📘 قراءة كتاب فضيلة الأنانية أونلاين
اقتباسات من كتاب فضيلة الأنانية
عند الحديث عن القيم، فإن قبول منظومة أخلاق أو رفض أخرى هو أمر ثانوي يأتي بعد الإجابة على سؤال أهم وهو: هل القيم ومنظومة الأخلاق ضرورة للإنسان؟ أي هل يمكن للإنسان أن يعيش بدونها؟
ولكي نجيب على هذا السؤال لابد أن نضع في الحسبان أن القيم لا تكون معيار لفصل الخير عن الشر والحسن من القبيح إلا مع وجود غريزة البقاء على قيد الحياة، الغريزة التي تشكل مقام موحد بين الكائنات الحية والتي تؤكد بأن الحياة قابلة للتعرض للخطر. أي لو تخيلنا -على سبيل المثال- ذات خالدة وغير قابلة للتدمير أو التأثر أو التغير أو التضرر بأي شكل من الأشكال، فهذه الذات غير قادرة على امتلاك قيم لأنها لا تملك شيء لتخسره أو تكسبه، وبالتالي نستنتج أن مبدأ “الحياة” هو فقط ما يجعل مبدأ القيم ممكناً.
إن القيمة المشتركة بين جميع الكائنات الحية هي غريزة البقاء على قيد الحياة، وعليه يكون لجميع الكائنات الحية قيم تعيش من خلالها.
ولكي تخلَص آين راند لنتيجة تبين مصدر هذه القيم، تقوم بالمقاربة بين ما يملكه النبات والحيوان والإنسان من قيم.
في حالة النباتات، فإن هذه الكائنات تسميها راند بالكائنات البسيطة أي أنها لا تمتلك إلا قيمة واحدة، الوجود أو عدمه. وبالتالي فإن كل ما يضمن بقاءها حية هو خير وما ضده شر. وبناءً عليه تتحدد وظائف الأعضاء، فتزحف وتتسلق النباتات -مثلاً- في سبيل الوصول للضوء أو تُقاد الجذور في باطن الأرض في اتجاهات محددة للوصول للماء، وهذه الأعضاء لا تمتلك خيارات أخرى سوى الامتثال لخدمة تلك القيمة، البقاء حياً.
أما فيما يتعلق بالكائنات المعقدة أي تلك التي تمتلك أكثر من خيار حيال أي موقف، فهي تحتاج منظومة قيم أكثر تطوراً من قيمة الوجود/ عدم الوجود. وهذا ما تمتلكه الحيوانات من أجل تحديد ما هو خير وشر، وهو الشعور وآلية الراحة/الألم. فالإحساس والغرائز لدى الحيوان كافية لتحديد ما هو خير له.
من هذا تستنتج راند بأن ما يتطلبه البقاء على قيد الحياة يزداد بازدياد وعي وإدراك الكائن الحي. وبناء على ذلك يكون الانسان أكثر الكائنات تعقيداً وأكثرها تعدداً للخيارات، أو كما تقول هي: الانسان هو الكائن الوحيد القادر على تدمير نفسه بإرادته.
فكيف يمكن الوصول لمنظومة قيم موضوعية للإنسان تكون مشابهة لموضوعية القيم لدى النبات والحيوان ؟
كِلا النبات والحيوان يصل لقيمه الموضوعية وفق ما يملك من أعضاء وما يتقن من وظائف، فَلَو قاربنا بينهما والإنسان في هذا الجانب فإننا نجد أن ما يميز الانسان عضوياً عن غيره هو امتلاكه العقل، وعليه يجب أن يكون له -العقل أو المنطق- دور في قيم الانسان الموضوعية.
ترى راند أن منظومة الأخلاق للإنسان ترتكز على ثلاث قيم عليا: المنطق، والهدف، واحترام الذات. حيث تضعها موضع الغاية التي تضمن للفرد حصوله أو محافظته على ماهو خير. ولكي يصل الفرد لهذه الغاية لابد من تواجد ثلاث فضائل تتماشى بشكل موازي مع هذه القيم وهي: العقلانية (المنطق)، و العمل المنتِج (الهدف)، والفخر (احترام الذات).
أي أن العمل الأخلاقي لابد أن يكون لهدف نابع عن فردانية الشخص ومبرَّر بشكل عقلاني كي يصل بالمرء للإنتاج والإنجاز الذي يحقق له احترامه لذاته.
من جانب آخر كل من يخالف هذه المنظومة عبر كسر أحد أسسها، كأن يعطل عقلانيته ويتبنى أفكار ومنطق غيره كما هو الحال في الجماعاتية أو أن يكون غير منتج ليتكسب ويستفيد من نتاج غيره، ينتهي به الأمر ليخسر احترامه لذاته كفرد، وبالنتيجة يكون عمله غير أخلاقي ومدمر ليس له فقط بل لبقية أفراد المجتمع أيضاً.
من هنا تبرز أهمية الفردانية كقاعدة أساس لمنظومة الأخلاق الموضوعية عند آين راند، وأن كل دعوة تخالف ما يُطلق عليه بالأنانية، كالإيثار، هو عمل غير أخلاقي، إذ لابد للإيثار كي يتحقق أن يتم التضحية بأحد أركان هذه القيم العليا التي وضعتها راند، أي تدمير أحد أفراد المجتمع.
سنة النشر : 1964م / 1384هـ .
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
عفواً..
هذا الكتاب
غير متاح للتحميل، حفاظًا على حقوق دار النشر. ،، يمكنكم شراؤه من مصادر أخرى
🛒 شراء " فضيلة الأنانية " من متاجر إلكترونيّة
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف: