📘 قراءة كتاب الحضارة الإسلامية مقارنة بالحضارة الغربية أونلاين
نبذة عن الكتاب :
يدخل كتاب الحضارة الإسلامية مقارنة بالحضارة الغربية في بؤرة اهتمام الباحثين والأساتذة المنشغلين بالدراسات والبحوث التاريخية؛ حيث يقع كتاب الحضارة الإسلامية مقارنة بالحضارة الغربية ضمن نطاق تخصص علوم التاريخ والفروع قريبة الصلة من الجغرافيا والآثار والتاريخ الاجتماعي وغيرها من التخصصات الاجتماعية.
نعرض في هذه الدراسة الموجزة لبعض البحوث التي قام بها نخبة من علماء الغرب ومفكريه عن خصائص الحضارتين الإسلامية والغربية. ولسوف يجد القارئ أن كثيرًا من هؤلاء العلماء قد أحاطوا علمًا بالحضارة الإسلامية واستوعبوها أكثر من كثير من المسلمين، وخاصة تلك العصابات الثقافية التي تتصدر الجزء الأكبر من ساحة الريادة الفكرية والتربوية والإعلامية على امتداد العالم الإسلامي كله، ولا هم لها إلا التنكر للإسلام وطمس معالم الحضارة الإسلامية.
أولًا: الحضارة الإسلامية قامت على الإسلام:
1- يقول هربرت فيشر[1] في كتابه: تاريخ أوروبا:
«لقد وصلنا الآن إلى نقطة يصبح عندها تاريخ أوروبا معقدًا بسبب انتصارات الدين الإسلامي. ففي خلال القرون الستة الأولى من التقويم المسيحي ما كان يمكن لأي سياسي متميز في أوروبا بأن يجد فرصة يتذكر بلاد العرب».
ولكن ما إن انقضت مائة عام حتى استطاع هؤلاء المتوحشون المغمورون أن يصبحوا قوة عالمية عظمى.. وما بين أحد طرفي أوروبا حتى طرفها الآخر، وجدت الدول المسيحية نفسها تواجه التحدي من حضارة شرقية جديدة تأسست على دين شرقي جديد[2]. وخلال السنوات الأولى من التوسع العربي، ما كان الفاتحون في حاجة إلى بذل مجهود كبير لكسب مهتدين إلى الإسلام. فعلى العكس من ذلك كان نجاحهم في الحكم متوقفًا إلى حد كبير على سياستهم الحكيمة في التسامح التي مارسوها تجاه اليهود والمسيحيين...
وهكذا انتشرت الحضارة الإسلامية، وكانت مراكزها السياسية: في دمشق تحت حكم الأمويين، وفي بغداد تحت حكم العباسيين، وفي مصر تحت حكم الفاطميين.. ولقد ساهم فيها السوريون والفرس والترك والبربر والأسبان ليقدموا جميعًا[3] العصر الرائع للآداب والفنون الإسلامية، والتي مكنت شعوب الإسلام من السيادة الفكرية للعالم طيلة أربعة قرون، بينما كان العقل الأوروبي غارقًا في قيعان الجهل والكسل[4].
2- ويقول برنارد لويس[5] عن: الإسلام منذ الأمس حتى اليوم:
إن المسيحية في إخلاصها إلى «إنسان - إله» إنما تلهم مثلًا عليا دنيوية، بينما الإسلام في إخلاصه للقرآن إنما هو حضارة، إذ لا يمكن فصل محتواه الديني عن تنظيم حياة البشر، ذلك التنظيم الذي كان يوضع موضع التنفيذ فورًا بمجرد التنزيل
واليهودية مثلها مثل المسيحية، كانت كل منها برحلة سابقة في نفس سلسلة الوحي الإلهي، وكانتا في أول أمرهما ديانتين صحيحتين، ولكن بالنسبة للمسلمين فإن بعثة محمد قد نسختهما. فما كان فيهما من حق فقد احتوته رسالة النبي، وما كان فيهما من غير الحق، إنما جاء نتيجة لما لحق بهما من تحريف وعلى المستوى الديني، يعتبر الإسلام هو النهاية. ولكن ومن الوجهة التاريخية، يمكن النظر إليه باعتباره بداية.
فقد كان تأسيسًا لدين جديد، وإمبراطورية جديدة، وحضارة جديدة[6]،... ويزعم أحيانًا أن الدين الإسلامي قد فرض بالقوة، إن هذا القول غير صحيح «لقد قامت حضارة أصيلة مستوحاة من العقيدة الإسلامية، ومتمتعة بحماية الدولة الإسلامية، ومدعمة بثراء اللغة العربية. حضارة تنمو وتتسع وتعيش طويلًا، وقد صنعها الرجال والنساء من مختلف الأعراق والديانات، وقد اصطبغ كل شيء فيها بالعروبة والمبادئ والقيم الإسلامية»[7].
3- ويقول مارسيل بوزار[8] في كتابه: إنسانية الإسلام: «في كلمة موجزة، فإن الإسلام حضارة أعطت مفهومًا خاصًا للفرد، وحددت بدقة مكانه في المجتمع وقدمت عددًا من الحقائق الأولية التي تحكم العلاقات بين الشعوب. كما أن هذه الحضارة لم تقدم فقط مساهمتها التاريخية الخاصة في الثقافة العالمية، ولكنها تؤكد أيضًا، ولها مبرراتها، على تقديم حلول للمشاكل الرئيسية للأفراد والمجتمعات والمشاكل الدولية التي تثير الاضطرابات في العالم المعاصر».
إن الإسلام هو اتصال بين الله كإله وبين الإنسان كإنسان فالإسلام تسليم يقيني نشط وعن طوعية إلى المشيئة الإلهية.
ومن الناحية التاريخية، فلقد أنجب هذا الدين «أمة»، وأوجد أسلوبًا للحياة والعمل والتفكير، وفي كلمة واحدة: فقد أنجب حضارة.
ويدل التاريخ على وجود حقيقة ثابتة مثالية في الحضارة الإسلامية، التي كانت منذ بدئها ولا تزال، متوجهة توجهًا كاملًا نحو الله[9]. وهذه الظاهرة التي تغيب دائمًا عن الفكر والتحليل الغربي الحديث، تعطي للإسلام طابعه المتميز بالدوام. وربما كان ديكارت الذي تغذي فلسفته ومنهجيته التفكير اليومي لأوروبا، قد قام بإحداث شق يعتبر واحدًا من أكثر الشقوق عمقًا بين الشرق والغرب. ففي اختياره للاتجاه العقلاني فإنه حول الثقافة الأوروبية من ثقافة تعتبر «الإله مركز الكون - THEOCENTRIQUE» إلى ثقافة تعتبر «الإنسان مركز الكون - ANTHROPOCENTRIQUE» ويبقى الله هو المرجع الرئيسي في الفكر الإسلامي[10]، سواء في علوم الدين أو القانون أو السياسة. ويضطلع الدين بصورة مباشرة بتنظيم الحياة الروحية والزمنية للفرد والجماعة، رافضًا وساطة كهنوت كان سيتصرف على هواه ويحتكر الدين. والإسلام دين المطلق الإلهي والعقلاني، وعلى العقل البشري أن يتوافق والمنهاج الموحى به».
سنة النشر : 1988م / 1408هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 23.5 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'