📘 قراءة كتاب الرياض الخزعلية في السياسة الإنسانية أونلاين
اختلفت الفلاسفة في أن النفس هل هي واحدة بالذات ولها أفعال ثلاثة: الفكر والغضب والشهوة، أم أنها نفوس ثلاثة كل واحدة مستقلة بنفسها، فزعم أرسطاطالیس أنها واحدة ولها صفات ثلاث: الفكر والغضب والشهوة، والمتعلق للنفس هو القلب ومنه تتعدى القوى النفسانية إلى سائر الأعضاء، وقال بقراط وأفلاطون وجالينوس بالقول الثاني، وزعموا أن لكل واحد من هذه النفوس الثلاثة عضوآ على حدة. فمعدن النفس المفكرة هو الدماغ، ومعدن الغضبية هو القلب، ومعدن الشهوانية هو الكبد، واحتجوا على هذا القول بأنا رأينا النفس الشهوانية حاصلة في النباتات بدون الغضبية، ورأينا الغضبية حاصلة في الحيوان بدون النطقية، ثم رأينا هذه الآثار حاصلة في الإنسان فعلمنا أن كل واحد من هذه الثلاثة جوهر مستقل بنفسه منفرد بذاته... "الجواب" ثبت في أصول المعقولات أن الماهيات المختلفة يجوز إشتراكها في آثار متساوية. إذا ثبت هذا فنقول من الجائز أن تكون النفس الإنسانية مساوية للنفس النباتية في أفعال التغذي والنمو، وأن تكون مساوية للنفس البهيمية في فعل الغضب، وتختص دون سائر النفوس بالنطق، فهي واحدة بالذات إلا أنها مبدأ الأفعال الثلاثة.. ونعني بالنفس الجوهر اللطيف الملكوتي الذي يستخدم هذا البدن الجسماني في حاجاته مسخرآ له تسخیر المولى لخدمة، وهو ذات الإنسان وحقيقته العالمة بالمعلومات وله في هذا البدن جنود جسمانية وجنود روحانية هي القوى قال الله تعالى: (وفي أنفسكم أفلا تبصرون).. وقد يسمى هذا الجوهر الملكوتي الروح لتوقف حياة البدن عليه، وبالقلب لتقلبه في الخواطر، ثم النفس توصف بأوصاف مختلفة بحسب إختلاف أحوالها، فإذا سكنت تحت الأوامر والنواهي سميت مطمئنة، وإذا لم يتم سكونها، ولكنها صارت مدافعة للشهوة والغضب سمیت إمارة وبالإعتبار الأول قال الله تعالى: (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية)... وبالإعتبار الثاني قال سبحانه وتعالى (لا أقسم بالنفس اللوامة)... وبالإعتبار الثالث قال عز وجل (إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي).. وهكذا يمضي المؤلف الشيخ خزعل في بيان الطباع النفسية وأحكام العقل والسياسات، جامعا أشتاتهاء ناظمة متفرقاتها، حسب الإمكان، وحسبه أنه نسخ مؤلفا لم ينسج على منواله من قبله. ورتبه ضمن أربعة موارد، وكل مورد يشتمل على عدة رياض، جاء ذلك ضمن جزئين، تضمن الأول منهما موردين، المورد الأول في الطباع اللازمة للنفس أما بالأصل أو بالعادة، وأما المورد ففي العقل وأحكامه علما وعملا، وأما الجزء الثاني فقد حمل الثالث والرابع من هذه الموارد الأربعة، المورد الثالث في السياسة العقلية المتوصل بها إلى حفظ موجود، أو تحصیل مفقود، والمورد الرابع في السياسة النفسية
سنة النشر : 2012م / 1433هـ .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'