📘 قراءة كتاب فرية ابن بطوطة في حق ابن تميمة أونلاين
فرية ابن بطوطة في حق ابن تميمة
قال: كنا جلوساً في صحن الجامع الأموي في مجلس ابن تيمية، فذكّر ووعظ، وتعرض لآيات الاستواء، ثم قال: واستوى الله على عرشه كاستوائي هذا، قال: فوثب الناس عليه وثبة واحدة، وأنزلوه عن الكرسي، وبادروا إليه ضرباً باللكم والنعال وغير ذلك.
طبعًا شيء لا يكاد يصدق، من يصدق مثل هذا الهراء وهذا التجني، طبعا هذه خرجت من ابن بطوطة شبر ومع الوقت تصير ذراعا وأمتارًا، هذا موجود في كتاب للتقي الحصني للأسف الشديد، وكان خصمًا من خصوم شيخ الإسلام، طبعًا بعد وفاة شيخ الإسلام لأنه توفي سنة 829، فألف كتاب دفع شبه من شبه وتمرد ونسب ذلك إلى الإمام أحمد هذا تقي الدين الحصني، فهو أصل هذا الكلام هو عبارة ابن بطوطة.
التي ذكرها الشيخ محمد بهجت البيطار هنا، يقول: وكنت إذ ذاك بدمشق، فحضرته يوم الجمعة، وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم، فكان من جملة كلامه أن قال: إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا، ونزل درجة من درج المنبر.
طبعا الثاني بعد حوالي كم سنة، عدد كبير من السنين فالحصني زاد فيما حكاه زاد: فوثب الناس عليه وأنزلوه عن الكرسي، وبادروا إليه ضرباً باللكم والنعال وغير ذلك. هذه من التوابل التي يضعونها على الفرية تزيدها قبحاً وكذبًا ودمامة.
يقول الشيخ بهجت البيطار: فرأيت أن أنشر كلمة في هذا الموضوع تكون الحد الفاصل بين الحق والباطل.
أولًا: إن ابن بطوطة رحمه الله لم يسمع من ابن تيمية ولم يجتمع به، أول القصيدة كذب، يقول: وكنت إذ ذاك بدمشق، فحضرته وهو يعظ الناس على منبر الجامع يوم الجمعة ، أول ما نطق كذب في هذه المسألة، فهو لم يجتمع بابن تيمية ولم يسمع منه إذ كان وصوله إلى دمشق يوم الخميس التاسع عشر من شهر رمضان المبارك عام ستة وعشرين وسبعمائة هجرية.
وكان سجن شيخ الإسلام في قلعة دمشق أوائل شهر شعبان من ذلك العام، ولبث فيه إلى أن توفاه الله تعالى ليلة الاثنين لعشرين من ذي العقدة عام ثمانية وعشرين وسبعمائة هجرية. يعني هو شيخ الإسلام سُجن في أوائل شعبان سنة 726 هجرية، ومكث في السجن من أوائل شعبان سنةفينذر للقبوروفي في عشرين ذي القعدة سنة 728، ابن بطوطة دخل دمشق في 19 رمضان سنة 726.
يعني ابن تيمية دخل السجن قبل أن يأتي بحوالي شهر وأكثر، ومكث في السجن حتى مات وخرج من السجن ميتًا رحمه الله، فأين لقيه ابن بطوطة؟ فهو لم يلقه ولم يسمع منه، حينما دخل دمشق كان مسجون شيخ الإسلام، قبل حضوره بشهر وبضعة أيام، فهذه أول العلامات، فكيف رآه ابن بطوطة يعظ على منبر الجامع، وسمعه يقول: ينزل إلى آخر ما ادعى.
ثانيًا: إن رحلة ابن بطوطة مملوءة بالروايات والحكايات الغريبة، ومنها مالا يصح عقلًا ولا نقلًا، وهو يلقي ما ينقله على عواهنه، ولا يتعقبه بشيء فمن ذلك قوله: وفي وسط المسجد أي الأموي بدمشق، قبر زكريا عليه السلام، والمعروف أنه يقال قبر يحيى عليه السلام.
وقوله أيضا: وقرأت في فضائل دمشق عن سفيان الثوري أن الصلاة في مسجد دمشق بثلاثين ألف صلاة، ويمر عليها بدون أي تعليق، الصلاة في المسجد الأموي بثلاثين ألف صلاة، طبعًا، وهذا لا يقال من قبل الرأي، وسفيان أجل من أن يفضله على مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم، مسجد رسول الله الصلاة فيه تضاعف بألف، وعلى المسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين وهما لم يبلغ الثواب فيهما هذه الدرجة، كما هو معلوم للمحدثين وغيرهم.
ومن نقوله التي أقرها ولم ينكرها: النذور للقبور المعظمة، والوقوف على أبواب الملوك، ومن ذلك النذر لأبي إسحاق، وإذا هاجت الرياح في البحار، واشتدت الأخطار، وهو ما لم يبلغه أهل الجاهلية الذين قال الله تعالى عنهم: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [العنكبوت:65].
فهو حكى أشياء مثل، الإنسان إذا كان في البحر إذا هاجت الرياح في البحار، واشتدت الأخطار، فينذر للقبور المعظمة عند الناس كما يفعل هؤلاء الجهلاء.
ثالثًا: لم يكن ابن تيمية يعظ الناس على منبر الجامع كما زعم ابن بطوطة يقول: فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ على منبر الجامع، بل لم يكن يخطب أو يعظ على منبر الجمعة كما يوهمه قوله: ونزل درجة من درج المنبر.
وإنما كان يجلس على كرسي يعظ الناس، ويكون المجلس غاصًا بأهله، قال الحافظ الذهبي: وقد اشتهر أمره، وبعد صيته في العالم، وأخذ في تفسير الكتاب العزيز أيام الجمع على كرسي من حفظه.
فكان يورد المجلس ولا يتلعثم، وكان يورد الدرس بتؤدة وصوت جهوري فصيح، وقال: وفسر كتاب الله تعالى مدة سنين من صدره أيام الجمع.
كما ذكرنا من قبل ابن تيمية أحب عليه إليه كان علم التفسير، وكان آية في تفسير القرآن الكريم، حتى أن كثيرًا من العلماء تحسروا حتى من خصوم ابن تيمية، تحسروا بأنه يشتغل بالأمور الأخرى التي اشتغل بها وقالوا لو صرف جهده إلى التفسير لأتى بما لا نظير له من التفسير، وسبق أن ذكرنا جواب ابن تيمية عن مثل هذا رحمه الله.
وقال علم الدين البرزالي في معجم شيوخه: يتكلم عن شيخ الإسلام يقول: وكان يجلس صبيحة كل جمعة يفسر القرآن العظيم فانتفع بمجلسه وبركة دعائه وطهارة أنفاسه وصدق نيته وصفاء ظاهره وباطنه وموافقة قوله لعمله وأناب إلى الله تعالى خلق كثير.
نوع الكتاب : doc.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات doc
يمكن تحميلة من هنا 'http://www.microsoftstore.com/store/msmea/ar_EG/pdp/Office-365-Personal/productID.299498600'