📘 قراءة كتاب أبو جهاد أسرارا بدايته وأسباب إغتياله ط الثانية أونلاين
روي كثير من الكتب قصصا وتاريخا. وتصنع بعض الكتب تاريخا، إذ تؤدي لتغير في التاريخ، من مثل كتاب كارل ماركس "رأس المال"، أو كتاب إدوارد سعيد "الاستشراق"، ولكن قلة من الكتب تتحول إلى قصة بحد ذاتها تُروى وتُحكى.
أحد هذه الكتب هو كتاب "أبو جهاد" لمؤلفه الدكتور محمد حمزة، الثائر والباحث والمفكر المصري، الذي انضم للثورة الفلسطينية منتصف السبعينيات واستمر في العمل الفلسطيني و"عاد" إلى غزة وبقي فيها حتى العام 2005. هو أحد خزانات ذاكرة الثورة الفلسطينية، خصوصا بفضل قربه من "دينامو" ورائد الثورة الفلسطينية المعاصرة، الشهيد خليل الوزير (أبو جهاد). ظهر الكتاب بعد نحو العام من اغتيال أبو جهاد، في تونس (16 نيسان/ إبريل 1988). وطبع بعد ذلك طبعات عدة (عدا الطبعات المسروقة والمصورة)، ولكل طبعة قصتها التي تستحق أن تروى.
شخصيا قرأت الكتاب أثناء زيارة لفلسطين المحتلة العام 1991، كان الكتاب يتداول سرا هناك. كنت أقرأه وصوت إطلاق الرصاص، من قبل جيش الاحتلال، ضد الناشطين يدوي في الجو، فكان لا بد أن يحفر الكتاب في ذاكرتي. أضاف لمعارفي الكثير عن الفتى خليل الوزير وهو يصنع ثورة ولم يتجاوز بعد الخامسة عشرة من عمره، وهو يسعى ليبدأ ثورة الرصاص قبل أن ينتقل ليرعى انتفاضة الحجارة. بعد عودتي إلى عمّان عثرت على طبعة أخرى من الكتاب، وسارعت لاقتنائه. أعرته لصديق، فعاد مذهولا يخبرني كيف أنّه لم ينم قبل إنهائه، وأنّه ظل طوال الليل يحلم بأحداثه. وبعد أسابيع كنت أعير الكتاب لصديق آخر، ليأتي بدوره بعد أيّام (ودون أن يعرف برد فعل الصديق الأول) ليخبرني بأنّ الكتاب وأحداثه تأتيه في الأحلام.
غضبت عندما رأيت نسخة مزيفة من الكتاب مصوّرة تصويرا رديئا على الرصيف في عمّان، هددت البائع أنّي سأشكوه لسرقته الكتاب، فاستهزأ بي: وقال افعل ما يحلو لك.
كان الكتاب موضوع حديث مع أصدقاء وأشخاص عدة، مرارا في مناسبات مختلفة، ومن ضمنهم المؤلف الذي سنحت لي فرصة لقائه. سمعت قصصا أخرى عن الكتاب، علمت كيف تم تهريب أفلام الطبعة التي طُبعت في فلسطين التي قرأتها. علمت أنّ مسؤولين فلسطينيين حاولوا عرقلة نشره. سمعت قصة غريبة عن شاب حفظه عن ظهر غيب، حيث كان أسيرا في المعتقلات الفلسطينية، وبهدف تعميم الكتاب على السجون والسجناء، كان يجري حفظ الكتاب عن ظهر قلب وروايته شفاهة، أو نسخه ضمن ما يعرف بـ"الكبسولات"، تكتب بخط اليد على ورق رقيق جدا يتم ابتلاعه بعد تغليفه بكيس بلاستيكي من قبل الأسير عند انتقاله من سجن إلى آخر، لتستخرج "الكبسولة" لاحقا. فكان أن حفظه هذا الأسير ليرويه، وحفظه وهو ينسخه.
قبل أيّام صدرت الطبعة الثامنة من الكتاب، طبعت في رام الله بدعم من شركة يقوم عليها رجال أعمال فلسطينيون شبان، أخذوا على عاتقهم "الاستثمار" فيما يخدم قضية فلسطين دون أن ينشدوا بالضرورة الربح المادي، وهذه بحد ذاتها قصة، تعكس تغيرا في المسيرة الفلسطينية، وكيف يؤدي الفراغ والترهل في أجهزة العمل الفلسطيني القديمة لمثل هذه الحلول الإبداعية.
الكتاب مهم للغاية، جمع بين المعلومات الموثّقة والمصدّقة بالصور والوثائق، وبين التشويق في العرض، ولكنه رغم ذلك، وكما يرى المؤلف ذاته، لا يقدّم سوى جزء من سيرة الشهيد القائد، وخصوصا مرحلتي ما قبل العام 1967 والانتفاضة، ولكن المراحل ما بينهما تحتاج للمزيد من البحث والتوثيق، كما الكثير من صفحات الثورة الفلسطينية التي لا تحتاج لتوثيق فقط، بل وتحتاج كذلك لمراجعة نقدية جادة، بعيدا عن التغاضي عن الأخطاء وبعيدا عن تضخيمها.
حجم الكتاب عند التحميل : 11.1 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'