❞ كتاب تاريخ مدينة السلام تاريخ بغداد وذيله والمستفاد الجزء الثاني word ❝ ⏤ أحمد بن علي بن ثابت
تاريخ بغداد هو تاريخ يمتد عبر العديد من العصور حيث شيدت المدينة وبنيت في عهد الدولة العباسية، وأطلق عليها في القديم اسم الزوراء، ومدينة السلام، وكانت بغداد ذات يوم عاصمة الدنيا، ومركز الخلافة الإسلامية.
رسم يوضح الممالك الكبرى الأربعة في عام 800 بعد الميلاد: الدولة العباسية وعاصمتها بغداد باللون (الأخضر) والدولة الأموية (أخضر فاتح) في الأندلس، وإمبراطورية شارلمان (بنفسجي)، والدولة البيزنطية (بني).
بنى بغداد الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، وسماها مدينة المنصور، وجعل لها أربعة أبواب هي: باب خراسان، وكان يسمى باب الدولة، لإقبال الدولة العباسية من خراسان، وباب الشام، وهو تلقاء بلاد الشام، ثم باب الكوفة، وهو تلقاء مدينة الكوفة، ثم باب البصرة، وهو تلقاء مدينة البصرة، وكان المنصور قد اختار لها هذه البقعة من الأرض على ضفتي نهر دجلة.
وتزخر بغداد بالكثير من المعالم التاريخية والحضارية، وأهمها المدرسة المستنصرية، والمساجدالإسلامية القديمة، والقصور الأثرية، والمتحف الوطني الذي يضم أهم الآثار العربية والبابلية والفارسية، وبها عدد من المقامات الدينية أهمها جامع الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان في مدينة الأعظمية بجانب الرصافة من بغداد، ومقاما الإمامين موسى الكاظم ومحمد الجواد في مدينة الكاظمية من جانب الكرخ من بغداد، ومقام الشيخ عمر السهروردي، ومسجد الشيخ معروف الكرخي، وجامع الخلفاء الأثري العباسي المعروف قديما بجامع القصر أو جامع الخليفة، وجامع الحيدرخانة وهو من أتقن جوامع بغداد صنعة وإحكاما.
ومن شواهدها الآثار الإسلامية التي تتمثل في بقايا سور بغداد ودار الخلافة العباسية ومقر المعتصم بالله ومسجده الشهير وتحتوي بغداد على القصر العباسي والمدرسة السلجوقية والمدرسة المستنصرية.
كتاب تاريخ بغداد كتاب ألفه العلامة أحمد بن علي بن ثابت المعروف بالخطيب البغدادي، ( 392 هـ - 462 هـ)، وهو مؤرخ عربي مسلم، وألف الكثير من المؤرخين بعده كتب مشابهة لهذا الكتاب. مثل تاريخ دمشق لابن عساكر.
محتويات الكتاب
ولقد تضمن الكتاب أكثر من 7831 ترجمة لحياة العلماء والمفكرين وأعيان البلد ورجال الدولة، وجمعه على طريقة المحدثين وضم فيه فوائد كثيرة فصار كتاباً كبير الحجم، وهو مطبوع في المكتبات بطبعات عدة في 14 مجلد، وللكتاب أهميته من الناحية العلمية والثقافية حيث يبين أساليب التدريس ومناهج الدراسة لعلماء بغداد، بالإضافة إلى تبيان نشاط العلماء في المدن الإسلامية في ذلك الوقت. وهو كتاب يضم أيضاً تأريخاً للكتب التي ألفت في تاريخ بغداد.
أهمية الكتاب
وتكمن أهمية كتاب تاريخ بغداد العظمى في اهتمامه بمجال الحديث إذ ترجم لحوالي خمسة آلاف محدث ويظهر ذلك انه وضعه لخدمة علم الحديث وتظهر أهميته بالتعريف بالكثير من الكتب المفقودة في مجالات مختلفة وذكر الكثير من الكتب التي لم يذكرها ابن النديم في الفهرست وتبلغ 29 كتاب، وتبلغ مجموع الكتب التي ذكرها في كتابه حوالي (446) كتاباً.
وأصبح تاريخ الخطيب مصدراً مهما لكثير من مؤرخي الإسلام الذين استفادوا منه كثيراً وأصبح لهم مرجعاً رئيساً في كتبهم، وهذا السبكي ( ت، 771 هـ) الذي قال عنه يعد من محاسن الكتب الإسلامية. وأثنى عليه طاش كبرى زاده(ت، 965 هـ) بقوله (كان من الحفاظ المتقنين والعلماء المتبحرين ولو لم يكن له سوى التاريخ لكفاه فإنه يدل على اطلاع عظيم)، ومما يدعو إلى اليقين أن اعتماد المؤرخين في كتبهم على تاريخه يدل على ثقتهم به وبمادته.
ومن المؤرخين من اعتمد على كتاب الخطيب:- ابن ماكولا (ت، 475 هـ) في كتابه الإكمال وأبو يعلى (ت 526 هـ) في طبقات الحنابلة والسمعاني (ت، 562 هـ) في الأنساب وابن عساكر (ت،571هـ) وابن الجوزي (ت،597هـ) في المنتظم وأيضاً في كتابه المصباح المضيء في أخبار المستضيء) والحموي (ت، 626 هـ) في كتابيه البلدان، وإرشاد الأريب، وابن خلكان (ت، 681هـ) في وفيات الأعيان والمزي (ت، 742 هـ) في تهذيب الكمال والذهبي (ت، 748 هـ) في جميع كتبه مثل تذكرة الحفاظ، العبر، سير أعلام النبلاء وغيرها، والسبكي (ت، 771 هـ) في طبقات الشافعية والصفدي (ت، 764 هـ) في الوافي، وابن كثير (ت 774 هـ) في البداية والنهاية وغيرهم من المؤرخين.
منهج الخطيب في تاريخــه : عمد الخطيب في تاريخه أن يترجم لجميع علماء بغداد سواء من كان سكنها أم زارها منذ بداية تأسيسها حتى عصره. أوضح ذلك في مقدمة الكتاب أن تاريخه يشمل ما يأتي: (تسمية الحلفاء والأشراف والكبراء والقضاة والفقهاء والمحدثين والقراء والزهاد والصلحاء والمتأدبين والشعراء من أهل مدينة السلام الذين ولدوا بها وبسواها من البلدان ونزلوها وذكر من انتقل عنها ومات ببلدة غيرها ومن كان بالنواحي القريبة منها ومن قدمها من غير أهلها).
وبذلك نفهم أن الخطيب ترجم لعلماء بغداد الذين ولدوا بها وتوفوا بها، وأيضا العلماء الذين أتوا من مدن مختلفة وسكنوا بغداد أو حتى توفوا بها، والعلماء الذين ولدوا فيها ثم رحلوا عنها، وكذلك ترجم لأهل المناطق القريبة منها مثل سامراء وغيرها، وأيضاً العلماء الذين قدموا بغداد ثم رحلوا عنها. ولم يذكر الخطيب في تاريخه من محدثي الغرباء الذين قدموا إلى بغداد ولم يحدث بها ويروي العلم فأنه أهملهم وذلك لكثرة أسمائهم وتعذر احصاء عددهم.
مصادر تأليف الكتاب
واعتمد الخطيب في مادة تاريخه على المؤلفات التي سبقت تأليفه وخاصة كتب تراجم المحدثين وكتب تراجم الخلفاء والأدباء والشعراء وكتب الحوليات وعمل الخطيب الانتقاء من هذه الكتب لأنه وجد لديه مادة واسعة وكان الغرض من هذا الانتقاء هو الحذر من تضخم كتابه وكذلك عمل الخطيب بتخريج أحاديث المترجمين فاستخدم كتب الحديث ومعاجم الشيوخ.
حاول الخطيب أن يقدم ترجمة كاملة ومختصرة لمن ترجم له تتضمن اسمه ونسبه والشهرة التي يعرف بها وشيوخه وتلاميذه وأراء العلماء فيه ويبين رأيه فيه ويذكر له أن كان عنده شعر أو رواة ويبين مكان وسنة ولادته ومكان وسنة وفاته وفي أي مقبرة دفن.
وعمل الخطيب على نقد وتمحيص الروايات التي بين يديه وبيان أوهام العلماء والمصنفين السابقين وترجيح بين الروايات المتعارضة التي تتعلق مثلا بتاريخ الولادة والوفاة ومكانهما وغيرها من الأمور.
وتميز الخطيب بدقة نقله إذ ينقل النص كما وجده وبعدها يعقب على النص ويصححه.
ترتيب التاريخ بالكتاب
رتب الخطيب تاريخه على أساس الحروف وبدأ كتابه باسم محمد تكريما لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وبدأ بمحمد بن إسحاق وقال معتذراً انه بدأ به لأنه لم يجد أكبر سناً وأعلى إسنادا منه ويظهر لنا من تاريخه تكرار بعض التراجم وسبب ذلك انه ترجم لرجل باسمه ثم يعيده حسب اللقب المشهور به أو يكون له ا سمان .
أما بالنسبة لتكرار الروايات فان الخطيب كان يتفادى ذلك بالإحالة إلى موضع الرواية التي سبق إيرادها وكذلك كان يحيل إلى مؤلفاته أن احتاج الأمر إلى التفصيل مثل الجامع وموضح أوهام الجمع والتفريق ومناقب أحمد بن حنبل.
الذيول والمختصرات
اختصر تاريخ بغداد العديد من المؤرخين ومن أبرز من ذيل عليه : السمعاني (ت، 562هـ) وسماه الذيل على تاريخ بغداد .
ثم جاء بعده ذيل أبي عبد الله محمد بن سعيد المعروف بابن الدبيثي (ت، 637هـ) ،وسماه ( ذيل بغداد ) وقد لخصه الإمام الذهبي (ت، 748هـ) وسماه المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي)
ثم كتب محب الدين محمد بن محمود المعروف بابن النجار ذيلا على تاريخ الخطيب وسماه (التاريخ المجدد لمدينة السلام وأخبار فضلائها الأعلام ومن وردها من الأعلام ) وذيل علي ابن النجار تاج الدين علي البغدادي (ت، 674هـ) ثم ذيل علي ابن النجار تقي الدين محمد بن رافع السلامي ( ت، 774هـ) وسماه (الذيل على ذيل ابن النجار).
و ذيل عليه أيضاً أبو الحسن محمد ابن أحمد القطيفي ( ت، 634هـ) وأيضاً أحمد ابن صالح بن شافع الجبلي (ت، 565هـ)، وهناك ذيل هبة الله بن تبارك السقطي وذيل شجاع بن أبي شجاع الذهلي ولكن مؤلفه غسله قبل موته، أما من اختصره فهما كل من ابن منظوروالإمام الذهبي.
يضم الكتاب 7831 ترجمة للمحدثين وأرباب العلوم الأخرى ورجالات المجتمع والدولة،فهو تاريخ النخبة.
وهم أصحاب الكفاءات والمبرزين في المجتمع ولقد ضمن الخطيب البغدادي في كتابه بعض الكتب التي ألفت في تاريخ بغداد وفقدت فحفظها لنا الخطيب في تاريخه وتظهر أهمية " تاريخ بغداد " من ناحية الثقافة في أنه يكشف عن طرق التدريس ومناهج العلماء ومقاييسهم وعلاقتهم بتلاميذهم،
إلى جانب نشاط العلماء ومدى اتصال الحركة الفكرية في المدن الإسلامية ببعضها البعض .
هذه الطبعة محققة، مخرجة الأحاديث ومقارنة مع كتب تراجم أخرى.
أحمد بن علي بن ثابت - أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الحافظ الناقد المحدِّث المؤرِّخ، أبو بكر، المعروف بـ الخطيب البغدادي (392 – 463هـ)، وُلِدَ في غُزَيَّة الواقعة في منتصف الطريق بين الكوفة ومكة، يوم الخميس، 24 شهر جمادى الآخرة، سنة 392هـ، ونشأ في بغداد، وكان أبوه خطيباً في قرية دَرْزِيجَان وممن تلا القرآن على أبي حفْصٍ الكَتَّانِي، فحضَّ ولده أحمد على السماع والفقه، فسمع وهو ابن إحدى عشرة سنة، وذلك قبل أن يرتحل إلى البصرة سنة 402هـ.
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الفكر التربوي عند الخطيب البغدادي ❝ ❞ القول في علم النجوم (ط أطلس) ❝ ❞ الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (ط المعارف) ❝ ❞ الكفاية في علم الرواية (ط الهند) ❝ ❞ تاريخ الأنبياء ❝ ❞ تقييد العلم (ت علي) ❝ ❞ الرحلة في طلب الحديث ❝ ❞ صحيح الفقيه والمتفقه ❝ ❞ التطفيل وحكايات الطفيليين ونوادرهم وأخبارهم ❝ الناشرين : ❞ دار الكتب العلمية بلبنان ❝ ❞ مؤسسة الرسالة ❝ ❞ دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع ❝ ❞ المكتب الإسلامي للطباعة والنشر ❝ ❞ دار ابن الجوزي ❝ ❞ مكتبة المعارف للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الغرب الإسلامي ❝ ❞ مكتبة الرشد ❝ ❞ مكتبة الخانجي ❝ ❞ دار الراية للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الصميعي للنشر والتوزيع ❝ ❞ مكتبة ابن تيمية ❝ ❞ دار أطلس للنشر والإنتاج الإعلامي ❝ ❞ الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء ❝ ❞ دار طلاس للدراسات و الترجمة و النشر ❝ ❞ دار الضياء للنشر و التوزيع ❝ ❞ الجامعة الإسلامية ❝ ❞ المكتبة العلمية الإلكترونية ❝ ❞ دار العقيدة ❝ ❞ دار الوطن ❝ ❞ دار الهجرة للنشر والتوزيع ❝ ❞ مخطوط نُشر في برنامج جوامع الكلم المجاني التابع لموقع الشبكة الإسلامية ❝ ❞ دار الأصالة للثقافة والنشر ❝ ❞ مكتبة الفكر الإسلامي ❝ ❞ دار القادري ❝ ❞ مكتبة لينة للنشر والتوزيع ❝ ❞ الإستقامة ❝ ❱
من تاريخ بغداد كتب تاريخ العالم العربي - مكتبة كتب التاريخ.