❞ كتاب اللباب في تهذيب الأنساب المجلد الرابع word ❝ ⏤ ابن الأثير
يعتبر كتاب اللباب في تهذيب الأنساب _عز الدين ابن الأثير من المراجع القيمة للباحثين في تخصص علوم الحديث الشريف على نحو خاص ومعظم الكتابات الفقهية والإسلامية بصفة عامة حيث يدخل كتاب اللباب في تهذيب الأنساب _عز الدين ابن الأثير في إطار مجال تخصص علم الحديث وله صلة بالمجالات الأخرى ولاسيما العلوم الفقهية والتفسير، ودراسات السيرة النبوية، والثقافة الإسلامية.
ووصف الكتاب هو كالتالي:
كتاب الأنساب للسمعاني كتاب في غاية الملاحة ونهاية الجودة والفصاحة اشتمل على مجمل الأنساب سواء كانت من القبائل والبطون أو الآباء والأجداد والمذاهب كالشافعي والحنفي، والأمكنة والصناعات والصفات والألقاب، لكنه جاء مطولا ومفصلا فقام ابن الأثير الجزري باختصاره وتهذيبه في هذا الكتاب مما يسهل على طالب العلم اقتناؤه والاطلاع عليه . وهذه طبعة مضبوطة ومحققة الأصول.
اذا ذكرنا كتب الانساب و اشرنا الى ما فيها من خلط و تلفيق فلا يعني هذا ان العامل الوحيد على تاليقها تعويض عن شعور بنقص شخصي او اجتماعي . كلا فهناك عوامل اخرى كثيرة تعاونت كلها او بعضها على هذا النوع من الاهتمام بفن النسب لعل من اقواها التنازع السياسي على السلطة بين القحطانية و النزارية ، و العصبية القبلية و الجاهلية التي استيقظت زمن بن امية ، ونزول القبائل المتنافرة في جاهليتها منازل جديدة متجاورة بعد الاسلام ، ونشوء الحاجة الى تنظيم علاقات مستجدة فيما بينها ، و تدوين الجند و الاعطيات منذ عهد عمر بن الخطاب ، و التفاخر بالامجاد و عوامل اخرى كثيرة جدا بعضها شخصي و بعضها اجتماعي يمس الاسرة او القبيلة و كثير منها سياسي ،
فابو المظفر الابيوردي مثلا يضع كتابه الضخم في الانساب بعامل شخصي مناهضة منه للعباسيين و الشعوبيين و تفاخرا بنسبة الاموي و تعويضا عن شعوره بالنقص امام قوتهم و سيطرتهم ، القحطانيون يلجئون الى الأنساب رفعا لشان اليمن في مقابلة العدنانية ، وكانت اليمن صاحية الكلمة و السطوة في الجاهلية البعيدة منذ حمير و سبا فأصبحت مقوده للعدنانية بل لقريش وهي فرع منها و تضطرها الظروف السياسية للوقوف في النزاع القائم بين الأموية و العباسية و العلوية موقف العجز عن الدخول في المعركة لصالحها فتعوض عن اخفاقها الحاضر بالانتساب الى أمجاد قديمة و يتفاخر شاعرهم فيقول:فالا يكن منا الخليفة نفسه فما نالها الا ونحن شهود..
وما قصة النقائض كلها الا من هذا النوع من النزاع السياسي حتى بلغ الامر ببعض القبائل ان انقسمت على نفسها فوقف جرير و الفرزدق موقف الخصمين المتعاديين أربعين سنة و كلاهما من تميم كل منهما يمثل فريقا من القبلية و يتفاخر بالانتساب اليه .
و قصة الانتساب الى الجدود العظام و الآباء الا كارم قصة قديمة جدا ولدت مع الانسان منذ دخل المجتمع فهو يؤيد حاضره الراهن بماض مجيد ليستعين به في مزدحم الحياة و لينافس على العيش و البقاء ، فمن كان له مجد سابق توكا عليه ومن لم يجد اختلق و لفق ، وهل حادث انتساب الملك فاروق الى العبرة النبوية الطاهرة بحادث بعيد عنا؟! الم يلفقوا له نسبا حاول ان يرتفع به الى سدة الخلافة ؟! و اين فاروق الألباني من النبي العربي؟! الا نرى كثيرا من الاسر تثبت لنفسها نسبا يصلها بالرسول ( ص ) للوصول الى دست الحكم ؟! حتى عصرنا الحاضر غير الاسر التي صح نسبها الشريف حتما وهي معروفة مشهورة سواء أكانت في الحكم ام لم تكن في المشرق و المغرب .
وما زال الائمة الاسماعليون يدعون العلوية . وفي البلاد الاسلامية ملايين ممن يدعي شرف هذه النسبة فكيف نصدقهم ؟! ان لم بكن السبب لاختلاق هذه الانساب اجتماعيا للشرف و المباهاة فهو سياسي للتوصل الى السلطة . الم يقل الشاعر القديم للدفاع عن حق العباسية في الحكم ضد الشيعة :
انى يكون ـ و ليس ذاك بكائن ـ لبني البنات وراثة الاعمام ؟!
ومن غريب امر العرب و تعلقهم بحبل النسب انهم لو بكتفوا بحمل ماضيهم الى حاضرهم و العيش فيه ، بل حملوا انساب خيلهم معهم كذلك واول من وضع كتابا في هذا العلم هو ابن الكليسي ، وما زال العرب حتى اليوم يحملون خيلهم العراب حججا ترفع نسبها الى اصل كريم يوقع عليها الشهود الموثقون و يختمونها بالشمع و يحتفظون بها و يتفاخرون فهذا كحيلان و ذاك عبيان و ذلك صقلاوي و سواه حمداني و غيره هدبان و ... الخ .
بل رايت من يحتفظ بنسب كلابه السلوقية و يباهي بها كما يبلهي الفرس بجواده .
و اذا كان الانتساب الى جد كريم حافزا للاحفاد على التقدم في زحمة الحياة و مساعدا على محاولة التفوق ، فقد يكون للعاجز الخرع حلما جميلا من احلام اليقضة يتغنى به ثم يعود الى رقاده الطويل كما هي الحال بكثير من العرب في عصرنا الحاضر و لقد انبهم الشاعر المعاصر تانيبا حازما فقال :
فهل ان كان حاضرنا ذليلا
يذكي اصلنا عند الجدود ؟!
وهل من بعد هذا الذل ذل
لشعب يستجير من اليهود ؟!
و لقد نتساءل اليوم : ما هي الفائدة من كتب الانساب ؟! وهل كان لها دور في التاريخ ادته و انتهت ؟! اما انا فما زلت اعتقد بفائدتها واومن بجدواها و اتمنى لو نشرت على نطاق واسع جدا ليعتبر العرب المعاصرون بما ال اليه امر دولهم الغابرة حين امتدت اليها يد ابليس بالعصبية الجاهلية ففرقتهم الى شيع و احزاب كل يفاخر بنسبه و يعتز باجداده و يقاتل اخوانه دونه.
واما العلم الصرف فيستفيذ منها فائدة جلى ، يعرف بها المستوى العقلي و العلمي و الخلقي الذي وصل اليه المؤلفون و الناس الذين عاصروهم ، و يقيس ذلك بالمستوى العالمي ، و يتتبع التطور الذي مشته من عهد ابن الكلبي و ابن اسحاق حتى العصر الحاضر .
و لقد تطور اسلوب التاليف في الانساب تطورا و ليدا و لكنه و ثيق جدا و بين الخطوات بدا من رفع اسماء الاشخاص الى ابائهم حتى ادم وضم الاسر الى افخاذ و الافخاذ في بطون و البطون في قبائل و عشائر و شعوب وجعلها جذمين رئيسيين كبيرين جدا هما قحطان جد العرب العاربة او المتعربة و عدنان جد العرب المستعربة و افنى ما قبلهم من العرب البائدة كطم و جديس و عاد و ثمود و عمليق وجرهم . و اسكن القحطانيين جنوب الجزيرة و العدنانيين شمالها ثم هاجر بقبائلهم شمالا و جنوبا في الجاهلية و شرقا و غربا في الاسلام و خلط بعض فروعهم ببعض بالمصاهرة و بالجوار و احتفظ باصولهم بعد ذلك كله حتى عصرنا الحاضر .
ولما خرج العرب من صحرائهم وولجوا ابواب الحضارة كثر انتساب الناس الى الاماكن و البلاد و الصناعات و المذاهب و الصفات و العيوب فقيل زيد العراقي ، و عمرو المالكي ، وخالد الخياط ، و بدر الشافعي ، و سعيد الطويل ، و عامر الاعور ... الخ .
و تركز ذلك كله في كتاب السمعاني ( 506-562 هـ ) حتى اصبح مختصرا لتاريخ الاشخاص و التعريف بهم و لخصه ابن الاثير (555 – 630 هـ ) فاسماه اللباب في تهذيب الانساب ) و علق عليه تعليقا اجاد في اكثره و قصرت به الخطى في اقله و استدرك عليه كثيرا من النقص . ولما كان الكتاب مرتبا على الحروف الهجائية فقد صح ان نسميه (( معجم الاعلام )) و فيه كثير من المشهورين من غير العرب غير انه موجز شديد الايجاز لا يصح الاعتماد عليه الا في الاشارة الرمز فمن جيد تصحيحه ما جاء في تعليقه مثلا على مادة ( اليسرى ).
( قول السمعاني ان اليسرى من اهل الشام منسوب الى بصرى فبدل الصاد بالسين كالسراط و الصراط فهذا الفصل جميعه خطا في التنقل و النحو . اما النقل فانما ينسب الى قربة بسر بضم الباء الموحدة و سكون السين المهملة و بالراء وهي معروفة من بلاد حوران لا الى بصرى . واما قوله ابدلوا الصاد سينا فهذا كلام يدل على انه يجوز ان تبدل الصاد سينا مع كل حرف و حينئذ يقال له :
يا ابا سالح !! و انما تبدل مع حروف معلومة ليس هذا موضع ذكرها . ثم يا ليت شعري ما يصنع بالياء ؟! و انما النسبة الى بصري بصروي ، و كان اهل الشام يقولون بصراوي فمن اين اخذ هذه النسبة ؟! ..)
و كذلك قوله في مادة ( بلقاوي و بلقائي ).
و لعلك تتساءل الان عن ابن الاثير و عن السمعاني و تود لو عرفت عنهما شيئا بعد الحديث الطويل عن كتب الانساب و تاريخها و عنهما كذلك .
و لو كان في هذا المكان متسع لذكرنا لك الشيء الكثير الكثير ، اما و الامر كما رايت فلا تمض في قراءة الكتاب قيل الاطلاع على الوجيز الذي قدمه اين الاثير عن السمعاني بين يدي الكتاب و على التقديم الذي عرضه الناشر عن ابن الاثير منقولا عن ابن العماد . و تاكد من يعد ان كتاب اللباب هذا يغنيك عن كثير من المطولات .
ابن الأثير - عز الدين أبي الحسن الجزري الموصلي (555-630 هـ) المعروف بـابن الأثير الجزري، من أبرز المؤرخين المسلمين، عاصر دولة صلاح الدين الأيوبي، ورصد أحداثها ويعد كتابه الكامل في التاريخ مرجعا لتلك الفترة من التاريخ الإسلامي.
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الكامل في التاريخ: تاريخ ابن الأثير (ط. بيت الأفكار) ❝ ❞ البديع في علم العربية الجزء الأول ❝ ❞ المختار من الكامل فى التاريخ لابن الأثير (قصة صلاح الدين الأيوبى) ❝ ❞ البديع في علم العربية الجزء الثاني ❝ ❞ الكامل في التاريخ - تاريخ ابن الأثير- الجزء الخامس ❝ ❞ الكامل في التاريخ - تاريخ ابن الأثير- الجزء السادس ❝ ❞ الكامل في التاريخ - تاريخ ابن الأثير- الجزء السابع ❝ ❞ الكامل في التاريخ - تاريخ ابن الأثير- الجزء الثالث ❝ ❞ الكامل في التاريخ - تاريخ ابن الأثير- الجزء التاسع ❝ الناشرين : ❞ دار الكتاب العربي ❝ ❞ الأزهر الشريف ❝ ❞ دار صادر ❝ ❞ جامعة أم القرى ❝ ❞ بيت الأفكار الدولية للنشر والتوزيع ❝ ❞ مكتبة الأسرة المصرية ❝ ❞ مطبعة-بريل- بمدينة ليدن ❝ ❞ مركز زايد للتراث والتاريخ ❝ ❞ مكتبة القدسي - القاهرة ❝ ❞ مكتبة المثنى - بغداد ❝ ❱
من التراجم والأعلام - مكتبة كتب إسلامية.