❞ كتاب الفكر الإسلامي في الرد على النصارى - إلى نهاية القرن الرابع / العاشر ❝  ⏤ عبد المجيد الشرفي

❞ كتاب الفكر الإسلامي في الرد على النصارى - إلى نهاية القرن الرابع / العاشر ❝ ⏤ عبد المجيد الشرفي

كان من الطبيعي أن ينشأ- مع ظهور الإسلام بوصفه رسالة خاتم الأنبياء محمد (ص) ودعوته الناس كافة، ولا سيما أهل الديانات السماوية السالفة، إلى اعتناقه- جدل عقائدي بين المسلمين وأتباع الديانات الأخرى، ومن ضمنهم المسيحيون.

ومن أجل فهم نشأة الجدل مع المسيحيين وتطوره، قام الدكتور عبد المجيد الشرفي بإعداد أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه حول هذا الموضوع. وقد أدت به عملية البحث والدراسة إلى الرجوع إلى كتب الجدل الديني حيث وجد مئات العناوين في مختلف اللغات من المؤلفات الجدلية.

لكن الباحث قد اكتشف أن “الردود المسيحية على المسلمين قد جمعت ودرست ونشرت الجزء الأوفى منها، بينما لم تحظَ الردود الإسلامية على النصارى بنفس العناية فلم تشملها أية دراسة ولم ينشر العديد منها مما لا يزال مخطوطاً في أماكن متفرقة، علاوة على الردود التي ضاعت ولا نعرف سوى عناوينها”.

وقد توصل الباحث خلال مقارنته لكتب الرد على النصارى إلى نتيجتين لم يتوقعهما في البداية: الأولى هي أن الجدل الإسلامي – المسيحي قد اكتملت معالمه في نهاية القرن الرابع الهجري /العاشر ميلادي، و”أن الردود المؤلفة في القرون اللاحقة إنما كانت تردد ما كتب في القرون الأربعة الأولى وخاصة في القرنين الثالث والرابع”، من دون أية إضافات مهمة في “التحليل والإستشهاد بالنصوص أو التعمق في اتجاهات سلكها الأقدمون”.

أما النتيجة الثانية فهي أن الحروب الصليبية، كانت عديمة التأثير او تكاد في محتوى كتب الجدل الديني من الجانب الإسلامي، وإن كانت سبباً مباشراً في تعدّدها.

يتألف الكتاب من توطئة ومقدمة وأربعة فصول وخاتمة وفهرس للمصطلحات وآخر للأعلام.

يذهب الكاتب في مقدمته إلى أن الجدل الإسلامي – المسيحي خلال القرون الأربعة الأولى لم يكن “عملاً ذهنياً مجانياً البتة، بل كان سلاحاً نضالياً لبلوغ أغراض دينية ودنيوية معاً. (إذ) كان يستجيب لضرورات الدفاع عن النفس ودعم تماسك البنية الإجتماعية القائمة، ويستجيب في الآن نفسه لمقتضيات الحرب النفسية وما تتطلبه من زرع بذور الشك عند الطرف المقابل على أمل حمله على اختيار ما يعتقد أنه الحل الصحيح والإلتحاق بصف المدافعين عن الحق والخير”. كما كان “معبّراً بصفة ضمنية عن قيمة الدين المطعون فيه وقدرته على الإغراء وما يمثّله من تحدٍ في نظر الواعين بأهميته”.

الباب الأول من الكتاب خصص لدراسة العقائد المسيحية من خلال العودة إلى جذورها التاريخية وإلى الظروف التي نشأت فيها تلك العقائد ودوافعها البعيدة والمباشرة وأبعادها الدينية والدنيوية على السواء. ثم يعرض الكاتب نتائج الدراسة لكي يسمح للقارئ بالمقارنة بين ما نعرفه اليوم عن العقائد المسيحية وما أثبته عنها أصحاب الردود على النصارى إلى نهاية القرن الرابع.

وبعد عرضه الشامل والطويل (85 صفحة) لنشأة العقائد المسيحية وتطوّرها، ينتقل المؤلف في الباب الثاني من الكتاب، إلى ردود المسلمين على النصارى وظروفها. فيتناول في الفصل الأول، نصوص هذه الردود.

أولاً: النصوص التي وصلتنا (مرتبة ترتيباً تاريخياً)

1- القرآن الكريم
غني عن القول إن القرآن هو المصدر الأساسي لأهم المواقف التي تبنّاها المسلمون من المسيحية والمسيحيين. والآيات القرآنية المتعلقة بالمسيحية مباشرة لا تتجاوز المائتين والعشرين آية من مجموع 6236 آية قرآنية. فهو إذن غرض ثانوي لا يمثل سوى 3.5 بالمئة من النص القرآني.

ولعل أبرز ما تضمنته هذه الآيات هو دحض لعقيدة بنوة المسيح لله وتأكيدها على أنه عبد ونبي جاء بالحكمة والبينات ودعا إلى التوحيد، حيث أكدت آيات عدة على الوحدانية المطلقة لله التي لا تحتمل “أن يكون الله ثالث ثلاثة وأن يكون له ولد وأن يكون هو المسيح أو أن يكون المسيح ابنه.

ونفت أن يكون عيسى دعا الناس إلى اتخاذه وأمه إلهين من دون الله وإلى عبادته، فما هو إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أوتي الكتاب والحكمة والنبوة والبينات، وأُيّد بروح القدس، وأُوحي إليه الإنجيل مصدقاً لما بين يديه من التوراة وليحل لبني قومه بعض الذي حرّم عليهم. وكونه كلمة من الله ألقاها إلى مريم وروح منه ولد من غير أب وجاء قومه بالآيات ورفعه الله إليه لا يحمله على الإستنكاف من أن يكون عبداً لله فمثله مثل آدم خلق من تراب ودعا الناس إلى عبادة ربّه وربهم وبشّر برسولٍ من بعده اسمه احمد”.

وكما نفى القرآن ألوهية عيسى وعقيدة الثالوث، فإنه نفى أيضاً أن يكون اليهود قتلوا عيسى أو صلبوه. واشتمل القرآن كذلك على آيات أخر نصّت على كيفية تعاطي المسلمين مع النصارى.

2- الحديث والتفسير
يشك الكاتب في صحة اعتبار مصنفات الحديث التي وصلتنا نصوصاً تسجّل بأمانة أقوال النبي وأفعاله، ويتساءل إن كان يجدر اعتبارها نصوصاً معاصرة للقرآن فيكون ما يتعلق منها بالمسيحية له أهمية خاصة، أم يجدر اعتبارها نصوصاً تعكس التصوّر الذي حصل في أذهان أجيال الرواة والمصنّفين المتعاقبين لتلك الأقوال والأفعال، وهي على هذه الحالة تمتد على ثلاثة قرون على الأقل أي إلى بداية القرن الرابع/العاشر. لكنه يعتبر أن هذا السؤال يعسر الجواب عليه بصورة قطعية إذ إن من المرجّح أن عدداً كبيراً من الأحاديث صحيح ولكنه يستحيل التأكيد أن هذا الحديث بالذات أو ذاك صحيح.

ويرى المؤلف أن فهم النص القرآني قد تحدد بالظروف التاريخية التي عاشتها الأجيال الإسلامية الأولى، ونشأت سنة تفسيرية بارزة المعالم طغت على ثروة النص الكامنة ووجّهته وجهة معيّنة ليست بالضرورة هي الوجهة المثلى أو الوحيدة. وعليه فهو لا يعتبر التفاسير القرآنية نصوصاً مستقلة وإنما هي في نظره معيار لمدى تمثيل الردود للفكر الإسلامي في شأن المسيحية.

3- النصوص الأخرى
ينتقل المؤلف إلى عرض قائمة بأبرز الردود الإسلامية على النصارى في القرون الأربعة الأولى، وهي على الشكل التالي:

1- رسالة الهاشمي إلى الكندي يدعوه بها إلى الإسلام: يشك المؤلف في صحة نسبة هذه الرسالة إلى مسلم، هو اسماعيل الهاشمي، ويعتقد أن مؤلفها هو نصراني، نظراً لهشاشة الرسالة، بحيث وضعها ليسهل عليه نقضها. والهاشمي في نظره اسم مستعار استعمله المؤلف المسيحي قصد إضفاء صبغة واقعية على الحوار الذي وضعه، ولا يمكن بالتالي إدراج الرسالة ضمن الردود الإسلامية على النصارى.

2- ” الرد على النصارى” و”الدين والدولة” وهما كتابان لعلي بن ربن الطبري (157-240هـ)، وهو نصراني اعتنق الإسلام ثم ألّف كتابين للرد على النصارى، اللذين يعتبران أو إنتاج وصلنا في الجدل الإسلامي- المسيحي من وضع نصراني- نسطوري أسلم.

3- الرد على النصارى للإمام الزيدي القاسم بن ابراهيم الرسي(170-246 هـ): وهو مؤسس مذهب القاسمية في الفقه الزيدي، وكتابه يدل على اطلاع دقيق على آراء الفرق النصرانية المتواجدة في عصره.

4- مقالة في الرد على النصارى لأبي يوسف يعقوب بن اسحاق الكندي(185- 252 هـ): لم تصلنا من هذه المقالة التي كتبها الفيلسوف العربي الشهير إلا مقتطفات، وهي تتعلق بإبطال عقيدة التثليث المسيحية.

5- الرد على النصارى لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ(160-255هـ). يدل اهتمام علم من أعلام الثقافة العربية الإسلامية كالجاحظ بالأغراض المسيحية دلالة واضحة على أن الجدل الإسلامي – المسيحي لم يكن محل اهتمام علماء مختصين أو من درجة ثانية فحسب. وقد وصلنا رده على النصارى ناقصاً كما نقله عبيد الله بن حسان.

6- الرد على النصارى لأبي عيسى الوراق(ت 297هـ) : وهو أحد رؤساء مدرسة بغداد الإعتزالية، تعرّض في كتابه “المقالات” إلى النصرانية. أما في كتابه “أوائل الأدلة” فإنه بالتأكيد قد تعرّض إلى عقائدها كما نقل مقتطفات منها الفيلسوف النصراني اليعقوبي أبو علي عيسى بن اسحاق بن زرعة في رده عليها، وهي لا تتجاوز الصفحة الواحدة.

7- كتاب التوحيد لأبي منصور الماتريدي(ت 333هـ): وهو مؤسس مدرسة كلامية نازعت الأشعرية في الإنتساب إلى أهل السنة والجماعة و”سلكت منهجاً وسطياً بين الحرفيين والعقليين”. تعرّض في كتابه “التوحيد” إلى “آراء النصارى في المسيح والرد عليها”.

8- رسالة الحسن بن أيوب(ت 378 هـ) إلى أخيه علي بن أيوب: وهو من المتكلمين بالمعتزلة، وكان نصرانياً وأسلم، وأرسل رسالة إلى أخيه يدعوه بها إلى الإسلام ويبيّن له بطلان دين النصارى.

9- الإعلام بمناقب الإسلام لأبي الحسن العامري(ت 381): وهو من أعلام الفلسفة العربية المغمورين في القرن الرابع. وقد أجرى في كتابه “الإعلام بمناقب الإسلام” مقارنة بين الديانات، وبينها المقارنة بين المسيحية والإسلام.

10- كلام في مبادئ الموجودات لأبي سليمان المنطقي(ت بعد 391 هـ) ،وهي رسالة قصيرة تنسب إلى أبي سليمان، تعتبر أول محاولة إسلامية لتفهم الثالوث المسيحي انطلاقاً من المفاهيم السائدة في القرن الرابع من دون أن يقصد من ذلك الجدل والمماحكة.

11- كتاب التمهيد لأبي بكر الباقلاني: وهو من دعائم المدرسة الأشعرية في الكلام، وقد خصص الباب الثامن من كتاب “التمهيد” للكلام على النصارى، اعتمد فيه على أسلافه وخاصة منهم الوراق.

12- القاضي عبد الجبار بن أحمد الهمذاني(ت 415هـ): وهو أحد مفكري الإعتزال في القرنين الرابع والخامس، وله كتابان تضمنا كلاماً عن عقائد النصارى هما: “المغني في أبواب التوحيد والعدل” في الجزء الخامس – باب الفرق غير الإسلامية، وكتاب “تثبيت دلائل النبوة”. ويتميّز القاضي في رده على النصارى باستشهاده بالأناجيل في الكثير من الأحيان.

13- الرد على النصارى – مجهول المؤلف والعنوان: يفترض المؤلف أن هذا الرد، الذي وصلنا مبتوراً بمقدار ورقة من الأول وورقة من الآخر، هو “الرسالة العسلية” التي ذكر القاضي عبد الجبار أنها للجاحظ في الرد على النصارى، لتشابهها مع أسلوبه الأدبي.

14- نصوص لم يطلع عليها المؤلف لكنه علم بوجودها، أبرزها مناظرات الإمام علي بن موسى الرضا عند الشيعة الإثني عشرية مع علماء الأديان الأخرى ومنها النصارى، الواردة في كتاب “عيون أخبار الرضا”.

ثم يقوم الكاتب بذكر النصوص التي لم تصلنا وهي لنحو 33 مؤلفاً.
عبد المجيد الشرفي - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الفكر الإسلامي في الرد على النصارى - إلى نهاية القرن الرابع / العاشر ❝ ❞ تحديث الفكر الإسلامي ❝ الناشرين : ❞ دار المدار الإسلامي ❝ ❱
من الرد على النصارى كتب الردود والمناظرات - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
الفكر الإسلامي في الرد على النصارى - إلى نهاية القرن الرابع / العاشر

2007م - 1446هـ
كان من الطبيعي أن ينشأ- مع ظهور الإسلام بوصفه رسالة خاتم الأنبياء محمد (ص) ودعوته الناس كافة، ولا سيما أهل الديانات السماوية السالفة، إلى اعتناقه- جدل عقائدي بين المسلمين وأتباع الديانات الأخرى، ومن ضمنهم المسيحيون.

ومن أجل فهم نشأة الجدل مع المسيحيين وتطوره، قام الدكتور عبد المجيد الشرفي بإعداد أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه حول هذا الموضوع. وقد أدت به عملية البحث والدراسة إلى الرجوع إلى كتب الجدل الديني حيث وجد مئات العناوين في مختلف اللغات من المؤلفات الجدلية.

لكن الباحث قد اكتشف أن “الردود المسيحية على المسلمين قد جمعت ودرست ونشرت الجزء الأوفى منها، بينما لم تحظَ الردود الإسلامية على النصارى بنفس العناية فلم تشملها أية دراسة ولم ينشر العديد منها مما لا يزال مخطوطاً في أماكن متفرقة، علاوة على الردود التي ضاعت ولا نعرف سوى عناوينها”.

وقد توصل الباحث خلال مقارنته لكتب الرد على النصارى إلى نتيجتين لم يتوقعهما في البداية: الأولى هي أن الجدل الإسلامي – المسيحي قد اكتملت معالمه في نهاية القرن الرابع الهجري /العاشر ميلادي، و”أن الردود المؤلفة في القرون اللاحقة إنما كانت تردد ما كتب في القرون الأربعة الأولى وخاصة في القرنين الثالث والرابع”، من دون أية إضافات مهمة في “التحليل والإستشهاد بالنصوص أو التعمق في اتجاهات سلكها الأقدمون”.

أما النتيجة الثانية فهي أن الحروب الصليبية، كانت عديمة التأثير او تكاد في محتوى كتب الجدل الديني من الجانب الإسلامي، وإن كانت سبباً مباشراً في تعدّدها.

يتألف الكتاب من توطئة ومقدمة وأربعة فصول وخاتمة وفهرس للمصطلحات وآخر للأعلام.

يذهب الكاتب في مقدمته إلى أن الجدل الإسلامي – المسيحي خلال القرون الأربعة الأولى لم يكن “عملاً ذهنياً مجانياً البتة، بل كان سلاحاً نضالياً لبلوغ أغراض دينية ودنيوية معاً. (إذ) كان يستجيب لضرورات الدفاع عن النفس ودعم تماسك البنية الإجتماعية القائمة، ويستجيب في الآن نفسه لمقتضيات الحرب النفسية وما تتطلبه من زرع بذور الشك عند الطرف المقابل على أمل حمله على اختيار ما يعتقد أنه الحل الصحيح والإلتحاق بصف المدافعين عن الحق والخير”. كما كان “معبّراً بصفة ضمنية عن قيمة الدين المطعون فيه وقدرته على الإغراء وما يمثّله من تحدٍ في نظر الواعين بأهميته”.

الباب الأول من الكتاب خصص لدراسة العقائد المسيحية من خلال العودة إلى جذورها التاريخية وإلى الظروف التي نشأت فيها تلك العقائد ودوافعها البعيدة والمباشرة وأبعادها الدينية والدنيوية على السواء. ثم يعرض الكاتب نتائج الدراسة لكي يسمح للقارئ بالمقارنة بين ما نعرفه اليوم عن العقائد المسيحية وما أثبته عنها أصحاب الردود على النصارى إلى نهاية القرن الرابع.

وبعد عرضه الشامل والطويل (85 صفحة) لنشأة العقائد المسيحية وتطوّرها، ينتقل المؤلف في الباب الثاني من الكتاب، إلى ردود المسلمين على النصارى وظروفها. فيتناول في الفصل الأول، نصوص هذه الردود.

أولاً: النصوص التي وصلتنا (مرتبة ترتيباً تاريخياً)

1- القرآن الكريم
غني عن القول إن القرآن هو المصدر الأساسي لأهم المواقف التي تبنّاها المسلمون من المسيحية والمسيحيين. والآيات القرآنية المتعلقة بالمسيحية مباشرة لا تتجاوز المائتين والعشرين آية من مجموع 6236 آية قرآنية. فهو إذن غرض ثانوي لا يمثل سوى 3.5 بالمئة من النص القرآني.

ولعل أبرز ما تضمنته هذه الآيات هو دحض لعقيدة بنوة المسيح لله وتأكيدها على أنه عبد ونبي جاء بالحكمة والبينات ودعا إلى التوحيد، حيث أكدت آيات عدة على الوحدانية المطلقة لله التي لا تحتمل “أن يكون الله ثالث ثلاثة وأن يكون له ولد وأن يكون هو المسيح أو أن يكون المسيح ابنه.

ونفت أن يكون عيسى دعا الناس إلى اتخاذه وأمه إلهين من دون الله وإلى عبادته، فما هو إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أوتي الكتاب والحكمة والنبوة والبينات، وأُيّد بروح القدس، وأُوحي إليه الإنجيل مصدقاً لما بين يديه من التوراة وليحل لبني قومه بعض الذي حرّم عليهم. وكونه كلمة من الله ألقاها إلى مريم وروح منه ولد من غير أب وجاء قومه بالآيات ورفعه الله إليه لا يحمله على الإستنكاف من أن يكون عبداً لله فمثله مثل آدم خلق من تراب ودعا الناس إلى عبادة ربّه وربهم وبشّر برسولٍ من بعده اسمه احمد”.

وكما نفى القرآن ألوهية عيسى وعقيدة الثالوث، فإنه نفى أيضاً أن يكون اليهود قتلوا عيسى أو صلبوه. واشتمل القرآن كذلك على آيات أخر نصّت على كيفية تعاطي المسلمين مع النصارى.

2- الحديث والتفسير
يشك الكاتب في صحة اعتبار مصنفات الحديث التي وصلتنا نصوصاً تسجّل بأمانة أقوال النبي وأفعاله، ويتساءل إن كان يجدر اعتبارها نصوصاً معاصرة للقرآن فيكون ما يتعلق منها بالمسيحية له أهمية خاصة، أم يجدر اعتبارها نصوصاً تعكس التصوّر الذي حصل في أذهان أجيال الرواة والمصنّفين المتعاقبين لتلك الأقوال والأفعال، وهي على هذه الحالة تمتد على ثلاثة قرون على الأقل أي إلى بداية القرن الرابع/العاشر. لكنه يعتبر أن هذا السؤال يعسر الجواب عليه بصورة قطعية إذ إن من المرجّح أن عدداً كبيراً من الأحاديث صحيح ولكنه يستحيل التأكيد أن هذا الحديث بالذات أو ذاك صحيح.

ويرى المؤلف أن فهم النص القرآني قد تحدد بالظروف التاريخية التي عاشتها الأجيال الإسلامية الأولى، ونشأت سنة تفسيرية بارزة المعالم طغت على ثروة النص الكامنة ووجّهته وجهة معيّنة ليست بالضرورة هي الوجهة المثلى أو الوحيدة. وعليه فهو لا يعتبر التفاسير القرآنية نصوصاً مستقلة وإنما هي في نظره معيار لمدى تمثيل الردود للفكر الإسلامي في شأن المسيحية.

3- النصوص الأخرى
ينتقل المؤلف إلى عرض قائمة بأبرز الردود الإسلامية على النصارى في القرون الأربعة الأولى، وهي على الشكل التالي:

1- رسالة الهاشمي إلى الكندي يدعوه بها إلى الإسلام: يشك المؤلف في صحة نسبة هذه الرسالة إلى مسلم، هو اسماعيل الهاشمي، ويعتقد أن مؤلفها هو نصراني، نظراً لهشاشة الرسالة، بحيث وضعها ليسهل عليه نقضها. والهاشمي في نظره اسم مستعار استعمله المؤلف المسيحي قصد إضفاء صبغة واقعية على الحوار الذي وضعه، ولا يمكن بالتالي إدراج الرسالة ضمن الردود الإسلامية على النصارى.

2- ” الرد على النصارى” و”الدين والدولة” وهما كتابان لعلي بن ربن الطبري (157-240هـ)، وهو نصراني اعتنق الإسلام ثم ألّف كتابين للرد على النصارى، اللذين يعتبران أو إنتاج وصلنا في الجدل الإسلامي- المسيحي من وضع نصراني- نسطوري أسلم.

3- الرد على النصارى للإمام الزيدي القاسم بن ابراهيم الرسي(170-246 هـ): وهو مؤسس مذهب القاسمية في الفقه الزيدي، وكتابه يدل على اطلاع دقيق على آراء الفرق النصرانية المتواجدة في عصره.

4- مقالة في الرد على النصارى لأبي يوسف يعقوب بن اسحاق الكندي(185- 252 هـ): لم تصلنا من هذه المقالة التي كتبها الفيلسوف العربي الشهير إلا مقتطفات، وهي تتعلق بإبطال عقيدة التثليث المسيحية.

5- الرد على النصارى لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ(160-255هـ). يدل اهتمام علم من أعلام الثقافة العربية الإسلامية كالجاحظ بالأغراض المسيحية دلالة واضحة على أن الجدل الإسلامي – المسيحي لم يكن محل اهتمام علماء مختصين أو من درجة ثانية فحسب. وقد وصلنا رده على النصارى ناقصاً كما نقله عبيد الله بن حسان.

6- الرد على النصارى لأبي عيسى الوراق(ت 297هـ) : وهو أحد رؤساء مدرسة بغداد الإعتزالية، تعرّض في كتابه “المقالات” إلى النصرانية. أما في كتابه “أوائل الأدلة” فإنه بالتأكيد قد تعرّض إلى عقائدها كما نقل مقتطفات منها الفيلسوف النصراني اليعقوبي أبو علي عيسى بن اسحاق بن زرعة في رده عليها، وهي لا تتجاوز الصفحة الواحدة.

7- كتاب التوحيد لأبي منصور الماتريدي(ت 333هـ): وهو مؤسس مدرسة كلامية نازعت الأشعرية في الإنتساب إلى أهل السنة والجماعة و”سلكت منهجاً وسطياً بين الحرفيين والعقليين”. تعرّض في كتابه “التوحيد” إلى “آراء النصارى في المسيح والرد عليها”.

8- رسالة الحسن بن أيوب(ت 378 هـ) إلى أخيه علي بن أيوب: وهو من المتكلمين بالمعتزلة، وكان نصرانياً وأسلم، وأرسل رسالة إلى أخيه يدعوه بها إلى الإسلام ويبيّن له بطلان دين النصارى.

9- الإعلام بمناقب الإسلام لأبي الحسن العامري(ت 381): وهو من أعلام الفلسفة العربية المغمورين في القرن الرابع. وقد أجرى في كتابه “الإعلام بمناقب الإسلام” مقارنة بين الديانات، وبينها المقارنة بين المسيحية والإسلام.

10- كلام في مبادئ الموجودات لأبي سليمان المنطقي(ت بعد 391 هـ) ،وهي رسالة قصيرة تنسب إلى أبي سليمان، تعتبر أول محاولة إسلامية لتفهم الثالوث المسيحي انطلاقاً من المفاهيم السائدة في القرن الرابع من دون أن يقصد من ذلك الجدل والمماحكة.

11- كتاب التمهيد لأبي بكر الباقلاني: وهو من دعائم المدرسة الأشعرية في الكلام، وقد خصص الباب الثامن من كتاب “التمهيد” للكلام على النصارى، اعتمد فيه على أسلافه وخاصة منهم الوراق.

12- القاضي عبد الجبار بن أحمد الهمذاني(ت 415هـ): وهو أحد مفكري الإعتزال في القرنين الرابع والخامس، وله كتابان تضمنا كلاماً عن عقائد النصارى هما: “المغني في أبواب التوحيد والعدل” في الجزء الخامس – باب الفرق غير الإسلامية، وكتاب “تثبيت دلائل النبوة”. ويتميّز القاضي في رده على النصارى باستشهاده بالأناجيل في الكثير من الأحيان.

13- الرد على النصارى – مجهول المؤلف والعنوان: يفترض المؤلف أن هذا الرد، الذي وصلنا مبتوراً بمقدار ورقة من الأول وورقة من الآخر، هو “الرسالة العسلية” التي ذكر القاضي عبد الجبار أنها للجاحظ في الرد على النصارى، لتشابهها مع أسلوبه الأدبي.

14- نصوص لم يطلع عليها المؤلف لكنه علم بوجودها، أبرزها مناظرات الإمام علي بن موسى الرضا عند الشيعة الإثني عشرية مع علماء الأديان الأخرى ومنها النصارى، الواردة في كتاب “عيون أخبار الرضا”.

ثم يقوم الكاتب بذكر النصوص التي لم تصلنا وهي لنحو 33 مؤلفاً.

.
المزيد..

تعليقات القرّاء:

كان من الطبيعي أن ينشأ- مع ظهور الإسلام بوصفه رسالة خاتم الأنبياء محمد (ص) ودعوته الناس كافة، ولا سيما أهل الديانات السماوية السالفة، إلى اعتناقه- جدل عقائدي بين المسلمين وأتباع الديانات الأخرى، ومن ضمنهم المسيحيون.

ومن أجل فهم نشأة الجدل مع المسيحيين وتطوره، قام الدكتور عبد المجيد الشرفي بإعداد أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه حول هذا الموضوع. وقد أدت به عملية البحث والدراسة إلى الرجوع إلى كتب الجدل الديني حيث وجد مئات العناوين في مختلف اللغات من المؤلفات الجدلية.

 لكن الباحث قد اكتشف أن “الردود المسيحية على المسلمين قد جمعت ودرست ونشرت الجزء الأوفى منها، بينما لم تحظَ الردود الإسلامية على النصارى بنفس العناية فلم تشملها أية دراسة ولم ينشر العديد منها مما لا يزال مخطوطاً في أماكن متفرقة، علاوة على الردود التي ضاعت ولا نعرف سوى عناوينها”.

وقد توصل الباحث خلال مقارنته لكتب الرد على النصارى إلى نتيجتين لم يتوقعهما في البداية: الأولى هي أن الجدل الإسلامي – المسيحي قد اكتملت معالمه في نهاية القرن الرابع الهجري /العاشر ميلادي، و”أن الردود المؤلفة في القرون اللاحقة إنما كانت تردد ما كتب في القرون الأربعة الأولى وخاصة في القرنين الثالث والرابع”، من دون أية إضافات مهمة في “التحليل والإستشهاد بالنصوص أو التعمق في اتجاهات سلكها الأقدمون”.

أما النتيجة الثانية فهي أن الحروب الصليبية، كانت عديمة التأثير او تكاد في محتوى كتب الجدل الديني من الجانب الإسلامي، وإن كانت سبباً مباشراً في تعدّدها.

يتألف الكتاب من توطئة ومقدمة وأربعة فصول وخاتمة وفهرس للمصطلحات وآخر للأعلام.

يذهب الكاتب في مقدمته إلى أن الجدل الإسلامي – المسيحي خلال القرون الأربعة الأولى لم يكن “عملاً ذهنياً مجانياً البتة، بل كان سلاحاً نضالياً لبلوغ أغراض دينية ودنيوية معاً. (إذ) كان يستجيب لضرورات الدفاع عن النفس ودعم تماسك البنية الإجتماعية القائمة، ويستجيب في الآن نفسه لمقتضيات الحرب النفسية وما تتطلبه من زرع بذور الشك عند الطرف المقابل على أمل حمله على اختيار ما يعتقد أنه الحل الصحيح والإلتحاق بصف المدافعين عن الحق والخير”. كما كان “معبّراً بصفة ضمنية عن قيمة الدين المطعون فيه وقدرته على الإغراء وما يمثّله من تحدٍ في نظر الواعين بأهميته”.

الباب الأول من الكتاب خصص لدراسة العقائد المسيحية من خلال العودة إلى جذورها التاريخية وإلى الظروف التي نشأت فيها تلك العقائد ودوافعها البعيدة والمباشرة وأبعادها الدينية والدنيوية على السواء. ثم يعرض الكاتب نتائج الدراسة لكي يسمح للقارئ بالمقارنة بين ما نعرفه اليوم عن العقائد المسيحية وما أثبته عنها أصحاب الردود على النصارى إلى نهاية القرن الرابع.

وبعد عرضه الشامل والطويل (85 صفحة) لنشأة العقائد المسيحية وتطوّرها، ينتقل المؤلف في الباب الثاني من الكتاب، إلى ردود المسلمين على النصارى وظروفها. فيتناول في الفصل الأول، نصوص هذه الردود.

أولاً: النصوص التي وصلتنا (مرتبة ترتيباً تاريخياً)

1- القرآن الكريم
غني عن القول إن القرآن هو المصدر الأساسي لأهم المواقف التي تبنّاها المسلمون من المسيحية والمسيحيين. والآيات القرآنية المتعلقة بالمسيحية مباشرة لا تتجاوز المائتين والعشرين آية من مجموع 6236 آية قرآنية. فهو إذن غرض ثانوي لا يمثل سوى 3.5 بالمئة من النص القرآني.

ولعل أبرز ما تضمنته هذه الآيات هو دحض لعقيدة بنوة المسيح لله وتأكيدها على أنه عبد ونبي جاء بالحكمة والبينات ودعا إلى التوحيد، حيث أكدت آيات عدة على الوحدانية المطلقة لله التي لا تحتمل “أن يكون الله ثالث ثلاثة وأن يكون له ولد وأن يكون هو المسيح أو أن يكون المسيح ابنه.

 ونفت أن يكون عيسى دعا الناس إلى اتخاذه وأمه إلهين من دون الله وإلى عبادته، فما هو إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أوتي الكتاب والحكمة والنبوة والبينات، وأُيّد بروح القدس، وأُوحي إليه الإنجيل مصدقاً لما بين يديه من التوراة وليحل لبني قومه بعض الذي حرّم عليهم. وكونه كلمة من الله ألقاها إلى مريم وروح منه ولد من غير أب وجاء قومه بالآيات ورفعه الله إليه لا يحمله على الإستنكاف من أن يكون عبداً لله فمثله مثل آدم خلق من تراب ودعا الناس إلى عبادة ربّه وربهم وبشّر برسولٍ من بعده اسمه احمد”.

وكما نفى القرآن ألوهية عيسى وعقيدة الثالوث، فإنه نفى أيضاً أن يكون اليهود قتلوا عيسى أو صلبوه. واشتمل القرآن كذلك على آيات أخر نصّت على كيفية تعاطي المسلمين مع النصارى.

2- الحديث والتفسير
يشك الكاتب في صحة اعتبار مصنفات الحديث التي وصلتنا نصوصاً تسجّل بأمانة أقوال النبي وأفعاله، ويتساءل إن كان يجدر اعتبارها نصوصاً معاصرة للقرآن فيكون ما يتعلق منها بالمسيحية له أهمية خاصة، أم يجدر اعتبارها نصوصاً تعكس التصوّر الذي حصل في أذهان أجيال الرواة والمصنّفين المتعاقبين لتلك الأقوال والأفعال، وهي على هذه الحالة تمتد على ثلاثة قرون على الأقل أي إلى بداية القرن الرابع/العاشر. لكنه يعتبر أن هذا السؤال يعسر الجواب عليه بصورة قطعية إذ إن من المرجّح أن عدداً كبيراً من الأحاديث صحيح ولكنه يستحيل التأكيد أن هذا الحديث بالذات أو ذاك صحيح.

ويرى المؤلف أن فهم النص القرآني قد تحدد بالظروف التاريخية التي عاشتها الأجيال الإسلامية الأولى، ونشأت سنة تفسيرية بارزة المعالم طغت على ثروة النص الكامنة ووجّهته وجهة معيّنة ليست بالضرورة هي الوجهة المثلى أو الوحيدة. وعليه فهو لا يعتبر التفاسير القرآنية نصوصاً مستقلة وإنما هي في نظره معيار لمدى تمثيل الردود للفكر الإسلامي في شأن المسيحية.

3- النصوص الأخرى
ينتقل المؤلف إلى عرض قائمة بأبرز الردود الإسلامية على النصارى في القرون الأربعة الأولى، وهي على الشكل التالي:

1- رسالة الهاشمي إلى الكندي يدعوه بها إلى الإسلام: يشك المؤلف في صحة نسبة هذه الرسالة إلى مسلم، هو اسماعيل الهاشمي، ويعتقد أن مؤلفها هو نصراني، نظراً لهشاشة الرسالة، بحيث وضعها ليسهل عليه نقضها. والهاشمي في نظره اسم مستعار استعمله المؤلف المسيحي قصد إضفاء صبغة واقعية على الحوار الذي وضعه، ولا يمكن بالتالي إدراج الرسالة ضمن الردود الإسلامية على النصارى.

2- ” الرد على النصارى” و”الدين والدولة” وهما كتابان لعلي بن ربن الطبري (157-240هـ)، وهو نصراني اعتنق الإسلام ثم ألّف كتابين للرد على النصارى، اللذين يعتبران أو إنتاج وصلنا في الجدل الإسلامي- المسيحي من وضع نصراني- نسطوري أسلم.

3- الرد على النصارى للإمام الزيدي القاسم بن ابراهيم الرسي(170-246 هـ): وهو مؤسس مذهب القاسمية في الفقه الزيدي، وكتابه يدل على اطلاع دقيق على آراء الفرق النصرانية المتواجدة في عصره.

4- مقالة في الرد على النصارى لأبي يوسف يعقوب بن اسحاق الكندي(185- 252 هـ): لم تصلنا من هذه المقالة التي كتبها الفيلسوف العربي الشهير إلا مقتطفات، وهي تتعلق بإبطال عقيدة التثليث المسيحية.

5- الرد على النصارى لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ(160-255هـ). يدل اهتمام علم من أعلام الثقافة العربية الإسلامية كالجاحظ بالأغراض المسيحية دلالة واضحة على أن الجدل الإسلامي – المسيحي لم يكن محل اهتمام علماء مختصين أو من درجة ثانية فحسب. وقد وصلنا رده على النصارى ناقصاً كما نقله عبيد الله بن حسان.

6- الرد على النصارى لأبي عيسى الوراق(ت 297هـ) : وهو أحد رؤساء مدرسة بغداد الإعتزالية، تعرّض في كتابه “المقالات” إلى النصرانية. أما في كتابه “أوائل الأدلة” فإنه بالتأكيد قد تعرّض إلى عقائدها كما نقل مقتطفات منها الفيلسوف النصراني اليعقوبي أبو علي عيسى بن اسحاق بن زرعة في رده عليها، وهي لا تتجاوز الصفحة الواحدة.

7- كتاب التوحيد لأبي منصور الماتريدي(ت 333هـ): وهو مؤسس مدرسة كلامية نازعت الأشعرية في الإنتساب إلى أهل السنة والجماعة و”سلكت منهجاً وسطياً بين الحرفيين والعقليين”. تعرّض في كتابه “التوحيد” إلى “آراء النصارى في المسيح والرد عليها”.

8- رسالة الحسن بن أيوب(ت 378 هـ) إلى أخيه علي بن أيوب: وهو من المتكلمين بالمعتزلة، وكان نصرانياً وأسلم، وأرسل رسالة إلى أخيه يدعوه بها إلى الإسلام ويبيّن له بطلان دين النصارى.

9- الإعلام بمناقب الإسلام لأبي الحسن العامري(ت 381): وهو من أعلام الفلسفة العربية المغمورين في القرن الرابع. وقد أجرى في كتابه “الإعلام بمناقب الإسلام” مقارنة بين الديانات، وبينها المقارنة بين المسيحية والإسلام.

10- كلام في مبادئ الموجودات لأبي سليمان المنطقي(ت بعد 391 هـ) ،وهي رسالة قصيرة تنسب إلى أبي سليمان، تعتبر أول محاولة إسلامية لتفهم الثالوث المسيحي انطلاقاً من المفاهيم السائدة في القرن الرابع من دون أن يقصد من ذلك الجدل والمماحكة.

11- كتاب التمهيد لأبي بكر الباقلاني: وهو من دعائم المدرسة الأشعرية في الكلام، وقد خصص الباب الثامن من كتاب “التمهيد” للكلام على النصارى، اعتمد فيه على أسلافه وخاصة منهم الوراق.

12- القاضي عبد الجبار بن أحمد الهمذاني(ت 415هـ): وهو أحد مفكري الإعتزال في القرنين الرابع والخامس، وله كتابان تضمنا كلاماً عن عقائد النصارى هما: “المغني في أبواب التوحيد والعدل” في الجزء الخامس – باب الفرق غير الإسلامية، وكتاب “تثبيت دلائل النبوة”. ويتميّز القاضي في رده على النصارى باستشهاده بالأناجيل في الكثير من الأحيان.

13- الرد على النصارى – مجهول المؤلف والعنوان: يفترض المؤلف أن هذا الرد، الذي وصلنا مبتوراً بمقدار ورقة من الأول وورقة من الآخر، هو “الرسالة العسلية” التي ذكر القاضي عبد الجبار أنها للجاحظ في الرد على النصارى، لتشابهها مع أسلوبه الأدبي.

14- نصوص لم يطلع عليها المؤلف لكنه علم بوجودها، أبرزها مناظرات الإمام علي بن موسى الرضا عند الشيعة الإثني عشرية مع علماء الأديان الأخرى ومنها النصارى، الواردة في كتاب “عيون أخبار الرضا”.

ثم يقوم الكاتب بذكر النصوص التي لم تصلنا وهي لنحو 33 مؤلفاً.



سنة النشر : 2007م / 1428هـ .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة الفكر الإسلامي في الرد على النصارى - إلى نهاية القرن الرابع / العاشر

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل الفكر الإسلامي في الرد على النصارى - إلى نهاية القرن الرابع / العاشر
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
عبد المجيد الشرفي -

كتب عبد المجيد الشرفي ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الفكر الإسلامي في الرد على النصارى - إلى نهاية القرن الرابع / العاشر ❝ ❞ تحديث الفكر الإسلامي ❝ الناشرين : ❞ دار المدار الإسلامي ❝ ❱. المزيد..

كتب عبد المجيد الشرفي
الناشر:
دار المدار الإسلامي
كتب دار المدار الإسلامي تأسست دار المدار الاسلامي في بيروت . لبنان مع بداية الالفية الثالثة لتضع في عمق اهتماماتها نوافذ منسيَّة ومهملة في عمود النشر العربي . ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ تاريخ الدولة العثمانية من النشوء إلى الإنحدار ❝ ❞ الطب البديل - الحجامة ❝ ❞ طبقات الشافعية ❝ ❞ حركة المقاومة العربية الإسلامية في الأندلس بعد سقوط غرناطة ❝ ❞ الفتح والإستقرار العربي الإسلامي في شمال إفريقيا والأندلس ❝ ❞ نقد الخطاب الإستشراقي الظاهرة الاستشراقيه وأثرها في الدراسات الإسلامية جزئين ❝ ❞ المنهل الحديث في شرح الحديث ❝ ❞ تراث وشخصيات من الأندلس ❝ ❞ المنهل الحديث في شرح الحديث مجلد 2 ❝ ❞ المنهل الحديث في شرح الحديث مجلد 3 ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ خليل اينالجيك ❝ ❞ إسماعيل بن عمر القرشي الدمشقي ❝ ❞ وائل حلاق ❝ ❞ موسى شاهين لاشين ❝ ❞ حسن حنفي ❝ ❞ الطاهر الزاوي ❝ ❞ عبد الواحد طه ذنون ❝ ❞ أبي الفداء إسماعيل بن كثير ❝ ❞ ساسي سالم الحاج ❝ ❞ عبدالواحد ذنون طه ❝ ❞ المفضل بن عمر الجعفي ❝ ❞ عبد المجيد الشرفي ❝ ❞ عبد القادر أحمد الفيتورى ❝ ❞ أرنست غيلنر ❝ ❞ هاشم صالح ❝ ❱.المزيد.. كتب دار المدار الإسلامي