📘 قراءة كتاب أثر تدبر القرآن في تعزيز المسؤولية المهنية لدى الداعيات أونلاين
القرآن هادي البشرية ومرشدها ونور الحياة ودستورها ، ما من شيء يحتاجه البشر إلا وبيَّنه الله فيه نصاً أو إشارة أو إيماءاً ، عَلِمه مَنْ عَلِمه ، وجهله من جهله .
ولذا اعتنى به صَحْبُ الرسول صلى الله عليه وسلم وتابعوهم تلاوة وحفظاً وفهماً وتدبراً وعملاً . وعلى ذلك سار سائر السلف . ومع ضعف الأمة في عصورها المتأخرة تراجع الاهتمام بالقرآن وانحسر حتى اقتصر الأمر عند غالب المسلمين على حفظه وتجويده وتلاوته فقط بلا تدبر ولا فهم لمعانيه ومراداته ، وترتب على ذلك ترك العمل به أو التقصير في ذلك ، ( وقد أنزل الله القرآن وأمرنا بتدبره ، وتكفل لنا بحفظه ، فانشغلنا بحفظه وتركنا تدبره )[1] .
وليس المقصود الدعوة لترك حفظه وتلاوته وتجويده ؛ ففي ذلك أجر كبير ؛ لكن المراد التوازن بين الحفظ والتلاوة والتجويد من جهة وبين الفهم والتدبر . ومن ثم العمل به من جهة أخرى كما كان عليه سلفنا الصالح - رحمهم الله تعالى - .
ولذا فهذه بعض الإشارات الدالة على أهمية التدبر في ضوء الكتاب والسنة وسيرة السلف الصالح .
أما التدبر فهو كما قال ابن القيم : ( تحديق ناظر القلب إلى معانيه ، وجمع الفكر على تدبره وتعقله)[2] .
وقيل في معناه : ( هو التفكر الشامل الواصل إلى أواخر دلالات الكلم ومراميه البعيدة)[3] .
أولاً : منزلة التدبر في القرآن الكريم :
1- قال الله - تعالى - : { كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب } [ص : 29] في هذه الآية بين الله - تعالى - أن الغرض الأساس من إنزال القرآن هو التدبر والتذكر لا مجرد التلاوة على عظم أجرها .
قال الحسن البصري : (والله ! ما تدبُّره بحفظ حروفه وإضاعة حدوده حتى إن أحدهم ليقول : قرأت القرآن كله ، ما يُرى له القرآنُ في خُلُق ولا عمل) [4] .
2- قال - تعالى - : { أفلا يتدبرون القرآن .... } [النساء : 82] .
قال ابن كثير : ( يقول الله تعالى آمراً عباده بتدبر القرآن وناهياً لهم عن الإعراض عنه وعن تفهم معانيه المحكمة وألفاظه البليغة : أفلا يتدبرون القرآن)[5] ، فهذا أمر صريح بالتدبر والأمر للوجوب .
3- قال - تعالى - : { الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به } [البقرة : 121] .
روى ابن كثير عن ابن مسعود قال : ( والذي نفسي بيده ! إن حق تلاوته أن يحل حلاله ويحرم حرامه ويقرأه كما أنزله الله)[6] .
وقال الشوكاني : ( يتلونه : يعملون بما فيه)[7] ولا يكون العمل به إلا بعد العلم والتدبر .
4 - قال - تعالى - : { ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون } [البقرة : 78] .
قال الشوكاني : ( وقيل : (الأماني : التلاوة) أي : لا علم لهم إلا مجرد التلاوة دون تفهم وتدبر)[8] ، وقال ابن القيم : ( ذم الله المحرفين لكتابه والأميين الذين لا يعلمون منه إلا مجرد التلاوة وهي الأماني)[9] .
5 - قال الله - تعالى - : { وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا } [الفرقان : 30] .
قال ابن كثير : ( وترك تدبره وتفهمه من هجرانه)[10] .
وقال ابن القيم : ( هجر القرآن أنواع ... الرابع : هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه )[11] .
هذا بحث تكميلي مقدم لاستكمال متطلبات الحصول على درجة الماجستير في قسم الدعوة بالمعهد العالي للدعوة والاحتساب بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
هدفت دراسة (أثر تدبر القرآن في تعزيز المسؤولية المهنية لدى الداعيات) إلى التعرف على مجالات ومقومات تدبر القرآن، والتي تعزز من مسؤولية الداعية المهنية، بالإضافة لدراسة واقع تطبيق التدبر في مهنة الداعية، والأثر المتوقع لتدبر القرآن لتعزيز مسؤولية الداعية المهنية، مع معرفة المعوقات وسبل التغلب عليها.
ولتحقيق أهداف الدراسة تم استخدام المنهج الإستقراء الناقص للإطار النظري، والمنهج المسحي للإطار الميداني باستخدام أداة الاستبانة، حيث شملت عدد عينة الدراسة (٥٨٠) معلمة قرآن، من أفراد المجتمع البالغ (٤٧٥٢).
سنة النشر : 2020م / 1441هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 5.6 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'