❞ كتاب رؤى قرآنية في التجديد والسياسة والعمران ❝  ⏤ مجموعة من المؤلفين

❞ كتاب رؤى قرآنية في التجديد والسياسة والعمران ❝ ⏤ مجموعة من المؤلفين

لقد أصدر مركز نبوغ للدارسات والأبحاث (المغرب) عن دار ركاز للنشر والتوزيع (الأردن)، كتاباً جماعياً عنوانه: “رؤى قرآنية في التجديد والسياسة والعمران”. وقد شارك في تأليف هذا الكتاب، مجموعة من الباحثين الشباب، وهم:

الأستاذ محمد المرابط رئيس مركز نبوغ للدراسات والأبحاث، وأستاذ مادة الفلسفة، وباحث في الدراسات العليا بتخصص الأدب العربي، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية- مرتيل (المغرب)؛

أنس القرباص، المدير العام لمركز نبوغ للدراسات والأبحاث، وأستاذ مادة التربية الإسلامية بالتعليم العمومي؛

يونس الخمليشي مدير المشاريع العلمية للمركز، وأستاذ العلوم الشرعية بالتعليم العتيق.

وقد انتظم هذا الكتاب الجماعي في مقدمة، وثلاثة فصول:

الفصل الأول جاء بعنوان: “التجديد في علوم القرآن، وسؤال المنهج”.

وتضمن هذا الفصل تمهيداً مفهومياً لبيان مفاهيم مصطلحات البحث الرئيسة. كما عالج بواعث التجديد في علوم القرآن في المبحث الأول، بينما في المبحث الثاني تناول مظاهر التجديد والإبداع في منهج الدراسة المصطلحية، وتطرق في المبحث الأخير إلى بيان كيفية إسهام الدراسة المصطلحية في تجديد علوم القرآن، وانتهى إلى مجموعة من النتائج والخلاصات حول الموضوع.

الفصل الثاني: معالم الفعل السياسي في القرآن الكريم: دراسة في المفاهيم القرآنية السياسية، وقد تكون هذا الفصل من مقدمة وثلاثة مباحث:

ففي المقدمة تطرق لبيان أرضية هذا الفصل وأسسه التي انبنى عليها، والغاية التي يرمي الوصول إليها. وفي المبحث الأول عالج مفهوم الإنسان باعتباره الخليفة في الأرض كما ورد في القرآن الكريم، بينما في المبحث الثاني تناول علاقة الإنسان بالفعل السياسي في القرآن الكريم، ليختم في المبحث الثالث بإعادة التفكير في الحكم وطبيعته وأنماطه.

الفصل الثالث: “دلالات قصد الوحي في العمران”، وجاء في مقدمة ومبحثين:

ففي المقدمة استهل هذا الفصل حديثه عن ضرورة اعتماد قصد القرآن كمنهج وحيد لدراسة الوحي بدل توفيد المناهج الأجنبية له. وتطرق في المبحثين بشكل عام إلى قضية اعتماد قصد القرآن الكريم في العلم والرحمة والعدل، كمفاهيم ثابتة في بنية المعنى والدلالة القصدية القرآنية، ومتحركة في معالجة إشكالات الفكر ومشكلات الواقع. ودراسة القرآن قصدياً يكون وفق هذه الثلاثية التي تمتد إلى قصديات إحالات القرآن الكريم التي حصرها في ثلاث، إحالة قبلية تؤشر على الله وصفاته وأسمائه، ومنها الرحمة والعدل والعلم، وإحالة مساوقة تبرز وجود القرآن الكريم ككتاب علم ورحمة وعدل في ذاته، وإحالة بعدية تكشف بث القرآن قصدياً لهذه المعاني في الحياة عبر وسيطها الأداتي الذي هو المسلم ليستهل بناء الحضارة بالإيمان.

وعموما؛ (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)، وأقومية القرآن العظيم تتشخص في كونها بسطاء خضراء لمناطات العالم كلها، يُثور الساكن ويقلب الدفين ويحيي الموات ويشغّل العاطل ويُشعل الدامس ويفيض الناقص ويحرك الثابت ويوجه القاصد ويؤسس الشارد. إن هذا يشي بضرورة تهيؤ رؤىً متعددة تهيمن على فضاءات الحياة بمختلِف توجهاتها وتخصصاتها ومواردها.

حجر الأرض إمتاع عابر للحقول

بطل الجبل

يروم هذا البحث الجامع لبنى المنهج والسياسة والعمران تقصيد النظر في هذه المجالات بإرادة قرآنية بغيةَ تنشيطها بما يمتح به هذا القرآن الأقوم وبما يسمح به شيء من لفتات معانيه ونكات مبانيه ولطائف سباقه ولحاقه. لا يدعي هذا البحث الجماعي أنه محاولة كبرى لتفريغ مواد السياسة والعمران والمنهج بالقرآن جملةً واحدةً إلا ما يتيسر له من التدليل على أن القرآن العظيم أسد دليلاً في كشف خوالج النفوس وأقوم قيلاً في حكي معاني الأذهان وأصدق حديثاً في بناء التخصصات المعرفية النظرية والبنى العمرانية العملية وعلاقتهما ببعضهما بعضاً منهجاً ووسيلةً.

إن هذا الاشتباك فوق، هو سر تركيز هذا البحث الجماعي على هذه المناطات؛ فالمنهج بما يحمل طيه من مفاهيم ومصطلحات يعكس أداة تصور ذهنية مهمة تتمثل في اللغة ووسائل المعرفة، والسياسة في بعديها النظري والعملي تولد أدوات تصريف معاني القرآن في شؤون التدبير وأمور التسيير، والعمران يحقق وسائل تمرير الوحي العظيم في المجتمع والفعال البشرية والوشائج الإنسانية.

هكذا، ولبث هذا كله، يحتاج السياق، سياق البحث، إلى تحديد قصود الوحي في هذه المناطات أي ما أراد الوحي من هذه المناطات أن تكون عليه، لتحويل ما هو كائن واقعاً من كائنات مخالفة لأقومية القرآن الكريم إلى ما ينبغي أن يكون من منبغيات موافقة لأقومية القرآن الكريم. هنا، يتوحد الواقعي بالأخلاقي، السياسي بالقيمي، المجتمعي بالعمراني، النظري السديد بالعملي الجديد ويتأسس القرآن الكريم حقاً في كيفيات العالم جميعها ونطاقات الحياة طراً.

إن هذا الشأو، ولا ريب، يحتاج إلى تفحيص يستقري الشوارد والهوامل وما شذر مذر منها من العلوم المتعددة بغاية توليفها في قواعد القرآن الكريم توليفةً تصير ذات معنىً، توليفة ناجعةً في الإبداء والإبداع، فينتقل المعلوم الجزئي إلى معلوم محفوف في خيط ناظم ممتلئ بالمعنى ومفتوح بالسياق ومفيض بانسجام بما يؤهل القرآن الكريم إلى أن يئض متعالياً على العلوم تمتح منه وتستفيد منه، فيتربع عرش مملكة العلوم ويصير المتقن لمعانيه متقناً بالتوازي لمفاصل العلوم، أي بهذا كله يصير القرآن الكريم عندما يحقق أقوميته في العالم هو ملكة العلوم بمختلف تخصصاتها.

القرآن الكريم هو ملكة العلوم المتوخاةُ وبنية الواقع الواجبةُ، ولحصد ثمار هذه النتيجة يتطلب الأمر جهداً جهيداً في البحث والتنقيب في القرآن والتفتيش في كنوزه، ونسأل الله تعالى أن نقدم هنا بذرةً أولى لذلك إلى حين إكمال الخطى فيه رويداً رويداً.

جدير بالذكر أن مركز نبوغ للدراسات والأبحاث، هو مركز بحثي مغربي يعنى بالبحث في مجال العلوم الإنسانية والشرعية.
مجموعة من المؤلفين - "مجموعة من المؤلفين"، هو ركن للكتب التي شارك في تأليفها أكتر من كاتب ومؤلف، وهو قسم مميز مليء بالكتب التي تعددت الجهود في إخراجها على أكمل الوجوه.


من فكر إسلامي الفكر والفلسفة - مكتبة المكتبة التجريبية.

نبذة عن الكتاب:
رؤى قرآنية في التجديد والسياسة والعمران

2021م - 1445هـ
لقد أصدر مركز نبوغ للدارسات والأبحاث (المغرب) عن دار ركاز للنشر والتوزيع (الأردن)، كتاباً جماعياً عنوانه: “رؤى قرآنية في التجديد والسياسة والعمران”. وقد شارك في تأليف هذا الكتاب، مجموعة من الباحثين الشباب، وهم:

الأستاذ محمد المرابط رئيس مركز نبوغ للدراسات والأبحاث، وأستاذ مادة الفلسفة، وباحث في الدراسات العليا بتخصص الأدب العربي، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية- مرتيل (المغرب)؛

أنس القرباص، المدير العام لمركز نبوغ للدراسات والأبحاث، وأستاذ مادة التربية الإسلامية بالتعليم العمومي؛

يونس الخمليشي مدير المشاريع العلمية للمركز، وأستاذ العلوم الشرعية بالتعليم العتيق.

وقد انتظم هذا الكتاب الجماعي في مقدمة، وثلاثة فصول:

الفصل الأول جاء بعنوان: “التجديد في علوم القرآن، وسؤال المنهج”.

وتضمن هذا الفصل تمهيداً مفهومياً لبيان مفاهيم مصطلحات البحث الرئيسة. كما عالج بواعث التجديد في علوم القرآن في المبحث الأول، بينما في المبحث الثاني تناول مظاهر التجديد والإبداع في منهج الدراسة المصطلحية، وتطرق في المبحث الأخير إلى بيان كيفية إسهام الدراسة المصطلحية في تجديد علوم القرآن، وانتهى إلى مجموعة من النتائج والخلاصات حول الموضوع.

الفصل الثاني: معالم الفعل السياسي في القرآن الكريم: دراسة في المفاهيم القرآنية السياسية، وقد تكون هذا الفصل من مقدمة وثلاثة مباحث:

ففي المقدمة تطرق لبيان أرضية هذا الفصل وأسسه التي انبنى عليها، والغاية التي يرمي الوصول إليها. وفي المبحث الأول عالج مفهوم الإنسان باعتباره الخليفة في الأرض كما ورد في القرآن الكريم، بينما في المبحث الثاني تناول علاقة الإنسان بالفعل السياسي في القرآن الكريم، ليختم في المبحث الثالث بإعادة التفكير في الحكم وطبيعته وأنماطه.

الفصل الثالث: “دلالات قصد الوحي في العمران”، وجاء في مقدمة ومبحثين:

ففي المقدمة استهل هذا الفصل حديثه عن ضرورة اعتماد قصد القرآن كمنهج وحيد لدراسة الوحي بدل توفيد المناهج الأجنبية له. وتطرق في المبحثين بشكل عام إلى قضية اعتماد قصد القرآن الكريم في العلم والرحمة والعدل، كمفاهيم ثابتة في بنية المعنى والدلالة القصدية القرآنية، ومتحركة في معالجة إشكالات الفكر ومشكلات الواقع. ودراسة القرآن قصدياً يكون وفق هذه الثلاثية التي تمتد إلى قصديات إحالات القرآن الكريم التي حصرها في ثلاث، إحالة قبلية تؤشر على الله وصفاته وأسمائه، ومنها الرحمة والعدل والعلم، وإحالة مساوقة تبرز وجود القرآن الكريم ككتاب علم ورحمة وعدل في ذاته، وإحالة بعدية تكشف بث القرآن قصدياً لهذه المعاني في الحياة عبر وسيطها الأداتي الذي هو المسلم ليستهل بناء الحضارة بالإيمان.

وعموما؛ (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)، وأقومية القرآن العظيم تتشخص في كونها بسطاء خضراء لمناطات العالم كلها، يُثور الساكن ويقلب الدفين ويحيي الموات ويشغّل العاطل ويُشعل الدامس ويفيض الناقص ويحرك الثابت ويوجه القاصد ويؤسس الشارد. إن هذا يشي بضرورة تهيؤ رؤىً متعددة تهيمن على فضاءات الحياة بمختلِف توجهاتها وتخصصاتها ومواردها.

حجر الأرض إمتاع عابر للحقول

بطل الجبل

يروم هذا البحث الجامع لبنى المنهج والسياسة والعمران تقصيد النظر في هذه المجالات بإرادة قرآنية بغيةَ تنشيطها بما يمتح به هذا القرآن الأقوم وبما يسمح به شيء من لفتات معانيه ونكات مبانيه ولطائف سباقه ولحاقه. لا يدعي هذا البحث الجماعي أنه محاولة كبرى لتفريغ مواد السياسة والعمران والمنهج بالقرآن جملةً واحدةً إلا ما يتيسر له من التدليل على أن القرآن العظيم أسد دليلاً في كشف خوالج النفوس وأقوم قيلاً في حكي معاني الأذهان وأصدق حديثاً في بناء التخصصات المعرفية النظرية والبنى العمرانية العملية وعلاقتهما ببعضهما بعضاً منهجاً ووسيلةً.

إن هذا الاشتباك فوق، هو سر تركيز هذا البحث الجماعي على هذه المناطات؛ فالمنهج بما يحمل طيه من مفاهيم ومصطلحات يعكس أداة تصور ذهنية مهمة تتمثل في اللغة ووسائل المعرفة، والسياسة في بعديها النظري والعملي تولد أدوات تصريف معاني القرآن في شؤون التدبير وأمور التسيير، والعمران يحقق وسائل تمرير الوحي العظيم في المجتمع والفعال البشرية والوشائج الإنسانية.

هكذا، ولبث هذا كله، يحتاج السياق، سياق البحث، إلى تحديد قصود الوحي في هذه المناطات أي ما أراد الوحي من هذه المناطات أن تكون عليه، لتحويل ما هو كائن واقعاً من كائنات مخالفة لأقومية القرآن الكريم إلى ما ينبغي أن يكون من منبغيات موافقة لأقومية القرآن الكريم. هنا، يتوحد الواقعي بالأخلاقي، السياسي بالقيمي، المجتمعي بالعمراني، النظري السديد بالعملي الجديد ويتأسس القرآن الكريم حقاً في كيفيات العالم جميعها ونطاقات الحياة طراً.

إن هذا الشأو، ولا ريب، يحتاج إلى تفحيص يستقري الشوارد والهوامل وما شذر مذر منها من العلوم المتعددة بغاية توليفها في قواعد القرآن الكريم توليفةً تصير ذات معنىً، توليفة ناجعةً في الإبداء والإبداع، فينتقل المعلوم الجزئي إلى معلوم محفوف في خيط ناظم ممتلئ بالمعنى ومفتوح بالسياق ومفيض بانسجام بما يؤهل القرآن الكريم إلى أن يئض متعالياً على العلوم تمتح منه وتستفيد منه، فيتربع عرش مملكة العلوم ويصير المتقن لمعانيه متقناً بالتوازي لمفاصل العلوم، أي بهذا كله يصير القرآن الكريم عندما يحقق أقوميته في العالم هو ملكة العلوم بمختلف تخصصاتها.

القرآن الكريم هو ملكة العلوم المتوخاةُ وبنية الواقع الواجبةُ، ولحصد ثمار هذه النتيجة يتطلب الأمر جهداً جهيداً في البحث والتنقيب في القرآن والتفتيش في كنوزه، ونسأل الله تعالى أن نقدم هنا بذرةً أولى لذلك إلى حين إكمال الخطى فيه رويداً رويداً.

جدير بالذكر أن مركز نبوغ للدراسات والأبحاث، هو مركز بحثي مغربي يعنى بالبحث في مجال العلوم الإنسانية والشرعية. .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

لقد أصدر مركز نبوغ للدارسات والأبحاث (المغرب) عن دار ركاز للنشر والتوزيع (الأردن)، كتاباً جماعياً عنوانه: “رؤى قرآنية في التجديد والسياسة والعمران”. وقد شارك في تأليف هذا الكتاب، مجموعة من الباحثين الشباب، وهم:

الأستاذ محمد المرابط رئيس مركز نبوغ للدراسات والأبحاث، وأستاذ مادة الفلسفة، وباحث في الدراسات العليا بتخصص الأدب العربي، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية- مرتيل (المغرب)؛

أنس القرباص، المدير العام لمركز نبوغ للدراسات والأبحاث، وأستاذ مادة التربية الإسلامية بالتعليم العمومي؛

يونس الخمليشي مدير المشاريع العلمية للمركز، وأستاذ العلوم الشرعية بالتعليم العتيق.

وقد انتظم هذا الكتاب الجماعي في مقدمة، وثلاثة فصول:

الفصل الأول جاء بعنوان: “التجديد في علوم القرآن، وسؤال المنهج”.

وتضمن هذا الفصل تمهيداً مفهومياً لبيان مفاهيم مصطلحات البحث الرئيسة. كما عالج بواعث التجديد في علوم القرآن في المبحث الأول، بينما في المبحث الثاني تناول مظاهر التجديد والإبداع في منهج الدراسة المصطلحية، وتطرق في المبحث الأخير إلى بيان كيفية إسهام الدراسة المصطلحية في تجديد علوم القرآن، وانتهى إلى مجموعة من النتائج والخلاصات حول الموضوع.

الفصل الثاني: معالم الفعل السياسي في القرآن الكريم: دراسة في المفاهيم القرآنية السياسية، وقد تكون هذا الفصل من مقدمة وثلاثة مباحث:

ففي المقدمة تطرق لبيان أرضية هذا الفصل وأسسه التي انبنى عليها، والغاية التي يرمي الوصول إليها. وفي المبحث الأول عالج مفهوم الإنسان باعتباره الخليفة في الأرض كما ورد في القرآن الكريم، بينما في المبحث الثاني تناول علاقة الإنسان بالفعل السياسي في القرآن الكريم، ليختم في المبحث الثالث بإعادة التفكير في الحكم وطبيعته وأنماطه.

الفصل الثالث: “دلالات قصد الوحي في العمران”، وجاء في مقدمة ومبحثين:

ففي المقدمة استهل هذا الفصل حديثه عن ضرورة اعتماد قصد القرآن كمنهج وحيد لدراسة الوحي بدل توفيد المناهج الأجنبية له. وتطرق في المبحثين بشكل عام إلى قضية اعتماد قصد القرآن الكريم في العلم والرحمة والعدل، كمفاهيم ثابتة في بنية المعنى والدلالة القصدية القرآنية، ومتحركة في معالجة إشكالات الفكر ومشكلات الواقع. ودراسة القرآن قصدياً يكون وفق هذه الثلاثية التي تمتد إلى قصديات إحالات القرآن الكريم التي حصرها في ثلاث، إحالة قبلية تؤشر على الله وصفاته وأسمائه، ومنها الرحمة والعدل والعلم، وإحالة مساوقة تبرز وجود القرآن الكريم ككتاب علم ورحمة وعدل في ذاته، وإحالة بعدية تكشف بث القرآن قصدياً لهذه المعاني في الحياة عبر وسيطها الأداتي الذي هو المسلم ليستهل بناء الحضارة بالإيمان.

وعموما؛ (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)، وأقومية القرآن العظيم تتشخص في كونها بسطاء خضراء لمناطات العالم كلها، يُثور الساكن ويقلب الدفين ويحيي الموات ويشغّل العاطل ويُشعل الدامس ويفيض الناقص ويحرك الثابت ويوجه القاصد ويؤسس الشارد. إن هذا يشي بضرورة تهيؤ رؤىً متعددة تهيمن على فضاءات الحياة بمختلِف توجهاتها وتخصصاتها ومواردها.

حجر الأرض إمتاع عابر للحقول

بطل الجبل

يروم هذا البحث الجامع لبنى المنهج والسياسة والعمران تقصيد النظر في هذه المجالات بإرادة قرآنية بغيةَ تنشيطها بما يمتح به هذا القرآن الأقوم وبما يسمح به شيء من لفتات معانيه ونكات مبانيه ولطائف سباقه ولحاقه. لا يدعي هذا البحث الجماعي أنه محاولة كبرى لتفريغ مواد السياسة والعمران والمنهج بالقرآن جملةً واحدةً إلا ما يتيسر له من التدليل على أن القرآن العظيم أسد دليلاً في كشف خوالج النفوس وأقوم قيلاً في حكي معاني الأذهان وأصدق حديثاً في بناء التخصصات المعرفية النظرية والبنى العمرانية العملية وعلاقتهما ببعضهما بعضاً منهجاً ووسيلةً.

إن هذا الاشتباك فوق، هو سر تركيز هذا البحث الجماعي على هذه المناطات؛ فالمنهج بما يحمل طيه من مفاهيم ومصطلحات يعكس أداة تصور ذهنية مهمة تتمثل في اللغة ووسائل المعرفة، والسياسة في بعديها النظري والعملي تولد أدوات تصريف معاني القرآن في شؤون التدبير وأمور التسيير، والعمران يحقق وسائل تمرير الوحي العظيم في المجتمع والفعال البشرية والوشائج الإنسانية.

هكذا، ولبث هذا كله، يحتاج السياق، سياق البحث، إلى تحديد قصود الوحي في هذه المناطات أي ما أراد الوحي من هذه المناطات أن تكون عليه، لتحويل ما هو كائن واقعاً من كائنات مخالفة لأقومية القرآن الكريم إلى ما ينبغي أن يكون من منبغيات موافقة لأقومية القرآن الكريم. هنا، يتوحد الواقعي بالأخلاقي، السياسي بالقيمي، المجتمعي بالعمراني، النظري السديد بالعملي الجديد ويتأسس القرآن الكريم حقاً في كيفيات العالم جميعها ونطاقات الحياة طراً.

إن هذا الشأو، ولا ريب، يحتاج إلى تفحيص يستقري الشوارد والهوامل وما شذر مذر منها من العلوم المتعددة بغاية توليفها في قواعد القرآن الكريم توليفةً تصير ذات معنىً، توليفة ناجعةً في الإبداء والإبداع، فينتقل المعلوم الجزئي إلى معلوم محفوف في خيط ناظم ممتلئ بالمعنى ومفتوح بالسياق ومفيض بانسجام بما يؤهل القرآن الكريم إلى أن يئض متعالياً على العلوم تمتح منه وتستفيد منه، فيتربع عرش مملكة العلوم ويصير المتقن لمعانيه متقناً بالتوازي لمفاصل العلوم، أي بهذا كله يصير القرآن الكريم عندما يحقق أقوميته في العالم هو ملكة العلوم بمختلف تخصصاتها.

القرآن الكريم هو ملكة العلوم المتوخاةُ وبنية الواقع الواجبةُ، ولحصد ثمار هذه النتيجة يتطلب الأمر جهداً جهيداً في البحث والتنقيب في القرآن والتفتيش في كنوزه، ونسأل الله تعالى أن نقدم هنا بذرةً أولى لذلك إلى حين إكمال الخطى فيه رويداً رويداً.

جدير بالذكر أن مركز نبوغ للدراسات والأبحاث، هو مركز بحثي مغربي يعنى بالبحث في مجال العلوم الإنسانية والشرعية.



سنة النشر : 2021م / 1442هـ .
عداد القراءة: عدد قراءة رؤى قرآنية في التجديد والسياسة والعمران

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:


شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

المؤلف:
مجموعة من المؤلفين - Amr Hashem Rabie

كتب مجموعة من المؤلفين "مجموعة من المؤلفين"، هو ركن للكتب التي شارك في تأليفها أكتر من كاتب ومؤلف، وهو قسم مميز مليء بالكتب التي تعددت الجهود في إخراجها على أكمل الوجوه. . المزيد..

كتب مجموعة من المؤلفين
الناشر:
ركاز للنشر والتوزيع
كتب ركاز للنشر والتوزيع ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ رؤى قرآنية في التجديد والسياسة والعمران ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ مجموعة من المؤلفين ❝ ❱.المزيد.. كتب ركاز للنشر والتوزيع