📘 قراءة رواية الماضي ينتهي غداً أونلاين
اقتباسات من رواية الماضي ينتهي غداً
نبذة عن الرواية :
عند غروب الشمس .. وبعد أن جمعت الشمس خيوطها الذهبية .. كانت "شيمة" تجلس أمام نافذة غرفتها المطلة على حديقة المنزل الواسعة تراقب منها السماء وقد أسدلت ستائرها السوداء ونشرت على وجهها النجوم معلنةً بداية المساء ..
أطلقت "شيمة" لفكرها وذكرياتها العنان .. عندما تسمرت عيناها على شجرة الجوافة الكبيرة ..وقد جفت أوراقها وذبلت جذورها .. وماتت عروقها التي وجدت غذائها الوحيد عند أجمل لقاء .. ورفضت الحياة بعد أن فقدته .. وأصبح المكان لا يحتوى سوى على الذكرى وآثار الأقدام في الطين تشهد ذلك اللقاء ..
أغلقت "شيمة" عيناها وقد أرهقتها الدموع .. وأعياها الحزن القابع في صدرها .. ذلك الحزن ما كان في يوم من الأيام سوى حباً عميقاً .. يتأجج بنار الشوق واللهفة .. وانهالت عليه الأيام ضرباً حتى أسقطته جريحاً .. قتيلاً .. لا يقوى على الاستمرار والتجلد وراح يتخبط يميناً وشمالاً عله يجد من ينقذ ذلك القلب الذي أدماه حباً بائساً وجرحاً لن تداويه السنين مهما طال به العمر ..
نعم لقد أحب بإخلاص .. بل أفرط في إخلاصه حتى ألغى معه كيانه ووجوده وأصبح لا يرى سوى الحبيب .. ولا يرضى غيره بديل مهما كثرت الأيدي المتطاولة عليه محاولة نهبه وخطفه من حبه الوحيد ..
وقفت "شيمة" على قدم مرتعشة .. وتقدمت نحو طاولة صغيرة تحمل فوقها ذكريات جميلة لسنين بعيدة .. تلك الأوراق المتناثرة والمنقوش عليها أجمل ذكرى لأعزّ حبيب .. وتلك الصور الملونة التي تحمل بين كسماتها أروع حبيب وأروع حبيبة جمعتهما الأيام لتفرقهما وهما في أوج سعادتهما وأحلى أيامهما .. لتبقى مرسومة في لائحة الذكرى فقط دون الواقع الذي تتمناه ..
كفكفت "شيمة" دموعها وسارت بخطىً ثابتة .. تسير بلا وعي .. ولا تدرك إلى أين هي ذاهبة .. ووجدت قدماها وقد تسمرت أمام شجرة الجوافة الكبيرة .. ونظرت إليها من جذورها حتى أعلاها وتحسست بأصابع قدميها برودة الرمل المبلل من المطر .. حينها تنفست الصعداء وشعرت بالهواء البارد يدغدغ وجنتيها ويحرك في داخلها ابتسامة خفية ممزوجة بالأسى ..
جلست "شيمة" على ركبتيها وامتدت يداها لتجمع حفنةً من الطين البارد لتفركه بيدها وتداعبه بأصابعها .. في هذه اللحظة يعصف بها شعورٌ جارف يدفعها إلى البكاء بحرقة حتى ضللت الدموع عينيها حين أحست بوجع الذكرى توخز دبابيس الألم في قلبها ويوقظ الحزن من جديد .. لماذا .. لماذا نفرض على أنفسنا وداع وفيه اللقاء جنين لم يكتمل ..؟؟ لماذا نغرس في قلوبنا كلمة حب .. ونحن لا نعرف ماذا تخبئ لنا هذه الكلمة ..؟؟
آهٍ ما أقساها من كلمة حين لا تجد قيمتها بين اثنين يحملانها في قلبيهما وهما لا يجدان من يقدر هيبتها وعنفوانها ..
كيف لقلبين أن يحتضنا بين جناحيهما حباً صادقاً ..؟ وقصة حب كتبت بأنامل الشوق والوفاء على جدار السنين .. دون فرض النسيان عليهما ..؟
كيف لهما أن يحيا بأمان مع ذلك الحب وهناك من لا يفهم ولا يقدر وجوده وحريته .. وقد حكم عليهما بالعذاب والحيرة ..؟ وفرض عليهما العيش بلا أمل وبلا لقاء .. حكم عليهما بالفراق والموت بعيداً هناك حيث لا يجدان هواء نقياً يتنفسان فيه أكسيد الصدق والتضحية ..
وتبقى الدموع .. وتبقى الآهات تمزق قلبيهما حتى يأتي اليوم الذي يكتب القدر علي أيامهما النسيان ..
وضعت "شيمة" رأسها على جذع الشجرة .. وكأنها تحتضن فيها قسوتها علهّا تكتسب منها ما ينسيها الماضي والحنين إليه ..
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
قريبًا..
جاري اعداد الكتاب
تابعونا في الأيام المقبلة ، ويمكنكم شراؤه من دار النشر.
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف: