📘 قراءة كتاب المدارس في مصر في عصر دولة المماليك أونلاين
نبذة عن الكتاب :
يتناول هذا الكتاب معالجة بعض القضايا، نذكر منها: اختلاف المؤرخين فى تاريخ نشأة المدرسة فى الإسلام، فيما إذا أنشئت على يد نظام الملك أو قبله. وطبيعة التنظيم الإدارى المتبع فى المدارس المملوكية فى مصر، وأبرو المرافق التى ألحقت بها.
إضافة إلى دور الوقف فى دعم المدارس وتمويلها، ودوره أيضا فى العملية التعليمية. كما تشمل الدراسة الهيئة التدريسية، ومقدار ما يُصرف لها من رواتب،
وما اتبع من أساليب التدريس فى مدارس المماليك. لقد اعتمدت الدراسة على العديد من الوثائق والحجج والوقفيات والمخطوطات والمصادر الطبوعة، وكان الاعتماد الأكبرعلى الوقفيات والحجج لما تضمنته من معلومات قيمة وغير متوفرة فى المصادر الأخرى عن مدارس مصر.
ويدخل كتاب المدارس في مصر في عصر دولة المماليك في دائرة اهتمام الباحثين والطلاب المهتمين بالدراسات التاريخية؛
حيث يقع كتاب المدارس في مصر في عصر دولة المماليك ضمن نطاق تخصص علوم التاريخ والفروع ذات الصلة من الجغرافيا والآثار وغيرها من التخصصات الاجتماعية.
أهم المدارس التي أنشئت في زمن المماليك
وكان لها دور بارز في الازدهار والنشاط العلمي
أولاً: المدرسة الظاهرية القديمة:
أنشأها الملك الظاهر بيبرس البندقداري، وقد شرع في بنائها سنة إحدى وستين وستمائة، وتمت في أول سنة اثنتين وستين، ورتب لتدريس الشافعية فيها تقي الدين بن رزين، والحنفية محب الدين عبد الرحمن بن الكمال عمر بن العديم، ولتدريس الحديث الحافظ شرف الدين الدمياطي، ولإقراء القراءات بالروايات كمال الدين القرشي، ووقف بها خِزانَة كُتُبٍ تشتمل على أمهات الكتب في سائر العلوم[1].
ثانيًا: المدرسة الظاهرية:
كان الشروع في عمارتها في رجب سنة ست وثمانين وستمائة، وانتهت في رجب سنة ثمان وثمانين وستمائة، وكان القائم على عمارتها جركس الخليلي أمير أخور، وقال الشعراء في ذلك وأكثروا، فمن أحسن ما قيل:
الظاهر الملك السلطان هِمَّتُه
كادت لرفعتِه تسمو على زُحَلِ
وبعض خدّامه طوعًا لخدمته
يدعو الجبالَ فتأتيه على عجلِ
ونزل السلطان إليها في الثاني عشر من رجب، ومد سماطًا عظيمًا، وتكلم فيها المدرسون، واستقر علاء الدين السِّيرامي مدرس الحنفية بها، وبالغ السلطان في تعظيمه حتى فرش سجادته بيده، واستقرأ أوحد الدين الرومي مدرس الشافعية وشمس الدين ابن مكين مدرس المالكية، وصلاح ابن الأعمى مدرس الحنابلة، وأحمد زاده العجمي مدرس الحديث، وفخر الدين الضرير إمام الجامع الأزهر مدرس القراءات.
ثالثًا: المدرسة المنصورية:
أنشأها السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاوون الصالحي وكان ملكًا مهيبًا حليمًا قليل سفك الدماء كثير العفو، توفي سنة 689هـ، ورتب في هذه المدرسة دروس فقه على المذاهب الأربعة، ودرس تفسير ودرس حديث، ودرسًا في الطب[3].
رابعًا: المدرسة الناصرية:
ابتدأها العادل كتبغا[4]، وأتمها الناصر محمد بن قلاوون، فُرِغَ من بنائها سنة ثلاث وسبعمائة، ورتب بها أربعة أواوين، كل منها خاص بأحد مدرسي المذاهب الأربعة، فالمدرس المالكي اختص بالإيوان القبلي والشافعي بالإيوان البحري والحنفي بالإيوان الشرقي والحنبلي بالإيوان الغربي، قال المقريزي: أدركت هذه المدرسة وهي محترمة إلى الغاية، يجلس بدهليزها عدة من الطواشية، ولا يُمَكّن غريب أن يصعد إليها[5].
خامسًا: مدرسة السلطان حسن بن الناصر محمد بن قلاوون
قامت العمارة فيها مدة ثلاث سنين، لا تبطل يومًا واحدًا، وأرصد لمصروفها في كل يوم عشرين ألف درهم، منها نحو ألف مثقال ذهبًا، حتى قال السلطان: لولا أن يقال: ملك مصر عجز عن إتمام ما بناه لتركت بناءها؛ من كثرة ما صرف، وبها أربع مدارس للمذاهب الأربعة[7].
سادسًا: المدرسة الحجازية:
أنشأتها السيدة خوندتتر الحجازية، بنت السلطان محمد بن قلاوون وزوجة بكتمر الحجازي وإليه تُنسب، وقد رَتَّبتْ فيها درسًا للفقهاء المالكية وآخر للشافعية، وجعلت فيها خزانة لأمهات الكتب، كما أنها أقامت بجوارها قبة لتدفن فيها[8].
سابعًا: المدرسة المؤيدية:
انتهت عمارتها في سنة تسع عشرة وثمانمائة، وبلغت النفقة عليها أربعين ألف دينار[9].
هذه أهم المدارس في ذلك الوقت، غير أنّه كانت هناك العديد منها قد انتشرت في طول البلاد وعرضها، مثل مدرسة صَرْغَتْمَش التي بناها الأمير سيف الدين صرغمتش سنة 757هـ ورتب فيها درسًا للحديث وآخر للفقه الحنفي[10]، هذا بالإضافة إلى المدارس التي كانت منتشرة من قبل إبان عهد الدولة الأيوبية، والتي اهتمت اهتمامًا بالغًا بإنشاء المدارس ومن هذه المدارس: المدرسة الصلاحية، والمدرسة الكاملية، والمدرسة الصالحية، وغيرها[11].
[1] (المجتمع المصري في عصر سلاطين المماليك، د/ سعيد عاشور ص/ 160)، (حسن المحاضرة للحافظ جلال الدين السيوطي، ج/2 ص 264).
[2] حسن المحاضرة للحافظ جلال الدين السيوطي، ج/2 ص 271.
[3] المصدر السابق، ج/2 ص 264، الخطط المقريزية، ج/2 ص/ 379.
[4] هو الأمير زين الدين كتبغا المنصوري، تسلم الملك مدة يسيرة ولقب بالعادل ثم خلع وتقلبت به الأحوال حتى أصبح نائب السلطنة في حماة، كان من أكابر الدولة وفيه شجاعة وخيرة وحسن خلق، توفي سنة 702هـ، (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، ج/3 ص262).
[5] حسن المحاضرة للحافظ جلال الدين السيوطي، ج/2 ص 265)، المجتمع المصري في عصر سلاطين المماليك، د/ سعيد عاشور ص/ 160.
[6] هو الملك الناصر حسن بن محمد بن قلاوون الصالحي، كان ملكًا عضيمًا عارفًا شهمًا خبيرًا بمصالح نفسه، طالت مدته واشتد بأسه، خلع من السلطنة، وتوفي سنة 762ه. (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، ج/2 ص:38).
[7] حسن المحاضرة للحافظ جلال الدين السيوطي، ج/2 ص 269.
[8] المجتمع المصري في عصر سلاطين المماليك، د/ سعيد عاشور ص/ 166، الخطط المقريزية، ج/2 ص/ 382.
[9] حسن المحاضرة للحافظ جلال الدين السيوطي، ج/2 ص 269.
[10] المصدر السابق ج/2 ص 268.
[11] حسن المحاضرة للحافظ جلال الدين السيوطي، ج/2 ص 262 - 263.
سنة النشر : 2015م / 1436هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 14.0 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'