحاديث، ونصوص الحكم والأشعار وغيرها، وهو يكتب بسرعة عجيبة، وبخط لا يستطيع غيره أن يقرأه، بل هو لا يستطيع أن يقرأه إذا تركها لليوم التالي، ولذلك يجتهد أن «يبيضها» في نفس اليوم، وهو يذكر الكلمات والعبارات.

كان قد تكون من ذلك مجموعة من الخطب، اقترح علي بعض الأخوة أن أصدرها في ديوان سميته «نفحات الجمعة» ولكن الظروف الأمنية لم تسمح بصدوره. وكنت أحسب أن هذه الخطب كلها قد ضاعت فيما ضاع من أدبي وشعري وكتاباتي، في أتون المحن المتلاحقة التي أصابت الإخوان المسلمين في مصر.

ولكن شاء الله تعالى أن تظهر أشياء كانت خافية عني، تائهة في تلال الأوراق المختلفة التي أُعاني من البحث فيها، وذلك حين انتقالي من مسكن إلى آخر بالدوحة. فقد عثر سكرتيري العلمي بالدوحة الأخ الشيخ أكرم عبد الستار كساب، وهو يفتش مع بعض مساعديه في أضابيري وأوراقي القديم، على مجموعة من الخطب القديمة، مكتوبة بخط الأخ الحبيب محمد حوطر، أتم الله عليه العافية، وعجل له الشفاء من مرضه الذي أقعده منذ سنوات.

وأضيف إلى هذه الخطب المكتوبة بخط حوطر - خطبة أخرى، مكتوبة بخطي أذيعت من جامع الزمالك بالقاهرة، الذي كنت أخطب فيه، أواخر (سنة 1956م وسنة 1957) بعد العدوان الثلاثي على مصر، وكانت إذاعة القاهرة تذيع الخطبة من مسجد الزمالك كل عدة أشهر، وتطلب مني أن أكتبها، وأرسلها إليهم قبل أن تذاع، حتى يقرؤوها ويقرّوها. فوجد هذه الخطبة من خطب الزمالك، وهي عن جهاد الجزائر أيام حرب التحرير الجزائرية المباركة، وقد أريتها للأخوة في الجزائر عندما زرتهم قريبًا في «ملتقى الإمام البشير الإبراهيمي» فسروا بها كثيرًا، وقالوا: كأنك كنت تعايش الجهاد الجزائري لحظة بلحظة، واستأذنوني في أن ينشروها.

ولقد قرأ الأخ أكرم وإخوانه هذه الخطب القديمة وأعجبوا بها أيما إعجاب، وقالوا: من يقرأ تلك الخطب منذ خمسين سنة أو أكثر لا يجدها تختلف كثيرًا عن خطب اليوم، النهج هو النهج، والروح هي الروح، والأسلوب هو الأسلوب، وإن كانت خطب اليوم تمتاز بأفق أوسع، وعلم أغزر، وفكر أنضج، بحكم تراكم المعرفة والخبرة، وعمق التجربة، كما لوحظ أن الخطب القديمة كثيرًا ما يغلب عليها حماس الشباب، ورأوا أن تضاف إلى الخطب المنشورة في الأجزاء السابقة لما لها من دلالة تاريخية.

والخصوصية الثانية لهذه المجموعة: أنها لم تحظ بإعداد الأخ الفاضل الدكتور خالد السعد الذي تولى إعداد خطب الأجزاء الماضية، جزاه الله خيرًا، ولكن قام مقامه في هذا الجزء: ابننا المهذب، وتلميذنا النجيب، وأخونا الكريم: أكرم عبد الستار كساب، الذي علق على هذه المجموعة، ورقم آياتها، وخرج أحاديثها، وأعدها للنشر. فشكر الله له، وجزاه عني وعن المسلمين خيرًا.

ولا سيما أني في تلك المرحلة من حياتي؛ لم أكن متمكنًا من معرفة الحديث ونقده، من حيث التصحيح والتضعيف، وإنما اكتسبت هذه الخبرة بعد؛ ولذا وجد في هذه الخطب الحديث الضعيف والواهي، وكان جل اعتمادي على كتابين: «الترغيب والترهيب» للمنذري، قبل أن أنظر فيه بعد ذلك، وأحذف منه المنكر والواهي والضعيف، وأنتقي منه الصحيح والحسن، وأصدرت ذلك في «المنتقى من الترغيب والترهيب».

والكتاب الثاني، هو: أحاديث كتاب «الإحياء» للغزالي، قبل أن أنتبه إلى تخريج الحافظ العراقي لهذه الأحاديث لهذه الأحاديث انتباهًا كافيًا.

وقد أكملنا هذا الجزء، باختيار ثمانية خطب من الخطب الحديثة، ليكتمل العدد عشرين، وقد التزمنا منذ بداية نشر الخطب: أن يكون كل جزء يشتمل على عشرين خطبة.

وبهذا تميز هذا الجزء بالجمع بين يوسف القرضاوي ابن العشرين، ويوسف القرضاوي ابن السبعين. يوسف القرضاوي - يوسف عبد الله القرضاوي (9 سبتمبر 1926): عالم مصري مسلم يحمل الجنسية القطرية، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين سابقا. ولد في قرية صفط تراب مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية في مصر.


❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام ❝ ❞ الصبر في القرآن ❝ ❞ جيل النصر المنشود ❝ ❞ الإسلام والعلمانية وجها لوجه ❝ ❞ المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ❝ ❞ الفقه الإسلامي بين الأصالة والتجديد ❝ ❞ دور الزكاة في علاج المشكلات الاقتصادية وشروط نجاحها ❝ ❞ ثقافتنا بين الانفتاح والانغلاق ❝ ❞ عوامل السعة والمرونة في الشريعة الإسلامية ❝ الناشرين : ❞ جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ❝ ❞ دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر - لبنان ❝ ❞ دار القلم للنشر والتوزيع ❝ ❞ مؤسسة الرسالة ❝ ❞ المكتب الإسلامي للطباعة والنشر ❝ ❞ الأزهر الشريف ❝ ❞ دار الشروق ❝ ❞ مكتبة وهبة ❝ ❞ دار الصحوة للنشر ❝ ❞ مركز بحوث السنة والسيره -قطر ❝ ❞ مكتبة البنين ❝ ❱
من كتب الخطب المنبرية والدروس الإسلامية الدعوة والدفاع عن الإسلام - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
خطب الشيخ القرضاوي.. الجزء السابع

2005م - 1445هـ
هذا هو الجزء السابع من ديوان خطبي، وهو يتميز بخصوصيتين عن غيره من الأجزاء الماضية:

أولاهما: أن معظم خطبه من «القديم» أي ليس من خطب مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة، ولا غيره من مساجد قطر، بل هي خطب قديمة جٌلها ألقي في مسجد «آل طه» بالمحلة الكبرى، الذي بدأ الخطابة فيه وأنا طالب بكلية أصول الدين بالأزهر الشريف؛ وكان ذلك سنة 1951، وظللت أعتلي منبره حتى صيف سنة 1954م، حين تخطفتنا «كلاب الصيد» وألقت بنا في السجن الحربي، ولم أعد بعدها إلى هذا المسجد.

كنت ألقي خطبتي ارتجالًا، كما هي عادتي منذ اعتليت المنبر، وأنا ابن سبعة عشر عامًا في قريتي وإلى اليوم، ولم يكن «التسجيل» قد عرف واشتهر في ذلك الوقت، فلا مطمع في أن توجد هذه الخطب مسجلة عن طريق الأجهزة المعروفة.

ولكن الله رزقني بـ «مسجل بشري» ممتاز، يسجل هذه الخطب بطريقته الخاصة، ويقدمها لي مكتوبة بعد ذلك، ذلكم هو الأخ الحبيب الأديب الشاعر الداعية الموفق، ابن المحلة، وابن الأزهر، وابن الدعوة: الأستاذ: محمد أحمد حوطر، الذي كان طالبًا في المعهد الديني الأزهري الثانوي بطنطا في ذلك الوقت، وكان قد آلى على نفسه أن يسجل هذه الخطب ويحفظها للمسلمين عامة، وللدعاة خاصة، حتى لا تضيع بعد إلقائها.

وكانت طريقته أن يحضر «كشكولًا» وعدة أقلام من الرصاص، يبريها له زميل مرافق، وهو يكتب أول الآية، ولا يكملها، وكذلك الأحاديث، ونصوص الحكم والأشعار وغيرها، وهو يكتب بسرعة عجيبة، وبخط لا يستطيع غيره أن يقرأه، بل هو لا يستطيع أن يقرأه إذا تركها لليوم التالي، ولذلك يجتهد أن «يبيضها» في نفس اليوم، وهو يذكر الكلمات والعبارات.

كان قد تكون من ذلك مجموعة من الخطب، اقترح علي بعض الأخوة أن أصدرها في ديوان سميته «نفحات الجمعة» ولكن الظروف الأمنية لم تسمح بصدوره. وكنت أحسب أن هذه الخطب كلها قد ضاعت فيما ضاع من أدبي وشعري وكتاباتي، في أتون المحن المتلاحقة التي أصابت الإخوان المسلمين في مصر.

ولكن شاء الله تعالى أن تظهر أشياء كانت خافية عني، تائهة في تلال الأوراق المختلفة التي أُعاني من البحث فيها، وذلك حين انتقالي من مسكن إلى آخر بالدوحة. فقد عثر سكرتيري العلمي بالدوحة الأخ الشيخ أكرم عبد الستار كساب، وهو يفتش مع بعض مساعديه في أضابيري وأوراقي القديم، على مجموعة من الخطب القديمة، مكتوبة بخط الأخ الحبيب محمد حوطر، أتم الله عليه العافية، وعجل له الشفاء من مرضه الذي أقعده منذ سنوات.

وأضيف إلى هذه الخطب المكتوبة بخط حوطر - خطبة أخرى، مكتوبة بخطي أذيعت من جامع الزمالك بالقاهرة، الذي كنت أخطب فيه، أواخر (سنة 1956م وسنة 1957) بعد العدوان الثلاثي على مصر، وكانت إذاعة القاهرة تذيع الخطبة من مسجد الزمالك كل عدة أشهر، وتطلب مني أن أكتبها، وأرسلها إليهم قبل أن تذاع، حتى يقرؤوها ويقرّوها. فوجد هذه الخطبة من خطب الزمالك، وهي عن جهاد الجزائر أيام حرب التحرير الجزائرية المباركة، وقد أريتها للأخوة في الجزائر عندما زرتهم قريبًا في «ملتقى الإمام البشير الإبراهيمي» فسروا بها كثيرًا، وقالوا: كأنك كنت تعايش الجهاد الجزائري لحظة بلحظة، واستأذنوني في أن ينشروها.

ولقد قرأ الأخ أكرم وإخوانه هذه الخطب القديمة وأعجبوا بها أيما إعجاب، وقالوا: من يقرأ تلك الخطب منذ خمسين سنة أو أكثر لا يجدها تختلف كثيرًا عن خطب اليوم، النهج هو النهج، والروح هي الروح، والأسلوب هو الأسلوب، وإن كانت خطب اليوم تمتاز بأفق أوسع، وعلم أغزر، وفكر أنضج، بحكم تراكم المعرفة والخبرة، وعمق التجربة، كما لوحظ أن الخطب القديمة كثيرًا ما يغلب عليها حماس الشباب، ورأوا أن تضاف إلى الخطب المنشورة في الأجزاء السابقة لما لها من دلالة تاريخية.

والخصوصية الثانية لهذه المجموعة: أنها لم تحظ بإعداد الأخ الفاضل الدكتور خالد السعد الذي تولى إعداد خطب الأجزاء الماضية، جزاه الله خيرًا، ولكن قام مقامه في هذا الجزء: ابننا المهذب، وتلميذنا النجيب، وأخونا الكريم: أكرم عبد الستار كساب، الذي علق على هذه المجموعة، ورقم آياتها، وخرج أحاديثها، وأعدها للنشر. فشكر الله له، وجزاه عني وعن المسلمين خيرًا.

ولا سيما أني في تلك المرحلة من حياتي؛ لم أكن متمكنًا من معرفة الحديث ونقده، من حيث التصحيح والتضعيف، وإنما اكتسبت هذه الخبرة بعد؛ ولذا وجد في هذه الخطب الحديث الضعيف والواهي، وكان جل اعتمادي على كتابين: «الترغيب والترهيب» للمنذري، قبل أن أنظر فيه بعد ذلك، وأحذف منه المنكر والواهي والضعيف، وأنتقي منه الصحيح والحسن، وأصدرت ذلك في «المنتقى من الترغيب والترهيب».

والكتاب الثاني، هو: أحاديث كتاب «الإحياء» للغزالي، قبل أن أنتبه إلى تخريج الحافظ العراقي لهذه الأحاديث لهذه الأحاديث انتباهًا كافيًا.

وقد أكملنا هذا الجزء، باختيار ثمانية خطب من الخطب الحديثة، ليكتمل العدد عشرين، وقد التزمنا منذ بداية نشر الخطب: أن يكون كل جزء يشتمل على عشرين خطبة.

وبهذا تميز هذا الجزء بالجمع بين يوسف القرضاوي ابن العشرين، ويوسف القرضاوي ابن السبعين.
.
المزيد..

تعليقات القرّاء:

هذا هو الجزء السابع من ديوان خطبي، وهو يتميز بخصوصيتين عن غيره من الأجزاء الماضية:

أولاهما: أن معظم خطبه من «القديم» أي ليس من خطب مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة، ولا غيره من مساجد قطر، بل هي خطب قديمة جٌلها ألقي في مسجد «آل طه» بالمحلة الكبرى، الذي بدأ الخطابة فيه وأنا طالب بكلية أصول الدين بالأزهر الشريف؛ وكان ذلك سنة 1951، وظللت أعتلي منبره حتى صيف سنة 1954م، حين تخطفتنا «كلاب الصيد» وألقت بنا في السجن الحربي، ولم أعد بعدها إلى هذا المسجد.

كنت ألقي خطبتي ارتجالًا، كما هي عادتي منذ اعتليت المنبر، وأنا ابن سبعة عشر عامًا في قريتي وإلى اليوم، ولم يكن «التسجيل» قد عرف واشتهر في ذلك الوقت، فلا مطمع في أن توجد هذه الخطب مسجلة عن طريق الأجهزة المعروفة.

ولكن الله رزقني بـ «مسجل بشري» ممتاز، يسجل هذه الخطب بطريقته الخاصة، ويقدمها لي مكتوبة بعد ذلك، ذلكم هو الأخ الحبيب الأديب الشاعر الداعية الموفق، ابن المحلة، وابن الأزهر، وابن الدعوة: الأستاذ: محمد أحمد حوطر، الذي كان طالبًا في المعهد الديني الأزهري الثانوي بطنطا في ذلك الوقت، وكان قد آلى على نفسه أن يسجل هذه الخطب ويحفظها للمسلمين عامة، وللدعاة خاصة، حتى لا تضيع بعد إلقائها.

وكانت طريقته أن يحضر «كشكولًا» وعدة أقلام من الرصاص، يبريها له زميل مرافق، وهو يكتب أول الآية، ولا يكملها، وكذلك الأحاديث، ونصوص الحكم والأشعار وغيرها، وهو يكتب بسرعة عجيبة، وبخط لا يستطيع غيره أن يقرأه، بل هو لا يستطيع أن يقرأه إذا تركها لليوم التالي، ولذلك يجتهد أن «يبيضها» في نفس اليوم، وهو يذكر الكلمات والعبارات.

كان قد تكون من ذلك مجموعة من الخطب، اقترح علي بعض الأخوة أن أصدرها في ديوان سميته «نفحات الجمعة» ولكن الظروف الأمنية لم تسمح بصدوره. وكنت أحسب أن هذه الخطب كلها قد ضاعت فيما ضاع من أدبي وشعري وكتاباتي، في أتون المحن المتلاحقة التي أصابت الإخوان المسلمين في مصر.

ولكن شاء الله تعالى أن تظهر أشياء كانت خافية عني، تائهة في تلال الأوراق المختلفة التي أُعاني من البحث فيها، وذلك حين انتقالي من مسكن إلى آخر بالدوحة. فقد عثر سكرتيري العلمي بالدوحة الأخ الشيخ أكرم عبد الستار كساب، وهو يفتش مع بعض مساعديه في أضابيري وأوراقي القديم، على مجموعة من الخطب القديمة، مكتوبة بخط الأخ الحبيب محمد حوطر، أتم الله عليه العافية، وعجل له الشفاء من مرضه الذي أقعده منذ سنوات.

وأضيف إلى هذه الخطب المكتوبة بخط حوطر - خطبة أخرى، مكتوبة بخطي أذيعت من جامع الزمالك بالقاهرة، الذي كنت أخطب فيه، أواخر (سنة 1956م وسنة 1957) بعد العدوان الثلاثي على مصر، وكانت إذاعة القاهرة تذيع الخطبة من مسجد الزمالك كل عدة أشهر، وتطلب مني أن أكتبها، وأرسلها إليهم قبل أن تذاع، حتى يقرؤوها ويقرّوها. فوجد هذه الخطبة من خطب الزمالك، وهي عن جهاد الجزائر أيام حرب التحرير الجزائرية المباركة، وقد أريتها للأخوة في الجزائر عندما زرتهم قريبًا في «ملتقى الإمام البشير الإبراهيمي» فسروا بها كثيرًا، وقالوا: كأنك كنت تعايش الجهاد الجزائري لحظة بلحظة، واستأذنوني في أن ينشروها.

ولقد قرأ الأخ أكرم وإخوانه هذه الخطب القديمة وأعجبوا بها أيما إعجاب، وقالوا: من يقرأ تلك الخطب منذ خمسين سنة أو أكثر لا يجدها تختلف كثيرًا عن خطب اليوم، النهج هو النهج، والروح هي الروح، والأسلوب هو الأسلوب، وإن كانت خطب اليوم تمتاز بأفق أوسع، وعلم أغزر، وفكر أنضج، بحكم تراكم المعرفة والخبرة، وعمق التجربة، كما لوحظ أن الخطب القديمة كثيرًا ما يغلب عليها حماس الشباب، ورأوا أن تضاف إلى الخطب المنشورة في الأجزاء السابقة لما لها من دلالة تاريخية.

والخصوصية الثانية لهذه المجموعة: أنها لم تحظ بإعداد الأخ الفاضل الدكتور خالد السعد الذي تولى إعداد خطب الأجزاء الماضية، جزاه الله خيرًا، ولكن قام مقامه في هذا الجزء: ابننا المهذب، وتلميذنا النجيب، وأخونا الكريم: أكرم عبد الستار كساب، الذي علق على هذه المجموعة، ورقم آياتها، وخرج أحاديثها، وأعدها للنشر. فشكر الله له، وجزاه عني وعن المسلمين خيرًا.

ولا سيما أني في تلك المرحلة من حياتي؛ لم أكن متمكنًا من معرفة الحديث ونقده، من حيث التصحيح والتضعيف، وإنما اكتسبت هذه الخبرة بعد؛ ولذا وجد في هذه الخطب الحديث الضعيف والواهي، وكان جل اعتمادي على كتابين: «الترغيب والترهيب» للمنذري، قبل أن أنظر فيه بعد ذلك، وأحذف منه المنكر والواهي والضعيف، وأنتقي منه الصحيح والحسن، وأصدرت ذلك في «المنتقى من الترغيب والترهيب».

والكتاب الثاني، هو: أحاديث كتاب «الإحياء» للغزالي، قبل أن أنتبه إلى تخريج الحافظ العراقي لهذه الأحاديث لهذه الأحاديث انتباهًا كافيًا.

وقد أكملنا هذا الجزء، باختيار ثمانية خطب من الخطب الحديثة، ليكتمل العدد عشرين، وقد التزمنا منذ بداية نشر الخطب: أن يكون كل جزء يشتمل على عشرين خطبة.

وبهذا تميز هذا الجزء بالجمع بين يوسف القرضاوي ابن العشرين، ويوسف القرضاوي ابن السبعين.

أسأل الله تعالى أن ينفع بهذه الخطب قائلها، ومسجلها بقلمه، ومعدّها للنشر، وطابعها، وناشرها، وقارئها، وكل من أعان على الانتفاع بها، ووفق الجميع لما يحب ويرضى.

والحمد لله الذي هدانا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.



سنة النشر : 2005م / 1426هـ .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة خطب الشيخ القرضاوي.. الجزء السابع

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل خطب الشيخ القرضاوي.. الجزء السابع
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
يوسف القرضاوي - Yousef Al Qaradawi

كتب يوسف القرضاوي يوسف عبد الله القرضاوي (9 سبتمبر 1926): عالم مصري مسلم يحمل الجنسية القطرية، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين سابقا. ولد في قرية صفط تراب مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية في مصر. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام ❝ ❞ الصبر في القرآن ❝ ❞ جيل النصر المنشود ❝ ❞ الإسلام والعلمانية وجها لوجه ❝ ❞ المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ❝ ❞ الفقه الإسلامي بين الأصالة والتجديد ❝ ❞ دور الزكاة في علاج المشكلات الاقتصادية وشروط نجاحها ❝ ❞ ثقافتنا بين الانفتاح والانغلاق ❝ ❞ عوامل السعة والمرونة في الشريعة الإسلامية ❝ الناشرين : ❞ جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ❝ ❞ دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر - لبنان ❝ ❞ دار القلم للنشر والتوزيع ❝ ❞ مؤسسة الرسالة ❝ ❞ المكتب الإسلامي للطباعة والنشر ❝ ❞ الأزهر الشريف ❝ ❞ دار الشروق ❝ ❞ مكتبة وهبة ❝ ❞ دار الصحوة للنشر ❝ ❞ مركز بحوث السنة والسيره -قطر ❝ ❞ مكتبة البنين ❝ ❱. المزيد..

كتب يوسف القرضاوي
الناشر:
مكتبة وهبة
كتب  مكتبة وهبة في سنة 1946م أنشأ الحاج وهبة حسن وهبةـ مكتبة وهبة للطبع والنشر والتوزيع، وكانت عبارة عن محل صغير بشارع محمد علي (القلعة حاليًا) من جهة العتبة. ولما اعتقل لمدة أسبوع عام 1948م، وفي عام 1950م انتقل من المحل الصغير بشارع محمد علي إلى شارع الجمهورية بنفس الاسم ونفس المنهج... وتعرف في ذلك الوقت على الشيخ أبو الحسن الندوي ، الذي طبع له (ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين)، وكتاب (مذكرات سائح في الشرق) وغيرها من الكتب، وتعرف أيضا على فضيلة الشيخ السيد سابق الذي طبع له كتاب (فقه السنة) بأجزائه الصغيرة. وخرج من السجن آخر عام 1960م ليجد المكتبة خاوية على عروشها، ليعيد نشاطه مرة أخرى من جديد، حيث كانت المكتبة طوال فترة سجنه كلأً مباحًا، ولم يتم نشر أي شيء خلال تلك الفترة. ثم زاول عمله مرة أخرى فترة ثم توالت المحن على المكتبة مع اعتقاله سنة 1965 حتى وفاة عبد الناصر. وبعد خروجه من السجن بعد وفاة عبد الناصر سنة 1971، بدأ الصراع مع السلطات لرفع الحراسة عنه وعن عائلته لمزاولة نشاطه مرة أخرى. ومن أقدار الله أن المبنى الذي كانت به المكتبة هدم أثناء فترة غيابه والاعتقال، وكان يشيد مبنى آخر مكانه، وكأنه كان على موعد حتى يظل اسم مكتبة وهبة كما هو، في نفس الموقع والمكان. ووافق صاحب العقار الجديد على استئجاره للمحل. ثم عاود النشاط مرة أخرى للطبع والنشر والتوزيع، بنفس الاسم، يؤدي رسالته التي بذل من أجلها الغالي والثمين. ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ زوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأسرار الحكمة في تعددهن ❝ ❞ الصبر في القرآن ❝ ❞ الإسرائيليات في التفسير والحديث ❝ ❞ دراسات عن ابن حزم وكتابه طوق الحمامة ❝ ❞ التفسير والمفسرون / ج1 (ط. وهبة) ❝ ❞ أبو هريرة راوية الإسلام ❝ ❞ تاريخ التشريع الإسلامي (ط. وهبة) ❝ ❞ موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام ❝ ❞ الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالإستعمار الغربي ❝ ❞ جيل النصر المنشود ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ يوسف القرضاوي ❝ ❞ عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني ❝ ❞ مناع القطان ❝ ❞ الطاهر أحمد مكي ❝ ❞ جمال الدين الشرقاوي ❝ ❞ محمد حسين الذهبي ❝ ❞ إبراهيم محمد حسن الجمل ❝ ❞ عطية صقر ❝ ❞ أحمد عمر هاشم ❝ ❞ أحمد عبدالوهاب ❝ ❞ زينب عبد العزيز ❝ ❞ بهاء الامير ❝ ❞ محمود حمدى زقزوق ❝ ❞ عبد العظيم المطعني ❝ ❞ محمد عجاج الخطيب ❝ ❞ د.محمد محمد أبو موسى ❝ ❞ سامح القلينى ❝ ❞ أحمد عبد الوهاب بكير ❝ ❞ اللواء أحمد عبد الوهاب ❝ ❞ علاء أبو بكر ❝ ❞ محمد الأمين الخضري ❝ ❞ توفيق محمد شاهين ❝ ❞ أبوزيد شلبي ❝ ❞ د. سامح القلينى ❝ ❞ سعيد عبد الحكيم زيد ❝ ❞ صبري الأشوح ❝ ❞ محمد شامة ❝ ❞ د. عبد المتعال محمد الجبري ❝ ❞ محمد ثابت الشاذلي ❝ ❞ د.سعد الدين مسعد هلالي ❝ ❞ د. عبد العظيم المطعني ❝ ❞ مؤمن الهباء ❝ ❞ الدكتور عبدالعظيم إبراهيم المطعني ❝ ❞ د. أمينة سليم ❝ ❞ د.عبد العظيم إبراهيم محمد المطعني ❝ ❞ أحمد عبد الرحمن ❝ ❞ عبد العظيم إبراهيم محمد المطعنى ❝ ❞ بكير بن سعيد أعوشت ❝ ❞ د. محمد الحسيني إسماعيل ❝ ❞ عبدالعظيم إبراهيم المطعني ❝ ❞ د.محمد عجاج خطيب ❝ ❞ د. أحمد عبد الرحمن ❝ ❞ فولفجانج ليونهارد ❝ ❞ مصطفي أبو يوسف بدران أحمد عبدالوهاب ❝ ❞ محمد البهي ❝ ❱.المزيد.. كتب مكتبة وهبة