❞ كتاب الثقافة العربية الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة ❝  ⏤ يوسف القرضاوي

❞ كتاب الثقافة العربية الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة ❝ ⏤ يوسف القرضاوي

مقدمة

فما لا ريب فيه أن كل المشفقين على مسار الأمة، وكل القوى والتيارات الفكرية والسياسية والاجتماعية، متفقون على أن أمتنا تعيش في أزمة حقيقية، تعددت أعراضها، وتنوعت آثارها، وإن اختلفوا في تعيين جوهر الأزمة: ما هو؟

أهي أزمة إيمان وأخلاق، كما يصورها دعاة الدين والفضيلة؟

أم هي أزمة فكر ومعرفة كما يصورها رجال الفكر والثقافة؟

أم هي أزمة حرية سياسية وديمقراطية، كما تصورها القوى المعارضة للنظم الحاكمة؟

أم هي أزمة علم وتكنولوجيا، كما يصورها كثير من دعاة الإصلاح، ومن رجال الفكر أنفسهم؟

لقد ردد كثيرون مع شوقي قوله:

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا!

ولكن الدكتور زكي نجيب محمود علق على ذلك بقوله:

لولا خشيتي سوء التأويل لعارضت شاعرنا، لأقول له: وإنما الأمم في يومنا التقنيات ما اطردت وتغلغلت، فإن هم انعدمت علومهم وصناعهم وتقنياتهم، تخلفوا إلى حيث لا أمل ولا رجاء، اللهم إلا إذا فهمنا الأخلاق بمعنى يجعل منها أن أعرف كيف يُضغط على الأزرار ومتى.

وآخرون قالوا: إنما الأمم الأفكار والثقافة.

وغيرهم قالوا: إنما الأمم الحرية لوطنها، والحقوق لشعبها.

والأولى من ذلك أن ندع وحدانية التعليل والتفسير، إلى الشمول والتعدد.

إن «التفسير الواحدي» للتاريخ وللواقع لم يعد مقبولًا، لأنه يبصر الحقيقة من زاوية واحدة، ويغفل زواياها الأخرى، وهو يبسط الأمور المعقدة والمتشابكة. إن نهضة الأمم تؤثر فيها الثقافة، كما تؤثر فيها السياسة والاقتصاد والتشريع والتربية وغيرها.

ومهما يكن الاختلاف في تحديد جوهر الأزمة، فأحسب أنه لا يخالف أحد في أهمية دور الثقافة فيها، وخصوصًا الجانب الفكري والأدبي والفني منها. وذلك لما لها من تأثير في الأخلاق والسلوك، ومن تأثير في السياسة والحكم، وتأثير في توجهات الشعوب إلى التقدم أو التخلف، إلى العلم والعمل، أو إلى الكلام والجدل.

فلو صحت ثقافة أمة واستقامت، وتكلمت وتوازنت وسلمت من عوامل التشويه والتحريف - كما هو الأصل في ثقافتنا - لكان لها أثرها البالغ في صحة توجه الأمة واستقامتها وتكاملها وتوازنها، وإذا حدث العكس كانت النتيجة عكسية، لأن الثمرة من جنس الشجرة. وصدق الله إذ يقول: {وَٱلۡبَلَدُ ٱلطَّيِّبُ يَخۡرُجُ نَبَاتُهُۥ بِإِذۡنِ رَبِّهِۦۖ وَٱلَّذِي خَبُثَ لَا يَخۡرُجُ إِلَّا نَكِدٗا} (الأعراف:58) .

أما قضية «الأصالة والمعاصرة» في ثقافتنا فهي قضية قديمة جديدة، فمنذ كنا طلابًا صغارًا، ونحن نقرأ ونسمع ونتابع أنباء صراع فكري أدبي محتدم بين تبارين متعارضين يعبر عن أحدهما بـ «القديم»، ويعبر عن الآخر بـ «الجديد».

ومما قرأناه من آثار هذه الحرب التي تسل فيها الألسنة لا الأسنة، وتشحذ فيها الأقلام لا السيوف: كتاب «تحت راية القرآن» أو «المعركة بين القديم والجديد» لأديب العربي والإسلام مصطفى صادق الرافعي، الذي شن فيه الغارة على الدكتور طه حسين وكتابه عن «الشعر الجاهلي» وفيه سخر الرافعي من هؤلاء «المجددين» الذين يريدون أن يجددوا الدين واللغة والشمس والقمر!

كما قرأنا قول «إقبال» عن هؤلاء المجددين: إن جديدهم هو قديم أوروبا. كما ذكّر هؤلاء بأن الكعبة لا تجدد، ولا تستجلب لها حجارة من الغرب! واستمرت هذه المعركة بين التيارين المتضادين، ظاهرة حينًا، وخفية في معظم الأحيان، يشتعل أوراها كلما ظهر كتاب بالغ الجرأة، أو نشرت مقالة كذلك، وتخبو جذوتها كلما مضت الحياة على وتيرتها المعتادة.

كان التيار الأول يمثل القديم الموروث في ثباته وشموخه، وكان التيار الآخر يمثل الجديد الوافد في بريقه وإغرائه، وكان يمثل الدفاع عن التيار الأول: رجال الأزهر ودار العلوم والقضاء الشرعي، ومن دار في فلكهم في مصر، وأمثالهم في البلاد العربية والإسلامية.

وكان يمثل التيار الآخر: خريجو المدارس والكليات الأجنبية في الداخل، وخريجو الجامعات الغربية والوافدون من الخارج، ومن تتلمذ عليهم، وحطب في حبلهم، ولا ريب أنه وجد غلاة في كلا الفريقين. ففي مقابل الذين يريدون تجديد الكعبة والشمس والقمر، وجد الجامدون على كل قديم، الذين يريدون أن يوقفوا حركة الفلك، وسير التاريخ، شعارهم: ليس في الإمكان أبدع مما كان! وضاع الوسط بينهما.

وقد لخص الموقف علامة الشام محمد كرد علي في بحثه «القديم والحديث» بقوله: ها قد أصبحنا بعد هذا النزاع بين علوم الدين وعلوم الدنيا، والأمة شطران: شطر هو إلى البلاهة والغباوة، وشطر إلى الحمق والنفرة. وبعبارة أخرى: نسينا القديم، ولم نتعلم الجديد! كانت عناوين النزاع بين التيارين تختلف من فترة لأخرى، ولكن المضمون في النهاية واحد، إلا أن التيار الأول يحمل في الغالب عنوانًا منقرًا مستنكرًا، على حين يحمل التيار الآخر عنوانًا جذابًا مغريًا.

تجد ذلك بيًنًا واضحًا في العناوين التي استخدمت في التعبير عن هذا الصراع: القديم والجديد، التقليد والتجديد، المحافظة والتحديث، الجمود والتحرر، الرجعية والتقدمية، حتى انتهى أخيرًا إلى العنوان السائد اليوم، الذي يحمل ثنائية مقبولة إذا أعطيت الكلمة حقها من الفهم والتحليل، وهي ثنائية التكامل، لا ثنائية التضاد والتقابل، وهو «الأصالة والمعاصرة»، وفي وقت ما عبر عنه بـ «الأصالة والتجديد». وقد قدمت فيه دراسات، ونظمت ندوات وحلقات.

وبحثنا هذا يتحدث عن «ثقافتنا العربية الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة»؛ هكذا حدده لي الإخوة الزملاء في كلية «الإنسانيات والعلوم الاجتماعية» بجامعة قطر، الذين خططوا لهذه الندوة الفكرية العلمية، التي تدور بحوثها حول هذا الموضوع المهم: «الثقافة العربية: الواقع وآفاق المستقبل».

ولا ريب أن قضية «الثقافة العربية» قضية بالغة الأهمية، ولا غرو أن عقدت حولها عدة ندوات، ومؤتمرات في أكثر من بلد، تبحث في جانب أو أكثر من جوانبها المتعددة. يوسف القرضاوي - يوسف عبد الله القرضاوي (9 سبتمبر 1926): عالم مصري مسلم يحمل الجنسية القطرية، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين سابقا. ولد في قرية صفط تراب مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية في مصر.


❰ له مجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام ❝ ❞ الصبر في القرآن ❝ ❞ جيل النصر المنشود ❝ ❞ المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ❝ ❞ الإسلام والعلمانية وجها لوجه ❝ ❞ الفقه الإسلامي بين الأصالة والتجديد ❝ ❞ دور الزكاة في علاج المشكلات الاقتصادية وشروط نجاحها ❝ ❞ ثقافتنا بين الانفتاح والانغلاق ❝ ❞ عوامل السعة والمرونة في الشريعة الإسلامية ❝ الناشرين : ❞ جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ❝ ❞ دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر - لبنان ❝ ❞ دار القلم للنشر والتوزيع ❝ ❞ مؤسسة الرسالة ❝ ❞ المكتب الإسلامي للطباعة والنشر ❝ ❞ الأزهر الشريف ❝ ❞ دار الشروق ❝ ❞ مكتبة وهبة ❝ ❞ دار الصحوة للنشر ❝ ❞ مركز بحوث السنة والسيره -قطر ❝ ❞ مكتبة البنين ❝ ❱
من كتب الثقافة الإسلامية الدعوة والدفاع عن الإسلام - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
الثقافة العربية الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة

1993م - 1444هـ
مقدمة

فما لا ريب فيه أن كل المشفقين على مسار الأمة، وكل القوى والتيارات الفكرية والسياسية والاجتماعية، متفقون على أن أمتنا تعيش في أزمة حقيقية، تعددت أعراضها، وتنوعت آثارها، وإن اختلفوا في تعيين جوهر الأزمة: ما هو؟

أهي أزمة إيمان وأخلاق، كما يصورها دعاة الدين والفضيلة؟

أم هي أزمة فكر ومعرفة كما يصورها رجال الفكر والثقافة؟

أم هي أزمة حرية سياسية وديمقراطية، كما تصورها القوى المعارضة للنظم الحاكمة؟

أم هي أزمة علم وتكنولوجيا، كما يصورها كثير من دعاة الإصلاح، ومن رجال الفكر أنفسهم؟

لقد ردد كثيرون مع شوقي قوله:

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا!

ولكن الدكتور زكي نجيب محمود علق على ذلك بقوله:

لولا خشيتي سوء التأويل لعارضت شاعرنا، لأقول له: وإنما الأمم في يومنا التقنيات ما اطردت وتغلغلت، فإن هم انعدمت علومهم وصناعهم وتقنياتهم، تخلفوا إلى حيث لا أمل ولا رجاء، اللهم إلا إذا فهمنا الأخلاق بمعنى يجعل منها أن أعرف كيف يُضغط على الأزرار ومتى.

وآخرون قالوا: إنما الأمم الأفكار والثقافة.

وغيرهم قالوا: إنما الأمم الحرية لوطنها، والحقوق لشعبها.

والأولى من ذلك أن ندع وحدانية التعليل والتفسير، إلى الشمول والتعدد.

إن «التفسير الواحدي» للتاريخ وللواقع لم يعد مقبولًا، لأنه يبصر الحقيقة من زاوية واحدة، ويغفل زواياها الأخرى، وهو يبسط الأمور المعقدة والمتشابكة. إن نهضة الأمم تؤثر فيها الثقافة، كما تؤثر فيها السياسة والاقتصاد والتشريع والتربية وغيرها.

ومهما يكن الاختلاف في تحديد جوهر الأزمة، فأحسب أنه لا يخالف أحد في أهمية دور الثقافة فيها، وخصوصًا الجانب الفكري والأدبي والفني منها. وذلك لما لها من تأثير في الأخلاق والسلوك، ومن تأثير في السياسة والحكم، وتأثير في توجهات الشعوب إلى التقدم أو التخلف، إلى العلم والعمل، أو إلى الكلام والجدل.

فلو صحت ثقافة أمة واستقامت، وتكلمت وتوازنت وسلمت من عوامل التشويه والتحريف - كما هو الأصل في ثقافتنا - لكان لها أثرها البالغ في صحة توجه الأمة واستقامتها وتكاملها وتوازنها، وإذا حدث العكس كانت النتيجة عكسية، لأن الثمرة من جنس الشجرة. وصدق الله إذ يقول: {وَٱلۡبَلَدُ ٱلطَّيِّبُ يَخۡرُجُ نَبَاتُهُۥ بِإِذۡنِ رَبِّهِۦۖ وَٱلَّذِي خَبُثَ لَا يَخۡرُجُ إِلَّا نَكِدٗا} (الأعراف:58) .

أما قضية «الأصالة والمعاصرة» في ثقافتنا فهي قضية قديمة جديدة، فمنذ كنا طلابًا صغارًا، ونحن نقرأ ونسمع ونتابع أنباء صراع فكري أدبي محتدم بين تبارين متعارضين يعبر عن أحدهما بـ «القديم»، ويعبر عن الآخر بـ «الجديد».

ومما قرأناه من آثار هذه الحرب التي تسل فيها الألسنة لا الأسنة، وتشحذ فيها الأقلام لا السيوف: كتاب «تحت راية القرآن» أو «المعركة بين القديم والجديد» لأديب العربي والإسلام مصطفى صادق الرافعي، الذي شن فيه الغارة على الدكتور طه حسين وكتابه عن «الشعر الجاهلي» وفيه سخر الرافعي من هؤلاء «المجددين» الذين يريدون أن يجددوا الدين واللغة والشمس والقمر!

كما قرأنا قول «إقبال» عن هؤلاء المجددين: إن جديدهم هو قديم أوروبا. كما ذكّر هؤلاء بأن الكعبة لا تجدد، ولا تستجلب لها حجارة من الغرب! واستمرت هذه المعركة بين التيارين المتضادين، ظاهرة حينًا، وخفية في معظم الأحيان، يشتعل أوراها كلما ظهر كتاب بالغ الجرأة، أو نشرت مقالة كذلك، وتخبو جذوتها كلما مضت الحياة على وتيرتها المعتادة.

كان التيار الأول يمثل القديم الموروث في ثباته وشموخه، وكان التيار الآخر يمثل الجديد الوافد في بريقه وإغرائه، وكان يمثل الدفاع عن التيار الأول: رجال الأزهر ودار العلوم والقضاء الشرعي، ومن دار في فلكهم في مصر، وأمثالهم في البلاد العربية والإسلامية.

وكان يمثل التيار الآخر: خريجو المدارس والكليات الأجنبية في الداخل، وخريجو الجامعات الغربية والوافدون من الخارج، ومن تتلمذ عليهم، وحطب في حبلهم، ولا ريب أنه وجد غلاة في كلا الفريقين. ففي مقابل الذين يريدون تجديد الكعبة والشمس والقمر، وجد الجامدون على كل قديم، الذين يريدون أن يوقفوا حركة الفلك، وسير التاريخ، شعارهم: ليس في الإمكان أبدع مما كان! وضاع الوسط بينهما.

وقد لخص الموقف علامة الشام محمد كرد علي في بحثه «القديم والحديث» بقوله: ها قد أصبحنا بعد هذا النزاع بين علوم الدين وعلوم الدنيا، والأمة شطران: شطر هو إلى البلاهة والغباوة، وشطر إلى الحمق والنفرة. وبعبارة أخرى: نسينا القديم، ولم نتعلم الجديد! كانت عناوين النزاع بين التيارين تختلف من فترة لأخرى، ولكن المضمون في النهاية واحد، إلا أن التيار الأول يحمل في الغالب عنوانًا منقرًا مستنكرًا، على حين يحمل التيار الآخر عنوانًا جذابًا مغريًا.

تجد ذلك بيًنًا واضحًا في العناوين التي استخدمت في التعبير عن هذا الصراع: القديم والجديد، التقليد والتجديد، المحافظة والتحديث، الجمود والتحرر، الرجعية والتقدمية، حتى انتهى أخيرًا إلى العنوان السائد اليوم، الذي يحمل ثنائية مقبولة إذا أعطيت الكلمة حقها من الفهم والتحليل، وهي ثنائية التكامل، لا ثنائية التضاد والتقابل، وهو «الأصالة والمعاصرة»، وفي وقت ما عبر عنه بـ «الأصالة والتجديد». وقد قدمت فيه دراسات، ونظمت ندوات وحلقات.

وبحثنا هذا يتحدث عن «ثقافتنا العربية الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة»؛ هكذا حدده لي الإخوة الزملاء في كلية «الإنسانيات والعلوم الاجتماعية» بجامعة قطر، الذين خططوا لهذه الندوة الفكرية العلمية، التي تدور بحوثها حول هذا الموضوع المهم: «الثقافة العربية: الواقع وآفاق المستقبل».

ولا ريب أن قضية «الثقافة العربية» قضية بالغة الأهمية، ولا غرو أن عقدت حولها عدة ندوات، ومؤتمرات في أكثر من بلد، تبحث في جانب أو أكثر من جوانبها المتعددة.
.
المزيد..

تعليقات القرّاء:

مقدمة   

الحمد لله، وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وعلى خاتمهم المجتبى.

أما بعد ...

فما لا ريب فيه أن كل المشفقين على مسار الأمة، وكل القوى والتيارات الفكرية والسياسية والاجتماعية، متفقون على أن أمتنا تعيش في أزمة حقيقية، تعددت أعراضها، وتنوعت آثارها، وإن اختلفوا في تعيين جوهر الأزمة: ما هو؟

أهي أزمة إيمان وأخلاق، كما يصورها دعاة الدين والفضيلة؟

أم هي أزمة فكر ومعرفة كما يصورها رجال الفكر والثقافة؟

أم هي أزمة حرية سياسية وديمقراطية، كما تصورها القوى المعارضة للنظم الحاكمة؟

أم هي أزمة علم وتكنولوجيا، كما يصورها كثير من دعاة الإصلاح، ومن رجال الفكر أنفسهم؟

لقد ردد كثيرون مع شوقي قوله:

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت    فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا!

ولكن الدكتور زكي نجيب محمود علق على ذلك بقوله:

لولا خشيتي سوء التأويل لعارضت شاعرنا، لأقول له: وإنما الأمم في يومنا التقنيات ما اطردت وتغلغلت، فإن هم انعدمت علومهم وصناعهم وتقنياتهم، تخلفوا إلى حيث لا أمل ولا رجاء، اللهم إلا إذا فهمنا الأخلاق بمعنى يجعل منها أن أعرف كيف يُضغط على الأزرار ومتى.

وآخرون قالوا: إنما الأمم الأفكار والثقافة.

وغيرهم قالوا: إنما الأمم الحرية لوطنها، والحقوق لشعبها.

والأولى من ذلك أن ندع وحدانية التعليل والتفسير، إلى الشمول والتعدد.

إن «التفسير الواحدي» للتاريخ وللواقع لم يعد مقبولًا، لأنه يبصر الحقيقة من زاوية واحدة، ويغفل زواياها الأخرى، وهو يبسط الأمور المعقدة والمتشابكة. إن نهضة الأمم تؤثر فيها الثقافة، كما تؤثر فيها السياسة والاقتصاد والتشريع والتربية وغيرها.

ومهما يكن الاختلاف في تحديد جوهر الأزمة، فأحسب أنه لا يخالف أحد في أهمية دور الثقافة فيها، وخصوصًا الجانب الفكري والأدبي والفني منها. وذلك لما لها من تأثير في الأخلاق والسلوك، ومن تأثير في السياسة والحكم، وتأثير في توجهات الشعوب إلى التقدم أو التخلف، إلى العلم والعمل، أو إلى الكلام والجدل.

فلو صحت ثقافة أمة واستقامت، وتكلمت وتوازنت وسلمت من عوامل التشويه والتحريف - كما هو الأصل في ثقافتنا - لكان لها أثرها البالغ في صحة توجه الأمة واستقامتها وتكاملها وتوازنها، وإذا حدث العكس كانت النتيجة عكسية، لأن الثمرة من جنس الشجرة. وصدق الله إذ يقول: {وَٱلۡبَلَدُ ٱلطَّيِّبُ يَخۡرُجُ نَبَاتُهُۥ بِإِذۡنِ رَبِّهِۦۖ وَٱلَّذِي خَبُثَ لَا يَخۡرُجُ إِلَّا نَكِدٗا} (الأعراف:58) .

أما قضية «الأصالة والمعاصرة» في ثقافتنا فهي قضية قديمة جديدة، فمنذ كنا طلابًا صغارًا، ونحن نقرأ ونسمع ونتابع أنباء صراع فكري أدبي محتدم بين تبارين متعارضين يعبر عن أحدهما بـ «القديم»، ويعبر عن الآخر بـ «الجديد».

ومما قرأناه من آثار هذه الحرب التي تسل فيها الألسنة لا الأسنة، وتشحذ فيها الأقلام لا السيوف: كتاب «تحت راية القرآن» أو «المعركة بين القديم والجديد» لأديب العربي والإسلام مصطفى صادق الرافعي، الذي شن فيه الغارة على الدكتور طه حسين وكتابه عن «الشعر الجاهلي» وفيه سخر الرافعي من هؤلاء «المجددين» الذين يريدون أن يجددوا الدين واللغة والشمس والقمر!

ومما قرأناه شعرًا من آثار هذه المعركة قول أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدته الشهيرة عن «الأزهر» مشيرًا إلى الغلاة من دعاة التجديد، وأعداء القديم:

دع عنك قول عصابة مفتونة             يجدون كل قديم أمرٍ منكرًا!

ولو استطاعوا في المجامع أنكروا       من مات من آبائهم أو عمرا!

من كل ساعٍ في القديم وهدمه             وإذا تقدم للبناية قصّرا!

وأتى الحضارة بالصناعة رنّةَ            والعلم نزرا، والبيان مثرثرا!

كما قرأنا قول «إقبال» عن هؤلاء المجددين: إن جديدهم هو قديم أوروبا. كما ذكّر هؤلاء بأن الكعبة لا تجدد، ولا تستجلب لها حجارة من الغرب! واستمرت هذه المعركة بين التيارين المتضادين، ظاهرة حينًا، وخفية في معظم الأحيان، يشتعل أوراها كلما ظهر كتاب بالغ الجرأة، أو نشرت مقالة كذلك، وتخبو جذوتها كلما مضت الحياة على وتيرتها المعتادة.

كان التيار الأول يمثل القديم الموروث في ثباته وشموخه، وكان التيار الآخر يمثل الجديد الوافد في بريقه وإغرائه، وكان يمثل الدفاع عن التيار الأول: رجال الأزهر ودار العلوم والقضاء الشرعي، ومن دار في فلكهم في مصر، وأمثالهم في البلاد العربية والإسلامية.

وكان يمثل التيار الآخر: خريجو المدارس والكليات الأجنبية في الداخل، وخريجو الجامعات الغربية والوافدون من الخارج، ومن تتلمذ عليهم، وحطب في حبلهم، ولا ريب أنه وجد غلاة في كلا الفريقين. ففي مقابل الذين يريدون تجديد الكعبة والشمس والقمر، وجد الجامدون على كل قديم، الذين يريدون أن يوقفوا حركة الفلك، وسير التاريخ، شعارهم: ليس في الإمكان أبدع مما كان! وضاع الوسط بينهما.

وقد لخص الموقف علامة الشام محمد كرد علي في بحثه «القديم والحديث» بقوله: ها قد أصبحنا بعد هذا النزاع بين علوم الدين وعلوم الدنيا، والأمة شطران: شطر هو إلى البلاهة والغباوة، وشطر إلى الحمق والنفرة. وبعبارة أخرى: نسينا القديم، ولم نتعلم الجديد! كانت عناوين النزاع بين التيارين تختلف من فترة لأخرى، ولكن المضمون في النهاية واحد، إلا أن التيار الأول يحمل في الغالب عنوانًا منقرًا مستنكرًا، على حين يحمل التيار الآخر عنوانًا جذابًا مغريًا.

تجد ذلك بيًنًا واضحًا في العناوين التي استخدمت في التعبير عن هذا الصراع: القديم والجديد، التقليد والتجديد، المحافظة والتحديث، الجمود والتحرر، الرجعية والتقدمية، حتى انتهى أخيرًا إلى العنوان السائد اليوم، الذي يحمل ثنائية مقبولة إذا أعطيت الكلمة حقها من الفهم والتحليل، وهي ثنائية التكامل، لا ثنائية التضاد والتقابل، وهو «الأصالة والمعاصرة»، وفي وقت ما عبر عنه بـ «الأصالة والتجديد». وقد قدمت فيه دراسات، ونظمت ندوات وحلقات.

وبحثنا هذا يتحدث عن «ثقافتنا العربية الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة»؛ هكذا حدده لي الإخوة الزملاء في كلية «الإنسانيات والعلوم الاجتماعية» بجامعة قطر، الذين خططوا لهذه الندوة الفكرية العلمية، التي تدور بحوثها حول هذا الموضوع المهم: «الثقافة العربية: الواقع وآفاق المستقبل».

ولا ريب أن قضية «الثقافة العربية» قضية بالغة الأهمية، ولا غرو أن عقدت حولها عدة ندوات، ومؤتمرات في أكثر من بلد، تبحث في جانب أو أكثر من جوانبها المتعددة.

ويبدو أن الإخوة الزملاء أرادوا إرضائي أو إغرائي، فجعلوا عنوان بحثي على وجه الخصوص: «الثقافة العربية الإسلامية» ... إلخ. ولم يكتفوا بوصف العربية وحده، فهل يمكن أن تكون ثقافتها عربية غير إسلامية؟

هذا ما ينبغي أن نبحثه هنا: ماهية ثقافتنا: أهي عربية أم إسلامية؟ أم هما معًا؟

وما مكونات هذه الثقافة وخصائصها؟

وما معنى هاتين الكلمتين اللتين اشتهرتا على الألسنة والأقلام، ورددهما الناس هنا وهناك، دون تحديد بين لمفهومهما: الأصالة والمعاصرة؟

وما المقصود بهما في نظرنا نحن المؤمنين برسالة الإسلام، وخلود دعوته، وبقاء أمته، واستمرار كتابه - بلسانه العربي المبين - محفوظًا، كما وعد الله: {وَعۡدُ رَبِّي حَقّٗا} (الكهف: 98) .

هذا ما نرجو الله - تباركت أسماؤه - أن يوفقنا بفضله إلى إلقاء شعاع من ضوء، محاولة لإزاحة الضباب والغبش عنه، بقدر جهدنا الكليل، وزادنا القليل. وسنقسم دراستنا هذه إلى أربعة فصول وخاتمة.

{وَمَا تَوۡفِيقِيٓ إِلَّا بِٱللَّهِۚ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ أُنِيبُ} (هود: 88)



سنة النشر : 1993م / 1413هـ .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة الثقافة العربية الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل الثقافة العربية الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
يوسف القرضاوي - Yousef Al Qaradawi

كتب يوسف القرضاوي يوسف عبد الله القرضاوي (9 سبتمبر 1926): عالم مصري مسلم يحمل الجنسية القطرية، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين سابقا. ولد في قرية صفط تراب مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية في مصر. ❰ له مجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام ❝ ❞ الصبر في القرآن ❝ ❞ جيل النصر المنشود ❝ ❞ المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ❝ ❞ الإسلام والعلمانية وجها لوجه ❝ ❞ الفقه الإسلامي بين الأصالة والتجديد ❝ ❞ دور الزكاة في علاج المشكلات الاقتصادية وشروط نجاحها ❝ ❞ ثقافتنا بين الانفتاح والانغلاق ❝ ❞ عوامل السعة والمرونة في الشريعة الإسلامية ❝ الناشرين : ❞ جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ❝ ❞ دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر - لبنان ❝ ❞ دار القلم للنشر والتوزيع ❝ ❞ مؤسسة الرسالة ❝ ❞ المكتب الإسلامي للطباعة والنشر ❝ ❞ الأزهر الشريف ❝ ❞ دار الشروق ❝ ❞ مكتبة وهبة ❝ ❞ دار الصحوة للنشر ❝ ❞ مركز بحوث السنة والسيره -قطر ❝ ❞ مكتبة البنين ❝ ❱. المزيد..

كتب يوسف القرضاوي
الناشر:
مؤسسة الرسالة
كتب مؤسسة الرسالةمؤسسة الرسالة أو مؤسسة الرسالة ناشرون، تأسَّست بمدينة بيروت لبنان، سنة 1389 هـ الموافق لـ 1970 م. وهي دار نشر، اشتهرت بسبب المحققين الذين عملوا معها مثل: شعيب الأرنؤوط وعبد الله بن عبد المحسن التركي المشهورين بحسن تحقيقهم لكتب أهل السنة والجماعة. ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ الحب _ عمر رضا كحالة ❝ ❞ الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي) (ت: التركي) الجزء الأول: الفاتحة - 39البقرة ❝ ❞ القاموس المحيط (ط. الرسالة) ❝ ❞ زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل) ❝ ❞ قصص النبيين للأطفال ❝ ❞ تفسير الطبري من كتابه جامع البيان عن تأويل آي القرآن ❝ ❞ قواعد أساسية في البحث العلمي ❝ ❞ قصص من التاريخ الإسلامي للأطفال ❝ ❞ الإتقان في علوم القرآن ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ محمد ابن قيم الجوزية ❝ ❞ احمد خيرى العمرى ❝ ❞ أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني ❝ ❞ أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي ❝ ❞ أبو الحسن علي الحسني الندوي ❝ ❞ صالح بن فوزان الفوزان ❝ ❞ محمد بن جرير الطبري أبو جعفر ❝ ❞ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ❝ ❞ يحي بن شرف النووي أبو زكريا ❝ ❞ محمود شاكر ❝ ❞ جلال الدين السيوطي ❝ ❞ شمس الدين الذهبي ❝ ❞ عبد الله محمد عبيد البغدادي أبو بكر ابن أبي الدنيا ❝ ❞ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ❝ ❞ ابن عساكر ❝ ❞ أنور الجندي ❝ ❞ نجيب الكيلانى ❝ ❞ أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي ❝ ❞ محمود شاكر شاكر الحرستاني أبو أسامة ❝ ❞ إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي أبو الفداء عماد الدين ❝ ❞ أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسى ❝ ❞ بكر أبو زيد ❝ ❞ شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن أحمد الكناني العسقلاني ثم المصري الشافعي (شعبان 773 هـ/1371م - ذو الحجة 852 هـ/1449م)، مُحدِّث وعالم مسلم، شافعي المذهب، لُقب بعدة ألقاب منها شيخ الإسلام وأمير المؤمنين في الحديث،(1) أصله من مدينة عسقلان، ولد الحافظ ابن حجر العسقلاني في شهر شعبان سنة 773 هـ في الفسطاط، توفي والده وهو صغير، فتربّى في حضانة أحد أوصياء أبيه، ❝ ❞ يوسف القرضاوي ❝ ❞ محمد بن عبد الرحمن السخاوي شمس الدين ❝ ❞ مالك بن أنس ❝ ❞ محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي أبو عبد الله ❝ ❞ محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي ❝ ❞ علياء الكاظمي ❝ ❞ عبد الله بن صالح الفوزان ❝ ❞ أحمد تيمور ❝ ❞ بكر بن عبدالله أبو زيد ❝ ❞ ابن ناصر الدين الدمشقي ❝ ❞ محمد أحمد الراشد ❝ ❞ محمد سعيد رمضان البوطي ❝ ❞ محمد أشرف حجازي ❝ ❞ نور الدين عتر ❝ ❞ د. نزار محمود قاسم الشيخ ❝ ❞ عماد الدين خليل ❝ ❞ مصطفي الغلاييني ❝ ❞ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي ❝ ❞ يحيى بن شرف النووي ❝ ❞ عمر رضا كحالة ❝ ❞ محمد سليمان عبد الله الأشقر ❝ ❞ سبط ابن الجوزي ❝ ❞ مناع القطان ❝ ❞ عبد الله بن هشام بن يوسف الأنصاري جمال الدين أبو محمد ❝ ❞ عبد الله بن عبد المحسن التركي ❝ ❞ أبو عمرو الداني ❝ ❞ محمد يوسف الكاندهلوى ❝ ❞ محمود شيت خطاب ❝ ❞ محمد جمال الدين القاسمي ❝ ❞ أبو اسحاق إبراهيم بن موسى الشاطبي ❝ ❞ عبد الرحمن بن شهاب الدين زين الدين أبو الفرج ابن رجب الحنبلي ❝ ❞ أبو عبيد القاسم بن سلام ❝ ❞ محمد بن الطيب أبو بكر الباقلاني ❝ ❞ عبد الكريم زيدان ❝ ❞ منصور بن يونس بن إدريس البهوتي ❝ ❞ شهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل بن ابراهيم بن عثمان المقدسي الدمشقي الشافعي أبو شامة ❝ ❞ السلطان عبد الحميد الثاني ❝ ❞ أبو حيان الأندلسي ❝ ❞ محمد صديق حسن القونجي ❝ ❞ فتحي يكن ❝ ❞ عبد الرحيم بن الحسن الإسنوي ❝ ❞ محمد فتحي عثمان ❝ ❞ محمد بن عبد الرحمن المغراوي ❝ ❞ أبو الحسن الدارقطني ❝ ❞ عبد القادر عودة ❝ ❞ أحمد بن شعيب النسائي ❝ ❞ ابن الأبار ❝ ❞ بشار عواد معروف ❝ ❞ محمد بن حسن بن عثمان ❝ ❞ سعيد إسماعيل صيني ❝ ❞ عبدالله بن محمد العسكر ❝ ❞ أحمد مطلوب ❝ ❞ عبد الله محمد البغدادي ❝ ❞ د. محمد رضوان الداية - د. فايز الداية ❝ ❞ د. محمد فاروق النبهان ❝ ❞ يحي بن محمد بن القاسم الحسيني العلوي ابن طباطبا أبو المعمر ❝ ❞ عبدالغني المقدسي ❝ ❞ جمال الدين القاسمي ❝ ❞ محمد بن أحمد الحسني الفاسي المكي تقي الدين ❝ ❞ عبد الصبور شاهين ❝ ❞ عثمان بن أحمد بن قائد النجدي ❝ ❞ محمد عجاج الخطيب ❝ ❞ محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري ❝ ❞ المتقي الهندي ❝ ❞ أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي ❝ ❞ عبد العظيم بن عبد القوي المنذري زكي الدين ❝ ❞ ابن أبي العز ❝ ❞ أ.د. مصطفى سعيد الخن ❝ ❞ نور الدين الهيثمي ❝ ❞ محمد بن يعقوب مجد الدين ❝ ❞ أبو زكريا أحمد بن إبراهيم بن محمد الدمشقي الدمياطي المشهور بابن النحاس ❝ ❞ محمد عبد القادر أبو فارس ❝ ❞ صلاح بن محمد البدير ❝ ❞ محمد زكريا الكاندهلوي ❝ ❞ منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني أبو المظفر ❝ ❞ مرعي بن يوسف الكرمي الحنبلي ❝ ❞ نجم الدين الطوفي ❝ ❞ محمد بن رافع السلامي تقي الدين أبو المعالي ❝ ❞ عبد الله بن عبد الرحيم عسيلان ❝ ❞ الطبري معروف الحرستاني ❝ ❞ مصطفي عبدالكريم الخطيب ❝ ❞ د.عبد الكريم زيدان ❝ ❞ علي بن عقيل بن محمد بن عقيل أبو الوفاء ❝ ❞ عبد الحميد البلالي ❝ ❞ عبد العظيم عبد القوي المنذري زكي الدين أبو محمد ❝ ❞ أبو محمد الأسود الغندجاني ❝ ❞ علي بن محمد الفاسي أبو الحسن ابن القطان ❝ ❞ إسماعيل بن علي الأكوع ❝ ❞ أبو الوليد إسماعيل بن الأحمر ❝ ❞ محمد حسن بريغش ❝ ❞ محمد الرابع الحسني الندوي ❝ ❞ محمد أبو الفتح البيانوني ❝ ❞ لخضر شايب ❝ ❞ أ.أكرم ❝ ❞ محمد بن عبد الله بن حميد النجدي ❝ ❞ الحسين جرنو محمود جلو ❝ ❞ محمد مسفر الزهراني ❝ ❞ محمد بن أحمد بن عبد الهادي الدمشقي الصالحي أبو عبد الله ❝ ❞ أبو زارع المدني ❝ ❞ مصطفى سعيد الخن، مصطفى البغا، محي الدين مستو، علي الشربجي، محمد أمين لطفي ❝ ❞ محمد بن أحمد بن محمد بن أبي موسى الهاشمي ❝ ❞ عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي السمرقندي ❝ ❞ شهاب الدين أبو العباس الزبيدي ❝ ❞ ابو الحسن على الحسنى الندوى ❝ ❞ عبد الرحمن بن محمد بن زنجلة أبو زرعة ❝ ❞ هبة الله بن علي بن محمد بن حمزة الحسني العلوي أبو السعادات ابن الشجري ❝ ❞ محمد ماهر حمادة ❝ ❞ عبد العال سالم مكرم ❝ ❞ عمر عودة الخطيب ❝ ❞ محمد الخضر الشنقيطي ❝ ❞ محمد صدقي آل بورنو ❝ ❞ د. أحمد أحمد غلوش ❝ ❞ الحسن بن عبد الله بن سعد العسكري أبو أحمد ❝ ❞ زايد الأذان بن الطالب أحمد الشنقيطي ❝ ❞ كي لسترنج ❝ ❞ الحافظ ابن حجر العسقلانى ❝ ❞ د. احسان حقي ❝ ❞ عبد القادر بن عبد المطلب المنديلي الأندونسي ❝ ❞ عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس الحنظلي الزاري ❝ ❞ مصطفى عليان عبد الرحيم ❝ ❞ عبد الله بن أبي زيد عبد الرحمن القيرواني أبو محمد ❝ ❞ محمد الدويش ❝ ❞ د صادق أحمد داود جودة ❝ ❞ علي بن بلبان الفارسي الأمير علاء الدين ❝ ❞ د.حسني ناعسة ❝ ❞ عبدالله بن المبارك ❝ ❞ د.غسان عبدالسلام حمدون ❝ ❞ محمد بن أحمد بن عبد الهادي الدمشقي الصالحي ❝ ❞ محمد بن مفلح المقدسي شمس الدين علي بن سليمان المرداوي علاء الدين أبو الحسن ❝ ❞ نعيم الحمصي ❝ ❞ مجد الدين ابن تيمية شمس الدين محمد بن مفلح ❝ ❞ محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب الزهري ❝ ❞ أد محمد خير عرقسوسى أ حسن ملًا عثمان ❝ ❞ إسماعيل بن عمرو المقرئ ❝ ❞ محمد بن محمد بن عبد الله العاقولي ❝ ❞ محمد بن الأمير الصنعاني ❝ ❞ ولي الدين أبو زرعة أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين ابن العراقي ❝ ❞ محمد بن إبراهيم بن الوزير اليماني ❝ ❞ علي بن محمد بن أحمد الرحبي السمناني أبو القاسم ❝ ❞ ابن شقير ❝ ❞ أحمد بن عبد الله الحسامي ابن الدمياطي ❝ ❞ محمد صفاء شيخ إبراهيم حقي ❝ ❞ أحمد بن الحسن بن شقير النحوي أبو بكر ❝ ❞ فاروق مساهل ❝ ❞ عبد العظيم جلال أبو زيد ❝ ❞ قيود الملكية الخاصة ❝ ❞ ابن قاضي الجبل المرداوي ابن زريق ❝ ❞ شاكر محمود عبد المنعم ❝ ❞ خليفة درادكة ❝ ❞ صالح بن عبد العزيز علي آل عثيمين بكر أبو زيد ❝ ❞ علي بن الحسين بن محمد السغدي أبو الحسن ❝ ❞ الإمام محمد بن طولون الدمشقى ❝ ❞ يوسف بن ماجد بن أبي المجد المقدسي ❝ ❞ نادية شريف العمري ❝ ❞ محمد بن اسحاق الحوينى ❝ ❞ نزار محمود قاسم ❝ ❞ مجد الدين ابن تيمية - شمس الدين محمد بن مفلح ❝ ❞ إسماعيل بن كثير الدمشقي ❝ ❞ محمد مكى القيسى ❝ ❞ محمد بن محمد بن الحسين البزدوي صدر الإسلام أبو اليسر ❝ ❞ الخطابي ❝ ❞ أبو الفضل محمد بن طاهر بن علي بن أحمد المقدسي الشيباني ( المعروف بابن القيسراني ) ❝ ❞ العباس بن بكار الضبي ❝ ❞ أبو العباس شهاب الدين أحمد بن محمد الدمشقي ❝ ❞ عبد العزيز عبد الرحمن بن علي الربيعة ❝ ❞ قحطـان فؤاد الخطيب ❝ ❞ أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجُرِّيُّ البغدادي ❝ ❞ أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ❝ ❱.المزيد.. كتب مؤسسة الرسالة