📘 قراءة كتاب قادة فتح العراق والجزيرة أونلاين
عرف تاريخ الأدب العربي الحديث كوكبة من الفرسان والأدباء، وأطلق عليهم أرباب السيف والقلم، جمعوا بين المقدرة العسكرية الحربية وبين التبريز الأدبي وقد كان اسم محمود سامي البارودي في مقدمة هذه الأسماء وأضيف إليه حافظ إبراهيم ثم ظهرت أسماء كثيرة في مجالات الشعر والنثر وغيرها.
غير أننا الآن أمام نموذج آخر، نموذج فرضته ظروف التحدي التي تمر بها الأمة العربية فهذا رجل عسكري محارب وهو في نفس الوقت كاتب بارع ومؤرخ حصيف، ولكن في دائرته فهو يرى أن أزمة العالم العربي وكبرى قضاياه لا تحل إلا في مجال الوحدة العسكرية العربية ومن هنا فهو معني بهذا اللون من الدراسات على مدى تاريخ الأمة العربية.
ومن هنا كانت موسوعته (قادة الفتح الإسلامي) التي ستتم في سبعة مجلدات صدر منه أربعة والباقي في الطريق، وهي تضم سيرة كل فاتح ضم بلدا جديدا أو بلدانا جديدة لأول مرة بعد الإسلام إلى الدولة الإسلامية إيمانا بأنه ما به "قصة هؤلاء القادة تبهر العقول والأبصار" وأن "جهادهم يخرس الأصوات المنكرة المريبة التي تعمل جاهدة لتهديهم تاريخنا وتراثنا لتستورد لنا تاريخا وتراثا من وراء الحدود.
وهذه الأجزاء السبعة هي:
1 – قادة فتح العراق والجزيرة.
2 – قادة فتح فارس.
3 – قادة فتح الشام ومصر.
4 – قادة فتح المغرب.
5 – قادة فتح المشرق (من الصين شرقا إلى سيبيريا شمالا إلى المحيط جنوبا).
6 – قادة فتح الأندلس والبحار.
7 – قادة فتح أوربا.
ويؤكد رب السيف والقلم (محمود شيت خطاب) في أكثر من مقدمة، وأكثر من مناسبة أنه إنما يندفع إلى هذا العمل في مواجهة خطر واضح يتهدد الأمة العربية والثقافة العربية والتاريخ العربي "بعد أن راعه انفصال الكثيرين من أبناء الجيل الحاضر عن تراث أجدادهم المشرف المجيد واتجاههم في حيرة وهوان ليستوردون النماذج والمثل والقيم" وهي "أمنية راودته ما يزيد على العشرين عاما خلت" فقد كان يشعر شعورا عميقا بعظمة هؤلاء الرجال ويشعر بالحزن والأسى يحزان في نفسه حين يلمس أن هؤلاء الرجال على عظمتهم وآثارهم وقيمة تضحياتهم لا نعرف حتى أسماء أكثرهم، وما تعرفه عن بعضهم لا يتجاوز بعض المعلومات السطحية المشوشة التي يشيع فيها التناقض ويقارن بين تكريم الأجانب لقادتهم وبين ما يلاقيه قادتنا من عقوق، هذه هي الفكرة التي مازالت تتغلغل في نفسه منذ انبعاثها حتى أصبح يشعر بمرور الأيام أنها رسالة وواجب وعليه مسئولية حملها وتبليغها للناس.
ومنذ ذلك الوقت وكان ذلك قبل1958 بوقت طويل على الأكثر عندما أصدر كتابه الأول "الرسول القائد" كان قد عكف على المصادر القديمة والحديثة وجمع أخبار الفتح من شتات كتب السير والمغازي وطبقات الرجال وكتب التاريخ والأدب.
ولقد كان إحساسه وهو يكتب هذه الصفحات هو ما صوره في عبارة لا تباري: "كنت أشعر بفيض غامر حين كنت أؤرخ قادة الفتح، من غبطة وسعادة لا تقدران بثمن ولا يمكن وصفهما".
وهو لا يلوم الجيل الحاضر من أبناء العرب والمسلمين على عقوقهم "قادة الفتح": "فقد تضافرت جهود الثقافة الاستعمارية منذ دخول الاستعمار هذه البلاد إلى إغفال كل ما يثير في النفوس روح الاعتزاز بالماضي المشرف المجيد، كما أن الشعوبيين منذ سيطر بعض رجالهم على الدولة العباسية في القرن الثاني للهجرة بذلوا جهودا عن عمد وسبق إصرار ولا يزال أحفادهم يبذلون جهودهم إلى اليوم لطمس أسماء القادة الذين دكوا عرش أكاسرتهم وقياصرتهم".
ولكن أي عبرة من وراء هذه الدراسة المضنية الواسعة:
نعم، يجيب رب السيف والقلم فيقول: إن معرفة الماضي هي التي تطوع لنا تصوير المستقبل وتوجه جهودنا إلى الغاية الجديرة بتراثنا العظيم فالماضي والمستقبل وحده لا سبيل إلى انفصالهما ومعرفة الماضي هي وسيلتنا لتشخيص الحاضر ولمعرفة المستقبل، وذلك أن معرفة حقيقة تاريخنا ومعرفة سيرة روح هذا التاريخ، وهم قادة الفتح وقادة الفكر هي مصل وقائي للعرب والمسلمين يصونهم من الانحراف في مجرى التيارات الفكرية الدخيلة التي لا تنبع من صميم تربة وطننا ولا تمت بصلة إلى تراثنا وعقائدنا. "إن معرفة الماضي هي التي وحدها التي تطوع لنا تصوير المستقبل".
ذلك هو الهدف الذي دفع بكاتبنا الكبير إلى تحرير سيرة قادة الفتح الإسلامي وأعلامه، وقدم هذا الثبت الضخم من المؤلفات المفردة أيضا عن أمثال: "المهلب ابن أبي صفرة الأزدي، والأحنف بن قيس التميمي، وقتيبة بن مسلم الباهلي، وما يعده من أبحاث أخرى عن الصديق أبي بكر والإمام علي وقادة النبي وسفراء النبي وشهداء الإسلام في عهد النبي.
بل إن هذا العالم الفارسي ليذهب إلى أبعد من ذلك فيخصص جانبا كبيرا من وقته وجهده لدراسة المصطلحات العسكرية في الآثار الجاهلية والقرآن والحديث ومصادر التاريخ الإسلامي والأدب العربي بعد الإسلام. ولا يتوقف عن العمل كاتبا ومصححا ومحققا في مختلف المجالات العلمية، وهو يعد عضو المجمع العلمي العربي في العراق، والمجمع اللغوي في مصر، ويواصل كتاباته في عشرات المجلات الإسلامية والعربية والعسكرية التي تصدر في مختلف أجزاء العالم العربي حتى ليمكن القول أنه وهب نفسه لهذا العمل وتجرد له.
الفَتْحُ الإسْلَامِيُّ لِفَارِسَ أو الغَزْوُ الإسْلَامِيُّ لِفَارِسَ (بالفارسيَّة: فَتْحِ اِيرانْ تَوَسُّطِ مُسَلْمانانْ)، وفي بعض المصادر ذات الصبغة القوميَّة خُصُوصًا يُعرفُ هذا الحدث باسم الفَتْحُ العَرَبِيُّ لِفَارِسْ (بالفارسيَّة: فَتْحِ اِيرانْ تَوَسُّطِ اَعْرابْ)، هي سلسلةٌ من الحملات العسكريَّة شنَّها المُسلمون على الإمبراطوريَّة الفارسيَّة الساسانيَّة المُتاخمة لِحُدود دولة الخِلافة الرَّاشدة، وقد أفضت هذه الفُتوح إلى انهيار الإمبراطوريَّة سالِفة الذِكر وانحسار الديانة المجوسيَّة في بِلاد إيران وإقبال الفُرس على اعتناق الإسلام.
بدأت تلك الفُتوحات زمن أبي بكرٍ الصدّيق بِغزو المُسلمين للعِراق، المركز السياسي والاقتصادي للإمبراطوريَّة، سنة 11هـ المُوافقة لِسنة 633م بِقيادة خالد بن الوليد، فبقي حتى استكمل فتح العراق بالكامل، ثُمَّ نُقل خالد بعد ذلك إلى الجبهة الروميَّة بالشَّام لاستكمال الفُتوحات، فتعرَّض المُسلمون في العراق لِهُجومٍ مُضادٍ من قِبل الفُرس مما أفقدهم ما فتحوه مع خالد بن الوليد.
فبدأت الموجة الثانية من الفُتوحات تحت قيادة سعد بن أبي وقَّاص سنة 14هـ المُوافقة لِسنة 636م، فكان النصر الحاسم في معركة القادسيَّة التي أنهت سيطرة الساسانيين على الجبهة الغربيَّة لِفارس. فانتقلت الحُدود الطبيعيَّة ما بين الدولة الإسلاميَّة الفتية والفُرس من العراق إلى جِبال زاگرُس.
ولكن وبسبب الغارات المُستمرَّة للفُرس على العِراق، فقد أمر الخليفة عُمر بن الخطَّاب بتجريد الجُيوش لِفتح سائر بِلاد فارس سنة 21هـ المُوافقة لِسنة 642م، ولم تمضي سنة 23هـ المُوافقة لِسنة 644م حتى استُكمل القضاء على تلك الإمبراطوريَّة وفتح فارس برُمَّتها.
هذا الفتح السريع لِبلاد فارس من خلال سلسلةٍ من الهجمات المُنسقة تنسيقًا جيدًا، والتي أدارها عُمر بن الخطَّاب من المدينة المُنوَّرة على بُعد آلاف الأميال من ميادين المعارك في فارس، كانت له أعظم انتصار، وأكسبته سمعة كأحد أعظم العباقرة الإستراتيجيين والسياسيين في التاريخ.
مُعظم المُؤرخين المُسلمين قد قالوا بأنَّ المُجتمع المدني في بلاد فارس عند بداية الفُتوحات الإسلاميَّة كان في حالة تدهورٍ وانحطاط، وبالتالي فإنهم احتضنوا تلك الجُيوش العربيَّة الغازية بأذرعٍ مفتوحة.
كما أن مُنجزات الحضارة الفارسيَّة لم تُهمل، فقد تم استيعابها في النظام الإسلامي الجديد. بالمُقابل، يسعى عددٌ من المؤرخين الإيرانيين القوميين إلى إبراز وإظهار جانب المُقاومة القوميَّة للفُرس ضدَّ الفاتحين الجُدد، والتي استمرَّت سنواتٍ طويلة قبل أن يخضع الفُرس للمُسلمين.
استبدل الفُرس أبجديَّتهم بالأبجديَّة العربيَّة بعد أن استقرَّ الحُكم الإسلامي في بِلادهم، وأقدموا على اعتناق الإسلام تدريجيًا، لكنَّهم لم يتعرَّبوا عكس أهل العراق والشَّام ومصر، وفضَّلوا الاحتفاظ بهويَّتهم القوميَّة الخاصَّة، وفي وقتٍ لاحق، امتزجت الثقافة الفارسيَّة بالثقافة الإسلاميَّة ونتج عنها ثقافةً جديدة مُميَّزة انعكست بشكلٍ واضح على أغلب أنحاء المشرق.
قادة الفتح الإسلامي
قادة فتح العراق والجزيرة
التراجم والأعلام
فتح الشام PDF
فتح الأندلس pdf
الاندلسpdf
تحميل كتب محمود شيت خطاب pdf
الفتح الإسلامي لبلاد الأندلس pdf
حجم الكتاب عند التحميل : 6.4 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'