❞ كتاب سبينوزا والكتاب المقدّس .. الدين والأخلاق والسياسة ❝  ⏤ جلال الدين سعيد

❞ كتاب سبينوزا والكتاب المقدّس .. الدين والأخلاق والسياسة ❝ ⏤ جلال الدين سعيد

كانت علاقة سبينوزا بالمؤسسة الدينية علاقة مريبة، فبعد أن تبحّر في اللغة العبرية، وأصول اليهودية، وأعدّ نفسه للتقاليد الحاخامية، طُرد من الكنيس اليهودي؛ لأنه انتقد العقائد الدينيّة والكتب المقدّسة، لكن نقده لم يكن موجّهاً ضدّ الشعور الدّيني والورع والتقوى الحقيقيين، بقدر ما كان يقصد به المؤسّسة الدّينية.

كان سبينوزا يحمّل ثلاثة أشخاص مصائب البشرية كلّها؛ فالأول ذلك الذي يرضى بوضعه البائس ويبقى أسير إنفعالاته الحزينة، ويلقّبه بــ العبد؛ والآخر من ينتحب ويتأسّى بسبب عواطف العبد الحزينة، وهو الكاهن؛ والثالث من يسعد ويفرح لضعف الإنسان وهونه وعجزه، ويغتنم الفرصة للسّطو على الأجسام والنّفوس، وبسط نفوذه على مجتمع العبيد، وهو الطاغية.

ويرى سبينوزا أن دواء هذه الحالات يكون بمحاربة الفكر الخرافي والقضاء عليه، ومنع رجال الدّين من إعادة نشره وتأجيجه، والفصل بين الدّين والدولة حتّى لا يطغى صاحب السلطة، ويتذرّع بالدّين، أو يطغى رجل الدّين، ويحتمي بالدولة.

إنّ سبينوزا لا ينكر الدّور الذي يؤديه الدّين الحقّ في بناء هويّة الجماعة سياسياً ودينياً، فالعقل والدّين يسعيان إلى الهدف نفسه؛ المتمثل في تنظيم حياة النّاس، لكن هناك حدوداً للعقل وحدوداً للدّين، وهي حدود موضوعية، حيث توجد صعوبة في العمل بتعاليمهما ومبادئهما، صعوبة عمليّة يشهد بها التاريخ وتقرّها التجربة، فما الحلّ إذاً؟ وعلام يقوم تصوّر سبينوزا لنظام الحياة في الدين والمجتمع ونظام الحكم في الدولة؟
جلال الدين سعيد - جلال الدين سعيد
أستاذ تاريخ الفلسفة الغربية الحديثة في جامعة تونس. من مؤلفاته: (الأخلاق والإيثيقا عند سبينوزا)، (أبيقور: الرسائل والحكم)، (معجم المصطلحات والشواهد). من ترجماته: سبينوزا: (رسالة في إصلاح العقل)، سبينوزا: (علم الأخلاق).صدر له عن مؤسسة مؤمنون بلا حدود للنشر والتوزيع سنة 2017 كتاب: "سبينوزا والكتاب المقدّس" .
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ معجم مصطلحات الفلسفة ❝ ❞ سبينوزا والكتاب المقدّس .. الدين والأخلاق والسياسة ❝ ❱
من الفكر والفلسفة - مكتبة المكتبة التجريبية.


اقتباسات من كتاب سبينوزا والكتاب المقدّس .. الدين والأخلاق والسياسة

نبذة عن الكتاب:
سبينوزا والكتاب المقدّس .. الدين والأخلاق والسياسة

كانت علاقة سبينوزا بالمؤسسة الدينية علاقة مريبة، فبعد أن تبحّر في اللغة العبرية، وأصول اليهودية، وأعدّ نفسه للتقاليد الحاخامية، طُرد من الكنيس اليهودي؛ لأنه انتقد العقائد الدينيّة والكتب المقدّسة، لكن نقده لم يكن موجّهاً ضدّ الشعور الدّيني والورع والتقوى الحقيقيين، بقدر ما كان يقصد به المؤسّسة الدّينية.

كان سبينوزا يحمّل ثلاثة أشخاص مصائب البشرية كلّها؛ فالأول ذلك الذي يرضى بوضعه البائس ويبقى أسير إنفعالاته الحزينة، ويلقّبه بــ العبد؛ والآخر من ينتحب ويتأسّى بسبب عواطف العبد الحزينة، وهو الكاهن؛ والثالث من يسعد ويفرح لضعف الإنسان وهونه وعجزه، ويغتنم الفرصة للسّطو على الأجسام والنّفوس، وبسط نفوذه على مجتمع العبيد، وهو الطاغية.

ويرى سبينوزا أن دواء هذه الحالات يكون بمحاربة الفكر الخرافي والقضاء عليه، ومنع رجال الدّين من إعادة نشره وتأجيجه، والفصل بين الدّين والدولة حتّى لا يطغى صاحب السلطة، ويتذرّع بالدّين، أو يطغى رجل الدّين، ويحتمي بالدولة.

إنّ سبينوزا لا ينكر الدّور الذي يؤديه الدّين الحقّ في بناء هويّة الجماعة سياسياً ودينياً، فالعقل والدّين يسعيان إلى الهدف نفسه؛ المتمثل في تنظيم حياة النّاس، لكن هناك حدوداً للعقل وحدوداً للدّين، وهي حدود موضوعية، حيث توجد صعوبة في العمل بتعاليمهما ومبادئهما، صعوبة عمليّة يشهد بها التاريخ وتقرّها التجربة، فما الحلّ إذاً؟ وعلام يقوم تصوّر سبينوزا لنظام الحياة في الدين والمجتمع ونظام الحكم في الدولة؟ .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

كانت علاقة سبينوزا بالمؤسسة الدينية علاقة مريبة، فبعد أن تبحّر في اللغة العبرية، وأصول اليهودية، وأعدّ نفسه للتقاليد الحاخامية، طُرد من الكنيس اليهودي؛ لأنه انتقد العقائد الدينيّة والكتب المقدّسة، لكن نقده لم يكن موجّهاً ضدّ الشعور الدّيني والورع والتقوى الحقيقيين، بقدر ما كان يقصد به المؤسّسة الدّينية.

كان سبينوزا يحمّل ثلاثة أشخاص مصائب البشرية كلّها؛ فالأول ذلك الذي يرضى بوضعه البائس ويبقى أسير إنفعالاته الحزينة، ويلقّبه بــ العبد؛ والآخر من ينتحب ويتأسّى بسبب عواطف العبد الحزينة، وهو الكاهن؛ والثالث من يسعد ويفرح لضعف الإنسان وهونه وعجزه، ويغتنم الفرصة للسّطو على الأجسام والنّفوس، وبسط نفوذه على مجتمع العبيد، وهو الطاغية.

ويرى سبينوزا أن دواء هذه الحالات يكون بمحاربة الفكر الخرافي والقضاء عليه، ومنع رجال الدّين من إعادة نشره وتأجيجه، والفصل بين الدّين والدولة حتّى لا يطغى صاحب السلطة، ويتذرّع بالدّين، أو يطغى رجل الدّين، ويحتمي بالدولة.

إنّ سبينوزا لا ينكر الدّور الذي يؤديه الدّين الحقّ في بناء هويّة الجماعة سياسياً ودينياً، فالعقل والدّين يسعيان إلى الهدف نفسه؛ المتمثل في تنظيم حياة النّاس، لكن هناك حدوداً للعقل وحدوداً للدّين، وهي حدود موضوعية، حيث توجد صعوبة في العمل بتعاليمهما ومبادئهما، صعوبة عمليّة يشهد بها التاريخ وتقرّها التجربة، فما الحلّ إذاً؟ وعلام يقوم تصوّر سبينوزا لنظام الحياة في الدين والمجتمع ونظام الحكم في الدولة؟



نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة سبينوزا والكتاب المقدّس .. الدين والأخلاق والسياسة

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل سبينوزا والكتاب المقدّس .. الدين والأخلاق والسياسة
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
جلال الدين سعيد - Jalaluddin Saeed

كتب جلال الدين سعيد جلال الدين سعيد أستاذ تاريخ الفلسفة الغربية الحديثة في جامعة تونس. من مؤلفاته: (الأخلاق والإيثيقا عند سبينوزا)، (أبيقور: الرسائل والحكم)، (معجم المصطلحات والشواهد). من ترجماته: سبينوزا: (رسالة في إصلاح العقل)، سبينوزا: (علم الأخلاق).صدر له عن مؤسسة مؤمنون بلا حدود للنشر والتوزيع سنة 2017 كتاب: "سبينوزا والكتاب المقدّس" . ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ معجم مصطلحات الفلسفة ❝ ❞ سبينوزا والكتاب المقدّس .. الدين والأخلاق والسياسة ❝ ❱. المزيد..

كتب جلال الدين سعيد