📘 قراءة رواية مينا أونلاين
اقتباسات من رواية مينا
ستخدمت الروائية منذ بداية السرد عنصر (الذكريات) من قبل الشخصيتين (مينا وجعفر) وجعلت مينا ترجع بالذكريات منذ الولادة والطفولة ومن ثم تم التركيز كثيرا على (مينا) الطالبة في الابتدائية وفترة المراهقة من أجل تمرير بعض المفاهيم والافكار وحتى اسرار الفتيات المراهقات في داخل السرد، بينما لا يخلو السرد عند جبار من هذه الخاصية (ضخ المعلومات العلمية) عن علم الصيدلة “حين قرأت كتابا استعرته من مكتبة أخي (جعفر) يتحدث فيه عن تاريخ علم الصيدلة وطريقة المداواة بالأعشاب التي بدأت مع الحيوانات منذ لاحظ الإنسان، أن الكلاب عندما تتعرض للمرض فإنها كانت تقوم بتناول أعشاب معينة، فتهدأ وتتماثل للشفاء، كما كانت القطط تبحث عن نبات النعناع، لتريح بطونها من الغازات”ص140 ، وبما ان الذكريات هي نفي للحركة فقد كانت ذكريات مينا مرتبطة بوجودها في لندن وبذلك تم التفريط بالحاضر من اجل الماضي “سوف نذهب الى الزبداني، لنتراشق بكرات الثلج ونصنع رجل الثلج الجميل..عندما أجوع سيقوم والدي الكريم بإطعامي المشاوي الساخنة، والمقبلات اللذيذة، والكبب الشهية، وخصوصا (الكبة اللبنية) في مطعمي المفضل (الاطلال)..سوف نتمشى في سوق (مضايا) وتشتري لي والدتي الحنون، ما لذ وطاب من المكسرات والتين المجفف والفواكه الطازجة، التي سقيت بالمياه النقية، فما إن تتناول قطعة من تفاح (مضايا) حتى يسيل منها عصير طازج..سوف نتمشى في (عين فيجة) ونملأ صدورنا بهواء الجبل حتى تتورم أقدامنا”ص158 ، والذكريات على الرغم من واقعيتها لكنها تعد مجرد ذكريات بعد مرور زمن عليها لا سيما مع محدودية المكان (الشقة) في لندن ! لم نشعر بإن شخصية مينا قد تطورت وهي تعيش في مدينة مميزة مثل لندن لأنها كانت حبيسة الشقة ولا تخرج منها الا الى المستشفى! كما انها لم تطالب زوجها بالتنزه او التعرف على الحياة في لندن، وعندما توفرت فرصة الخروج من هذا (السجن) كانت الصدمة ، لأن نكتشف شخصية جبار المخفية، فهو يرفض ان تلبس زوجته (الحجاب) وهذا سبب عدم دعوتها للخروج ، كما اكتشفنا بإن جبار مدمن تعاطي المخدرات، ويكون مجنونا وعنيفا ويدخل في نوبة غضب عندما يذهب تأثير المخدرات ويكون رومانسيا وهادئا ومرحا حينما يأخذ الجرعة “شنو هذا.. ولج شنو لابسه؟؟- شبيه مو حلو؟- اكثر من شهر ما طلعتج من باب البيت، ولج ما افتهمتي، ولج شكلج قرف بالحجاب..مد يدا صلبة، وسحب شالي عن رأسي بقوة، واضعا إياه تحت قدميه المتحجرتين، وراح يسحقه بقسوة..- روحي، ولبسي ملابس مال أوادم، تردين تروحين البحر بالحجاب، ولج تردين تفشليني قدام أصدقائي؟؟؟| لحقت به..كان جالسا على الأرض، معطيا ظهره لي، بدا متقلصا ومتكورا على شيء، اقتربت منه في هدوء، فإذا به وقد وضع وجهه ويديه على غطاء المرحاض، ويجمع بإحدى يديه مسحوقا أبيض، يدخله إلى أنفه بواسطة الاستنشاق العميق..متكورا على الارض يستنشق (مخدراته) ..بنشوة ..هويت ..سقطت “ص70
اشكالية شخصية جبار
حاولت الروائية ان تجعل في شخصية جبار كل الاشياء المفقودة وغير الموجودة في شخصية مينا، على الرغم من اشتراكه بنفس المكان مدينة النجف وزواجهم ووجوده في لندن، لكن بطبيعة الحال فإن حياة الرجال تكون اغنى تجربة من النساء، فجعلت كل الافكار التي لا تستيطع مينا ان تتحدث بها جعلتها على لسان (جبار) بينما كان السرد عند مينا يخص ذكرياتها كمراهقة وكعراقية مغتربة في دمشق ، ووضعت على لسانها بعض الاسئلة المحرجة مثل (ماما شنو يعني مراهقة؟؟ – ماما شلون صرتي حامل (هل يقوم والداي ببعض الأمور المخجلة؟ هل يقبلها من شفتيها كما حدثتنا رانيا؟ لماذا ينامان في سرير واحد متلاصقات؟ لماذا يغلقان غرفتهما في بعض الليالي ولا يغلقانها في ليال أخرى؟”ص114 اما شخصية جبار فكان السرد يتناول كثيرا اشكالية مدينة النجف كمدينة دينية مقدسة وهو يسرد المتناقضات والعقائد والاحزاب السياسية والحرب بين ايران والعراق واحتلال الكويت وعن افكار شقيقه الشهيد جعفر المتدين ،ويكلف بسرد عن مدينة بغداد ولندن، وعن بغداد لا بد من الحديث عن زيارة الامام الكاظم والامام جواد ومن ثم الذهاب الى متنزه الزوراء والاقامة في فندق (الميرديان) وابي نواس واسواق بغداد والمطاعم المنتشرة على ضفاف النهر ، ويطلق عليها جبار (رحلة العيد) “لم تخلو النجف من الذين يتناولون الخمر بسرية في بيوتهم، وترتدي نساؤهم التنانير القصيرة والقمصان التي لا تحتوي على أكمام، ويضعن زينتهن بطريقة تشبه نجمات الفن ويحضرن الحفلات المختلطة، ويلبسن المايوه ويستمتعن بالسباحة.كان ذلك يحصل، عندما يذهبون إلى بغداد أو الشمال حيث تغيب عنهم عين الرقابة المجتمعية”ص90
الخاتمة
هناك لدى الروائي ثلاثة عناصر يسرد من خلالها روايته وهي حسب مقولة “لوفيفر” (المجرب والمدرك والمتخيل) ولا بد من ارتباط هذه العناصر فيما بينها بالسببية! في رواية (مينا) طغى عنصرا (المجرب والمدرك) وكان للمتخيل جزء بسيط، في مواقع من الرواية يكون السرد ممتعا ومدهشا وفي مواقع اخرى يكون السرد مترهلا ومملا ومسهبا مثل (حمل الام وولادتها بالتوأمين ) شخصيات ثانوية غير مؤثرة تمثل عوامل مساعدة فقط ما عدا الفصل الخاص بصديقة مينا (غادة) ، وتبقى الروائية “زينب صالح الركابي” قد قدمت رواية واقعية شديدة التنوع بالمواضيع والاحداث بشخصيات قليلة بحاجة الى النضوج الفني.
حجم الكتاب عند التحميل : ميجا بايت .
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف: