❞ كتاب  دليل تربية الصبيان ❝  ⏤ شيريل ايروين

❞ كتاب دليل تربية الصبيان ❝ ⏤ شيريل ايروين

نبذة من الكتاب :


إنه صبيّ: هذه بشرى سارة للأهل، لكن ماذا بعد الفرحة الأولى، تربية الصبي مغامرة، خاصة في عالم اليوم! طبعاً كل الأهل يريدون تربية صبي يتمتع بالصحة قبل كل شيء ولكن أيضاً بالذكاء والمبادئ الراقية والأخلاق والقدرة على التواصل مع محيطه. كيف يتحقق هذا الحلم؟... في هذا الدليل العملي كل ما يحتاجه الأهل لتربية الصبي وتحضيره للحياة والحرية، لأن هذا هو دور الأهل في النهاية: إعداد أولادهم للإستقلالية. رافقوه بنجاح في كل مراحل حياته من الولادة وحتى يصبح رجلاً رائعاً، كل ما تحتاجونه: الكثير من الصبر والكثير من الحب، والكثير من المرح و... هذا الكتاب.

تربية الصبي تعتبر مغامرة.

وليست بالمغامرة السهلة خصوصًا هذه الأيام.

أي أهل قبل أن ينجبوا ولدًا يتوقعون توقعات معينة … أغلب هذه التوقعات تكون إيجابية .. وإلا لم يكونوا ليأخذوا هذا القرار.

يتوقعون مثلا من أطفالهم طفولة هادئة … يأكلون وينامون ويبتسمون فقط… هيئتهم نظيفة..الخ.

لكن الأمور لا تسير هكذا … الأهل بعد توقعاتهم هذه يجدون أنفسهم غارقين في فوضى التربية ... مشاكل يضع ابنهم نفسه فيها، وهم بالضرورة يتورطون معه؛ لأنهم مسؤولون عنه.

هنتكلم النهاردة عن نصائح للتربية؛ تربية الصبيان تحديدًا.

وخلينا نبدأ من الأول.

حين يحضر الصبي للحياة فأمام أهله مسطرة من الخيارات على الطريقة التي سيعاملوه بها - على طرفيها - اهتمام مبالغ فيه - أن يبالغوا في الاحتفاء به، والتدليل، ولا يجعلوه يتحمل أي مسؤولية..

وينسوا جعله يطور حس سليم لاحترام الذات، أو ينجح في بناء الصداقات والعلاقات، أو يواجه الحياة ويصبح رجلًا فعلًا.

فيكبر أنانيًا يرغب في كل شيء لنفسه.

أما الطرف الثاني للمسطرة؛ أن يهملوه، ولا يفهموا ما يريد، ولا يربوه بطريقة تناسبه - يتجاهلوه بشكل مبالغ فيه

خلينا نقول النهاردة أنك لكي تربي ابنك تربية منظبطة - فأنت بحاجة لتكون في الوسط ما بينهم.

ولو سنختصر محتوى الحلقة في جملة واحدة فهي أن - الطفل بحاجة لجذور وأجنحة - ومهمة الأهل أن يعطوا الولد جذور وأجنحة -

جذور؛ لكي يعرف دائمًا أن بإمكانه الرجوع لبيته، ويجد الحب والتقدير والراحة، وأجنحة لكي يطير ويستقل بحياته.

لنبدأ بأول محور من محاور التربية:

تحضير نفسك لتربية ابنك.
لطفل، أي طفل يولد بصفات واستعدادات خاصة به.

إن كان والده مدمنًا للمخدرات، فتوقعوا أن الطفل سيولد باستعداد للإدمان.

وبحسب البيئة التي سيخرج فيها، وبحسب اختياره: ستكون النتيجة.

إما يكون مدمن هو أيضًا، أو غير مدمن.

لذلك من المهم معرفة: أن تجاربك وخبراتك وتصرفاتك الحالية بشكل أو آخر ستنتقل لابنك، وتأثر عليه.

حتى البيئة التي سيعيش فيها، وطريقتكم ستأثر فيه.

لذلك من الحاجات القيمة التي بإمكانكم أن تقوموا بها كأب وأم:

تخصيص بعض الوقت لفهم تجاربكم الخاصة، وقراراتكم.

انظروا للعائلة التي نشأتم فيها، وطريقة التواصل فيها، وما القواعد التي كانت موجودة وأثرها عليكم، وما الأثر التي تركته طفولتكم على حياتكم الحالية؟

وهذه نقطة مهمة جدا … الأهل الذين يتمكنوا من التفاهم مع ماضيهم، ويمتلكوا (سرد مناسب) لسنوات طفولتهم ويفهمون تأثيرها الحالي عليهم (وعلى أولادهم فيما بعد) هم الأهل المحضرين بشكل أفضل لإقامة علاقات سليمة وصحيحة مع أولادهم. ويابخت ولادهم بيهم.

بخلاف الأهل الذين يعيشون في الإنكار، أو لا يعرفون ما حصل لهم، أو ما يتصرفون به حاليًا ما أساسه!

لو عشتِ طفولة صعبة مثلًا: أفضل ما تقدميه لابنك أن تفهمي وتعالجي أي مسائل ما زالت موجودة من ماضيكِ.

وكما شكل والديكم تجاربكم الأولى والتي ما زالت آثارها مستمرة للآن، فأنتم ستشكلوا تجارب أبنائكم.

اتفقوا على قواعد البيت سويًا.
ليس من الصائب أن ينفرد والد بوضع القواعد ويكسرها الآخر، أو يتجاوزها؛ لأن هذا سيجعل شخصية الطفل غير منضبطة.

وليس من الصائب أن تسير قواعد على ولد والآخر لا؛ لأن هذا يخلق فجوات في شخصية الأولاد.

وكلما وضعت هذه القواعد مبكرًا وسار المنزل عليها كان أفضل. وفرق هذا جدا في التربية.

اعرفوا ما هي احتياجات الطفل، وكيف تعاملوه بشكلٍ صحيح.
اعرفوا ما هي احتياجات الطفل؟

* الحب مثلًا وحده غير كاف.

بالأساس هناك 5 لغات للحب، اعرفي لغة حبك ابنك وخاطبيه بيها.

وطالما نتكلم عن الحب فمن المهم أن تفهمي أن حبك له وتلبية رغباته بشكل مفرط، أو منعها عنه (باسم الحب) أيضًا غير كاف.

الحب يكون فعال حين يكون ممزوجًا بالحكمة وبمهارات تربوية فعالة، وبالقدرة على التفكير في النتائج طويلة الأمد لقراراتنا.

وإن كان هذا فأنتِ لا تفيديه بحبك كما تعتقدين.

أيضًا من ضمن احتياجات الطفل مثلا أن:

* احتياجه أن ينتمي لكم.

وهذا حق له، لا تفضل منكم عليه.

لا يصح أن يعاقبكم أحده بمنع الحب عنه، أو بعدم المساندة، أو يتخلى عنه، الطفل ينبغي أن يكون له مكان بينكم. مهما حصل ومهما تصرف.

ينبغي أن يشعر أنه مقبول بدون قيد أو شرط، وأنه محبوب على الرغم من سلوكه الصعب أحيانًا.

وينبغي أن يشغر أنه غير مضطر للقيام بشيء كي يحصل على حبكم.

ينبغي أن تتم معاملته على أنه مهم في ذاته، ومقبول بذاته، واختياراته (أيًا كانت) مهمة حتى لو سنعدل عليها، أو نرشده لشيء على خلافها فيها مصلحته.

من ضمن الطرق التي بإمكانك مساعدة ابنك على تنمية إحساس سليم وصحي بالانتماء والأهمية. هي … التشجيع، والاستماع له، وأن يكون لكم وقت خاص بكم يوميًا تتكلمون فيه، وتعليمه المهارات التي بحاجة لها.

وبخلاف الشائع: فالولد بحاجة لحنان وحب واهتمام وانتباه أكثر من البنت. ولأنه لا يعبر عن مشاعره بنفس حجمها؛ فلا يظهر عليه.

معرفة المعتقدات التي وراء سلوكياته.
الأهل … كل الأهل ينفقوا الكثير جدًا على محاولة تشكيل وتغيير سلوك الولد، بالإضافة لمحاولات السيطرة على ما يقوم به الطفل: كالعقاب أو المكافأة، أو الحرمان من امتيازات أو ممتلكات.

لكن من البداية لو فهموا معتقدات الولد التي تقف وراء سلوكه وما يقوم به، سيوفرون وقتًا ومجهودًا كبيرًا جدًا.

مثلا هذا الطفل لا تهتم به والدته، وهو يريد لفت انتباهها؛ فسيسكب العصير أو الأكل على الأرض، ويفرح بهذا، ويرغب منها أن تنتبه له وتشجعه.

ما ردة الفعل الطبيعية؟

ستصرخ.

هنا الولد في الوقت الذي يرغب فيه بالشعور بالانتماء والأهمية وأنه موجود وهناك من ينتبه له: شعر بعكس هذا تمامًا من رد فعلها … هي تعلمه أنه ينبغي أن يكبت رغباته ومشاعره، وألا يعبر عن احتياجاته أو يطلبها ولو بشكل غير مباشر.

ودا غير صحي أبدا في التربية.

فانتبهوا إلى أنه في أوقات كثيرة سلوك الأولاد يكون مضلل أو غير مباشر.

هما لا يعرفون بعد كيف يعبرون عن احتياجاتهم، وهنا الدور الفعال للأهل، أن يبحثوا عن المعتقدات الكامنة وراء سلوكيات أطفالهم، وأن يحلوا معهم المشكلات التي يواجهونها.

مثلا الطفل الذي سكب العصير على الأرض أو الطعام، إن لم تنتبه له والدته، وأعطته الاهتمام الذي يحتاجه = سيخترع طرقًا جديدة للفت انتباهها.

هو لا يقصد التصرف بشكل سيئ = لكنه تعلم أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي بإمكانها لفت انتباه والدته بها.

فيكون بالنسبة له غضبها أفضل من أن تتجاهله.

وإن كانت والدته مشغولة عنه في البيت أو مع إخواته، وفي نفس الوقت لا ترغب في تجاهله، أو تدع الموقف يمر بدون أن توصل له رسالة أنه مهم فعلًا (لا كما يعتقد هو) وأنه غير مضطر لفعل هذا؛ لكي يلفت انتباهها: ما الذي تقوم به؟

أول وأهم شيء: أن تجلس معا فعلًا وتهتم به، بعيدًا عن هذا الموقف.

يكون لهم وقت يوميًا هو مركز الاهتمام فيه، يجلسوا بدون مصلحة بدون تلفزيون أو مذاكرة، ويتواصلا سويًا.

يكون بينهما تواصل بصري مباشر، وتعرفه أنه مهتمة بأمره، وترغب في معرفة ما الذي يفكر فيه، أو ما الذي قام به، أو ما الذي يرغب في عمله، أو بم يشعر.

ثانيًا: تجعله يفهم أن هناك أوقات ستكون هي فيها مشغولة عنه.

مشغولة بمذاكرة، بأعمال البيت، بإخوته، وتطلب منه يساعدها.

يساعدها بشيء يناسب سنه.

أن ينظف غرفته مثلًا.

أو يلعب مع أخيه الصغير.

أو يرتبا غرفة المكتب سوا؛ لكي تذاكر.

ثالثًا: تسأله إذا ما كان لديه أفكار لأشياء يقوم بها في الوقت الذي ستكون فيه مشغولة عنه؟

يقرأ قصة مثلًا، يلعب بالألعاب بتاعته. في الوقت اللي ماما هتكون مشغولة عنه.

رابعًا: أن تضع حدودًا لكل شيء.

فلا يستهلك عمل المنزل مثلًا كل وقتها، وحينها تستطيع أن تهتم بأولادها.

الموازنة ستجعل الولد يشعر بالأمان، وخصوصًا إن كان له وقت خاص بيه، كما قلنا في رقم واحد.

خامسًا: استخدام الساعة لتعليمه الصبر.

حين تذاكري مثلًا توقعي الوقت الذي ستستهلكيه تقريبًا، وأخبريه حين ينتهي هذا الوقت نبهني لكي نجلس سويًا.

وبهذا يكون الولد تعلم الصبر وانشغل بالساعة.

التعامل بلطف وحزم في نفس الوقت.
هناك سوء تفاهم منتشر … وهو أن الأولاد بإمكانهم أن يتقبلوا الخشونة في التعامل … وأنها محببة أيضًا.

لكن هذا خطأ … ليس لأنه ولد فيحق لأي شخص معاملته بخشونة؛ ليكون رجلًا.

بإمكانه أن يكون رجلًا بالمعاملة الحسنة، واستخدام اللطف والحزم في نفس الوقت.

ولو رغبت في القسوة عليه فيكون هذا بالحزم لا الخشونة …

فبدلًا من التحكمات والتصرفات القاسية أو الإهمال بإمكاننا استخدام اللطف والحزم معًا.

الحزم معناه استخدام مبادئ التربية المناسبة بثقة.

واللطف معناه أن تحافظ على كرامتك واحترامك لذاتك/ ولطفلك وأنت تستخدم هذه المبادئ.

بمعنى آخر: اللطف يظهر الاحترام لإنسانية ابنك، لكن الحزم يظهر احترامك لذاتك، ولمتطلبات الموقف.

أهمية دور الأب.
يتعلم الولد من والده (الرجولة) وكيف تكون، حتى بدون أن يدرك هذا.

لكن لدينا هنا تحدٍ يواجه الوالد إن أراد أن يشارك بشكل فعالٍ ومفيدٍ أكثر في تربية الولد … هذا التحدي بسبب ظروف العمل أو طبيعة التربية والتعامل مع الطفل وهذا ما أصبحنا نرى أنه من اختصاص المرأة فقط.

بالإضافة لتحدٍ أصعب وهو (التعبير عن الحب بطريقة بإمكان الابن أن يسمعها ويشعر بها).

والسبب: أن الآباء لا يعرفون كيف يتواصلون مع أبنائهم أو كيف يقيمون روابط معهم؟

ويجدوا صعوبة في التفكير بلغة الحب، أو في التعبير عن الحب الذي يحملوه في قلوبهم لأولادهم. ويميلون للتعامل بما اعتادوا على التعامل به مع الرجال الآخرين، وهو التنافس والسيطرة والانتقاد.

وفي الوقت الذي يفترض أن تكون علاقة الأب بابنه أنها تحتوي على الدفء والعاطفة، نجد الآباء يبتعدون عن أولادهم.

دعني أخبرك أكثر من طريقة تتمكن من خلالها كأب استخدامها للتعبير عن عاطفتك وحبك لأولادك.

١-اللعب.

أن تقضوا وقتًا سويًا وتخرجوا وتضحكوا = وهذه من أفضل الطرق لإقامة رابطة قوية مع ابنك الذي يكبر.

من الممكن أن تقرأوا سويًا، تجريا سويًا، تبنوا قلعة من الرمل، تلعبا.

بإمكانك جعله يشاركك النشاطات التي تحب القيام بها، كالصيد مثلًا.

وبإمكانك أيضًا محاولة معرفة ما يحب ؛ وتقوما به سويًا.

٢- التعبير عن الحب بالأفعال.

النظرة الدافئة، اللمسة اللطيفة، الهدية، الحضن، بإمكانهم أن يوصلوا لابنك إحساس أنك تفهم ما يمر به، وما يشعر به.

حتى لو لم تتكلم، أو تسأل، فهو سيفهم ويدرك أنك منتبه.

طرق التعبير غير الكلامية ستفتح الباب أحيانًا للحوار والتفاهم وحل المشاكل. لو انتبهت لمشاعرك ومشاعر ابنك بإمكانك إيجاد طرق لبناء رابط قوي بينكم يستمر مدى الحياة.

٣- القبول والتفهم.

والمصادقة على مشاعر الطفل.

أن تفهم مشاعره وتجربته التي مر بها، وتقبلها.

تجده مثلًا يشعر بالحزن من ابتعاد صديقه عنه، فتقول:

(دا موقف صعب فعلًا، أنا حاسس بيك).

(لو مكانك كنت هزعل).

وهذا بدلًا من قول:

(دا موقف مش مستاهل).

أو تخبره بحل، كالبحث عن صديق غيره.

أيضًا بإمكانك دعم الولد بالتراجع قليلًا والسماح لوالدته بالمشاركة في تربيته والاستفادة من دعمها له.

امنحه الإذن بأن يشعر أنه مقرب من والدته، وأنه يحتاج إليها.

قد يكون هذا واضحًا جدًا، لكن أحيانًا الآباء يجعلوا الأبناء يشعرون بالخزي لمجرد أنهم يرغبون في عناقٍ مثلًا من والدتهم.

كمان ادعم والدته حين تؤدبه، أو توقع عليه عقاب.

وعامل والدته باحترام … ابذل جهد كبير وواعي في التكلم والمناقشة باحترام حتى حين تختلفوا في الرأي.

وتجنب انتقادها أمامه.

لأن ابنك سيتعلم منك كيف يحترم النساء في الحياة من طريق معاملتك لوالدته.

انتبه لهذا.

أهمية دور الأم.
كما يستفيد الولد من وجود أب قوي يسانده ويرعاه، في الوقت نفسه يستفيد من وجود أم قوية تسانده وترعاه.

الأمهات هم من يعلمون أولادهم كيف يحبون بشكل كامل وحر، وهم من يقدمون لهم الدروس الأولى في قوة التواصل والارتباط.

الأولاد يتعلمون من أمهاتهم الحب والثقة، وبتأمين الأم لهم يكبر الولد في قاعدة آمنة ومحبة، ويتكون لديه الشعور باحترام الذات والانتماء وأنه مهم.

الأم عليها دور كبير جدًا في تربية ابنها … والتربية هنا معناها إيجاد توازن بين القرب والبعد، الدعم ومنح الحرية، اللطف والحزم.

وبالتوازن في تقديم الدعم والتراجع لمنح الطفل الاستقلال والتعلم من تجاربه؛ يكون لدينا إنسان سوي خرج للدنيا.
شيريل ايروين - ❰ لها مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ دليل تربية الصبيان ❝ الناشرين : ❞ دار الفراشة للطباعة والنشر ❝ ❱
من التربية والسلوك - مكتبة كتب الأسرة والتربية الطبخ والديكور.


اقتباسات من كتاب دليل تربية الصبيان

نبذة عن الكتاب:
دليل تربية الصبيان

2012م - 1446هـ
نبذة من الكتاب :


إنه صبيّ: هذه بشرى سارة للأهل، لكن ماذا بعد الفرحة الأولى، تربية الصبي مغامرة، خاصة في عالم اليوم! طبعاً كل الأهل يريدون تربية صبي يتمتع بالصحة قبل كل شيء ولكن أيضاً بالذكاء والمبادئ الراقية والأخلاق والقدرة على التواصل مع محيطه. كيف يتحقق هذا الحلم؟... في هذا الدليل العملي كل ما يحتاجه الأهل لتربية الصبي وتحضيره للحياة والحرية، لأن هذا هو دور الأهل في النهاية: إعداد أولادهم للإستقلالية. رافقوه بنجاح في كل مراحل حياته من الولادة وحتى يصبح رجلاً رائعاً، كل ما تحتاجونه: الكثير من الصبر والكثير من الحب، والكثير من المرح و... هذا الكتاب.

تربية الصبي تعتبر مغامرة.

وليست بالمغامرة السهلة خصوصًا هذه الأيام.

أي أهل قبل أن ينجبوا ولدًا يتوقعون توقعات معينة … أغلب هذه التوقعات تكون إيجابية .. وإلا لم يكونوا ليأخذوا هذا القرار.

يتوقعون مثلا من أطفالهم طفولة هادئة … يأكلون وينامون ويبتسمون فقط… هيئتهم نظيفة..الخ.

لكن الأمور لا تسير هكذا … الأهل بعد توقعاتهم هذه يجدون أنفسهم غارقين في فوضى التربية ... مشاكل يضع ابنهم نفسه فيها، وهم بالضرورة يتورطون معه؛ لأنهم مسؤولون عنه.

هنتكلم النهاردة عن نصائح للتربية؛ تربية الصبيان تحديدًا.

وخلينا نبدأ من الأول.

حين يحضر الصبي للحياة فأمام أهله مسطرة من الخيارات على الطريقة التي سيعاملوه بها - على طرفيها - اهتمام مبالغ فيه - أن يبالغوا في الاحتفاء به، والتدليل، ولا يجعلوه يتحمل أي مسؤولية..

وينسوا جعله يطور حس سليم لاحترام الذات، أو ينجح في بناء الصداقات والعلاقات، أو يواجه الحياة ويصبح رجلًا فعلًا.

فيكبر أنانيًا يرغب في كل شيء لنفسه.

أما الطرف الثاني للمسطرة؛ أن يهملوه، ولا يفهموا ما يريد، ولا يربوه بطريقة تناسبه - يتجاهلوه بشكل مبالغ فيه

خلينا نقول النهاردة أنك لكي تربي ابنك تربية منظبطة - فأنت بحاجة لتكون في الوسط ما بينهم.

ولو سنختصر محتوى الحلقة في جملة واحدة فهي أن - الطفل بحاجة لجذور وأجنحة - ومهمة الأهل أن يعطوا الولد جذور وأجنحة -

جذور؛ لكي يعرف دائمًا أن بإمكانه الرجوع لبيته، ويجد الحب والتقدير والراحة، وأجنحة لكي يطير ويستقل بحياته.

لنبدأ بأول محور من محاور التربية:

تحضير نفسك لتربية ابنك.
لطفل، أي طفل يولد بصفات واستعدادات خاصة به.

إن كان والده مدمنًا للمخدرات، فتوقعوا أن الطفل سيولد باستعداد للإدمان.

وبحسب البيئة التي سيخرج فيها، وبحسب اختياره: ستكون النتيجة.

إما يكون مدمن هو أيضًا، أو غير مدمن.

لذلك من المهم معرفة: أن تجاربك وخبراتك وتصرفاتك الحالية بشكل أو آخر ستنتقل لابنك، وتأثر عليه.

حتى البيئة التي سيعيش فيها، وطريقتكم ستأثر فيه.

لذلك من الحاجات القيمة التي بإمكانكم أن تقوموا بها كأب وأم:

تخصيص بعض الوقت لفهم تجاربكم الخاصة، وقراراتكم.

انظروا للعائلة التي نشأتم فيها، وطريقة التواصل فيها، وما القواعد التي كانت موجودة وأثرها عليكم، وما الأثر التي تركته طفولتكم على حياتكم الحالية؟

وهذه نقطة مهمة جدا … الأهل الذين يتمكنوا من التفاهم مع ماضيهم، ويمتلكوا (سرد مناسب) لسنوات طفولتهم ويفهمون تأثيرها الحالي عليهم (وعلى أولادهم فيما بعد) هم الأهل المحضرين بشكل أفضل لإقامة علاقات سليمة وصحيحة مع أولادهم. ويابخت ولادهم بيهم.

بخلاف الأهل الذين يعيشون في الإنكار، أو لا يعرفون ما حصل لهم، أو ما يتصرفون به حاليًا ما أساسه!

لو عشتِ طفولة صعبة مثلًا: أفضل ما تقدميه لابنك أن تفهمي وتعالجي أي مسائل ما زالت موجودة من ماضيكِ.

وكما شكل والديكم تجاربكم الأولى والتي ما زالت آثارها مستمرة للآن، فأنتم ستشكلوا تجارب أبنائكم.

اتفقوا على قواعد البيت سويًا.
ليس من الصائب أن ينفرد والد بوضع القواعد ويكسرها الآخر، أو يتجاوزها؛ لأن هذا سيجعل شخصية الطفل غير منضبطة.

وليس من الصائب أن تسير قواعد على ولد والآخر لا؛ لأن هذا يخلق فجوات في شخصية الأولاد.

وكلما وضعت هذه القواعد مبكرًا وسار المنزل عليها كان أفضل. وفرق هذا جدا في التربية.

اعرفوا ما هي احتياجات الطفل، وكيف تعاملوه بشكلٍ صحيح.
اعرفوا ما هي احتياجات الطفل؟

* الحب مثلًا وحده غير كاف.

بالأساس هناك 5 لغات للحب، اعرفي لغة حبك ابنك وخاطبيه بيها.

وطالما نتكلم عن الحب فمن المهم أن تفهمي أن حبك له وتلبية رغباته بشكل مفرط، أو منعها عنه (باسم الحب) أيضًا غير كاف.

الحب يكون فعال حين يكون ممزوجًا بالحكمة وبمهارات تربوية فعالة، وبالقدرة على التفكير في النتائج طويلة الأمد لقراراتنا.

وإن كان هذا فأنتِ لا تفيديه بحبك كما تعتقدين.

أيضًا من ضمن احتياجات الطفل مثلا أن:

* احتياجه أن ينتمي لكم.

وهذا حق له، لا تفضل منكم عليه.

لا يصح أن يعاقبكم أحده بمنع الحب عنه، أو بعدم المساندة، أو يتخلى عنه، الطفل ينبغي أن يكون له مكان بينكم. مهما حصل ومهما تصرف.

ينبغي أن يشعر أنه مقبول بدون قيد أو شرط، وأنه محبوب على الرغم من سلوكه الصعب أحيانًا.

وينبغي أن يشغر أنه غير مضطر للقيام بشيء كي يحصل على حبكم.

ينبغي أن تتم معاملته على أنه مهم في ذاته، ومقبول بذاته، واختياراته (أيًا كانت) مهمة حتى لو سنعدل عليها، أو نرشده لشيء على خلافها فيها مصلحته.

من ضمن الطرق التي بإمكانك مساعدة ابنك على تنمية إحساس سليم وصحي بالانتماء والأهمية. هي … التشجيع، والاستماع له، وأن يكون لكم وقت خاص بكم يوميًا تتكلمون فيه، وتعليمه المهارات التي بحاجة لها.

وبخلاف الشائع: فالولد بحاجة لحنان وحب واهتمام وانتباه أكثر من البنت. ولأنه لا يعبر عن مشاعره بنفس حجمها؛ فلا يظهر عليه.

معرفة المعتقدات التي وراء سلوكياته.
الأهل … كل الأهل ينفقوا الكثير جدًا على محاولة تشكيل وتغيير سلوك الولد، بالإضافة لمحاولات السيطرة على ما يقوم به الطفل: كالعقاب أو المكافأة، أو الحرمان من امتيازات أو ممتلكات.

لكن من البداية لو فهموا معتقدات الولد التي تقف وراء سلوكه وما يقوم به، سيوفرون وقتًا ومجهودًا كبيرًا جدًا.

مثلا هذا الطفل لا تهتم به والدته، وهو يريد لفت انتباهها؛ فسيسكب العصير أو الأكل على الأرض، ويفرح بهذا، ويرغب منها أن تنتبه له وتشجعه.

ما ردة الفعل الطبيعية؟

ستصرخ.

هنا الولد في الوقت الذي يرغب فيه بالشعور بالانتماء والأهمية وأنه موجود وهناك من ينتبه له: شعر بعكس هذا تمامًا من رد فعلها … هي تعلمه أنه ينبغي أن يكبت رغباته ومشاعره، وألا يعبر عن احتياجاته أو يطلبها ولو بشكل غير مباشر.

ودا غير صحي أبدا في التربية.

فانتبهوا إلى أنه في أوقات كثيرة سلوك الأولاد يكون مضلل أو غير مباشر.

هما لا يعرفون بعد كيف يعبرون عن احتياجاتهم، وهنا الدور الفعال للأهل، أن يبحثوا عن المعتقدات الكامنة وراء سلوكيات أطفالهم، وأن يحلوا معهم المشكلات التي يواجهونها.

مثلا الطفل الذي سكب العصير على الأرض أو الطعام، إن لم تنتبه له والدته، وأعطته الاهتمام الذي يحتاجه = سيخترع طرقًا جديدة للفت انتباهها.

هو لا يقصد التصرف بشكل سيئ = لكنه تعلم أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي بإمكانها لفت انتباه والدته بها.

فيكون بالنسبة له غضبها أفضل من أن تتجاهله.

وإن كانت والدته مشغولة عنه في البيت أو مع إخواته، وفي نفس الوقت لا ترغب في تجاهله، أو تدع الموقف يمر بدون أن توصل له رسالة أنه مهم فعلًا (لا كما يعتقد هو) وأنه غير مضطر لفعل هذا؛ لكي يلفت انتباهها: ما الذي تقوم به؟

أول وأهم شيء: أن تجلس معا فعلًا وتهتم به، بعيدًا عن هذا الموقف.

يكون لهم وقت يوميًا هو مركز الاهتمام فيه، يجلسوا بدون مصلحة بدون تلفزيون أو مذاكرة، ويتواصلا سويًا.

يكون بينهما تواصل بصري مباشر، وتعرفه أنه مهتمة بأمره، وترغب في معرفة ما الذي يفكر فيه، أو ما الذي قام به، أو ما الذي يرغب في عمله، أو بم يشعر.

ثانيًا: تجعله يفهم أن هناك أوقات ستكون هي فيها مشغولة عنه.

مشغولة بمذاكرة، بأعمال البيت، بإخوته، وتطلب منه يساعدها.

يساعدها بشيء يناسب سنه.

أن ينظف غرفته مثلًا.

أو يلعب مع أخيه الصغير.

أو يرتبا غرفة المكتب سوا؛ لكي تذاكر.

ثالثًا: تسأله إذا ما كان لديه أفكار لأشياء يقوم بها في الوقت الذي ستكون فيه مشغولة عنه؟

يقرأ قصة مثلًا، يلعب بالألعاب بتاعته. في الوقت اللي ماما هتكون مشغولة عنه.

رابعًا: أن تضع حدودًا لكل شيء.

فلا يستهلك عمل المنزل مثلًا كل وقتها، وحينها تستطيع أن تهتم بأولادها.

الموازنة ستجعل الولد يشعر بالأمان، وخصوصًا إن كان له وقت خاص بيه، كما قلنا في رقم واحد.

خامسًا: استخدام الساعة لتعليمه الصبر.

حين تذاكري مثلًا توقعي الوقت الذي ستستهلكيه تقريبًا، وأخبريه حين ينتهي هذا الوقت نبهني لكي نجلس سويًا.

وبهذا يكون الولد تعلم الصبر وانشغل بالساعة.

التعامل بلطف وحزم في نفس الوقت.
هناك سوء تفاهم منتشر … وهو أن الأولاد بإمكانهم أن يتقبلوا الخشونة في التعامل … وأنها محببة أيضًا.

لكن هذا خطأ … ليس لأنه ولد فيحق لأي شخص معاملته بخشونة؛ ليكون رجلًا.

بإمكانه أن يكون رجلًا بالمعاملة الحسنة، واستخدام اللطف والحزم في نفس الوقت.

ولو رغبت في القسوة عليه فيكون هذا بالحزم لا الخشونة …

فبدلًا من التحكمات والتصرفات القاسية أو الإهمال بإمكاننا استخدام اللطف والحزم معًا.

الحزم معناه استخدام مبادئ التربية المناسبة بثقة.

واللطف معناه أن تحافظ على كرامتك واحترامك لذاتك/ ولطفلك وأنت تستخدم هذه المبادئ.

بمعنى آخر: اللطف يظهر الاحترام لإنسانية ابنك، لكن الحزم يظهر احترامك لذاتك، ولمتطلبات الموقف.

أهمية دور الأب.
يتعلم الولد من والده (الرجولة) وكيف تكون، حتى بدون أن يدرك هذا.

لكن لدينا هنا تحدٍ يواجه الوالد إن أراد أن يشارك بشكل فعالٍ ومفيدٍ أكثر في تربية الولد … هذا التحدي بسبب ظروف العمل أو طبيعة التربية والتعامل مع الطفل وهذا ما أصبحنا نرى أنه من اختصاص المرأة فقط.

بالإضافة لتحدٍ أصعب وهو (التعبير عن الحب بطريقة بإمكان الابن أن يسمعها ويشعر بها).

والسبب: أن الآباء لا يعرفون كيف يتواصلون مع أبنائهم أو كيف يقيمون روابط معهم؟

ويجدوا صعوبة في التفكير بلغة الحب، أو في التعبير عن الحب الذي يحملوه في قلوبهم لأولادهم. ويميلون للتعامل بما اعتادوا على التعامل به مع الرجال الآخرين، وهو التنافس والسيطرة والانتقاد.

وفي الوقت الذي يفترض أن تكون علاقة الأب بابنه أنها تحتوي على الدفء والعاطفة، نجد الآباء يبتعدون عن أولادهم.

دعني أخبرك أكثر من طريقة تتمكن من خلالها كأب استخدامها للتعبير عن عاطفتك وحبك لأولادك.

١-اللعب.

أن تقضوا وقتًا سويًا وتخرجوا وتضحكوا = وهذه من أفضل الطرق لإقامة رابطة قوية مع ابنك الذي يكبر.

من الممكن أن تقرأوا سويًا، تجريا سويًا، تبنوا قلعة من الرمل، تلعبا.

بإمكانك جعله يشاركك النشاطات التي تحب القيام بها، كالصيد مثلًا.

وبإمكانك أيضًا محاولة معرفة ما يحب ؛ وتقوما به سويًا.

٢- التعبير عن الحب بالأفعال.

النظرة الدافئة، اللمسة اللطيفة، الهدية، الحضن، بإمكانهم أن يوصلوا لابنك إحساس أنك تفهم ما يمر به، وما يشعر به.

حتى لو لم تتكلم، أو تسأل، فهو سيفهم ويدرك أنك منتبه.

طرق التعبير غير الكلامية ستفتح الباب أحيانًا للحوار والتفاهم وحل المشاكل. لو انتبهت لمشاعرك ومشاعر ابنك بإمكانك إيجاد طرق لبناء رابط قوي بينكم يستمر مدى الحياة.

٣- القبول والتفهم.

والمصادقة على مشاعر الطفل.

أن تفهم مشاعره وتجربته التي مر بها، وتقبلها.

تجده مثلًا يشعر بالحزن من ابتعاد صديقه عنه، فتقول:

(دا موقف صعب فعلًا، أنا حاسس بيك).

(لو مكانك كنت هزعل).

وهذا بدلًا من قول:

(دا موقف مش مستاهل).

أو تخبره بحل، كالبحث عن صديق غيره.

أيضًا بإمكانك دعم الولد بالتراجع قليلًا والسماح لوالدته بالمشاركة في تربيته والاستفادة من دعمها له.

امنحه الإذن بأن يشعر أنه مقرب من والدته، وأنه يحتاج إليها.

قد يكون هذا واضحًا جدًا، لكن أحيانًا الآباء يجعلوا الأبناء يشعرون بالخزي لمجرد أنهم يرغبون في عناقٍ مثلًا من والدتهم.

كمان ادعم والدته حين تؤدبه، أو توقع عليه عقاب.

وعامل والدته باحترام … ابذل جهد كبير وواعي في التكلم والمناقشة باحترام حتى حين تختلفوا في الرأي.

وتجنب انتقادها أمامه.

لأن ابنك سيتعلم منك كيف يحترم النساء في الحياة من طريق معاملتك لوالدته.

انتبه لهذا.

أهمية دور الأم.
كما يستفيد الولد من وجود أب قوي يسانده ويرعاه، في الوقت نفسه يستفيد من وجود أم قوية تسانده وترعاه.

الأمهات هم من يعلمون أولادهم كيف يحبون بشكل كامل وحر، وهم من يقدمون لهم الدروس الأولى في قوة التواصل والارتباط.

الأولاد يتعلمون من أمهاتهم الحب والثقة، وبتأمين الأم لهم يكبر الولد في قاعدة آمنة ومحبة، ويتكون لديه الشعور باحترام الذات والانتماء وأنه مهم.

الأم عليها دور كبير جدًا في تربية ابنها … والتربية هنا معناها إيجاد توازن بين القرب والبعد، الدعم ومنح الحرية، اللطف والحزم.

وبالتوازن في تقديم الدعم والتراجع لمنح الطفل الاستقلال والتعلم من تجاربه؛ يكون لدينا إنسان سوي خرج للدنيا. .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

نبذة من الكتاب :


إنه صبيّ: هذه بشرى سارة للأهل، لكن ماذا بعد الفرحة الأولى، تربية الصبي مغامرة، خاصة في عالم اليوم! طبعاً كل الأهل يريدون تربية صبي يتمتع بالصحة قبل كل شيء ولكن أيضاً بالذكاء والمبادئ الراقية والأخلاق والقدرة على التواصل مع محيطه. كيف يتحقق هذا الحلم؟... في هذا الدليل العملي كل ما يحتاجه الأهل لتربية الصبي وتحضيره للحياة والحرية، لأن هذا هو دور الأهل في النهاية: إعداد أولادهم للإستقلالية. رافقوه بنجاح في كل مراحل حياته من الولادة وحتى يصبح رجلاً رائعاً، كل ما تحتاجونه: الكثير من الصبر والكثير من الحب، والكثير من المرح و... هذا الكتاب.

تربية الصبي تعتبر مغامرة.

وليست بالمغامرة السهلة خصوصًا هذه الأيام.

أي أهل قبل أن ينجبوا ولدًا يتوقعون توقعات معينة … أغلب هذه التوقعات تكون إيجابية .. وإلا لم يكونوا ليأخذوا هذا القرار.

يتوقعون مثلا من أطفالهم طفولة هادئة … يأكلون وينامون ويبتسمون فقط… هيئتهم نظيفة..الخ.

لكن الأمور لا تسير هكذا … الأهل بعد توقعاتهم هذه يجدون أنفسهم غارقين في فوضى التربية ... مشاكل يضع ابنهم نفسه فيها، وهم بالضرورة يتورطون معه؛ لأنهم مسؤولون عنه.

هنتكلم النهاردة عن نصائح للتربية؛ تربية الصبيان تحديدًا.

وخلينا نبدأ من الأول.

حين يحضر الصبي للحياة فأمام أهله مسطرة من الخيارات على الطريقة التي سيعاملوه بها - على طرفيها - اهتمام مبالغ فيه - أن يبالغوا في الاحتفاء به، والتدليل، ولا يجعلوه يتحمل أي مسؤولية..

وينسوا جعله يطور حس سليم لاحترام الذات، أو ينجح في بناء الصداقات والعلاقات، أو يواجه الحياة ويصبح رجلًا فعلًا. 

فيكبر أنانيًا يرغب في كل شيء لنفسه.

أما الطرف الثاني للمسطرة؛ أن يهملوه، ولا يفهموا ما يريد، ولا يربوه بطريقة تناسبه - يتجاهلوه بشكل مبالغ فيه

خلينا نقول النهاردة أنك لكي تربي ابنك تربية منظبطة - فأنت بحاجة لتكون في الوسط ما بينهم.

ولو سنختصر محتوى الحلقة في جملة واحدة فهي أن - الطفل بحاجة لجذور وأجنحة - ومهمة الأهل أن يعطوا الولد جذور وأجنحة - 

جذور؛ لكي يعرف دائمًا أن بإمكانه الرجوع لبيته، ويجد الحب والتقدير والراحة، وأجنحة لكي يطير ويستقل بحياته.

لنبدأ بأول محور من محاور التربية:

تحضير نفسك لتربية ابنك.
لطفل، أي طفل يولد بصفات واستعدادات خاصة به.

إن كان والده مدمنًا للمخدرات، فتوقعوا أن الطفل سيولد باستعداد للإدمان.

وبحسب البيئة التي سيخرج فيها، وبحسب اختياره: ستكون النتيجة.

إما يكون مدمن هو أيضًا، أو غير مدمن.

لذلك من المهم معرفة: أن تجاربك وخبراتك وتصرفاتك الحالية بشكل أو آخر ستنتقل لابنك، وتأثر عليه.

حتى البيئة التي سيعيش فيها، وطريقتكم ستأثر فيه.

لذلك من الحاجات القيمة التي بإمكانكم أن تقوموا بها كأب وأم:

تخصيص بعض الوقت لفهم تجاربكم الخاصة، وقراراتكم.

انظروا للعائلة التي نشأتم فيها، وطريقة التواصل فيها، وما القواعد التي كانت موجودة وأثرها عليكم، وما الأثر التي تركته طفولتكم على حياتكم الحالية؟

وهذه نقطة مهمة جدا … الأهل الذين يتمكنوا من التفاهم مع ماضيهم، ويمتلكوا (سرد مناسب) لسنوات طفولتهم ويفهمون تأثيرها الحالي عليهم (وعلى أولادهم فيما بعد) هم الأهل المحضرين بشكل أفضل لإقامة علاقات سليمة وصحيحة مع أولادهم. ويابخت ولادهم بيهم.

بخلاف الأهل الذين يعيشون في الإنكار، أو لا يعرفون ما حصل لهم، أو ما يتصرفون به حاليًا ما أساسه!

لو عشتِ طفولة صعبة مثلًا: أفضل ما تقدميه لابنك أن تفهمي وتعالجي أي مسائل ما زالت موجودة من ماضيكِ.

وكما شكل والديكم تجاربكم الأولى والتي ما زالت آثارها مستمرة للآن، فأنتم ستشكلوا تجارب أبنائكم.

اتفقوا على قواعد البيت سويًا.
ليس من الصائب أن ينفرد والد بوضع القواعد ويكسرها الآخر، أو يتجاوزها؛ لأن هذا سيجعل شخصية الطفل غير منضبطة.

وليس من الصائب أن تسير قواعد على ولد والآخر لا؛ لأن هذا يخلق فجوات في شخصية الأولاد.

وكلما وضعت هذه القواعد مبكرًا وسار المنزل عليها كان أفضل. وفرق هذا جدا في التربية.

اعرفوا ما هي احتياجات الطفل، وكيف تعاملوه بشكلٍ صحيح.
اعرفوا ما هي احتياجات الطفل؟

* الحب مثلًا وحده غير كاف.

بالأساس هناك 5 لغات للحب، اعرفي لغة حبك ابنك وخاطبيه بيها.

وطالما نتكلم عن الحب فمن المهم أن تفهمي أن حبك له وتلبية رغباته بشكل مفرط، أو منعها عنه (باسم الحب) أيضًا غير كاف.

الحب يكون فعال حين يكون ممزوجًا بالحكمة وبمهارات تربوية فعالة، وبالقدرة على التفكير في النتائج طويلة الأمد لقراراتنا. 

وإن كان هذا فأنتِ لا تفيديه بحبك كما تعتقدين.

أيضًا من ضمن احتياجات الطفل مثلا أن:

* احتياجه أن ينتمي لكم.

وهذا حق له، لا تفضل منكم عليه.

لا يصح أن يعاقبكم أحده بمنع الحب عنه، أو بعدم المساندة، أو يتخلى عنه،  الطفل ينبغي أن يكون له مكان بينكم. مهما حصل ومهما تصرف.

ينبغي أن يشعر أنه مقبول بدون قيد أو شرط، وأنه محبوب على الرغم من سلوكه الصعب أحيانًا.

وينبغي أن يشغر أنه غير مضطر للقيام بشيء كي يحصل على حبكم.

ينبغي أن تتم معاملته على أنه مهم في ذاته، ومقبول بذاته، واختياراته (أيًا كانت) مهمة حتى لو سنعدل عليها، أو نرشده لشيء على خلافها فيها مصلحته.

من ضمن الطرق التي بإمكانك مساعدة ابنك على تنمية إحساس سليم وصحي بالانتماء والأهمية. هي … التشجيع، والاستماع له، وأن يكون لكم وقت خاص بكم يوميًا تتكلمون فيه، وتعليمه المهارات التي بحاجة لها.

وبخلاف الشائع: فالولد بحاجة لحنان وحب واهتمام وانتباه أكثر من البنت. ولأنه لا يعبر عن مشاعره بنفس حجمها؛ فلا يظهر عليه.

معرفة المعتقدات التي وراء سلوكياته.
الأهل … كل الأهل ينفقوا الكثير جدًا على محاولة تشكيل وتغيير سلوك الولد، بالإضافة لمحاولات السيطرة على ما يقوم به الطفل: كالعقاب أو المكافأة، أو الحرمان من امتيازات أو ممتلكات.

لكن من البداية لو فهموا معتقدات الولد التي تقف وراء سلوكه وما يقوم به، سيوفرون وقتًا ومجهودًا كبيرًا جدًا.

مثلا هذا الطفل لا تهتم به والدته، وهو يريد لفت انتباهها؛ فسيسكب العصير أو الأكل على الأرض، ويفرح بهذا، ويرغب منها أن تنتبه له وتشجعه.

ما ردة الفعل الطبيعية؟

ستصرخ.

هنا الولد في الوقت الذي يرغب فيه بالشعور بالانتماء والأهمية وأنه موجود وهناك من ينتبه له: شعر بعكس هذا تمامًا من رد فعلها … هي تعلمه أنه ينبغي أن  يكبت رغباته ومشاعره، وألا يعبر عن احتياجاته أو يطلبها ولو بشكل غير مباشر.

ودا غير صحي أبدا في التربية.

فانتبهوا إلى أنه في أوقات كثيرة سلوك الأولاد يكون مضلل أو غير مباشر.

 هما لا يعرفون بعد كيف يعبرون عن احتياجاتهم، وهنا الدور الفعال للأهل، أن يبحثوا عن المعتقدات الكامنة وراء سلوكيات أطفالهم، وأن يحلوا معهم المشكلات التي يواجهونها.

مثلا الطفل الذي سكب العصير على الأرض أو الطعام، إن لم تنتبه له والدته، وأعطته الاهتمام الذي يحتاجه = سيخترع طرقًا جديدة للفت انتباهها.

هو لا يقصد التصرف بشكل سيئ = لكنه تعلم أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي بإمكانها لفت انتباه والدته بها.

فيكون بالنسبة له غضبها أفضل من أن تتجاهله.

وإن كانت والدته مشغولة عنه في البيت أو مع إخواته، وفي نفس الوقت لا ترغب في تجاهله، أو تدع الموقف يمر بدون أن توصل له رسالة أنه مهم فعلًا (لا كما يعتقد هو) وأنه غير مضطر لفعل هذا؛ لكي يلفت انتباهها: ما الذي تقوم به؟

أول وأهم شيء: أن تجلس معا فعلًا وتهتم به، بعيدًا عن هذا الموقف.

يكون لهم وقت يوميًا هو مركز الاهتمام فيه، يجلسوا بدون مصلحة بدون تلفزيون أو مذاكرة، ويتواصلا سويًا.

يكون بينهما تواصل بصري مباشر، وتعرفه أنه مهتمة بأمره، وترغب في معرفة ما الذي يفكر فيه، أو ما الذي قام به، أو ما الذي يرغب في عمله، أو بم يشعر.

ثانيًا: تجعله يفهم أن هناك أوقات ستكون هي فيها مشغولة عنه.

مشغولة بمذاكرة، بأعمال البيت، بإخوته، وتطلب منه يساعدها.

يساعدها بشيء يناسب سنه.

أن ينظف غرفته مثلًا.

أو يلعب مع أخيه الصغير.

أو يرتبا غرفة المكتب سوا؛ لكي تذاكر.

ثالثًا: تسأله إذا ما كان لديه أفكار لأشياء يقوم بها في الوقت الذي ستكون فيه مشغولة عنه؟

يقرأ قصة مثلًا، يلعب بالألعاب بتاعته. في الوقت اللي ماما هتكون مشغولة عنه.

رابعًا: أن تضع حدودًا لكل شيء.

فلا يستهلك عمل المنزل مثلًا كل وقتها، وحينها تستطيع أن تهتم بأولادها.

الموازنة ستجعل الولد يشعر بالأمان، وخصوصًا إن كان له وقت خاص بيه، كما قلنا في رقم واحد.

خامسًا: استخدام الساعة لتعليمه الصبر.

حين تذاكري مثلًا توقعي الوقت الذي ستستهلكيه تقريبًا، وأخبريه حين ينتهي هذا الوقت نبهني لكي نجلس سويًا.

وبهذا يكون الولد تعلم الصبر وانشغل بالساعة.

التعامل بلطف وحزم في نفس الوقت.
هناك سوء تفاهم منتشر … وهو أن الأولاد بإمكانهم أن يتقبلوا الخشونة في التعامل … وأنها محببة أيضًا.

لكن هذا خطأ … ليس لأنه ولد فيحق لأي شخص معاملته بخشونة؛ ليكون رجلًا.

بإمكانه أن يكون رجلًا بالمعاملة الحسنة، واستخدام اللطف والحزم في نفس الوقت.

ولو رغبت في القسوة عليه فيكون هذا بالحزم لا الخشونة … 

فبدلًا من التحكمات والتصرفات القاسية أو الإهمال بإمكاننا استخدام اللطف والحزم معًا.

الحزم معناه استخدام مبادئ التربية المناسبة بثقة.

واللطف معناه أن تحافظ على كرامتك واحترامك لذاتك/ ولطفلك وأنت تستخدم هذه المبادئ.

بمعنى آخر: اللطف يظهر الاحترام لإنسانية ابنك، لكن الحزم يظهر احترامك لذاتك، ولمتطلبات الموقف.

أهمية دور الأب.
يتعلم الولد من والده (الرجولة) وكيف تكون، حتى بدون أن  يدرك هذا.

لكن لدينا هنا تحدٍ يواجه الوالد إن أراد أن يشارك بشكل فعالٍ ومفيدٍ أكثر في تربية الولد … هذا التحدي بسبب ظروف العمل أو طبيعة التربية والتعامل مع الطفل وهذا ما أصبحنا نرى أنه من اختصاص المرأة فقط.

بالإضافة لتحدٍ أصعب وهو (التعبير عن الحب بطريقة بإمكان الابن أن يسمعها ويشعر بها).

والسبب: أن الآباء لا يعرفون كيف يتواصلون مع أبنائهم أو كيف يقيمون روابط معهم؟

ويجدوا صعوبة في التفكير بلغة الحب، أو في التعبير عن الحب الذي يحملوه في قلوبهم لأولادهم. ويميلون للتعامل بما اعتادوا على التعامل به مع الرجال الآخرين، وهو التنافس والسيطرة والانتقاد.

وفي الوقت الذي يفترض أن تكون علاقة الأب بابنه أنها تحتوي على الدفء والعاطفة، نجد الآباء يبتعدون عن أولادهم.

دعني أخبرك أكثر من طريقة تتمكن من خلالها كأب استخدامها للتعبير عن عاطفتك وحبك لأولادك.

١-اللعب.

أن تقضوا وقتًا سويًا وتخرجوا وتضحكوا = وهذه من أفضل الطرق لإقامة رابطة قوية مع ابنك الذي يكبر. 

من الممكن أن تقرأوا سويًا، تجريا سويًا، تبنوا قلعة من الرمل، تلعبا.

بإمكانك جعله يشاركك النشاطات التي تحب القيام بها، كالصيد مثلًا. 

وبإمكانك أيضًا محاولة معرفة ما يحب ؛ وتقوما به سويًا.

٢- التعبير عن الحب بالأفعال.

النظرة الدافئة، اللمسة اللطيفة، الهدية، الحضن، بإمكانهم أن يوصلوا لابنك إحساس أنك تفهم ما يمر به، وما يشعر به.

حتى لو لم تتكلم، أو تسأل، فهو سيفهم ويدرك أنك منتبه.

طرق التعبير غير الكلامية ستفتح الباب أحيانًا للحوار والتفاهم وحل المشاكل. لو انتبهت لمشاعرك ومشاعر ابنك بإمكانك إيجاد طرق لبناء رابط قوي بينكم يستمر مدى الحياة.

٣- القبول والتفهم.

والمصادقة على مشاعر الطفل.

أن تفهم مشاعره وتجربته التي مر بها، وتقبلها.

تجده مثلًا يشعر بالحزن من ابتعاد صديقه عنه، فتقول:

(دا موقف صعب فعلًا، أنا حاسس بيك).

(لو مكانك كنت هزعل).

وهذا بدلًا من قول:

(دا موقف مش مستاهل).

أو تخبره بحل، كالبحث عن صديق غيره.

أيضًا بإمكانك دعم الولد بالتراجع قليلًا والسماح لوالدته بالمشاركة في تربيته والاستفادة من دعمها له.

امنحه الإذن بأن يشعر أنه مقرب من والدته، وأنه يحتاج إليها.

قد يكون هذا واضحًا جدًا، لكن أحيانًا الآباء يجعلوا الأبناء يشعرون بالخزي لمجرد أنهم يرغبون في عناقٍ مثلًا من والدتهم.

كمان ادعم والدته حين تؤدبه، أو توقع عليه عقاب.

وعامل والدته باحترام … ابذل جهد كبير وواعي في التكلم والمناقشة باحترام حتى حين تختلفوا في الرأي.

وتجنب انتقادها أمامه.

لأن ابنك سيتعلم منك كيف يحترم النساء في الحياة من طريق معاملتك لوالدته. 

انتبه لهذا.

أهمية دور الأم.
كما يستفيد الولد من وجود أب قوي يسانده ويرعاه، في الوقت نفسه يستفيد من وجود أم قوية تسانده وترعاه.

الأمهات هم من يعلمون أولادهم كيف يحبون بشكل كامل وحر، وهم من يقدمون لهم الدروس الأولى في قوة التواصل والارتباط.

الأولاد يتعلمون من أمهاتهم الحب والثقة، وبتأمين الأم لهم يكبر الولد في قاعدة آمنة ومحبة، ويتكون لديه الشعور باحترام الذات والانتماء وأنه مهم.

الأم عليها دور كبير جدًا في تربية ابنها … والتربية هنا معناها إيجاد توازن بين القرب والبعد، الدعم ومنح الحرية، اللطف والحزم. 

وبالتوازن في تقديم الدعم والتراجع لمنح الطفل الاستقلال والتعلم من تجاربه؛ يكون لدينا إنسان سوي خرج للدنيا. 



سنة النشر : 2012م / 1433هـ .
عداد القراءة: عدد قراءة  دليل تربية الصبيان

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:


شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

المؤلف:
شيريل ايروين - Cheryl Irwin

كتب شيريل ايروين ❰ لها مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ دليل تربية الصبيان ❝ الناشرين : ❞ دار الفراشة للطباعة والنشر ❝ ❱. المزيد..

كتب شيريل ايروين
الناشر:
دار الفراشة للطباعة والنشر
كتب دار الفراشة للطباعة والنشر تأسست شركة دار الفراشة للطباعة والنشر والتوزيع عام 1992 وبدأت نشاطها بالانضمام إلى أسرة Harlequin العالمية وتعريب الروايات العاطفية تحت عنوان: "روايات أحلام". في ما بعد بدأت بتعريب أشهر الكتب الصادرة عن Marabout ثم نشرها في لبنان والعالم العربي، وهكذا حتى أصبحت اليوم تمتلك حقوق النشر والتوزيع باللغة العربية لإصدارات نخبة من دور النشر العالمية: Piatkus- Penguin Putnam- Robert Laffont- Virgin Books- Harper Collins- Hachetteslivres- Flammarion- Vermilion- Vigot- Albin Michel- Ramsay- St. Martin's press- Michel Lafon صدر أيضاً عن دار الفراشة المجلة الإلكترونية salamatalk التي تتناول موضوعات الصحة والتغذية والعلاجات الطبيعية.... www.salamatalk .com (ملاحظة: حالياً المجلة متوقفة عن الإصدار) حديثاً تبنّت دار الفراشة إصدار قصص أطفال فكانت : سلسلة نادي الأميرات، وسلسلة قوس قزح. ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ الاعشاب ❝ ❞ كلمات نقتل بها أولادنا .. لا تقولوها أبداً ❝ ❞ 7 شخصيات تسمم حياتكم ❝ ❞ اعمل أقل تنجح أكثر ❝ ❞ ان تكون نفسك ❝ ❞ تربية الطفل 1100 وسيلة عمليه ❝ ❞ اهم 365 نصيحة فى تربية الاولاد ❝ ❞ لكل مزاج علاج ❝ ❞ تنمية الإبداع عند الأولاد في 5 خطوات بسيطة ❝ ❞ الغذاء لتنميه الذكاء ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ مجموعة من المؤلفين ❝ ❞ شريف عرفة ❝ ❞ صوفي لاكوست ❝ ❞ جوزيف ميسينجر ❝ ❞ ان باكوس ❝ ❞ لجنة الإعداد في دار الفراشة ❝ ❞ أندرو فولر ❝ ❞ جوزيف وكارولين ميسينجر ❝ ❞ جاين ألدرشو ❝ ❞ ليدي ريزان ❝ ❞ تشارلز ويتفليد ❝ ❞ إيرنى زيلنسكى ❝ ❞ آن دوفور ❝ ❞ شيريل ايروين ❝ ❞ كريستين دورهام ❝ ❞ سلمان عبيد الشمراني ❝ ❞ باتريسيا دولاهى ❝ ❞ ميريام بروس ❝ ❞ فرانسيس كزافييه ❝ ❞ بولا بايلي هاملتون ❝ ❞ فيليب شوفان ❝ ❱.المزيد.. كتب دار الفراشة للطباعة والنشر