❞ كتاب إرشاد الحيارى في تحذير المسلمين من مدارس النصارى ❝  ⏤ يوسف بن إسماعيل النبهاني

❞ كتاب إرشاد الحيارى في تحذير المسلمين من مدارس النصارى ❝ ⏤ يوسف بن إسماعيل النبهاني

قال المؤلف: في هذه الايام * في كثير من بلاد الإسلام * من ادخال بعض جهلة المسلمين أولادهم في المدارس النصرانية * لتعلم بعض العلوم الدنيوية واللغات الافرنجية * وفي ضمن ذلك يتعلمون الديانة المسيحية ويشاركون أولاد النصارى في عباداتهم الدينية * مما هو كفر صريح * لا يرضى به الله تعالى ولا محمد صلّى الله عليه وسلم ولا المسيح * مع أنه تغني عن تلك المدارس التي افتتحها النصارى والافرنج في البلاد الإسلامية الإغواء أولاد المسلمين وغيرهم المدارس الاسلامية * الكثيرة التي تزيد على المئات والألوف التي افتتحها في سائر أنحاء ممالكه المحروسة خليفة العصر حضرة سيدنا السلطان الأعظم أمير المؤمنين السلطان الغازي عبد الحمید خان الثاني أعز الله به الاسلام والمسلمين * وأدام له النصر العزيز والفتح المبين * فقد فتح بعون الله تعالى وحسن توفيقه وامداد روحانية نبيه الاعظم * صلی الله عليه وسلم * من المدارس في دار خلافته القسطنطينية * وسائر ممالك دولته العلية العثمانية * حرسها الله من كل بلية * ما يغني المسلمين عن التطلع الى مدارس النصارى في علم من العلوم الدنيوية والأخروية * أو لغة من اللغات الشرقية والغربية كل ذلك حرصا منه على سلامة دينهم ودنياهم فهو نصره الله * وحرسه وحماه * بحكم الاب الشفوق لجميع المسلمين * بل هو أحرص منهم على حسن تربية أولادهم بالصفة المشروعة التي تجمع بين سعادة الدنيا والدين * وسلامة عقائد المسلمين * والحمد لله رب العالمين * فلما رأيت ذلك كذلك * وعلمت يقينا أن كل من أدخل ولده من المسلمين الى تلك المدارس النصرانية فقد ألقى نفسه وولده في أعظم المهالك * وعرفت انه لا يجوز لي بل ولا لغيري من أهل الملة الاسلامية * السكوت على هذه المذكرات التي هي على الملة والأمة أعظم بلية * ألفت هذا الكتاب النافع لكل من يقبله ويقبل عليه * من اخواني المسلمين المحتاجين اليه * منذرا به كل من يبلغه منهم في سائر الأقطار * مبينا فيه طريق الجنة وطريق النار * حتى لا يكون عذر من الاعذار * عند الله تعالى الواحد القهار * لمن يفعل هذا المنكر أو يسكت عليه مع القدرة على انكاره بوجه من وجوه الإنكار وسميته (ارشاد الحيارى * في تحذير المسلمين من مدارس النصاری) ورتبته على مقدمة وأربعين فصلا وخاتمة وأسأل الله تعالى أن يجعله خالصا لوجهه الكريم * وأن ينفع به النفع العميم * بجاه نبيه سيدنا محمد الرؤف الرحیم * عليه وعلى آله وأصحابه أفضل الصلاة والتسليم *

[تنبيه] * قد رتبت فصول هذا الكتاب الأربعين بحسب ما ألهمني الله تعالی وقت تأليفها وكتابتها وقد تكرر فيها قليل من المعاني وقت الكتابة فابقيتها بعد تمامها على وضعها وقت التأليف ولم أتصرف فيها بتأخير مقدم أو تقديم مؤخر ولا بحذف شئ مما تكرر لان التكرار فيه نفع وليس في التقديم والتأخير أدنى ضرر (واعلم) قبل الشروع في المقدمة أن بعض المنكرات لا تحتاج الاقامة دليل يثبت انها أمر منكر بل بالنظر الى شدة قبحها وظهور شناعتها * يكفي في إنكارها مجرد حكاية حالها * مثلا اذا زنى رجل بإمرأة نهارا في الملأ العام في مجمع الناس فهذا لا يلزمك اقامة دليل التقبيح فعله بل مجرد حكاية حالته هذه القبيحة كاف للانكار والتشنيع عليه ومن ذلك بل أعظم والله من ذلك ما ارتكبه هؤلاء الفساق المراق من جهلة المسلمين من إدخال أولادهم في مدارس النصارى ولا سيما على الشروط الآتية فإذا قلت فلان المسلم أدخل ولده الى مدرسة نصرانية بشرط أن يتعلم دین النصارى ويدخل الى الكنيسة مع أولاد النصارى ويعبد معهم عبادة النصارى فهذا الفعل بالنظر لكونه بلغ منتهی القباحة والشناعة كما أن فاعله بلغ منتهی الضلال والرقاعة * لا يحتاج الاقامة دليل على اثبات قباحته وكونه من أنكر المنكرات * وأشنع الشناعات * بل مجرد حكايته * كاف لاظهار شناعته * وذم من ارتكبه من الجهال * وأهل الفسوق والضلال ويا ليت شعري اذا كان هذا الجاهل الفاسق أو المنافق المارق * لا يخشى الله ولا يستحي من الله ولا يخاف من العقاب والحساب لم لا يستحي من جماعته وأهل ملته الذين يعيش هو وولده معهم في عار وشنار * بعد ارتكابه هذه الأفعال التي لا يرتكبها إلا الاشرار * بل والله انه يسقط أيضا من عين الكفار * لأنهم يقولون ان هذا الرجل ليس له دين فلا ينظرونه نظر أمين * لعلمهم انه لا يريد تنصير ولده حقيقة بادخاله مدرستهم على شروطهم وانما يعلمون أن تهاونه في دينه أداه الى قبول ذلك * غير مبال بما يلحقه ويلحق ابنه في دينهما من المهالك * ومثل هذا أعظم عذر له قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (اذا لم تستح فاصنع ما شئت) وهو قد نزع ربقة الحياء * وصار عنده الكفر والإيمان والمدح والذم سواء * وهذا أوان الشروع في مقدمة الكتاب * والحمد لله الهادي إلى الصواب. يوسف بن إسماعيل النبهاني - يوسف بن إسماعيل بن يوسف بن إسماعيل بن محمد ناصر الدين النبهاني (1265 - 1350 هـ) قاضي وشاعر وأديب وفقيه صوفي، أكثر من مدائح رسول الله محمد ﷺ تأليفاً ونقلاً وروايةً وإنشاءً وتدويناً. تولّى نيابة القضاء في قضاء جنين من أعمال نابلس، ثم سافر إلى الآستانة، واشتغل بالتحرير في جريدة الجوائب، وتصحيح الكتب العربية، ثم عُيِّن قاضياً في كوي سنجق الكردية، ثم رئيساً لمحكمة الجزاء باللاذقية، ثم محكمة الجزاء بالقدس، ثم رُقّي إلى رئاسة محكمة الحقوق ببيروت.

مكانته عند العلماء
وقد أثنى عليه مجموعة من أكابر علماء عصره، وقرظوا كتابه «شواهد الحق قي الاستغاثة بسيد الخلق»، ووافقوه على ما كتبه من الآراء، وهؤلاء هم:

على محمد الببلاوي المالكي شيخ الجامع الأزهر (توفي 1323 هـ).
عبد القادر الرافعي شيخ السادة الحنفية المشهور بأبي حنيفة الصغير، مفتي الديار المصرية الأسبق (توفي 1323 هـ).
عبد الرحمن الشربيني الشافعي شيخ الجامع الأزهر (توفي 1326 هـ).
بكري محمد عاشور الصدفي شيخ السادة الحنفية، ومفتي الديار المصرية الأسبق.
محمد عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني الحسني المغربي.
أحمد بك الحسيني الشافعي.
سليمان العبد شيخ السادة الشافعية.
أحمد حسنين البولاقي الشافعي.
أحمد البسيوني شيخ السادة الحنابلة.
سعيد الموجي الشافعي.
محمد الحلبي الشافعي.

مؤلفاته
أما مصنفاته فهي كثيرة جدا، وجلّها أو كلّها في الحديث ومتعلقاته، كالسيرة النبوية والمديح، وعلم الأسانيد، وتراجم أعيان علماء الأمة، والصلاة على النبي، وتدوين المدائح التي مدحه بها أو مدحه بها غيره من الأقدمين والمتأخرين، من سائر أهل المذاهب الأربعة وأكابر المحدثين. فمن كتبه:

«إتحاف المسلم بإتحاف الترهيب والترغيب من البخاري ومسلم»
«الأحاديث الأربعين في أمثال أفصح العالمين»
«الأحاديث الأربعين في فضائل سيد المرسلين»
«أحاديث الأربعين في وجوب طاعة أمير المؤمنين»
«أحسن الوسائل في نظم أسماء النبي الكامل»
«إرشاد الحيارى في تحذير المسلمين من مدارس النصارى»
«الأساليب البديعة في فضل الصحابة وإقناع الشيعة»
«الأسمى فيما لمحمد من الأسماء»
«أفضل الصلوات على سيد السادات»
«الأنوار المحمدية» اختصر به المواهب اللدنية للقسطلانى
«الاستغاثة الكبرى بأسماء الله الحسنى»
«البرهان المسدد في إثبات نبوة محمد»
«التحذير من اتخاذ الصور والتصوير»
«تنبيه الأفكار إلى حكمة إقبال الدنيا على الكفار»
«تهذيب النفوس في ترتيب الدروس» وهو مختصر رياض الصالحين للنووي
«توضيح دين الإسلام»
«جامع الصلوات»
«جامع كرامات الأولياء» مجلدان
«جواهر البحار في فضائل النبي المختار» أربعة أجزاء
«حجة الله على العالمين في معجزات سيد المرسلين»
«حزب الاستغاثات بسيد السادات»
«حسن الشرعة في مشروعية صلاة الظهر إذا تعددت الجمعة (على المذاهب الأربعة)»
«خلاصة الكلام في ترجيح دين الإسلام»

وفاته
توفي في مدينة بيروت في أوائل شهر رمضان سنة 1350 هـ/ 1932 م، ودفن في مقبرة الباشورة، وقبره ظاهر يزار.
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الأربعين أربعين من أحاديث سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ❝ ❞ سعادة الدارين في الصلاة على سيد الكونين ❝ ❞ إرشاد الحيارى في تحذير المسلمين من مدارس النصارى ❝ الناشرين : ❞ دار الفكر المعاصر ❝ ❞ مطبعة الحميديه ❝ ❱
من الرد على النصارى كتب الردود والمناظرات - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
إرشاد الحيارى في تحذير المسلمين من مدارس النصارى

1904م - 1445هـ
قال المؤلف: في هذه الايام * في كثير من بلاد الإسلام * من ادخال بعض جهلة المسلمين أولادهم في المدارس النصرانية * لتعلم بعض العلوم الدنيوية واللغات الافرنجية * وفي ضمن ذلك يتعلمون الديانة المسيحية ويشاركون أولاد النصارى في عباداتهم الدينية * مما هو كفر صريح * لا يرضى به الله تعالى ولا محمد صلّى الله عليه وسلم ولا المسيح * مع أنه تغني عن تلك المدارس التي افتتحها النصارى والافرنج في البلاد الإسلامية الإغواء أولاد المسلمين وغيرهم المدارس الاسلامية * الكثيرة التي تزيد على المئات والألوف التي افتتحها في سائر أنحاء ممالكه المحروسة خليفة العصر حضرة سيدنا السلطان الأعظم أمير المؤمنين السلطان الغازي عبد الحمید خان الثاني أعز الله به الاسلام والمسلمين * وأدام له النصر العزيز والفتح المبين * فقد فتح بعون الله تعالى وحسن توفيقه وامداد روحانية نبيه الاعظم * صلی الله عليه وسلم * من المدارس في دار خلافته القسطنطينية * وسائر ممالك دولته العلية العثمانية * حرسها الله من كل بلية * ما يغني المسلمين عن التطلع الى مدارس النصارى في علم من العلوم الدنيوية والأخروية * أو لغة من اللغات الشرقية والغربية كل ذلك حرصا منه على سلامة دينهم ودنياهم فهو نصره الله * وحرسه وحماه * بحكم الاب الشفوق لجميع المسلمين * بل هو أحرص منهم على حسن تربية أولادهم بالصفة المشروعة التي تجمع بين سعادة الدنيا والدين * وسلامة عقائد المسلمين * والحمد لله رب العالمين * فلما رأيت ذلك كذلك * وعلمت يقينا أن كل من أدخل ولده من المسلمين الى تلك المدارس النصرانية فقد ألقى نفسه وولده في أعظم المهالك * وعرفت انه لا يجوز لي بل ولا لغيري من أهل الملة الاسلامية * السكوت على هذه المذكرات التي هي على الملة والأمة أعظم بلية * ألفت هذا الكتاب النافع لكل من يقبله ويقبل عليه * من اخواني المسلمين المحتاجين اليه * منذرا به كل من يبلغه منهم في سائر الأقطار * مبينا فيه طريق الجنة وطريق النار * حتى لا يكون عذر من الاعذار * عند الله تعالى الواحد القهار * لمن يفعل هذا المنكر أو يسكت عليه مع القدرة على انكاره بوجه من وجوه الإنكار وسميته (ارشاد الحيارى * في تحذير المسلمين من مدارس النصاری) ورتبته على مقدمة وأربعين فصلا وخاتمة وأسأل الله تعالى أن يجعله خالصا لوجهه الكريم * وأن ينفع به النفع العميم * بجاه نبيه سيدنا محمد الرؤف الرحیم * عليه وعلى آله وأصحابه أفضل الصلاة والتسليم *

[تنبيه] * قد رتبت فصول هذا الكتاب الأربعين بحسب ما ألهمني الله تعالی وقت تأليفها وكتابتها وقد تكرر فيها قليل من المعاني وقت الكتابة فابقيتها بعد تمامها على وضعها وقت التأليف ولم أتصرف فيها بتأخير مقدم أو تقديم مؤخر ولا بحذف شئ مما تكرر لان التكرار فيه نفع وليس في التقديم والتأخير أدنى ضرر (واعلم) قبل الشروع في المقدمة أن بعض المنكرات لا تحتاج الاقامة دليل يثبت انها أمر منكر بل بالنظر الى شدة قبحها وظهور شناعتها * يكفي في إنكارها مجرد حكاية حالها * مثلا اذا زنى رجل بإمرأة نهارا في الملأ العام في مجمع الناس فهذا لا يلزمك اقامة دليل التقبيح فعله بل مجرد حكاية حالته هذه القبيحة كاف للانكار والتشنيع عليه ومن ذلك بل أعظم والله من ذلك ما ارتكبه هؤلاء الفساق المراق من جهلة المسلمين من إدخال أولادهم في مدارس النصارى ولا سيما على الشروط الآتية فإذا قلت فلان المسلم أدخل ولده الى مدرسة نصرانية بشرط أن يتعلم دین النصارى ويدخل الى الكنيسة مع أولاد النصارى ويعبد معهم عبادة النصارى فهذا الفعل بالنظر لكونه بلغ منتهی القباحة والشناعة كما أن فاعله بلغ منتهی الضلال والرقاعة * لا يحتاج الاقامة دليل على اثبات قباحته وكونه من أنكر المنكرات * وأشنع الشناعات * بل مجرد حكايته * كاف لاظهار شناعته * وذم من ارتكبه من الجهال * وأهل الفسوق والضلال ويا ليت شعري اذا كان هذا الجاهل الفاسق أو المنافق المارق * لا يخشى الله ولا يستحي من الله ولا يخاف من العقاب والحساب لم لا يستحي من جماعته وأهل ملته الذين يعيش هو وولده معهم في عار وشنار * بعد ارتكابه هذه الأفعال التي لا يرتكبها إلا الاشرار * بل والله انه يسقط أيضا من عين الكفار * لأنهم يقولون ان هذا الرجل ليس له دين فلا ينظرونه نظر أمين * لعلمهم انه لا يريد تنصير ولده حقيقة بادخاله مدرستهم على شروطهم وانما يعلمون أن تهاونه في دينه أداه الى قبول ذلك * غير مبال بما يلحقه ويلحق ابنه في دينهما من المهالك * ومثل هذا أعظم عذر له قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (اذا لم تستح فاصنع ما شئت) وهو قد نزع ربقة الحياء * وصار عنده الكفر والإيمان والمدح والذم سواء * وهذا أوان الشروع في مقدمة الكتاب * والحمد لله الهادي إلى الصواب.
.
المزيد..

تعليقات القرّاء:

قال المؤلف: في هذه الايام * في كثير من بلاد الإسلام * من ادخال بعض جهلة المسلمين أولادهم في المدارس النصرانية * لتعلم بعض العلوم الدنيوية واللغات الافرنجية * وفي ضمن ذلك يتعلمون الديانة المسيحية ويشاركون أولاد النصارى في عباداتهم الدينية * مما هو كفر صريح * لا يرضى به الله تعالى ولا محمد صلّى الله عليه وسلم ولا المسيح * مع أنه تغني عن تلك المدارس التي افتتحها النصارى والافرنج في البلاد الإسلامية الإغواء أولاد المسلمين وغيرهم المدارس الاسلامية * الكثيرة التي تزيد على المئات والألوف التي افتتحها في سائر أنحاء ممالكه المحروسة خليفة العصر حضرة سيدنا السلطان الأعظم أمير المؤمنين السلطان الغازي عبد الحمید خان الثاني أعز الله به الاسلام والمسلمين * وأدام له النصر العزيز والفتح المبين * فقد فتح بعون الله تعالى وحسن توفيقه وامداد روحانية نبيه الاعظم * صلی الله عليه وسلم * من المدارس في دار خلافته القسطنطينية * وسائر ممالك دولته العلية العثمانية * حرسها الله من كل بلية * ما يغني المسلمين عن التطلع الى مدارس النصارى في علم من العلوم الدنيوية والأخروية * أو لغة من اللغات الشرقية والغربية كل ذلك حرصا منه على سلامة دينهم ودنياهم فهو نصره الله * وحرسه وحماه * بحكم الاب الشفوق لجميع المسلمين * بل هو أحرص منهم على حسن تربية أولادهم بالصفة المشروعة التي تجمع بين سعادة الدنيا والدين * وسلامة عقائد المسلمين * والحمد لله رب العالمين * فلما رأيت ذلك كذلك * وعلمت يقينا أن كل من أدخل ولده من المسلمين الى تلك المدارس النصرانية فقد ألقى نفسه وولده في أعظم المهالك * وعرفت انه لا يجوز لي بل ولا لغيري من أهل الملة الاسلامية * السكوت على هذه المذكرات التي هي على الملة والأمة أعظم بلية * ألفت هذا الكتاب النافع لكل من يقبله ويقبل عليه * من اخواني المسلمين المحتاجين اليه * منذرا به كل من يبلغه منهم في سائر الأقطار * مبينا فيه طريق الجنة وطريق النار * حتى لا يكون عذر من الاعذار * عند الله تعالى الواحد القهار * لمن يفعل هذا المنكر أو يسكت عليه مع القدرة على انكاره بوجه من وجوه الإنكار وسميته (ارشاد الحيارى * في تحذير المسلمين من مدارس النصاری) ورتبته على مقدمة وأربعين فصلا وخاتمة وأسأل الله تعالى أن يجعله خالصا لوجهه الكريم * وأن ينفع به النفع العميم * بجاه نبيه سيدنا محمد الرؤف الرحیم * عليه وعلى آله وأصحابه أفضل الصلاة والتسليم * 

[تنبيه] * قد رتبت فصول هذا الكتاب الأربعين بحسب ما ألهمني الله تعالی وقت تأليفها وكتابتها وقد تكرر فيها قليل من المعاني وقت الكتابة فابقيتها بعد تمامها على وضعها وقت التأليف ولم أتصرف فيها بتأخير مقدم أو تقديم مؤخر ولا بحذف شئ مما تكرر لان التكرار فيه نفع وليس في التقديم والتأخير أدنى ضرر (واعلم) قبل الشروع في المقدمة أن بعض المنكرات لا تحتاج الاقامة دليل يثبت انها أمر منكر بل بالنظر الى شدة قبحها وظهور شناعتها * يكفي في إنكارها مجرد حكاية حالها * مثلا اذا زنى رجل بإمرأة نهارا في الملأ العام في مجمع الناس فهذا لا يلزمك اقامة دليل التقبيح فعله بل مجرد حكاية حالته هذه القبيحة كاف للانكار والتشنيع عليه ومن ذلك بل أعظم والله من ذلك ما ارتكبه هؤلاء الفساق المراق من جهلة المسلمين من إدخال أولادهم في مدارس النصارى ولا سيما على الشروط الآتية فإذا قلت فلان المسلم أدخل ولده الى مدرسة نصرانية بشرط أن يتعلم دین النصارى ويدخل الى الكنيسة مع أولاد النصارى ويعبد معهم عبادة النصارى فهذا الفعل بالنظر لكونه بلغ منتهی القباحة والشناعة كما أن فاعله بلغ منتهی الضلال والرقاعة * لا يحتاج الاقامة دليل على اثبات قباحته وكونه من أنكر المنكرات * وأشنع الشناعات * بل مجرد حكايته * كاف لاظهار شناعته * وذم من ارتكبه من الجهال * وأهل الفسوق والضلال ويا ليت شعري اذا كان هذا الجاهل الفاسق أو المنافق المارق * لا يخشى الله ولا يستحي من الله ولا يخاف من العقاب والحساب لم لا يستحي من جماعته وأهل ملته الذين يعيش هو وولده معهم في عار وشنار * بعد ارتكابه هذه الأفعال التي لا يرتكبها إلا الاشرار * بل والله انه يسقط أيضا من عين الكفار * لأنهم يقولون ان هذا الرجل ليس له دين فلا ينظرونه نظر أمين * لعلمهم انه لا يريد تنصير ولده حقيقة بادخاله مدرستهم على شروطهم وانما يعلمون أن تهاونه في دينه أداه الى قبول ذلك * غير مبال بما يلحقه ويلحق ابنه في دينهما من المهالك * ومثل هذا أعظم عذر له قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (اذا لم تستح فاصنع ما شئت) وهو قد نزع ربقة الحياء * وصار عنده الكفر والإيمان والمدح والذم سواء * وهذا أوان الشروع في مقدمة الكتاب * والحمد لله الهادي إلى الصواب. 
 



سنة النشر : 1904م / 1322هـ .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة إرشاد الحيارى في تحذير المسلمين من مدارس النصارى

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل إرشاد الحيارى في تحذير المسلمين من مدارس النصارى
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
يوسف بن إسماعيل النبهاني - IOSF BN ESMAAIL ALNBHANI

كتب يوسف بن إسماعيل النبهاني يوسف بن إسماعيل بن يوسف بن إسماعيل بن محمد ناصر الدين النبهاني (1265 - 1350 هـ) قاضي وشاعر وأديب وفقيه صوفي، أكثر من مدائح رسول الله محمد ﷺ تأليفاً ونقلاً وروايةً وإنشاءً وتدويناً. تولّى نيابة القضاء في قضاء جنين من أعمال نابلس، ثم سافر إلى الآستانة، واشتغل بالتحرير في جريدة الجوائب، وتصحيح الكتب العربية، ثم عُيِّن قاضياً في كوي سنجق الكردية، ثم رئيساً لمحكمة الجزاء باللاذقية، ثم محكمة الجزاء بالقدس، ثم رُقّي إلى رئاسة محكمة الحقوق ببيروت. مكانته عند العلماء وقد أثنى عليه مجموعة من أكابر علماء عصره، وقرظوا كتابه «شواهد الحق قي الاستغاثة بسيد الخلق»، ووافقوه على ما كتبه من الآراء، وهؤلاء هم: على محمد الببلاوي المالكي شيخ الجامع الأزهر (توفي 1323 هـ). عبد القادر الرافعي شيخ السادة الحنفية المشهور بأبي حنيفة الصغير، مفتي الديار المصرية الأسبق (توفي 1323 هـ). عبد الرحمن الشربيني الشافعي شيخ الجامع الأزهر (توفي 1326 هـ). بكري محمد عاشور الصدفي شيخ السادة الحنفية، ومفتي الديار المصرية الأسبق. محمد عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني الحسني المغربي. أحمد بك الحسيني الشافعي. سليمان العبد شيخ السادة الشافعية. أحمد حسنين البولاقي الشافعي. أحمد البسيوني شيخ السادة الحنابلة. سعيد الموجي الشافعي. محمد الحلبي الشافعي. مؤلفاته أما مصنفاته فهي كثيرة جدا، وجلّها أو كلّها في الحديث ومتعلقاته، كالسيرة النبوية والمديح، وعلم الأسانيد، وتراجم أعيان علماء الأمة، والصلاة على النبي، وتدوين المدائح التي مدحه بها أو مدحه بها غيره من الأقدمين والمتأخرين، من سائر أهل المذاهب الأربعة وأكابر المحدثين. فمن كتبه: «إتحاف المسلم بإتحاف الترهيب والترغيب من البخاري ومسلم» «الأحاديث الأربعين في أمثال أفصح العالمين» «الأحاديث الأربعين في فضائل سيد المرسلين» «أحاديث الأربعين في وجوب طاعة أمير المؤمنين» «أحسن الوسائل في نظم أسماء النبي الكامل» «إرشاد الحيارى في تحذير المسلمين من مدارس النصارى» «الأساليب البديعة في فضل الصحابة وإقناع الشيعة» «الأسمى فيما لمحمد من الأسماء» «أفضل الصلوات على سيد السادات» «الأنوار المحمدية» اختصر به المواهب اللدنية للقسطلانى «الاستغاثة الكبرى بأسماء الله الحسنى» «البرهان المسدد في إثبات نبوة محمد» «التحذير من اتخاذ الصور والتصوير» «تنبيه الأفكار إلى حكمة إقبال الدنيا على الكفار» «تهذيب النفوس في ترتيب الدروس» وهو مختصر رياض الصالحين للنووي «توضيح دين الإسلام» «جامع الصلوات» «جامع كرامات الأولياء» مجلدان «جواهر البحار في فضائل النبي المختار» أربعة أجزاء «حجة الله على العالمين في معجزات سيد المرسلين» «حزب الاستغاثات بسيد السادات» «حسن الشرعة في مشروعية صلاة الظهر إذا تعددت الجمعة (على المذاهب الأربعة)» «خلاصة الكلام في ترجيح دين الإسلام» وفاته توفي في مدينة بيروت في أوائل شهر رمضان سنة 1350 هـ/ 1932 م، ودفن في مقبرة الباشورة، وقبره ظاهر يزار. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الأربعين أربعين من أحاديث سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ❝ ❞ سعادة الدارين في الصلاة على سيد الكونين ❝ ❞ إرشاد الحيارى في تحذير المسلمين من مدارس النصارى ❝ الناشرين : ❞ دار الفكر المعاصر ❝ ❞ مطبعة الحميديه ❝ ❱. المزيد..

كتب يوسف بن إسماعيل النبهاني
الناشر:
مطبعة الحميديه
كتب مطبعة الحميديه ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ الأجوبة العراقية على الأسئلة اللاهورية ❝ ❞ إرشاد الحيارى في تحذير المسلمين من مدارس النصارى ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ يوسف بن إسماعيل النبهاني ❝ ❞ محمود الحسيني الآلوسي البغدادي أبو الثناء شهاب الدين ❝ ❱.المزيد.. كتب مطبعة الحميديه