المقدمة:
الحمد لله الذي زين قلوب أوليائه بأنوار الوفاق، وسقى أسرار أحبائه شرابًا لذيذ المذاق، وألزم قلوب الخائفين الوجَل والإشفاق، فلا يعلم الإنسان في أي الدواوين كتب ولا في أيِّ الفريقين يساق، فإن سامح فبفضله، وإن عاقب فبعدلِه، ولا اعتراض على الملك الخلاق.

وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، إلهٌ عزَّ مَن اعتز به فلا يضام، وذلَّ مَن تكبر عن أمره ولقي الآثام.

وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدًا عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، خاتم أنبيائه، وسيد أصفيائه، المخصوص بالمقام المحمود، في اليوم المشهود، الذي جُمع فيه الأنبياء تحت لوائه.
آياتُ أحمدَ لا تحدُّ لواصف .. ولوَ انَّه أُمليْ وعاش دهورَا  
بشراكمُ يا أمة المختار في .. يوم القيامة جنة وحريرَا  
فُضِّلتمُ حقًّا بأشرف مرسَل .. خير البرية باديًا وحضورَا  
صلى عليه الله ربي دائمًا .. ما دامت الدنيا وزاد كثيرَا 

وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجه، وتمسَّك بسنته، واقتدى بهديه، واتَّبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ونحن معهم يا أرحم الراحمين.

ثم أما بعد: -
قال أبو موسى رضي الله عنه : كان لنا أمانان، ذهب أحدهما وهو كون الرسول فينا، وبقي الاستغفار معنا، فإذا ذهب هلكنا.
كثير من الناس فى هذه الأيام التى نعيشها يبحث عن أمن وأمان له من هذه الفتن والمحن والابتلاءات التى نعيشها , ومن أعظم وسائل الأمن الاستغفار ، فبالاستغفار تغفر الخطايا والذنوب ، وبالاستغفار تكون البركة فى الأرزاق .

ونحن في كتابنا هذا سنتحدث عن الإستغفار في كتاب الله العزيز وفي سنة الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم.

ولما كان الاستغفار فضائل عظيمة ومناقب جمة واسرار في تفريج الكروبات وكشف المحن، تم تسمية الكتاب " الاستغفار مفتاح الأنوار "، ليكون استغفارك أيها المؤمن كالمفتاح المنير الذي يفتح كل أبواب الخير لك ليكون سبباً في إخراجك من الظلمات إلى النور ومن كل كرب إلى سعادة وسرور.

فهيا بنا نتعرف على أسرار الإستغفار في القرآن والسنة.